تجدد الاشتباكات الحدودية بين تايلند وكمبوديا
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
تبادل جنود تايلنديون وكمبوديون إطلاق النار في عدة مناطق حدودية متنازع عليها اليوم الخميس، مما أسفر عن إصابة 3 مدنيين، وذلك بعد أن خفضت الدولتان مستوى علاقاتهما الدبلوماسية بسبب التصاعد السريع للنزاع الحدودي.
وأظهر بث تلفزيوني مباشر من الجانب التايلندي صباح اليوم أشخاصا يفرون من منازلهم ويختبئون في مخبأ خرساني، بينما دوّت انفجارات بين الحين والآخر.
ووقع الاشتباك الأول صباح اليوم في منطقة تضم "معبد براسات تا موان ثوم" القديم على طول الحدود بين مقاطعة سورين التايلندية ومقاطعة أودار مينشي الكمبودية. وتبادلت كل من تايلند وكمبوديا الاتهامات بإطلاق النار أولا.
وصرح رئيس وزراء كمبوديا، هون مانيت، بأن بلاده هاجمت مواقع للجيش التايلندي في براسات تا موان ثوم وبراسات تا كرابي بمقاطعة أودار مينتشي، وتوسعت إلى المنطقة الواقعة على طول مقاطعة برياه فيهير الكمبودية ومقاطعة أوبون راتشاثاني التايلندية.
وأضاف "لطالما التزمت كمبوديا بموقف الحل السلمي للمشاكل، ولكن في هذه الحالة، ليس أمامنا خيار سوى الرد بالقوة المسلحة على أي عدوان".
من جهته أعلن الجيش التايلندي إصابة 3 مدنيين في مقاطعة سورين عندما أطلقت كمبوديا قذائف مدفعية على منطقة سكنية، مضيفا أنه تم إجلاء سكان المنطقة بعد ذلك.
وفي وقت سابق اليوم أعلنت كمبوديا خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع تايلند إلى أدنى مستوى لها، وطردت السفير التايلندي واستدعت جميع الموظفين الكمبوديين من سفارتها في بانكوك.
جاء ذلك ردًا على إغلاق تايلند معابرها الحدودية الشمالية الشرقية مع كمبوديا، وسحب سفيرها، وطرد السفير الكمبودي أمس الأربعاء احتجاجا على انفجار لغم أرضي أدى إلى إصابة 5 جنود تايلنديين.
إعلانوعن الاشتباك الأولي اليوم الخميس قال الجيش التايلندي إن قواته سمعت طائرة مسيرة قبل أن ترى 6 جنود كمبوديين مسلحين يقتربون من مركز تايلند. وأضاف أن الجنود التايلنديين حاولوا الصراخ عليهم لتهدئة الموقف، لكن الجانب الكمبودي بدأ بإطلاق النار.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية أن قواتها بدأت الاشتباك المسلح، وأن كمبوديا "تصرفت بصرامة ضمن حدود الدفاع عن النفس، ردًا على توغل غير مبرر من القوات التايلندية انتهك سلامة أراضينا".
ونشر رئيس مجلس الشيوخ الكمبودي، هون سين، على صفحته على فيسبوك، طالبا من الناس على عدم الذعر والثقة بحكومتهم وجيشهم.
وأعلنت السفارة التايلندية في بنوم بنه على فيسبوك عن وقوع اشتباكات في عدة مناطق حدودية، وأن الاشتباكات قد تستمر في التصعيد.
وحثت السفارة التايلنديين في كمبوديا على مغادرة البلاد إن استطاعوا، ونصحت الآخرين بعدم السفر إلى كمبوديا إلا للضرورة القصوى.
ألغاموأدى انفجار لغم أرضي قرب الحدود أمس إلى إصابة 5 جنود تايلنديين، فقد أحدهم ساقه. وقبل أسبوع، انفجر لغم أرضي في منطقة متنازع عليها أخرى، مما أسفر عن إصابة 3 جنود تايلنديين.
وزعمت السلطات التايلندية أن الألغام وُضعت حديثا على مسارات كان من المفترض أن تكون آمنة بموجب اتفاق متبادل. وأضافت أن الألغام روسية الصنع وليست من النوع الذي يستخدمه الجيش التايلندي.
ورفضت كمبوديا رواية تايلند ووصفتها بأنها "اتهامات لا أساس لها"، مشيرةً إلى أن العديد من الألغام غير المنفجرة وغيرها من الذخائر هي إرث حروب واضطرابات القرن الـ20.
وفاقمت المشاعر القومية لدى الجانبين من تأجيج الوضع، وتم إيقاف رئيسة وزراء تايلند عن العمل في الأول من يوليو/تموز الجاري للتحقيق معها في انتهاكات أخلاقية محتملة بسبب تعاملها مع النزاع الحدودي.
وتُعد النزاعات الحدودية قضايا طويلة الأمد تسببت في توترات دورية بين البلدين، وكانت أبرز الصراعات وأكثرها عنفًا تدور حول معبد برياه فيهير الذي يعود تاريخه إلى ألف عام.
وفي عام 1962، منحت محكمة العدل الدولية كمبوديا السيادة على منطقة المعبد، مما أثار حفيظة تايلند. وعادت كمبوديا إلى المحكمة عام 2011، عقب اشتباكات عدة بين جيشها والقوات التايلندية، أسفرت عن مقتل نحو 20 شخصًا ونزوح الآلاف. وأكدت المحكمة الحكم عام 2013، وهو قرار لا يزال يُثير قلق تايلند.
وفي مايو/آذار الماضي تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بالمثلّث الزمردي تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس إلى مواجهة عسكرية قتل فيها جندي كمبودي.
ومذاك، يتقاذف الطرفان الاتهامات ويتبادلان الردود الانتقامية، وقد قيّدت تايلند حركة العبور عبر الحدود، في حين علّقت كمبوديا بعض الواردات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تايلاند تحذّر من تحول الاشتباكات مع كمبوديا إلى حرب
حذرت تايلاند، اليوم الجمعة، من أن المواجهات العنيفة التي تجددت على طول حدودها مع كمبوديا "قد تتحول إلى حرب"، وذلك قبل اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الاشتباكات التي أدت إلى إجلاء حوالى 140 ألف تايلاندي.
وأدى الخلاف الحدودي بين البلدين، الواقعين في جنوب شرق آسيا في اليومين الأخيرين، إلى مستوى عنف غير مسبوق منذ العام 2011 مع مشاركة طائرات مقاتلة ودبابات وجنود على الأرض وقصف مدفعي في مناطق مختلفة متنازع عليها.
وأعلن أبيشارت سابراسيرت المسؤول العسكري التايلاندي في مقاطعتي شاتهابوري وترات أن "القانون العرفي بات ساري المفعول" في ثماني مقاطعات حدودية.
وأفادت وزارة الصحة التايلاندية بسقوط 15 قتيلا بينهم عسكري وأكثر من أربعين جريحا من الجانب التايلاندي.
وقالت كمبوديا، من جانبها، إن رجلا في السبعين قتل وأصيب خمسة أشخاص بجروح.
وشاهد صحافيون أربعة جنود كمبوديين يتلقون العلاج في مستشفى وثلاثة مدنيين يعالجون لإصابتهم بشظايا قذائف.
وبطلب من هون مانيه رئيس الوزراء الكمبودي، يعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، اجتماعا طارئا في نيويورك.
وحذّر بومتام ويشاياشاي رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة من أن الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا "قد تتحوّل إلى حرب"، موضحا "إذا ما شهد الوضع تصعيدا، فهو قد يتحوّل إلى حرب، حتّى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات".
وقالت وزارة الصحة التايلاندية، اليوم الجمعة، إن أكثر من 138 ألف مدني أخلوا مناطق مشمولة بالاشتباكات تقع في شمال شرق البلاد.
في مدينة سامراونغ في كمبوديا على بعد 20 كيلومترا من الحدود، سمع صحافيون دوي قصف مدفعي بعيد صباح الجمعة. وبدأت عائلات عدة مع أطفال تغادر المنطقة بسرعة على متن مركبات كدست فيها بعض امتعتها.
وقال برو باك، البالغ 41 عاما وهو يقتاد زوجته وأطفاله إلى معبد بوذي للاحتماء من القصف "أقيم قرب الحدود. ونحن نشعر بالخوف بعد تجدّد القصف عند السادسة صباحا (23,00 ت غ من ليل الخميس) لا أدري متى سيكون في وسعنا العودة إلى ديارنا".
وأعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي يتولّى بلده الرئاسة الدورية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضمّ تايلاند وكمبوديا، أنه تحادث مع نظيريه في كلا البلدين.
وفي منشور على "فيسبوك"، رحب إبراهيم الذي طالب "بوقف فوري لإطلاق النار" وحلّ سلمي للتوتّرات بما وصفه "مؤشّرات إيجابية وعزم بانكوك وبنوم بنه على السير في هذا المسار".
وبعد بضع ساعات على هذا المنشور، تجدّدت المعارك في ثلاث مناطق قرابة الرابعة فجرا (21,00 ت غ من ليل الخميس)، وفق ما أفاد الجيش التايلاندي.
وشنّت القوّات الكمبودية قصفا بأسلحة ثقيلة ومدفعية ميدان وأنظمة صواريخ "بي ام-21"، وفق ما أعلن الجيش، في حين ردّت القوّات التايلاندية بـ"طلقات دعم مناسبة".
ويتبادل البلدان الاتهامات بشأن من بادر أوّلا إلى إطلاق النار، مع التشديد على حقّ كلّ منهما في الدفاع عن النفس.
واستعانت تايلاند بطائرات قتالية من طراز "اف-16" لاستهداف ما تصفه بالأهداف العسكرية الكمبودية.
في مايو الماضي، تحوّل نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بـ"المثلّث الزمردي" تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس، إلى مواجهة عسكرية قتل فيها جندي كمبودي.
ويدور خلاف بين كمبوديا وتايلاند، منذ زمن بعيد، حول ترسيم الحدود بينهما التي تمتد على أكثر من 800 كيلومتر وحُددت بموجب اتفاقات أثناء الاستعمار الفرنسي للهند الصينية.
وبين 2008 و2011، أدت الاشتباكات حول معبد "برياه فيهيار" المدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو والذي تطالب به الدولتان، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصا ونزوح الآلاف.
وأيّدت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة كمبوديا مرّتين، الأولى في 1962 والثانية في 2013، بشأن ملكية المعبد والمنطقة المحيطة به.