جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-08@03:01:30 GMT

ويرحل الأصفياء الأتقياء

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

ويرحل الأصفياء الأتقياء

راشد بن حميد الراشدي

في ليلة السادس والعشرين من محرّم من عام ١٤٤٧ للهجرة، رحل عن عالمنا رجل بأُمّة، ألا وهو الشيخ الجليل الزاهد ناصر بن سالم بن سليم الصوافي، عن عمر ناهز ٩٥ عامًا، حيث قضى جُلّ عمره في طاعة الله وخدمة الناس.

فقد كان معلمًا ملازمًا لعدد من مشايخ العلم والعلماء العاملين، كالشيخ حمود بن حميد الصوافي، والشيخ يحيى بن سالم المحروقي، والشيخ سالم بن راشد الصوافي، والوالد أحمد بن سعيد الصوافي.

كما تتلمذ على يد الشيخ حمد القاسمي، والمعلم سيف بن جمعة المسلمي.

وهو من أسرة عريقة، اشتهرت بالعلم والخُلق الكريم.

في بداية عمره، عمل في المملكة العربية السعودية، وبعد عودته إلى الوطن عُيّن معلمًا للقرآن في قرية الحنظلي بولاية سناو. ثم، مع بداية السبعينيات من القرن الماضي وبزوغ فجر النهضة المباركة، عُيّن معلمًا في مدرسة العيون للبنين، ثم نُقل إلى مدرسة سناو للبنين، حيث عمل فيها طوال سنوات خدمته حتى تقاعده.

وقد عُيّن آنذاك مع نخبة من الأساتذة الفضلاء، منهم الأستاذ زاهر بن حمود الراشدي، وأحمد بن عبدالله الراشدي، وناصر بن سعيد الصوافي، وحمد بن سالم المحروقي، وموسى بن راشد الصوافي.

وكانت زمالته للشيخ حمود بن حميد الصوافي -حفظه الله- والتي امتدت لسبعين عامًا، مصدر فخر له، حيث كان من أوائل من افتتحوا الدعوة مع الشيخ في مسجد الرق بولاية سناو قبل خمس وأربعين سنة.

كان -رحمه الله- يشرف على مكتبة جامع سناو، ويفتتحها كل صباح لزوار الشيخ، حتى أقعده المرض عن القيام بواجبه المعتاد. وقد أطلق عليه بعضهم لقب "حمامة المكتبة وأنيس الكتاب"، إذ كان الكتاب رفيقه الذي لا يفارقه، والمكتبة مكانه الذي يقضي فيه يومه.

كان -رحمه الله- ورعًا تقيًّا، زاهدًا، مصلحًا بين الناس، ربّى أبناءه على نهجه السليم وسيرته الحسنة، والتربية الصالحة التي انعكست على صلاح الأبناء، فكان مثالًا للأب الحنون والمربي.

رزقه الله بولد بارّ، حمل مشعل العلم والدين، ألا وهو الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي، وكذلك بناته الحافظات لكتاب الله العظيم.

اشتهر الشيخ ناصر الصوافي بين أهله في ولاية سناو بسيرته الحسنة، فقد عرفه الكبير والصغير بأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجمّ.

رحل، ورحلت معه معانٍ سامية، استقى من أثرها طلاب العلم ومحبوّه ومن عرفه خيرًا كثيرًا.

رحمك الله يا أبا إبراهيم، يا من كنت روح مكتبة جامع سناو، لا تُفتح الكتب إلا بيدك، ولا تُنظّم إلا بنظرتك، ولا تُذكر في حضرة إلا مقرونًا بالمجالس العلمية لفضيلة الشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي -حفظه الله.

رحلتَ بصمت، كما كنت تحيا بصمت، معلّمًا، وخادمًا للعلم، ورفيقًا للعلماء، وصديقًا لرواد المكتبة.

فاللهم أجزه عن العلم وأهله خير الجزاء، وارفع درجته في المهديين، واخلف على أهله وأحبابه بالصبر والرضا بقدرك. وهكذا يرحل الأتقياء الأنقياء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: بن حمید

إقرأ أيضاً:

«رزقه الله حسن البيان وفصاحة اللسان».. شيخ الأزهر ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم

نعى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى الأمة الإسلامية، فضيلةَ العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وأستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، والذي وافته المنية فجر اليوم الثلاثاء 7

لأكتوبر 2025، بعد رحلةٍ زاخرةٍ قضاها في نشر العلم والدعوة إلى الله تعالى.

وأكد شيخ الأزهر أن فقيد الأمة الراحل كان عالِمًا أزهريًّا أصيلًا، وأحد أبرز علماء الحديث في عصرنا، رزقه الله حسن البيان وفصاحة اللسان، والإخلاص في الدعوة إلى الله، وخدمة سنة نبيه ﷺ، ونشر العلم، وستظل خطبه وكتبه ومحاضراته منهلًا عذبًا لطلاب العلم والباحثين.

كما تقدم شيخ الأزهر الشريف بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة العالم الراحل، وزملائه وتلامذته وطلاب العلم ومحبيه، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل سعيه في نشر العلم شفيعًا له، وأن يرزق أهله وذويه الصبر والسلوان.

"إنا لله وإنا إليه راجعون".

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يهنئ خالد العناني بفوزه بمنصب مدير عام اليونسكو

شيخ الأزهر يزور الدكتور أحمد عمر هاشم للاطمئنان عليه

شيخ الأزهر يستقبل زعيم الطائفة الإسماعيلية لبحث سبل تعزيز التعاون

مقالات مشابهة

  • محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تركيب الإنترلوك بشوارع سيدي سالم
  • وفاة أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق
  • شيخ الأزهر ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم
  • «رزقه الله حسن البيان وفصاحة اللسان».. شيخ الأزهر ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم
  • رحلةٍ زاخرةٍ في الدعوة إلى الله.. شيخ الأزهر ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم
  • عبد الله الثقافي يكتب: الدكتور أحمد عمر هاشم تاج العلماء وصوت أهل السنة
  • المعلم.. منارة العلم التي أطفأها الإهمال
  • الشيخ سالم آل فنة العريمي.. ريادة وعطاء
  • محمد حميد الله.. العالم الذي عاش للإسلام في صمت ورحل في صمت
  • قدوة في نشر العلم.. عضو الأزهر للفتوى: أول معلمة في الإسلام هي الشفاء بنت عبد الله