صنم المدنية المزيفة وكهنة الوهم: وقاحة تدعو للرثاء
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
أصبحت من أرخص المناورات في السياسة السودانية تصوير أي مُخالف لـ”قحت” على أنه عدوٌ للمدنية والديمقراطية بالضرورة! وهذه نفس المناورة البائسة التي استخدمها غلاة الإسلاميين حين نعتوا كل من خالفهم بـ”عدو الله والإسلام”. فـالمدنية الديمقراطية في يد هؤلاء صارت صنماً من عجوة يعبد، وسدنتها هم الوحيدون المخولون بالتحدث باسمها!
كان اتهام الخصوم بـمعاداة المدنية تافهاً في نسخته الأولى، أما اليوم فقد تحول إلى مهزلة فاضحة تفتقد الحشمة والحياء، لا تُخفي عورتها خلف أكروبات لفظية أو شعارات رنانة.
من يساوون بين كل ناقد لـ”قحت” و”عدو المدنية” لابد أنهم يعتقدون أن الجنجويد هم قلب المدنية النابض! ولا يرون في احتضانهم العلني والخفي للجنجويد أسوأ دعاية تشويه لصورة الحداثة والديمقراطية. إنهم يتهمون الشرفاء زوراً بينما هم أنفسهم يعانقون الجنجا من داخل غرف الاستعمار بلا خجل!
لم يُلوّث سمعة الديمقراطية والمدنية دكتاتورٌ ولا متطرفٌ ديني بقدر ما لوثتها أيادٍ ادّعت الدفاع عنها. وكأن المدنية تستغيث: “ربّ نجني من أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيلة بهم!”
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
عادل نعمان: النجاة من التطرف تتطلب التمسك بمبدأ الدولة المدنية
أكد الكاتب والمفكر عادل نعمان معارضته لجميع تيارات ما أسماه الإسلام السياسي، مشدداً على أن النجاة من التطرف تتطلب التمسك بمبدأ الدولة المدنية.
مبدأ الدولة المدنيةوأضاف نعمان خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج نظرة المذاع على قناة صدى البلد أنه معارض لكل من ينادي بإقامة الدولة الدينية بلا استثناء، سواء كان إخوان أو سلفية أو غيرها.
وفي مناقشة للمصطلحات، أكد نعمان أن مصطلحي الدولة العلمانية والدولة المدنية واحد، لا فرق بينهما على الإطلاق، مبررا استخدام لفظ المدنية بأنه تعبير مفهوم لدى البعض، مبيناً أن الدولة المدنية هي السبيل الوحيد للنجاة من الأزمات الحالية.
تعريف الإسلام السياسيكما أوضح نعمان أن تعريف الإسلام السياسي يشمل كل تيار ينادي بإقامة الدولة الدينية، حتى لو كان ذلك يتم بالمخادعة أو الوصول إلى الحكم ثم التحول لاحقاً إلى دولة خلافة.
واختتم نعمان: الهدف من التيارات الإسلامية إقامة الدولة الدينية لجميع الفصائل، سواء كانت الإخوان، داعش، طالبان، أو السلفيين.