كاتب: ويتكوف في غزة.. حين تتحوّل المجاعة إلى مسرحية أميركية دموية
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
#سواليف
في وقتٍ يعاني فيه قطاع #غزة من #مجاعة خانقة ونقص حاد في #المساعدات الأساسية، أثارت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد #ترامب، السفير ستيف #ويتكوف، إلى منطقة رفح جنوب القطاع، موجة استنكار واسعة، وُصفت بأنها “استفزازية” و”استعراضية”، وجاءت لتلميع دور مؤسسة أميركية – “إسرائيلية” تُتهم بالمساهمة في تعميق #الكارثة_الإنسانية.
وقال الكاتب والصحفي الغزي وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، وسام زغبر، إن ويتكوف لم يأتِ إلى غزة بهدف الإغاثة أو الاستماع لصرخات الجوعى، بل لـ”إنكار الجريمة وتبييض وجه المؤسسة التي تمثل ذراعًا أمنيًا ميدانيًا للاحتلال الإسرائيلي بشراكة أميركية مكشوفة”.
وأكد زغبر، في تصريح تلقّته “قدس برس”، أن “الزيارة جاءت ضمن حملة دعائية لتشويه الحقائق الميدانية، والتشكيك في تقارير الأمم المتحدة حول المجاعة في غزة”، مضيفًا أن “ما يجري هو محاولة لإدارة الحصار سياسيًا وأمنيًا من خلال عسكرة الغذاء وتحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز جماعي للفلسطينيين”.
مقالات ذات صلة يوم آخر من المجاعة والقتل في غزة: طائرات الاحتلال تواصل قصف المنازل وخيام النازحين 2025/08/05وكان ويتكوف قد تفقد أحد مواقع توزيع المساعدات في رفح، ضمن ما وُصف بأنه “زيارة إنسانية”، إلا أن جهات حقوقية فلسطينية اعتبرتها غطاءً لفرض أمر واقع جديد في غزة، وتجميلًا لصورة مؤسسة “غزة الإنسانية”، التي تُتّهم بالتنسيق المباشر مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
واتهم زغبر المؤسسة المذكورة بأنها “لا تعمل وفق أي معايير إنسانية، بل تتخذ من مواقع توزيع المساعدات مصائد موت للمدنيين”، مستشهدًا بشهادة أدلى بها المتعاقد السابق مع المؤسسة، الأميركي أنتوني أغيلار، الذي قال:”لم نتلق أي توجيهات لحماية المدنيين، مواقع توزيع المساعدات صُممت لتكون مصائد موت”.
وفي سياق متصل، أكد المفوض العام لوكالة “الأونروا”، فيليب لازاريني، أن ما يشهده قطاع غزة من تجويع منهجي هو سياسة متعمدة، وليست نتيجة عجز أو ضعف في القدرات الدولية.
وقال لازاريني في تصريح سابق:”المجاعة في غزة ليست نتيجة عجز، بل نتيجة لمحاولات إسرائيلية متعمدة لاستبدال منظومة الأمم المتحدة بما يسمى (مؤسسة غزة الإنسانية) ذات الدوافع السياسية”، مضيفًا أن ذلك يأتي ضمن إجراءات تهدف إلى “معاقبة الفلسطينيين فقط لأنهم يعيشون في غزة”.
ورغم تصريحات ويتكوف بأن مؤسسته تُوزع “مليون وجبة يوميًا”، تؤكد الصور والتقارير الميدانية أن آلاف الأطفال في غزة يقتاتون على أوراق الأشجار، فيما يُحرم كثيرون من أبسط أشكال الغذاء والرعاية، في ظل الحصار والتجويع المستمر منذ ما يقارب العام.
وحذّر زغبر من أن هذه “المساعدات الزائفة” تُستخدم كغطاء لفرض مشروع سياسي قسري على غزة، قائلاً إن “الهدف الحقيقي هو إعادة تدوير القطاع ضمن نظام إداري مزدوج (أميركي – إسرائيلي) على حساب السيادة والكرامة الوطنية، مع هامش إنساني زائف يمنح الاحتلال شرعية زائفة”.
وأشار زغبر إلى أن ما يُخطط له اليوم هو فرض حل أميركي – إسرائيلي يبدأ بـ”الغذاء المشروط”، ويمر بمحاولة تجفيف المقاومة، وينتهي بفرض “حل سياسي” بلا سلاح، بلا سيادة، وبلا حق العودة.
وقال: “الجريمة لم تعد فقط في الحصار، بل في إدارته كأداة لتصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء أي مشروع تحرري حقيقي”، مؤكدًا أن “الخيار اليوم ليس بين الحرب والسلام، بل بين الخضوع والمقاومة”.
وختم زغبر بالتشديد على ضرورة استعادة المبادرة الفلسطينية ضمن رؤية تحررية شاملة، قائلًا:”ما تحتاجه غزة ليس مليون وجبة بإشراف شركة موت، بل وقف فوري للعدوان، وانسحاب كامل للاحتلال، وبرنامج وطني يعيد للإنسان الفلسطيني موقعه في قلب النضال، لا في هامش الصفقات المشبوهة”.
وتأتي زيارة ويتكوف إلى غزة في ظل اتهامات متزايدة للولايات المتحدة بلعب دور داعم لسياسات الحصار والتجويع المفروضة على القطاع منذ 17 عامًا.
وتواجه المؤسسات الأميركية العاملة في غزة انتقادات شديدة، خاصة تلك المرتبطة مباشرة بـ”إسرائيل” أو التي تعمل خارج مظلة الأمم المتحدة، وسط تحذيرات أممية متكررة من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غزة مجاعة المساعدات ترامب ويتكوف الكارثة الإنسانية فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبير فرنسي: إنزال المساعدات بالمظلات لن يوقف المجاعة في غزة
تتبع المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو ما سمحت به إسرائيل من مساعدات غذائية جوا وبحرا، بعد أن أحكمت إغلاق المعابر البرية ولم تفتحها إلا مرات قليلة، مؤكدا أن هدفها كان مجرد تهدئة الرأي العام وليس تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وتحدث فيليو، وهو أستاذ جامعي بارز وخبير في قضايا الشرق الأوسط، في البداية عن عملية الإنزال الجوي التي تمت في قطاع غزة المحاصر في مارس/آذار 2024، مبرزا أن إسرائيل إنما تستخدم المساعدات كوسيلة للضغط على سكان غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست: قائد الجيش الباكستاني يتقرب من ترامبlist 2 of 2خيارات أحلاها مر.. صحيفة أميركية تسرد كفاح عائلة بغزة للبقاء على قيد الحياةend of listوذكر -في عموده بصحيفة لوموند- بأن الإنزال بالمظلات في مناطق النزاع هو "أقل الطرق فعالية لتوزيع" المساعدات الإنسانية، كما استنتج الجيش الأميركي من حملة الإنزال الجوي الضخمة التي نفذتها طائرات ثقيلة شمال العراق في ربيع عام 1991، لصالح الأكراد.
وقد تسببت عمليات الإنزال الجوي تلك في خسائر فادحة بين صفوف اللاجئين، حيث سحقت أعدادا كبيرة منهم تحت المظلات، ونشب خلاف دموي حول المساعدات، وفقدت طرود المساعدات في المناطق الملغومة، ولم يكن ذلك سوى حل مؤقت قبل أن يضمن تدفق الشاحنات أخيرا عملا إنسانيا جديرا بهذا الاسم.
ورغم فشل عمليات الإنزال في شمال العراق، فقد جعل تصميم إسرائيل على استخدام المساعدات كوسيلة للضغط على سكان غزة، الإنزال الجوي خيارا، وبعد أن بلغ سعر كيس الدقيق الذي يزن 25 كيلوغراما ألف دولار، كانت مأساة "مجزرة الدقيق" يوم 29 فبراير/شباط 2024، عندما قتل 118 شخصا، إما برصاص الجيش الإسرائيلي أو بسحق الدبابات لهم، أو بموتهم دهسا في ذعر توزيع المساعدات الذي تحول إلى كابوس، حسب فيليو.
وتعهد رئيس الولايات المتحدة آنذاك جو بايدن بـ"زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية"، إلا أنه عجز عن إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يخضع لمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم حرب في غزة، على التراجع، فأطلق الجيش الأميركي حملة إنزال جوي، أُلقى خلالها ألف طن من المساعدات بالمظلات على مدى بضعة أسابيع.
إعلانومع أن هذه الكمية خلال شهر لا تعادل سوى حوالي 40 شاحنة مساعدات، فقد انضمت المملكة المتحدة وفرنسا والأردن وإسبانيا إليها، ولكن تأثيرها يبدو إعلاميا أكثر مما هو عملي، وقد أسقطت طائرة إماراتية صندوقا من المساعدات تحطم بسبب عطل في المظلة، مرديا 5 فلسطينيين.
ألعاب الجوع
ولعدم فعالية الإنزال الجوي الظاهر لجأت الولايات المتحدة إلى حل آخر، بتوزيع المساعدات عن طريق البحر، عبر رصيف أُنشئ بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، فكان الفشل هناك أيضا ذريعا ومدويا، إذ لم يصل بعد شهر ما يكفي من الضروريات الأساسية ليوم واحد، وقد أعلنت الأمم المتحدة يوم 12 يونيو/حزيران أن 32، بينهم 28 طفلا دون سن الخامسة، قد ماتوا جوعا في قطاع غزة.
وبالفعل، أدى الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى إغلاق آخر معبر مع مصر، كما تعرضت بضع عشرات من الشاحنات، التي كانت تدخل يوميا قطاع غزة، للنهب بشكل منتظم على يد عصابات إجرامية مدعومة من إسرائيل، ولم يستأنف التدفق الطبيعي لشاحنات المساعدات إلا خلال الهدنة القصيرة بين 19 يناير/كانون الثاني والثاني من مارس/آذار 2025، كما يقول فيليو.
واليوم تستبعد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من توزيع المساعدات من قِبل "مؤسسة" تمولها الولايات المتحدة ويحميها الجيش الإسرائيلي، وتتحول عمليات التوزيع هذه بانتظام إلى مذابح، سماها الفلسطينيون "ألعاب الجوع"، إلى أن أجبرت صور صادمة وشهادات دامغة عن المجاعة في غزة مؤخرا إسرائيل على تخفيف قبضتها بعض الشيء.
ومع ذلك، لا يزال عدد الشاحنات المسموح بدخولها أقل بكثير من الحد الأدنى لمستوى المعيشة للسكان، وقد بدأت عمليات إنزال جوي نفذتها الأردن والإمارات وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلا أنها تبقى أقرب إلى الدعاية الإعلامية، خاصة أن إجمالي المساعدات التي ألقتها إسبانيا مؤخرا بالمظلات لا تعادل سوى نصف حمولة شاحنة إنسانية واحدة، على حد تعبير فيليو.