تدير الولايات المتحدة الأمريكية بهدوء وعقل بارد غرفة عمليات مشتركة لتجويع الفلسطينيين وتهجيرهم خارج قطاع غزة، سواء عبر مخيمات الانتقال أو عبر معابر وأبواب خلفية غير مرئية.

غرفة عمليات مشتركة تضم الاحتلال الإسرائيلي والشركاء الأوروبيين بدأت عملها بملاحقة النشطاء ومناصري القضية الفلسطينية، وإغلاق كل المؤسسات الإغاثية وملاحقة العاملين فيها وتجريمهم، وصولا إلى التحكم المطلق بأنشطة الإغاثة عبر مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) وشركاتها الأمنية، التي مارست جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج ضد الفلسطينيين دون عوائق تذكر.



حملات الترهيب التي أدارتها الولايات المتحدة من خلال غرفة العمليات المشتركة، شملت التهديد بفرض عقوبات وملاحقة قضاة محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، وعلى رأسهم المدعي العام كريم خان، وصولا إلى المقررة الأممية الخاصة بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام1967، فرانشيسكا ألبانيزي.

شبكة متكاملة تعمل من خلال غرفة عمليات مشتركة لتهجير الفلسطينيين، يمتد نشاطها إلى الضفة الغربية، فالتجويع والتهجير ثنائية عملت متضافرة؛ تارة تحت مسمى معسكرات الانتقال، وتارة تحت مسمى الإغاثة والعلاج
الحملات تجاوزت حدودها بتهديد النشطاء بالتصفية الجسدية، والسحل في شوارع العواصم الأوروبية، والسجن والاعتقال في أرجاء عدة من العالم والإقليم، وهي حملات لم تترك زاوية من العالم دون أن تستهدفها وتضيّق على العاملين فيها؛ من عمال إغاثة إلى مدافعين عن حقوق الإنسان.

في المقابل، تجد مؤسسة غزة الأمريكية من مقرها في ولاية ديلاوير الأمريكية؛ الرعاية والاهتمام والتمويل رغم جرائمها الموثقة في قطاع غزة، إذ يديرها ضباط استخبارات أمريكيون ومرتزقة من مختلف أنحاء العالم، يمنحون الفلسطينيين المجوعين 11 دقيقة لجمع المساعدات ثم يبدأون بعمليات قتل جماعي لمن يتأخر عن المهلة المحددة، في ما يشبه التسلية والمتعة، وهو ما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية في تقريرها الأربعاء.

لن يفجع العالم مستقبلا إن اتضح أن المرتزقة الأمريكان يستعينون بالشبكة العنكبوتية المظلمة (dark web) لتسويق مقاطع قتل الفلسطينيين أملا بتحقيق مزيد من الأرباح من المرضى الساديين زبائن الشبكة المظلمة، لن يذهل العالم بعد ذلك أن اكتشف تورط كبار موظفي الإدارة الأمريكية ومن ضمنهم وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت ومدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع؛ لتهجير الفلسطينيين ونزعهم من أرضهم في قطاع غزة، فالعقوبات والتضييق المالي تحوّل إلى سلاح فتاك وفعال امتد ليشمل سلطة التنسيق الأمني في رام الله ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية في كافة أرجاء العالم.

مؤسسة غزة الأمريكية لا تهدف فقط لرفع كفاءة سلاح التجويع، بل وتفعيل جهود اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم ونقلهم عبر معسكرات وممرات خلفية من القطاع نحو أوروبا وكندا وأستراليا ونيوزلندا، فهي شبكة متكاملة تعمل من خلال غرفة عمليات مشتركة لتهجير الفلسطينيين، يمتد نشاطها إلى الضفة الغربية، فالتجويع والتهجير ثنائية عملت متضافرة؛ تارة تحت مسمى معسكرات الانتقال، وتارة تحت مسمى الإغاثة والعلاج، على نحو سمح بتهجير ما يقارب 20 ألف فلسطيني خلال الأشهر القليلة الماضية بحسب بعض التقديرات.

الخطى الإسرائيلية تتسارع وتعتمد بشكل أساسي على سلاح التجويع الذي يعول عليه نتنياهو للحفاظ على فاعليته بُعيد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لتعطيل جهود رفع الحصار وإعادة الإعمار في قطاع غزة، ودعم ذلك بقنوات وممرات سرية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية
استراتيجية التجويع التهجير تعمل اليوم بفاعلية كونها ثمرة تجارب وخبرات أمريكية متراكمة أشار إليها الكاتب والباحث الأسترالي أنتوني لوينشتاين في كتابة "رأسمالية الكوارث"، عبر شبكة متكاملة تدار مركزيا من قبل الولايات المتحدة وتمول بسخاء منقطع النظير، تتجاوز أهدافها حدود التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة نحو مشروع متكامل لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وهو ما عكسه وزير المالية سموتريتش وبن غفير الثلاثاء الفائت بعقد جلسة هي الأولى من نوعها داخل الكنيست لمناقشة بناء مجمع غوش قطيف شمال القطاع وتفعيل مشروع الريفيرا والتهجير الأمريكي.

الضفة الغربية ليست بمعزل عن هذه المخططات، إذ اقر الكنيست الإسرائيلي في اليوم التالي لمناقشة إعادة الاستيطان إلى قطاع غزة؛ ضم الضفة الغربية للكيان المحتل واعتماد مسمى يهودا والسامرة بديلا عن مسمى الضفة الغربية.

ختاما.. الخطى الإسرائيلية تتسارع وتعتمد بشكل أساسي على سلاح التجويع الذي يعول عليه نتنياهو للحفاظ على فاعليته بُعيد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لتعطيل جهود رفع الحصار وإعادة الإعمار في قطاع غزة، ودعم ذلك بقنوات وممرات سرية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية إلى كندا وأستراليا ونيوزلندا وأوروبا ودول أخرى يطمح مدير الموساد برنياع بانضمامها للمشروع مستقبلا، مشاريع تديرها غرف عمليات نشطة ولن يوقفها سوى صمود المقاومة وحراك دولي وإقليمي شعبي قبل أن يكون رسميا، فالمخطط أبعد ما يكون عن الإنسانية وأقرب ما يكون إلى نشاط مافيات الاتجار بالبشر والمنظمات الإجرامية التي يديرها مرتزقة وقطاع طرق عالميين.

x.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة الإسرائيلي المساعدات التهجير إسرائيل امريكا غزة مساعدات تهجير قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لتهجیر الفلسطینیین غرفة عملیات مشترکة الفلسطینیین من الضفة الغربیة فی قطاع غزة تحت مسمى

إقرأ أيضاً:

هجوم مفضوح ومتعمد.. نكشف سر تشويه الدور المصري لدعم الفلسطينيين

أكد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بالأصالة عن نفسه ونيابة عن ملايين عمال مصر الشرفاء، دعمه المطلق وتأييده الكامل لمواقف جمهورية مصر العربية الثابتة، بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق ونصرة قضيته العادلة.

وأعرب الاتحاد في بيان صادر عنه اليوم السبت، عن رفضه التام للحملات المغرضة والأكاذيب المضللة التي تستهدف تشويه الدور المصري الريادي، خاصة فيما يتعلق بفتح المعابر وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه المحاولات البائسة لن تنال من مكانة مصر ودورها المحوري في الدفاع عن الحقوق العربية.

وبحسب البيان - فقد أوضح الانحاد - أن مصر كانت منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، في طليعة الدول التي بذلت جهودا دبلوماسية وسياسية لوقف العدوان، وبادرت إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية رغم العراقيل، وأكدت استعدادها الدائم لدعم إعادة إعمار القطاع، ورفضها القاطع لأي مخططات تهجير قسري أو تصفية للقضية الفلسطينية.

وأشار الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، إلى أن عمال الوطن سيظلون دائما في طليعة المدافعين عن قضايا الأمة، يقفون صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية ومؤسسات الدولة، ويدركون حجم المؤامرات التي تحاك للنيل من وطنهم ومواقفهم الثابتة.

ودعا اتحاد عمال مصر جميع المنظمات النقابية العربية والدولية، والشعوب الحرة، إلى مساندة الموقف المصري، ودعم الجهود الرامية إلى توحيد الصف العربي والدولي لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

طباعة شارك قطاع غزة غزة فتح المعابر المساعدات الإنسانية إعادة إعمار قطاع غزة رفض التهجير القسري التهجير القسري القضية الفلسطينية الرئيس عبد الفتاح السيسي اتحاد العمال

مقالات مشابهة

  • مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات من منتظري المساعدات
  • اتفقوا مع أمريكا لتهجير الفلسطينيين لسيناء .. أحمد موسى يفضح الإخوان على الهواء
  • الهجرة أم التهجير؟ إسرائيل تروج لـحل إنساني يثير مخاوف فلسطينية
  • هجوم مفضوح ومتعمد.. نكشف سر تشويه الدور المصري لدعم الفلسطينيين
  • الحجيري: فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية مقدمة لتهجير الفلسطينيين
  • "الشعبية": حرب التجويع في غزة تفوق في فظاعتها ووحشيتها
  • بعد قرار الضم من قبل الكنيست الإسرائيلي.. غضب في الضفة الغربية: جزء من أهداف الحرب على الفلسطينيين
  • الاحتلال الإسرائيلي يجدد مساعيه لتهجير الفلسطينيين إلى دول منها ليبيا
  • السيسي يجدد موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين