أصبحت من أرخص المناورات في السياسة السودانية تصوير أي مُخالف لـ”قحت” على أنه عدوٌ للمدنية والديمقراطية بالضرورة! وهذه نفس المناورة البائسة التي استخدمها غلاة الإسلاميين حين نعتوا كل من خالفهم بـ”عدو الله والإسلام”. فـالمدنية الديمقراطية في يد هؤلاء صارت صنماً من عجوة يعبد، وسدنتها هم الوحيدون المخولون بالتحدث باسمها!

كان اتهام الخصوم بـمعاداة المدنية تافهاً في نسخته الأولى، أما اليوم فقد تحول إلى مهزلة فاضحة تفتقد الحشمة والحياء، لا تُخفي عورتها خلف أكروبات لفظية أو شعارات رنانة.

خاصة بعد أن وقّعت قحت مع الجنجويد في اتفاق أديس أبابا (يناير ٢٠٢٤)، وطالبت أهل الجزيرة – ضحايا الجنجويد – بالتعاون مع مُغتصبي أرضهم وحرماتهم لتشكيل حكومة “إدارات محلية”! ثم انضم نصف هذه قحت إلى حكومة تأسيس الجنجويدية، ولا شك أن النصف الآخر يخفي بين صفوفه جنجويداً آخرين يتستّرون تقية، كما قال يوسف عزت.

من يساوون بين كل ناقد لـ”قحت” و”عدو المدنية” لابد أنهم يعتقدون أن الجنجويد هم قلب المدنية النابض! ولا يرون في احتضانهم العلني والخفي للجنجويد أسوأ دعاية تشويه لصورة الحداثة والديمقراطية. إنهم يتهمون الشرفاء زوراً بينما هم أنفسهم يعانقون الجنجا من داخل غرف الاستعمار بلا خجل!

لم يُلوّث سمعة الديمقراطية والمدنية دكتاتورٌ ولا متطرفٌ ديني بقدر ما لوثتها أيادٍ ادّعت الدفاع عنها. وكأن المدنية تستغيث: “ربّ نجني من أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيلة بهم!”

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الديمقراطية:تحية إلى شعب اليمن ووقوفه الصادق إلى جانب فلسطين

ونوهت بتحدي اليمن "بذلك التحالف الأميركي – الإسرائيلي الأطلسي، الذي لم يتورع عن شن حربه الهمجية ضد اليمن، متقصداً بنيته التحتية بشكل خاص، معتقداً أنه بذلك سينجح في ترويع الشعب والجيش والقيادة في اليمن ليكف عن مساندته لشعبنا".

وأضافت الجبهة الديمقراطية، في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ):" لقد قدم شعب اليمن، وجيشه، وقيادته، نموذجاً ساطعاً لمعاني الأخوة والتضامن العملي والميداني، وتحويل القول إلى فعل مؤثر، أسهم في فتح جبهة قتال وضغط مؤثر على العدو الإسرائيلي، أرغمته على إغلاق مرفأ إيلات، بعد أن أغلقت بوابات البحر الأحمر أمامه".

وجددت الجبهة الديمقراطية تحياتها "إلى شعب اليمن، وشهدائه، وجرحاه، وأبطال جيشه، وقيادته السياسية وعلى رأسها المناضل عبد الملك الحوثي".

مقالات مشابهة

  • أستاذ بالأزهر: محاولات تحويل الغضب العالمي من إسرائيل إلى مصر وقاحة غير مسبوقة
  • أطباء بلا حدود تحذر من اجتياح العنف الجنسي شرق الكونغو الديمقراطية
  • يمكن أن يتواصل مناوي مع الجنجويد لإبقائهم في دارفور إن أراد هو
  • الكونغو الديمقراطية على مشارف تشكيل حكومة جديدة
  • الأمم المتحدة تدين هجوما على كنيسة في الكونغو الديمقراطية
  • الديمقراطية:تحية إلى شعب اليمن ووقوفه الصادق إلى جانب فلسطين
  • حكومة الجنجويد هي تهديد عسكري وليس سياسي للدولة
  • ارتفاع عدد قتلى الهجوم على كنيسة في الكونغو الديمقراطية
  • عزيزتي صمود، نصفك يراقص الجنجويد