ميزانية الهند لولايتي جامو وكشمير تتجاوز 12 مليار دولار
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
البلاد (نيو دلهي)
تشهد ولايتا جامو وكشمير الهندية نهضة حقيقية غير مسبوقة؛ بفضل الحكم الشامل والسلام والاستثمارات العامة.
وهذا ليس مجرد تغيير إداري؛ بل هو تحول جذري في الطموحات والإنجازات، في حين يشهد حجم الاستثمار في جامو وكشمير، الذي يعد دليلاً على التزام الهند بضمان عدم تخلف أي منطقة عبر الهند.
كما بلغت ميزانية كشمير للسنة المالية 2025-2026 رقماً قياسياً، ما يعادل حوالي 12.
وقد تم تدشين جسر فوق نهر تشيناب؛ حيث تم افتتاحه مؤخراً، ويعد أعلى جسر قوسي للسكك الحديدية في العالم، وقد طال انتظاره ليربط وادي كشمير.
وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن يُحدث مشروع الطريق السريع بين دلهي وسريناغار ثورة في تقليص زمن السفر، وتعزيز التجارة والسياحة والتنقل في المنطقة. وربما يكون استثمار الهند في رأس المال البشري في جامو وكشمير هو التدخل الأكثر تحولًا وتأثيرًا؛ حيث تضم المنطقة الآن جامعتين مركزيتين، وتسع جامعات حكومية. كما تحتضن أربعة معاهد ذات أهمية وطنية، وهي كل من المعهد الهندي للتكنولوجيا في جامو، والمعهد الهندي للإدارة في جامو، والمعهد الوطني للتكنولوجيا في سريناغار، والمعهد الوطني لتكنولوجيا الأزياء في سريناغار، التي تقوم جميعها برعاية جيل جديد من المبتكرين والإداريين ورواد الأعمال.
بالإضافة إلى ذلك، تسهم 11 كلية للطب، و14 كلية للهندسة في استقطاب الكفاءات، التي كانت تغادر المنطقة سابقًا؛ بحثًا عن تعليم عالي الجودة، في حين يُعد الحرم الجديد لمعهد العلوم الطبية الهندي في سامبا، إلى جانب حرم آخر قيد الإنشاء في منطقة أوانتيبورا خطوة مهمة؛ لضمان رفع مستوى الرعاية الصحية والتعليم الطبي إلى المعايير الوطنية. وقد شهد قطاع الرعاية الصحية في ولايتي جامو وكشمير نموًا استثنائيًا غير مسبوق.
وفقاً لتقرير، هناك أكثر من أكثر من 5,500 مؤسسة صحية، بما في ذلك عامة وخاصة، تخدم سكان المنطقة؛ حيث يبلغ حالياً معدل الأطباء إلى المرضى ( 1:1658) ويعتبر من بين الأفضل في شمال الهند، وأفضل بكثير مما كان عليه قبل عقد من الزمان. وفي الوقت نفسه، انخفض معدل وفيات الرُضع في المنطقة بشكل ملحوظ ليصل إلى 23 رضيعاً، وقد حصلت كشمير على المرتبة الأولى على مستوى الهند العام الماضي في خفض معدل وفيات الرُضع بحسب التقرير.
كما تجدر الإشارة إلى أن حزم الدعم الصناعي التي ترعاها الحكومة الهندية تضخ روحًا جديدة في انعاش الاقتصاد المحلي؛ إذ يتم تأسيس شركات ناشئة جديدة، ومشاريع في الحِرَف اليدوية المحلية، والسياحة، ومجمعات تكنولوجيا المعلومات، والصناعات الزراعية في مختلف أنحاء المنطقة. كما تبذل الحكومة جهودها لتسهيل ممارسة الأعمال، وتقديم حوافز الاستثمار لكي تجذب اهتمامًا واسعًا من مختلف أنحاء الهند. وقد ساهمت المبادرات الرامية إلى تعزيز التوظيف الذاتي، خاصة من خلال برامج مثل “ممكن” و”تيجاسويني”، في تمكين الآلاف من الشباب؛ لا سيما النساء من إنشاء مشاريعهم الخاصة في مجالات النقل، وتجارة التجزئة، والخدمات، والزراعة الخ..
مع العلم أن قطاع السياحة الذي كان يعاني سابقاً من عدم الإستقرار، يشهد الآن ازدهاراً ملحوظاً، ومنذ اعادة تنظيم جامو وكشمير في عام 2019م، شهدت المنطقة انتعاشًا في الديمقراطية الشعبية. والأهم من ذلك، أن التمثيل في البرلمان الهندي يضمن أن تسمع أصوات سكان المنطقة في صنع القرار في مجالات السياسات الوطنية، سواء في التعليم أو السياحة أو البنية التحتية أو الأمن .
لا يفكر أحد أن جامو وكشمير مجرد أرض الجبال والأوتاد والأنهار؛ بل هي أرض للشعوب والثقافات واللغات والديانات؛ حيث تعايش فيها الهندوس والمسلمون والسيخ والبوذيون جنباً إلى جنب لقرون طويلة، وأسهموا معًا في تشكيل هوية مشتركة، تقوم على السلام والتعددية، لكن لا تزال هناك تحديات قائمة؛ مثل فجوات البنية التحتية، والمخاوف البيئية، والحاجة إلى تسريع وتيرة خلق فرص العمل للسكان. لكن ما تغيّر بالفعل هو الزخم والعقليّة لشعوب المنطقة؛ فلا ينتظر شعب جامو وكشمير للسلام، أو الازدهار من الخارج، بل بيديهم يصنع السلام والازدهار وهم يعيشون الواقع.
كما يلاحظ أن جامو وكشمير اليوم ليست منطقة صاعدة؛ بل وهي منطقة مزدهرة بفضل الحكم الشامل واستثمارات بعيدة المدى، وهي تستعيد مجدها ومكانتها من بين الولايات الهندية الأكثر تقدماً، وعلى العالم أن ينظر إلى جامو وكشمير، ليس من خلال عدسة ماضيها، بل على ضوء حاضرها وطموحاتها المستقبلية، فلا تعد هذه المنطقة مجرد منطقة تشهد انتعاشاً، بل أكثر من ذلك.
(إعلان تحريري)
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الهند جامو وكشمير جامو وکشمیر فی جامو أکثر من
إقرأ أيضاً:
سفير الهند بالقاهرة: حجم استثمارات الشركات الهندية بمصر يبلغ حوالي 5 مليارات دولار
أكد السفير الهندي في مصر، سوريش كى ريدي، أن حجم استثمارات الشركات الهندية في مصر يبلغ حوالي 5 مليارات دولار.
وقال في حواره مع الغعلامي نشأت الدبهي في برنامج “ بالورقة والقلم ” المذاع على قناة “ تن ”، :" العلاقات بين القاهرة ونيودلهي تشهد مرحلة متميزة من التعاون والصداقة، مدعومة بروابط شخصية قوية بين قيادة البلدين، لافتًا إلى العلاقة الخاصة التي تجمع بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس عبد الفتاح السيسي".
وتابع: "أنا كنت ساكن هنا في القاهرة، وأنا مبسوط لما كنت موجود، تعلمت من السوق ومن الناس، ودرست في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعملت في المركز الثقافي الهندي، وتعرفت على أصدقاء مصريين كثر".
وأضاف أن البلدين يشتركان في طموحات تنموية متشابهة باعتبارهما من الاقتصادات الناشئة، متابعًا "الهند ومصر تسعيان لبناء شراكة حقيقية تخدم شعبي البلدين، ومصر أصبحت اقتصادًا ديناميكيًا سريع النمو، ونتبادل معها الخبرات ونعمل معًا على مواجهة التحديات المشتركة".
وتابع "الهند من الدول الرائدة صناعيًا، وشركاتنا أصبحت مستثمرين عالميين، نرى في مصر قاعدة إستراتيجية يمكن من خلالها الوصول إلى الأسواق العالمية، وهناك إمكانيات كبيرة يمكن جذبها".