الجزيرة:
2025-08-05@23:00:38 GMT

لماذا يتصاعد سعر شطيرة البرغر؟

تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT

لماذا يتصاعد سعر شطيرة البرغر؟

تحوّل البرغر، أحد أشهر رموز الطعام الأميركي، إلى سلعة مرتفعة الكلفة بشكل غير مسبوق، وسط مزيج معقّد من الضغوط المناخية، ونقص الإمدادات، وارتفاع التكاليف الزراعية.

وفي تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، قالت الوكالة إن أسعار لحوم الأبقار في أميركا بلغت أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد، نتيجة سنوات طويلة من الجفاف والحر الشديد، ما بات يُعرف بـ"التضخم المناخي" الذي لا يرفع فقط أسعار التأمينات والمواد الغذائية، بل يعيد تشكيل منظومة الإمدادات الغذائية بالكامل.

حمّى أسعار متصاعدة

وتشير بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي، إلى أن سعر لحم البقر غير المطبوخ بلغ في يونيو/حزيران الماضي نحو 11.50 دولارًا للرطل الواحد (نحو 453 غرام)، في حين تجاوز متوسط سعر اللحم المفروم 6 دولارات، وهي أعلى مستويات تُسجل منذ أكثر من عشر سنوات.

وبحسب تحليل مركز معلومات تسويق المواشي ووزارة الزراعة الأميركية، فإن هذا الارتفاع يعود إلى تراجع أعداد القطيع بفعل الجفاف الذي دفع مربّي الماشية إلى ذبح الأبقار مبكرًا بدلًا من تغذيتها لسنوات، خاصة مع استمرار الطلب الاستهلاكي المرتفع على لحوم البقر.

الجفاف يضرب العمق.. والتكلفة تتضاعف

ورغم التحسن النسبي في بعض المناطق، لا تزال تداعيات الجفاف الحاد الذي ضرب مناطق الإنتاج في أميركا – خاصة وادي سان خواكين – مستمرة، إذ تؤكد بلومبيرغ نقلاً عن خبراء أن تغير المناخ وظواهر كـ"النينيا" ضاعفت شدة الجفاف خلال العقود الأخيرة، ما أدى إلى تقليص القطيع الأميركي إلى أدنى مستوياته، ورفع أسعار الأعلاف، ودفع المربين إلى ذبح الأبقار مبكرًا بدلاً من تربيتها.

في المقابل، لم يتراجع الطلب على لحوم الأبقار، بل ارتفع، مما زاد من اختلال التوازن بين العرض والطلب، وهو ما وصفه بن ليلستون مدير استراتيجيات الريف وتغير المناخ في معهد السياسات الزراعية والتجارية بأنه "أحد المؤشرات المبكرة على تأثير التغير المناخي في نظام الغذاء العالمي".

استهلاك البرغر في مشهد يومي يعكس تزايد كلفة الوجبات السريعة في ظل التضخم الغذائي (بيكسابي)

وتزداد التحديات مع ارتفاع  سعر الفائدة وتكاليف الإنتاج، إلى جانب تأثيرات الحرارة الشديدة على نمو الأبقار وصحتها الإنجابية، وصولًا إلى تهديد جديد يتمثل في عودة "الدودة اللولبية" من المكسيك، وهي طفيلي قاتل قد يعيد انتشاره تغيّر المناخ، وفق تحذيرات نقلتها بلومبيرغ عن خبراء زراعيين.

الواردات في خطر أيضًا

ورغم أن معظم إنتاج اللحوم في أميركا محلي، فإن البلاد تعتمد على استيراد نحو 4% من عجولها الصغيرة من المكسيك، حيث يتم تسمينها في مزارع أميركية.

إعلان

لكن، بحسب ديفيد أندرسون، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة تكساس، فإن هذا الإمداد "توقّف مرارًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني بسبب المخاوف من انتشار الدودة اللولبية".

ويقول أندرسون: "بالنسبة للسوق، هذا الرقم ليس ضئيلًا… وهو يسهم في رفع الأسعار".

وترى بلومبيرغ أن ما يحدث حاليًا ليس ظاهرة مؤقتة، بل جزء من نمط طويل الأمد يُعرف بـ"التضخم المناخي" – حيث تؤدي الظروف الجوية القاسية، من جفاف وحرائق وفيضانات، إلى رفع أسعار السلع الأساسية، من الغذاء إلى التأمين.

وبينما قد تعود بعض الأسعار للانخفاض، تشير التقديرات إلى أن لحوم الأبقار ستبقى مرتفعة الثمن لسنوات مقبلة، ما يجعل البرغر اليوم أكثر من مجرد وجبة سريعة، بل مؤشر مبكر على كلفة التغير المناخي على موائد الأميركيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

5 خطوات لحمايتك من الإجهاد مع تزايد الحرارة وتغير المناخ

مع اشتداد حرارة الصيف ووصول درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في العديد من دول العالم، تزداد الحاجة إلى الوعي بأساليب الوقاية من الآثار الصحية المرتبطة بالحر الشديد، خصوصا في ظل تصاعد التغيرات المناخية التي تجعل من فصول الصيف أكثر تطرفا عاما بعد عام.

ولم تعد موجات الحر مجرد حالة موسمية عابرة، بل باتت تحديا صحيا يتطلب استعدادا ووعيا يوميا للحفاظ على السلامة، لا سيما بين الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال وكبار السن وذوي الحالات المزمنة.

وفي هذا السياق، قدمت كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا 5 نصائح مهمة تساعد على التعامل السليم مع درجات الحرارة المرتفعة، وتحسين نمط الحياة خلال الصيف، سواء في المنزل أو أثناء التنقل والسفر.

تبنّي إجراءات بسيطة يمكن أن يُحدث فرقا حاسما في تجنب الحالات الصحية الخطيرة المرتبطة بالحرارة (شترستوك)1- قضاء وقت أطول بالأماكن الباردة للوقاية

تشير كلية الطب إلى أن التعرض المباشر لحرارة الشمس المرتفعة قد يؤدي إلى أعراض مثل الإرهاق والغثيان والدوار وتشنجات العضلات والصداع، وجميعها مؤشرات على الإجهاد الحراري. ولتفادي هذه الأعراض، يُنصح بالبقاء داخل أماكن مكيفة أو باردة قدر الإمكان.

وفي حال كان لا بد من الخروج في الأوقات الحارة، يجب الالتزام بشرب الماء بانتظام، وترطيب البشرة بالماء البارد، لتخفيض حرارة الجسم والحفاظ على توازن السوائل.

2- شرب الماء بكميات كافية على مدار اليوم

شرب الماء بكميات كافية لا يُعد رفاهية في الصيف، بل ضرورة صحية للحفاظ على التركيز وأداء الوظائف الحيوية. وتنصح كلية طب غرينادا بتناول ما بين 8 و12 كوبا من الماء يوميا، خاصة مع ازدياد معدل التعرق خلال الحر الشديد.

ويمكن تحسين نكهة الماء بطريقة صحية بإضافة شرائح الليمون أو الفواكه الطازجة، مما يجعل شرب الماء أكثر متعة وارتباطا بالانتعاش.

ينصح الخبراء بتناول ما بين 8 و12 كوبا من الماء يوميا مع ازدياد معدل التعرق خلال الحر الشديد (شترستوك)3- تناول الفواكه والخضراوات الغنية بالماء

تُسهم الأطعمة الصيفية مثل البطيخ، الخيار، البرتقال، التوت في ترطيب الجسم وتزويده بفيتامينات ضرورية. كما يُنصح بالإكثار من تناول الخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس والملفوف، والتي تساهم في تعزيز جهاز المناعة والحفاظ على توازن الجسم في ظل الطقس الحار.

إعلان

ولا توفر هذه الأغذية الترطيب فحسب، بل تساعد أيضا في مقاومة الإرهاق الناتج عن درجات الحرارة العالية.

تُسهم الأطعمة الصيفية مثل البطيخ في ترطيب الجسم وتزويده بفيتامينات ضرورية (شترستوك)4- اختيار الأوقات الملائمة لممارسة التمارين

ترتفع احتمالية الإصابة بالإجهاد الحراري عند ممارسة التمارين البدنية في ذروة الحرارة، إذ يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على القلب والعضلات. لذا، يُفضل ممارسة الرياضة في الأوقات الأكثر برودة مثل الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس.

كما يُنصح بارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة ذات ألوان فاتحة، وتجنب التمارين الشاقة في الهواء الطلق. ويمكن الاستعاضة عنها برياضات داخلية مثل السباحة واليوغا، أو تدريبات القوة في صالات رياضية مكيفة.

5- التخطيط الذكي لرحلات الصيف مع مراعاة الصحة العامة

عند التحضير للسفر خلال أشهر الصيف، ينبغي الاطلاع على أحوال الطقس في الوجهة المقصودة، وتحضير الملابس والمستلزمات وفقا لذلك. وتشمل الأدوات الموصى بها:

زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام واقٍ شمسي قبعة نظارات شمسية أقراص تعويض المعادن التي قد تُفقد نتيجة التعرق

التخطيط الجيد لا يحسن التجربة فحسب، بل يحمي المسافرين من الآثار الصحية المرتبطة بالتنقل تحت أشعة الشمس الحارقة.

مع اشتداد حرارة الصيف تزداد الحاجة إلى الوعي بأساليب الوقاية من الآثار الصحية المرتبطة بالحر الشديد (شترستوك)التكيف مع الحر وعيٌ يومي لا ترف موسمي

مع تفاقم تأثيرات التغير المناخي، تؤكد كلية الطب جامعة سانت جورج أن تبنّي إجراءات بسيطة مثل شرب الماء بانتظام، والابتعاد عن الشمس وقت الذروة، والانتباه للإشارات الجسدية المبكرة، يمكن أن يُحدث فرقا حاسما في تجنب الحالات الصحية الخطيرة المرتبطة بالحرارة.

وتشجع كلية الطب الأفراد والعائلات على التعامل مع الصيف بجدية ووعي، واتخاذ إجراءات استباقية لضمان صيف صحي ونشيط، مهما بلغت درجات الحرارة.

مقالات مشابهة

  • توافد المواطنين يتصاعد بمدرسة هشام شتا في الهرم وزغاريد تُشعل أجواء التصويت
  • 5 خطوات لحمايتك من الإجهاد مع تزايد الحرارة وتغير المناخ
  • تحذير شديد الخطورة.. علامات تشير لبداية أزمة صحية بسبب الجفاف
  • القطيف.. ضبط 369 كجم لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي
  • تمويل المناخ العادل يستلزم إصلاح الديون
  • أستراليا تطور أول لقاح mRNA لحماية الأبقار من الحمى القلاعية
  • تصاميم ذكية لمواجهة تحديات المناخ في الجامعة الكندية
  • أجيال حليب الأبقار.. لماذا نخالف فطرة الخالق؟
  • الأعلاف كلمة السر| لماذا انخفضت أسعار الدواجن بالأسواق.. وهل يستمر الانخفاض؟