الكل أو لا شيء.. مواقف إسرائيل وحماس تعقد مفاوضات غزة
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
عرضت قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا بعنوان مواقف إسرائيل وحماس تعقد مفاوضات غزة، وجاء أنه بعد أشهر من التركيز على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا، مقابل الإفراج عن عدد محدود من المحتجزين، بدأت إسرائيل والولايات المتحدة في تغيير لهجتهما باتجاه الدفع نحو اتفاق شامل ونهائي، رغم استمرار الفجوة الواسعة بين المواقف الإسرائيلية وحركة حماس.
يأتي هذا التحول الواضح في اللهجة في وقت وصلت فيه مفاوضات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود، وتزايدت الضغوط على إسرائيل بسبب أزمة الجوع في غزة. إلا أن إسرائيل وحماس لا تزالان متباعدتين بشأن شروط أي اتفاق، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وفي السياق، نقلت صحيفة الأمريكية عن خبراء قولهم: "هذا التوجه سيواجه تحديات جسيمة في ظل مواقف متباعدة وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع".
ضغوط داخلية
وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا متزايدة من عائلات المحتجزين للإسراع في إطلاق سراحهم، وتقدّر إسرائيل أن نحو 20 محتجزًا ما زالوا على قيد الحياة، بينما تبقى جثامين 30 آخرين في غزة.
وأثارت مقاطع فيديو نُشرت مؤخرًا لمحتجزين يبدوان في حالة صحية متدهورة صدمة داخل إسرائيل، وزادت من حدّة المخاوف لدى عائلاتهم.
في الوقت ذاته، تتعرض الحكومة الإسرائيلية لانتقادات دولية متزايدة بسبب تفاقم أزمة الجوع التي يعاني منها نحو مليوني فلسطيني في غزة، في ظل القيود المشددة على دخول المساعدات الإنسانية.
وعلى الرغم من إعلان إسرائيل تسهيل دخول المزيد من المساعدات مؤخرًا، واصلت قواتها شنّ غارات مكثفة على القطاع. إذ أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا استهدف مكاتبها في خان يونس أمس الأحد، ما أسفر عن مقتل موظف وإصابة آخرين.
خطة أمريكية جديدة
خلال اجتماع مع عائلات المحتجزين أول أمس السبت، قال ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن واشنطن باتت ترى ضرورة إطلاق جميع المحتجزين الأحياء دفعة واحدة.
وبحسب تسجيل صوتي نشره موقع "واي نت" العبري، قال ويتكوف: "لا صفقات جزئية، هذا لن ينجح. الآن يجب أن نتحرك وفق مبدأ الكل أو لا شيء". وأضاف: "لدينا خطة لذلك"، دون تقديم تفاصيل.
وبحسب تقارير إسرائيلية، يعمل نتنياهو وترامب على صياغة مقترح يتضمن إنذارًا نهائيًا لحماس، وهو: "إما إطلاق جميع المحتجزين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين والموافقة على نزع سلاح الحركة وإنهاء الحرب، أو استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القاهرة الإخبارية غزة مفاوضات غزة إسرائيل وحماس إسرائیل وحماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
التحول الأمريكي الحاسم في ملف غزة.. إما اتفاق شامل أو لا اتفاق
كشفت مصادر لموقع "أكسيوس" عن تحوّل كبير في الاستراتيجية الأميركية بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن، إذ تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى التخلي عن سياسة الاتفاقات الجزئية لصالح اتفاق شامل، يعيد جميع الرهائن دفعة واحدة وينهي الحرب بشروط أبرزها نزع سلاح حركة حماس.
من "النهج المرحلي" إلى “الكل أو لا شيء” وخلال اجتماع استمر ساعتين في تل أبيب، قال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لعائلات الرهائن الإسرائيليين إن ترامب يرغب في تغيير جوهري في نهج التفاوض، مؤكداً أن "الاستراتيجية السابقة فشلت في تحقيق نتائج ملموسة"، وأن الإدارة الأميركية تتبنى حاليا سياسة "الكل أو لا شيء".
وأوضح ويتكوف أن الخطة الجديدة "تحمل بارقة أمل"، دون أن يكشف عن تفاصيلها، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية باتت مقتنعة بأن المفاوضات التدريجية استنفدت أغراضها.
خلفية الموقف الأمريكي
تأتي هذه التصريحات في ظل جمود طويل في المفاوضات، بعد اتفاق جزئي تم التوصل إليه في يناير الماضي وأدى إلى إطلاق 33 رهينة، قبل أن تنهار المرحلة التالية إثر استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في مارس.
وبحسب "أكسيوس"، فإن ترامب كان يفضل منذ البداية اتفاقا شاملا، إلا أنه دعم خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرحلية مراعاةً لحسابات الداخل الإسرائيلي. غير أن الضغوط المتزايدة من عائلات الرهائن، وتراجع ثقة الرأي العام بجدوى الصفقات المجزأة، دفعت واشنطن إلى إعادة النظر جذرياً في المسار التفاوضي.
نحو تفاهم أميركي–إسرائيلي؟
قال مسؤول إسرائيلي إن ويتكوف بحث مع نتنياهو إمكانية التحول إلى اتفاق شامل يتضمن إطلاق جميع الرهائن ونزع سلاح حماس، في إطار تفاهم جديد قيد التبلور.
لكن مصادر أخرى مطلعة على سير المفاوضات أكدت أن الخيار المرحلي لا يزال مطروحاً، مع اقتراح بوقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق 10 رهائن أحياء و18 من جثامين الرهائن.
موقف حماس: لا نزع سلاح بلا دولةفي أول رد على تصريحات المبعوث الأميركي، أكدت حركة حماس أنها ترفض أي طرح لنزع السلاح ما لم يتم الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، معتبرة أن الطرح الأميركي "منحاز بشكل كامل لإسرائيل" ولا يعكس موقفاً تفاوضياً محايداً.
وأشار ويتكوف إلى أن عدداً من الحكومات العربية تضغط على حماس للقبول بخطة نزع السلاح، في محاولة لإنهاء الحرب وتحقيق انفراجة سياسية في الملف الفلسطيني.
مشهد ضبابي ومفترق طرقيرى مراقبون أن الملف التفاوضي بلغ نقطة مفصلية: فإما الذهاب نحو اتفاق شامل يعيد الرهائن وينهي الحرب، أو البقاء في دوامة الصفقات الجزئية التي أثبتت محدوديتها.
وبينما لا تزال إسرائيل مترددة في الحسم، وتُبقي حماس على موقفها، يبدو أن واشنطن تستعد لتصعيد الضغط السياسي والدبلوماسي في الأسابيع المقبلة، لإعادة الإمساك بخيوط اللعبة في غزة.
ومن جانبه، قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن زيارة ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص للرئيس دونالد ترامب، إلى قطاع غزة تمثل لحظة مفصلية تُجسد محاولة أميركية جديدة للتدخل في القضية الفلسطينية، ولكن تحت غطاء إنساني زائف يُخفي وراءه حسابات سياسية معقّدة، وسعيًا من واشنطن للتنصل من مسؤوليتها المباشرة عن جريمة التجويع المتعمّد التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأوضح أبو لحية، في تصريحات خاصة لموقع “صدى البلد”، أن ما تشهده غزة من كارثة إنسانية شاملة بعد أشهر من الحصار والانهيار الصحي والمعيشي، هو نتاج مباشر لتواطؤ سياسي دولي قادته إدارة ترامب، التي أعطت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لتجويع غزة عمدًا.
واستشهد بتصريحات ترامب بعد عودته للسلطة، والتي قال فيها بوضوح: “لن أضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات لغزة”، وهو ما فُسّر كرسالة صريحة لإحكام الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء.
وأكد أن زيارة “ويتكوف” لا تخرج عن كونها محاولة متأخرة لتبييض وجه إدارةٍ متورطة في الجريمة ذاتها، معتبرًا أن من يدعم التجويع لا يمكن أن يُقدّم نفسه وسيطًا للرحمة.
وختم بالقول إن أي تحرك دولي حقيقي يجب أن يبدأ من محاسبة المسؤولين عن الجرائم لا مكافأتهم، مشددًا على أن العدالة لا تُبنى على النفاق السياسي، ولا على حساب كرامة الشعوب.