بوليتيكو: ناسا تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر وسط جدل سياسي محتدم
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
يستعد وزير النقل الأمريكي شون دافي، الذي يشغل أيضًا منصب المدير المؤقت لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، للإعلان هذا الأسبوع عن خطة متسارعة لبناء مفاعل نووي على سطح القمر، في خطوة أكدت مجلة بوليتيكو الأوروبية أنها تُعد الأولى من نوعها تحت قيادته الجديدة للوكالة ووسط احتدام الجدل السياسي بشأنها.
وذكرت المجلة في سياق تعليقها على الخبر، أن هذه الخطوة تشمل أول تحرك رئيسي لـ «دافي»، الإعلامي السابق في قناة فوكس نيوز، منذ تعيينه المفاجئ من قبل الرئيس دونالد ترمب في يوليو الماضي، عقب سحب ترشيح الملياردير جاريد آيزاكمان بسبب خلاف سياسي مع حليفه إيلون ماسك.
وبحسب وثائق حصلت عليها المجلة، فإن المشروع النووي القمري يُعد تحولًا استراتيجيًا كبيرًا، إذ يضع جدولًا زمنيًا واضحًا لبناء المفاعل، وذلك رغم التخفيضات الكبيرة في ميزانية الوكالة.
وقال مسئول كبير في ناسا: «الأمر يتعلق بكسب السباق الفضائي الثاني، في إشارة إلى التنافس المتصاعد مع الصين التي تسعى بدورها للوصول إلى القمر والمريخ».
كما أصدر «دافي» توجيهًا للإسراع في استبدال محطة الفضاء الدولية، وهي إحدى أولويات ناسا طويلة المدى، مما قد يعجّل بخطط الولايات المتحدة لتوسيع وجودها الفضائي.
تجدر الإشارة إلى أن تعيين «دافي» في منصبين حكوميين رفيعين أثار جدلاً واسعًا في أوساط الكونجرس، إذ أبدى العديد من المشرعين مخاوفهم من تضارب المهام وتشتت الأولويات في مرحلة حساسة تشهد فيها الوكالة تقلبات سياسية ومالية.
مع ذلك، أضافت بوليتيكو، أن هذه الخطط تتماشى مع تركيز إدارة ترامب على رحلات الفضاء المأهولة، حيث اقترح البيت الأبيض بالفعل ميزانية من شأنها زيادة تمويل رحلات الفضاء المأهولة لعام 2026، حتى مع دعوته إلى تخفيضات كبيرة في برامج أخرى بما في ذلك خفض بنسبة 50% تقريبًا للبعثات العلمية.
ويأمر توجيه المفاعلات الوكالة بطلب مقترحات من قطاع الصناعة لإطلاق مفاعل نووي بقوة 100 كيلووات بحلول عام 2030، وهو اعتبار رئيسي لعودة رواد الفضاء إلى سطح القمر.. وسبق أن موّلت ناسا أبحاثًا حول مفاعل نووي بقدرة 40 كيلووات للاستخدام على سطح القمر، مع خطط لتجهيز المفاعل للإطلاق بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
وينص التوجيه على أن أول دولة تمتلك مفاعلًا نوويًا يُمكنها إعلان منطقة حظر من شأنها أن تُعيق الولايات المتحدة بشكل كبير، في إشارة إلى قلق الوكالة بشأن مشروع مشترك أطلقته الصين وروسيا.
كما يُلزم التوجيه ناسا بتعيين قائد لهذا الجهد والحصول على مُدخلات الصناعة في غضون 60 يومًا، فيما تبحث الوكالة عن شركات قادرة على إطلاق مفاعل نووي بحلول عام 2030، حيث أن ذلك هو الوقت الذي تنوي فيه الصين إنزال أول رائد فضاء لها على سطح القمر.
وتعني المبادرة النووية أن ناسا ستواصل دورها في التطوير النووي حتى بعد إلغاء البنتاجون مؤخرًا لبرنامج مُشترك لمحركات الصواريخ التي تعمل بالطاقة النووية.
وقال مسئول بناسا في تصريح خاص للمجلة، أنه على الرغم من أن الميزانية لم تُعطِ الأولوية للدفع النووي، إلا أن ذلك لم يكن بسبب اعتبار الدفع النووي تقنية غير جديرة بالاهتمام
ويهدف توجيه محطة الفضاء الدولية إلى استبدال محطة الفضاء الدولية القديمة والمتسربة بأخرى تجارية، وذلك من خلال تغيير آلية منح العقود.
وتعتزم ناسا منح عقد لشركتين على الأقل خلال ستة أشهر من طلب الوكالة تقديم عروض.. ويأمل المسؤولون في إنشاء محطة جديدة في الفضاء بحلول عام 2030 وإلا، فستكون الصين وحدها هي من تمتلك محطة فضائية مأهولة بشكل دائم في المدار.
اقرأ أيضاًناسا: المسبار الشمسي «باركر» يعمل بشكل طبيعي بعد وصوله لأقرب نقطة من الشمس
أطلقت «ناسا» اسمها على أحد الكويكبات.. وزير الأوقاف يكرم الباحثة ياسمين مصطفى
ناسا: أكثر من 20% من موظفينا طلبوا الاستقالة ضمن برنامج أطلقته إدارة ترامب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولايات المتحدة محطة الفضاء الدولية ناسا سطح القمر وزير النقل الأمريكي شون دافي بناء مفاعل نووي الملياردير جاريد آيزاكمان على سطح القمر مفاعل نووی
إقرأ أيضاً:
القمر الصناعي المصري في ذكرى إطلاقه.. محطة فارقة في بث الإعلام والتكنولوجيا الفضائية
في مثل هذا اليوم، الرابع من أغسطس 2010، أطلقت مصر بنجاح القمر الصناعي المصري (نايل سات 201 ) عبر صاروخ الإطلاق الأوروبي (آريان 5 إي سي إيه) من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية التي تقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية، واستمرت عملية الإقلاع حوالي 27 دقيقة، مما شكل منعطفا نوعيا في مجال الاتصالات الفضائية والإعلام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعزز موقع مصر كمشغل رئيسي للخدمات الفضائية الإقليمية.
صنع القمر الصناعي نايل سات 201 بواسطة شركة (تاليس الينيا سبيس) الفرنسية-الإيطالية، اعتمادا على منصة سبيسباص 4000 بي 2، وبلغ وزنه نحو 2ر3 طن عند الإطلاق، وتمركز في المدار الجغرافي الثابت عند خط الطول 7 درجات غربا، وهو الموقع ذاته الذي شغلته الأقمار السابقة لضمان الاستمرارية وعدم انقطاع الإرسال.
زود "نايل سات 201" ب 24 وحدة إرسال واستقبال (ترانسبوندر) على نطاق الترددي كايو باند بالإضافة إلى 4 وحدات على تردد كا باند، ويعمل بألواح شمسية تولد 9ر5 كيلوواط من الكهرباء عند انتهاء عمره الافتراضي.
دخل القمر الخدمة الفعلية في سبتمبر 2010، وساهم في إضافة حوالي 300 قناة تلفزيونية جديدة، ليصل إجمالي عدد القنوات التي تبث عبر أسطول أقمار النايل سات إلى أكثر من 560 قناة تلفزيونية و100 محطة إذاعية، يستفيد منها نحو 40 مليون أسرة في مصر والمنطقة، مما يعزز من مكانة مصر الإعلامية الاستراتيجية ويمثل خطوة مهمة لاستدامة ريادتها الإعلامية بالتوازي مع التطور التكنولوجي.
بلغت تكلفة "نايل سات 201" حوالي 237 مليون دولار أمريكي، وتم تمويله عبر موارد شركة نايل سات بالإضافة إلى قرض من أحد المصارف الإقليمية، ويعد القمر الصناعي الثالث الذي أطلقته الشركة المصرية للأقمار الصناعية نايل سات، وأول أقمار الجيل الثاني، ويكاد يكون هو القمر الإقليمي الوحيد الذي شرفت مصر بإطلاقه لأنه كان أكثر نجاحا من القمر العربي عرب سات الذي تملكه الدول العربية، وقد حقق نقلة إعلامية وفنية نوعية للقنوات المصرية.
كان "نايل سات 201" مصمما للعمل لمدة 15 عاما حتى عام (2025- 2028)، واستمر في أداء مهامه بكفاءة حتى إطلاق خليفته نايل سات 301 في 8 يونيو 2022 عبر صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة سبيس اكس الأمريكية من منصة الإطلاق إس إل سي 40 الواقعة في قاعدة "كيب كانافيرال" بولاية فلوريدا، وتم تصميمه أيضا من قبل "تاليس الينيا سبيس" ليكون امتدادا تقنيا مطورا لشقيقه السابق، وبلغ وزنه 1ر4 طن، ويضم 38 ترانسبوندر مما زاد من سعة البث بنسبة تتجاوز 45%، ليضمن استمرار الخدمة لما لا يقل عن 15 عاما إضافية، وسيتكامل في عمله مع نايل سات 201 حتى الإحالة التدريجية للأخير بحلول عام 2028، ويغطي مناطق أوسع تشمل مصر وأجزاء من قارة إفريفيا ودول حوض النيل، مع تقديم خدمات محسنة للبث والإنترنت.
جدير بالذكر أن شركة نايل سات كانت قد تأسست عام 1996، وتتخذ من مدينة 6 أكتوبر مقرا لها، وتدير أسطولا من الأقمار الصناعية مثل نايل سات 101 عام 1998، و 102 عام 2000، ثم 201 في 2010، لتتوسع لاحقا إلى نايل سات "301" في 2022، مما يعكس مسارا متصاعدا من التطوير والتوسع.
ومع هذه المراحل المتلاحقة من التطور، تتبلور ملامح استراتيجية إعلامية وطنية تقوم على تحديث البنية التحتية وتعزيز التغطية الفضائية، بما يضع مصر في موقع المزود الإقليمي الرائد لخدمات الاتصالات الفضائية عالية الجودة، فلم يكن هذا الإنجاز مجرد إطلاق أقمار، بل كان إعلانا عن إرادة دولة تسعى لأن تكون الصوت العربي الحر والمستقل، ليس فقط عبر الشاشات، بل أيضا عبر الفضاء.
اقرأ أيضاًالصور الأولى من القمر الصناعي المصري التجريبي NEXSAT-1
إمكانيات ومميزات القمر الصناعي المصري «حورس 2»
«الوطنية للإعلام» تهنئ الرئيس السيسي على نجاح إطلاق القمر الصناعي المصري نايل سات 301