جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-02@02:41:21 GMT

ويرحل الأتقياء الأنقياء

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

ويرحل الأتقياء الأنقياء

راشد بن حميد الراشدي

في ليلة السادس والعشرين من محرّم من عام ١٤٤٧ للهجرة، رحل عن عالمنا رجل بأُمّة، ألا وهو الشيخ الجليل الزاهد ناصر بن سالم بن سليم الصوافي، عن عمر ناهز ٩٥ عامًا، حيث قضى جُلّ عمره في طاعة الله وخدمة الناس.

فقد كان معلمًا ملازمًا لعدد من مشايخ العلم والعلماء العاملين، كالشيخ حمود بن حميد الصوافي، والشيخ يحيى بن سالم المحروقي، والشيخ سالم بن راشد الصوافي، والوالد أحمد بن سعيد الصوافي.

كما تتلمذ على يد الشيخ حمد القاسمي، والمعلم سيف بن جمعة المسلمي.

وهو من أسرة عريقة، اشتهرت بالعلم والخُلق الكريم.

في بداية عمره، عمل في المملكة العربية السعودية، وبعد عودته إلى الوطن عُيّن معلمًا للقرآن في قرية الحنظلي بولاية سناو. ثم، مع بداية السبعينيات من القرن الماضي وبزوغ فجر النهضة المباركة، عُيّن معلمًا في مدرسة العيون للبنين، ثم نُقل إلى مدرسة سناو للبنين، حيث عمل فيها طوال سنوات خدمته حتى تقاعده.

وقد عُيّن آنذاك مع نخبة من الأساتذة الفضلاء، منهم الأستاذ زاهر بن حمود الراشدي، وأحمد بن عبدالله الراشدي، وناصر بن سعيد الصوافي، وحمد بن سالم المحروقي، وموسى بن راشد الصوافي.

وكانت زمالته للشيخ حمود بن حميد الصوافي -حفظه الله- والتي امتدت لسبعين عامًا، مصدر فخر له، حيث كان من أوائل من افتتحوا الدعوة مع الشيخ في مسجد الرق بولاية سناو قبل خمس وأربعين سنة.

كان -رحمه الله- يشرف على مكتبة جامع سناو، ويفتتحها كل صباح لزوار الشيخ، حتى أقعده المرض عن القيام بواجبه المعتاد. وقد أطلق عليه بعضهم لقب "حمامة المكتبة وأنيس الكتاب"، إذ كان الكتاب رفيقه الذي لا يفارقه، والمكتبة مكانه الذي يقضي فيه يومه.

كان -رحمه الله- ورعًا تقيًّا، زاهدًا، مصلحًا بين الناس، ربّى أبناءه على نهجه السليم وسيرته الحسنة، والتربية الصالحة التي انعكست على صلاح الأبناء، فكان مثالًا للأب الحنون والمربي.

رزقه الله بولد بارّ، حمل مشعل العلم والدين، ألا وهو الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي، وكذلك بناته الحافظات لكتاب الله العظيم.

اشتهر الشيخ ناصر الصوافي بين أهله في ولاية سناو بسيرته الحسنة، فقد عرفه الكبير والصغير بأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجمّ.

رحل، ورحلت معه معانٍ سامية، استقى من أثرها طلاب العلم ومحبوّه ومن عرفه خيرًا كثيرًا.

رحمك الله يا أبا إبراهيم، يا من كنت روح مكتبة جامع سناو، لا تُفتح الكتب إلا بيدك، ولا تُنظّم إلا بنظرتك، ولا تُذكر في حضرة إلا مقرونًا بالمجالس العلمية لفضيلة الشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي -حفظه الله.

رحلتَ بصمت، كما كنت تحيا بصمت، معلّمًا، وخادمًا للعلم، ورفيقًا للعلماء، وصديقًا لرواد المكتبة.

فاللهم أجزه عن العلم وأهله خير الجزاء، وارفع درجته في المهديين، واخلف على أهله وأحبابه بالصبر والرضا بقدرك. وهكذا يرحل الأتقياء الأنقياء.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: بن حمید

إقرأ أيضاً:

احتفال يضيء سماء الأزهر.. تكريم أوائل الدراسات الإسلامية بنين بأسوان

شهدت كلية الدراسات الإسلامية للبنين بأسوان احتفالية مميزة لتكريم أوائل الدفعات والفائزين في المسابقات الدينية والثقافية، في يومٍ مبارك تفوح منه نفحات العلم، وتشرق بأنوار القرآن.

أُقيم الحفل بقاعة الإمام الطيب بكلية الدراسات الإسلامية بنين، في أجواء غمرتها مشاعر الفرح والاعتزاز، بحضور نخبة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، حيث تم تكريم المتفوقين والمتميزين في التحصيل العلمي والأنشطة الطلابية تقديرًا لجهودهم وإصرارهم على الريادة.

وفي كلمته، أكد الدكتور كامل جاهين أن التفوق نعمة من الله، ومنحة لا تُنال إلا بالإخلاص والاجتهاد، مشيرًا إلى أن الطالب الأزهري يحمل رسالة مضيئة تستمد قوتها من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، وتقوم على العلم والعمل والأخلاق.

كما توجّه الدكتور حسن إبراهيم - وكيل الكلية - بكلمة أبوية لأبنائه الطلاب، شدّد فيها على أن العلم لا يعطي ثماره إلا لمن صدق في طلبه، داعيًا إلى التمسك بالقرآن والسنة، والمحافظة على الوقت، والتحلي بالأخلاق الأزهرية الرفيعة ليكونوا قدوة في السلوك والتحصيل، سائلاً الله أن يجعل علمهم نورًا وتوفيقًا.

وذلك تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الدكتور سلامة داود - رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد عبد المالك - نائب رئيس الجامعة لفرع أسيوط، وتحت رعاية كريمة من الدكتور كامل محمد جاهين - عميد الكلية، والدكتور حسن إبراهيم - وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب.

مقالات مشابهة

  • احتفال يضيء سماء الأزهر.. تكريم أوائل الدراسات الإسلامية بنين بأسوان
  • الشيخ عبد العال هريدي.. سيرة مفتيٍ اجتمع له العلم والقضاء والمكانة العلمية
  • ثلاثية الوجود.. ودعاوى الإلحاد
  • مأساة العلم بين النظرية والتطبيق
  • عمار بن حميد: الثاني من ديسمبر ميلاد وطن موحّد
  • الإمارات اليوم تبتسمُ
  • كفر الشيخ تعدّل مسارات كابلات الجهد المتوسط بسيدي سالم
  • «مياه كفر الشيخ» تنتهي من إصلاح كسر خط 4 بوصة بسيدي سالم
  • أمين الفتوى: حديث "لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة" موضوعٌ ولا يصح عن النبي
  • من هم ورثة الأنبياء؟