موجات الحر وعصر غليان الدماغ.. كيف يهدد تغير المناخ الصحة؟
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
مع تزايد درجات الحرارة حول العالم، لا يقتصر تأثير التغير المناخي على البيئة فقط، بل يطال أعقد أعضاء الجسم البشري وهو الدماغ، إذ أظهرت الأبحاث أن موجات الحر المتكررة لا تؤثر على الصحة الجسدية فحسب، بل قد تضع قدراتنا الذهنية والنفسية في مهب الخطر.
أول نوبة وشرارة القلقفي عمر خمسة أشهر فقط، تعرض الرضيع جيك لأول نوبة صرع كبرى خلال موجة حر شديدة، حيث تيبس جسده وبدأ يرتعش بعنف، تزامناً مع ارتفاع شديد في درجة حرارته.
شُخصت حالة جيك بمتلازمة “درافيت”، اضطراب عصبي نادر يرتبط بالصرع، ويتفاقم بفعل الحرارة، ويصيب طفلاً من بين كل 15 ألف طفل.
تأثير المناخ على الدماغ حقائق علمية مقلقةيؤكد الدكتور سانجاي سيسوديا، أستاذ علم الأعصاب في كلية لندن الجامعية، أن تغير المناخ يفرض ضغوط متزايدة على الدماغ البشري.
وتشير الدراسات إلى أن اضطرابات مثل الصرع، والسكتات الدماغية، والتصلب اللويحي، وحتى الصداع النصفي، تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة.
كما أن موجات الحر تؤثر على النوم، وتزيد من التوتر، والغضب، وحتى احتمالات السلوك العدواني.
موجات حر قاتلة فى أوروباوفي موجة الحر القاتلة التي ضربت أوروبا عام 2003، شكلت الوفيات الناجمة عن أسباب عصبية نحو 7% من إجمالي الوفيات الزائدة.
وفي بريطانيا، سجلت موجة الحر عام 2022 مؤشرات مشابهة.
الدماغ العضو الأكثر هشاشة أمام الحرارةعلى الرغم من أن درجة حرارة الدماغ لا تختلف كثيراً عن حرارة الجسم، إلا أن كونه العضو الأكثر استهلاكاً للطاقة يجعله أكثر عرضة لتوليد الحرارة ذاتياً أثناء التفكير والتفاعل وتلعب الأوعية الدموية دوراً محورياً في تبريد الدماغ.
غير أن بعض الأمراض العصبية، مثل التصلب المتعدد أو الفصام، تعيق آلية تنظيم الحرارة، مما يزيد من خطر التعرض للإجهاد الحراري، بل وقد تؤدي إلى الوفاة.
كما أن بعض الأدوية النفسية تقلل من قدرة الجسم على التعرق، ما يزيد من هشاشة المرضى في مواجهة الحرارة.
كبار السن والأطفال الفئات الأكثر هشاشةتشير البيانات إلى أن معدلات دخول المستشفيات والوفيات بين مرضى الخرف ترتفع خلال فترات الحر الشديد ويُعزى ذلك إلى ضعف قدرتهم على تنظيم حرارة الجسم، إلى جانب قصورهم الإدراكي، ما قد يمنعهم من اتخاذ خطوات بسيطة مثل شرب الماء أو البقاء في الظل.
أما الأطفال، فإنهم يواجهون خطراً من نوع آخر.
الحرارة وتهديد الحاجز الدموي الدماغيالأبحاث الحديثة تشير إلى أن الحرارة المرتفعة قد تضعف الحاجز الدموي الدماغي، ما يجعله أكثر عرضة لاختراق السموم والبكتيريا والفيروسات.
وقد تزداد خطورة هذا التهديد مع انتشار بعوض ناقل لأمراض عصبية مثل فيروس زيكا وحمى الضنك.
ويحذر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى موجة من الاضطرابات العصبية التنكسية، بسبب تعرض الدماغ لضغوط حرارية متزايدة تؤثر على بنيته ووظائفه الحيوية.
عصر "غليان الدماغ" بدأ فعلياًمع تأكيد الأمم المتحدة أن يوليو 2023 كان الشهر الأشد حرارة في تاريخ الأرض، قال الأمين العام أنطونيو جوتيريش بلهجة تحذيرية: "لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري.. وبدأ عصر الغليان العالمي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: درجات الحرارة موجات الحر الدماغ درجات الحرارة موجات الحر
إقرأ أيضاً:
موجة حارة تؤثر على الأردن وبلاد الشام بدءًا من الخميس
صراحة نيوز- بعد غياب الكتل الحارة عن المنطقة منذ بداية فصل الصيف الحالي، يُتوقع أن تتأثر المملكة الأردنية الهاشمية ومعظم مناطق بلاد الشام بكتلة هوائية حارة إلى شديدة الحرارة اعتبارًا من يوم الخميس 7 أغسطس، تتطور إلى موجة حارة يوم الجمعة وتستمر لعدة أيام، بمشيئة الله.
ووفقًا لآخر تحديثات الخرائط الجوية الصادرة عن مركز “طقس العرب”، من المتوقع أن يتحرك نظام الضغط الجوي المرتفع المتمركز شمال شرق شبه الجزيرة العربية نحو الغرب خلال الأيام المقبلة، مصحوبًا باندفاع كتلة هوائية شديدة الحرارة نحو منطقة بلاد الشام، ما يؤدي إلى تشكل موجة حارة تؤثر على معظم دول المنطقة، خاصة خلال يومي الجمعة والسبت، مع استمرار تأثيرها حتى مطلع الأسبوع المقبل.
ومن المنتظر أن تصاحب هذه الموجة ارتفاعات ملموسة على درجات الحرارة، حيث يُتوقع أن تلامس حاجز الـ40 درجة مئوية في مدينة القدس، بينما تُسجل درجات حرارة مماثلة في أجزاء واسعة من شرق العاصمة عمّان، وتتجاوز ذلك في العاصمة السورية دمشق، وسط أجواء حارة جدًا في معظم المناطق.
وأشار خبراء الأرصاد في “طقس العرب” إلى أن الموجة الحارة ستستمر حتى يوم الأحد، على أن تبدأ الكتلة الهوائية شديدة الحرارة بالتراجع التدريجي اعتبارًا من يوم الإثنين، دون أن يعني ذلك نهاية الأجواء الحارة بشكل كامل، إذ يُتوقع أن تبقى الأجواء حارة إلى حارة نسبيًا في مختلف المناطق حتى نهاية الأسبوع.
ويُشار إلى أن هذه الموجة الحارة تُعد الأولى من نوعها منذ بداية الصيف الحالي، وتُعتبر طبيعية من حيث التوقيت، إذ إن الارتفاعات السابقة في درجات الحرارة كانت نتيجة امتداد نفس الكتلة الحارة المتمركزة شمال شرق شبه الجزيرة العربية.