جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-08@23:18:43 GMT

ويرحل الأصفياء الأتقياء

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

ويرحل الأصفياء الأتقياء

راشد بن حميد الراشدي

في ليلة السادس والعشرين من محرّم من عام ١٤٤٧ للهجرة، رحل عن عالمنا رجل بأُمّة، ألا وهو الشيخ الجليل الزاهد ناصر بن سالم بن سليم الصوافي، عن عمر ناهز ٩٥ عامًا، حيث قضى جُلّ عمره في طاعة الله وخدمة الناس.

فقد كان معلمًا ملازمًا لعدد من مشايخ العلم والعلماء العاملين، كالشيخ حمود بن حميد الصوافي، والشيخ يحيى بن سالم المحروقي، والشيخ سالم بن راشد الصوافي، والوالد أحمد بن سعيد الصوافي.

كما تتلمذ على يد الشيخ حمد القاسمي، والمعلم سيف بن جمعة المسلمي.

وهو من أسرة عريقة، اشتهرت بالعلم والخُلق الكريم.

في بداية عمره، عمل في المملكة العربية السعودية، وبعد عودته إلى الوطن عُيّن معلمًا للقرآن في قرية الحنظلي بولاية سناو. ثم، مع بداية السبعينيات من القرن الماضي وبزوغ فجر النهضة المباركة، عُيّن معلمًا في مدرسة العيون للبنين، ثم نُقل إلى مدرسة سناو للبنين، حيث عمل فيها طوال سنوات خدمته حتى تقاعده.

وقد عُيّن آنذاك مع نخبة من الأساتذة الفضلاء، منهم الأستاذ زاهر بن حمود الراشدي، وأحمد بن عبدالله الراشدي، وناصر بن سعيد الصوافي، وحمد بن سالم المحروقي، وموسى بن راشد الصوافي.

وكانت زمالته للشيخ حمود بن حميد الصوافي -حفظه الله- والتي امتدت لسبعين عامًا، مصدر فخر له، حيث كان من أوائل من افتتحوا الدعوة مع الشيخ في مسجد الرق بولاية سناو قبل خمس وأربعين سنة.

كان -رحمه الله- يشرف على مكتبة جامع سناو، ويفتتحها كل صباح لزوار الشيخ، حتى أقعده المرض عن القيام بواجبه المعتاد. وقد أطلق عليه بعضهم لقب "حمامة المكتبة وأنيس الكتاب"، إذ كان الكتاب رفيقه الذي لا يفارقه، والمكتبة مكانه الذي يقضي فيه يومه.

كان -رحمه الله- ورعًا تقيًّا، زاهدًا، مصلحًا بين الناس، ربّى أبناءه على نهجه السليم وسيرته الحسنة، والتربية الصالحة التي انعكست على صلاح الأبناء، فكان مثالًا للأب الحنون والمربي.

رزقه الله بولد بارّ، حمل مشعل العلم والدين، ألا وهو الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي، وكذلك بناته الحافظات لكتاب الله العظيم.

اشتهر الشيخ ناصر الصوافي بين أهله في ولاية سناو بسيرته الحسنة، فقد عرفه الكبير والصغير بأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجمّ.

رحل، ورحلت معه معانٍ سامية، استقى من أثرها طلاب العلم ومحبوّه ومن عرفه خيرًا كثيرًا.

رحمك الله يا أبا إبراهيم، يا من كنت روح مكتبة جامع سناو، لا تُفتح الكتب إلا بيدك، ولا تُنظّم إلا بنظرتك، ولا تُذكر في حضرة إلا مقرونًا بالمجالس العلمية لفضيلة الشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي -حفظه الله.

رحلتَ بصمت، كما كنت تحيا بصمت، معلّمًا، وخادمًا للعلم، ورفيقًا للعلماء، وصديقًا لرواد المكتبة.

فاللهم أجزه عن العلم وأهله خير الجزاء، وارفع درجته في المهديين، واخلف على أهله وأحبابه بالصبر والرضا بقدرك. وهكذا يرحل الأتقياء الأنقياء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: بن حمید

إقرأ أيضاً:

الشيخ خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعاً عن الحرية الإنسانية

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الغزوات التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون لم تكن لأغراض التوسع أو الاستيلاء، وإنما كانت دفاعاً عن الحرية الإنسانية وحرية اختيار الإنسان.

خالد الجندي: التساهل في ستر العورات يربي الأبناء على معصية الله خالد الجندي يكشف مفاجأة عن بقايا للأوثان تُعلق على الأبواب والجدران.. فيديو رسائل النبي صلى الله عليه وسلم للملوك 

وأشار الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، إلى أن رسائل النبي صلى الله عليه وسلم للملوك والأمراء كانت تدور حول حماية حرية الناس، مستشهداً برسالته لعظيم القبط في مصر حيث قال: "أسلم تسلم، وإلا فعليك إثم الأقباط"، موضحاً أن النبي كان يحمل القادة مسؤولية حماية رعاياهم والدفاع عنهم.

وأضاف أن الهجرة إلى الحبشة كانت مثالاً واضحاً على الدفاع عن حرية الدين، حيث هاجر المسلمون ليتمتعوا بحرية اعتقادهم وممارسة شعائرهم دون إكراه، مؤكداً أن حرية الدين تعني اختيار الإنسان ما يراه مناسباً له، وأن الجزاء سيكون أمام الله سبحانه وتعالى.

وأكد الجندي أن القرآن الكريم يوضح هذا المعنى في آيات عديدة، مثل قوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، و“وما أنت عليهم بوكيل”، مشيراً إلى أن كل النصوص القرآنية تتحدث عن حرية الاختيار والمسؤولية الفردية، وأن أي دين يخضع للإكراه يفقد قيمته.

وأشار الجندي إلى أن الإسلام والقرآن يدعمان كرامة الإنسان وحقه في الاختيار، وأن من تربيه الجماعات المتطرفة على الانبطاح والخضوع والتسليم الأعمى لا يفهم معنى الحرية الإنسانية.

الإسلام لا يريد من أحد أن يكون حارساً للشريعة 

وأضاف الجندي: "الإسلام لا يريد من أحد أن يكون حارساً للشريعة بقدر ما يريد أن يكون حارساً لحرية الإنسان وحقه في الاختيار، وهذا هو جوهر الرسالة النبوية التي تجمع بين العقيدة وكرامة الإنسان".

مقالات مشابهة

  • إصدار توثيقي جديد يستعرض حياة وآثار الشيخ نبهان بن سيف المعمري
  • تعلن محكمة التعزية بأن على/ محمد حمود محمد الحضور إلى المحكمة
  • الشيخ خالد الجندي: برنامج دولة التلاوة أعظم هدية قُدِّمت للمجتمع المصري
  • صحار تفقد أحد أعلامها.. وفاة الشيخ والشاعر عبدالعزيز بن خالد النقبي
  • حمود بن فيصل يرعى انطلاق "منتدى الإدارة المحلية" لتمكين المحافظات.. الأحد
  • كيف تكون عبدًا لله وفي نفس الوقت حرً؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح
  • الشيخ خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعاً عن الحرية الإنسانية
  • الشيخ خالد الجندي يوضح كيف تكون عبدًا لله وفي نفس الوقت حرً
  • إبراز الحراك الثقافي والاجتماعي لـ"مكتبة سناو العامة" مع ختام أنشطة 2025
  • تعلن محكمة الميناء أن على المدعى عليه جميل حميد السالمي الحضور إلى المحكمة