ويرحل الأصفياء الأتقياء
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
راشد بن حميد الراشدي
في ليلة السادس والعشرين من محرّم من عام ١٤٤٧ للهجرة، رحل عن عالمنا رجل بأُمّة، ألا وهو الشيخ الجليل الزاهد ناصر بن سالم بن سليم الصوافي، عن عمر ناهز ٩٥ عامًا، حيث قضى جُلّ عمره في طاعة الله وخدمة الناس.
فقد كان معلمًا ملازمًا لعدد من مشايخ العلم والعلماء العاملين، كالشيخ حمود بن حميد الصوافي، والشيخ يحيى بن سالم المحروقي، والشيخ سالم بن راشد الصوافي، والوالد أحمد بن سعيد الصوافي.
وهو من أسرة عريقة، اشتهرت بالعلم والخُلق الكريم.
في بداية عمره، عمل في المملكة العربية السعودية، وبعد عودته إلى الوطن عُيّن معلمًا للقرآن في قرية الحنظلي بولاية سناو. ثم، مع بداية السبعينيات من القرن الماضي وبزوغ فجر النهضة المباركة، عُيّن معلمًا في مدرسة العيون للبنين، ثم نُقل إلى مدرسة سناو للبنين، حيث عمل فيها طوال سنوات خدمته حتى تقاعده.
وقد عُيّن آنذاك مع نخبة من الأساتذة الفضلاء، منهم الأستاذ زاهر بن حمود الراشدي، وأحمد بن عبدالله الراشدي، وناصر بن سعيد الصوافي، وحمد بن سالم المحروقي، وموسى بن راشد الصوافي.
وكانت زمالته للشيخ حمود بن حميد الصوافي -حفظه الله- والتي امتدت لسبعين عامًا، مصدر فخر له، حيث كان من أوائل من افتتحوا الدعوة مع الشيخ في مسجد الرق بولاية سناو قبل خمس وأربعين سنة.
كان -رحمه الله- يشرف على مكتبة جامع سناو، ويفتتحها كل صباح لزوار الشيخ، حتى أقعده المرض عن القيام بواجبه المعتاد. وقد أطلق عليه بعضهم لقب "حمامة المكتبة وأنيس الكتاب"، إذ كان الكتاب رفيقه الذي لا يفارقه، والمكتبة مكانه الذي يقضي فيه يومه.
كان -رحمه الله- ورعًا تقيًّا، زاهدًا، مصلحًا بين الناس، ربّى أبناءه على نهجه السليم وسيرته الحسنة، والتربية الصالحة التي انعكست على صلاح الأبناء، فكان مثالًا للأب الحنون والمربي.
رزقه الله بولد بارّ، حمل مشعل العلم والدين، ألا وهو الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي، وكذلك بناته الحافظات لكتاب الله العظيم.
اشتهر الشيخ ناصر الصوافي بين أهله في ولاية سناو بسيرته الحسنة، فقد عرفه الكبير والصغير بأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجمّ.
رحل، ورحلت معه معانٍ سامية، استقى من أثرها طلاب العلم ومحبوّه ومن عرفه خيرًا كثيرًا.
رحمك الله يا أبا إبراهيم، يا من كنت روح مكتبة جامع سناو، لا تُفتح الكتب إلا بيدك، ولا تُنظّم إلا بنظرتك، ولا تُذكر في حضرة إلا مقرونًا بالمجالس العلمية لفضيلة الشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي -حفظه الله.
رحلتَ بصمت، كما كنت تحيا بصمت، معلّمًا، وخادمًا للعلم، ورفيقًا للعلماء، وصديقًا لرواد المكتبة.
فاللهم أجزه عن العلم وأهله خير الجزاء، وارفع درجته في المهديين، واخلف على أهله وأحبابه بالصبر والرضا بقدرك. وهكذا يرحل الأتقياء الأنقياء.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: بن حمید
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: برنامج دولة التلاوة أعظم هدية قُدِّمت للمجتمع المصري
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن أعظم هدية قُدِّمت للمجتمع المصري هي برنامج دولة التلاوة، موضحًا أن البرنامج «رجّع حلاوة التلاوة لمصر»، وأنه من نِعَم الله على الأمة في زمن كثرت فيه الأعمال التي عكّرت على الشارع والأخلاق المصرية، فإذا بهذا البرنامج يكون نورًا وإشعاعًا أكرم الله به الناس.
الشيخ خالد الجندي يوجه الشكر لـ شيخ الأزهر ووزير الأوقافوأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن برنامج دولة التلاوة قد أعاد الثقة؛ ثقة الشارع وثقة كل بيت في ما يُقدَّم إعلاميًا، قائلاً: «البرنامج أصبح برنامج كل بيت، برنامج كل مسلم… ده برنامج دولة فعلًا، الله يكرم الدولة اللي قدمت برنامج الدولة… الله يكرم الدولة اللي قدمت برنامج دولة التلاوة».
وأضاف الشيخ خالد الجندي أن القرآن الكريم لم يُقرأ في أي مكان كما قُرئ في مصر، وأن العالم الإسلامي لم يرَ مثل ما قدّمه قرّاء مصر، وسلسلة مقارئ أهل مصر، الذين خدموا القرآن الكريم، مؤكدًا: «لن يتسيّد الفساد على الأذواق أبدًا… وستظل مصر بفضل الله منبعًا لهذا الينبوع الرقراق من تلاوة القرآن الكريم».
ووجَّه الشيخ خالد الجندي التحية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لوزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ولجميع القائمين على إعداد وإخراج وتصوير البرنامج بهذه الجودة والإتقان والاحترام.
خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعاً عن الحرية الإنسانية
كيف تكون عبدًا لله وفي نفس الوقت حرً؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح
الشيخ خالد الجندي يوضح أنواع الحريات في الإسلام .. فيديو
ما الحكمة من تناثر القصص القرآني داخل السور وعدم جمعها في موضع واحد؟ خالد الجندي يوضح
ووجّه الشيخ خالد الجندي تحية خاصة لأعضاء هيئة التحكيم الذين ظهروا على أعلى مستوى من الإعداد والتمكن والسيطرة.
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى التوازن الذكي الذي حافظ عليه البرنامج بين العلم وموهبة التلاوة، دون أن تطغى القضايا العلمية على روعة الأداء القرآني، قائلاً: «الحقيقة ما خلوش البرنامج ينشغل بالقضايا العلمية على حساب موهبة التلاوة، التوازن اللطيف ده هو سر نجاحه».