اليمنيون.. أسياد البحر والجو في زمن الخنوع العربي
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
في الوقت الذي تغرق فيه بعض العواصم العربية في صمتها المريب، وتنشغل أخرى بتجميل علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي، يظهر اليمنيون من عمق بحر العرب والبحر الأحمر كصوتٍ صادحٍ بالكرامة والعزة، يمارسون ما عجزت عنه جيوش عربية تملك أحدث الأسلحة وتُنفق المليارات على التسليح.
ما يقوم به اليمن اليوم هو أكثر من مجرد عمليات بحرية؛ إنه حصار فعلي وشامل على إسرائيل، لا يقتصر على منع السفن المتجهة إلى موانئها فحسب، بل امتد ليشمل حصاراً جوياً غير معلن أرغم شركات الطيران العالمية على تغيير مساراتها، ودفعت “تل أبيب” إلى البحث عن مطارات بديلة في قبرص والأردن وغيرها.
وبينما تتغنى الأنظمة بجيوشها وعدتها وعددها، يبرهن اليمني البسيط، الذي ربما لا يملك سوى طائرة مسيّرة أو زورقاً مفخخاً، أنه أكثر شرفاً وإخلاصاً لفلسطين من كثير من الحكومات التي استبدلت العداء للاحتلال بالتطبيع والاستسلام.
هذه ليست مجرد مواقف رمزية، بل إجراءات حقيقية ومؤثرة في ميدان الصراع، ساهمت في ضرب الاقتصاد الإسرائيلي، وأربكت خطوط الإمداد، وفضحت هشاشة “الدولة الأقوى في المنطقة” أمام قوة الإرادة.
والأهم من كل ذلك، أن ما يفعله اليمن لا يأتي بأوامر دولية أو مواقف مرتعشة، بل هو قرار نابع من إرادة شعب ومبدأ راسخ بأن فلسطين ليست للبيع، وأن الدم العربي ليس رخيصاً، وأن كل رصاصة تُطلق في غزة، سيرد عليها اليمنيون في البحر والجو بكل ما استطاعوا إليه سبيلاً.
في زمن الانبطاح السياسي والتنسيق الأمني مع العدو، يبدو اليمن وحده واقفاً على خط النار دفاعاً عن شرف الأمة. وهذا العمل البطولي يجب أن تُرفع له القبعة لا أن يُدان أو يُحاصر.
* كاتب عُماني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وفاة أكثر من 50 مهاجرا وفقدان آخرين بعد غرق قارب قبالة سواحل اليمن
أكد مسؤول يمني، مساء اليوم الأحد، أن أكثر من 50 مهاجرا لقوا حفتهم ولا يزال آخرون في عداد المفقودين، بعد غرق قارب يقل مهاجرين أفارقة قبالة سواحل اليمن.
وقال مدير صحة مديرية زنجبار بمحافظة "أبين" اليمنية عبد القادر باجميل لـ"رويترز"، إنه "تسنى انتشال جثث 54 مهاجرا من الذكور والإناث، فيما تسنى إنقاذ 10، هم تسعة إثيوبيين ويمني"، مؤكدا في الوقت ذاته أن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية لانتشال الجثث المتبقية.
وأشار باجميل إلى أنه كان على متن القارب ما لا يقل عن 150 شخصا تقريبا.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أمنية أن القارب انقلب فجر اليوم بسبب سوء الأحوال الجوية والرياح الشديدة، قبالة سواحل مديرية أحور بمحافظة أبين في جنوب اليمن على بحر العرب.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إنّ "اليمن لا يزال يشهد زيادة كبيرة في تدفق المهاجرين غير الشرعيين الوافدين من أفريقيا"، موضحة أنها سجلت وصول أكثر من 37 ألف مهاجر إلى اليمن خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة مع أزيد من 60 ألفا في 2024 بأكمله.
وزادت في السنوات الخمس الماضية حوادث غرق القوارب التي تستخدم لتهريب المهاجرين لا سيما قبالة سواحل اليمن الشرقية والغربية، وذلك للبحث عن فرصة عمل هناك أو الوصول منه إلى دول الخليج الغنية وخاصة السعودية.
وغالبا ما يلجأ هؤلاء الأشخاص، وأغلبهم من إثيوبيا والصومال، للهجرة بسبب ظروف المعيشة الصعبة عبر ما يسمى الطريق الشرقي الذي تصفه المنظمة الدولية للهجرة بأنه أحد أكثر ممرات الهجرة ازدحاما وخطورة في العالم.