اليمن تمطر وفاءً.. حين تلتقي السماء بالأرض نصرةً لغزة
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
في لحظة استثنائية من لحظات التاريخ، وفي مشهد تختلط فيه الدموع بالمطر، وتتوشّح فيه الأرض بكرامة الشرفاء، شهدت العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية يومًا لا يُنسى.. يومًا تلاقت فيه السماء بالأرض، لا لتهطل مطرًا فحسب، بل لتشهد على وفاء شعب، وعلى ملحمة لا يصنعها سوى الأحرار في زمن الانكسار.
رغم الأمطار الغزيرة التي غمرت الشوارع، ورغم حبات البرد التي كانت تقسو على الأجساد، لم يتراجع اليمنيون، ولم ينكفئوا إلى دفء البيوت.
رغم اضطراب الطقس الجوي بأمطاره الغزيرة الممزوجة بحبات البرد، واضطراب الطقس السياسي برياح المؤامرات وتيارات التطبيع، واشتعال الطقس العسكري بنيران العدوان والحصار، خرج اليمنيون كما يخرج النور من عتمة الليل، لا يثنيهم بردٌ ولا ترهبهم نار المؤامرات ولا تهزهم رياح التهديدات، ولا تربكهم الحسابات.
لقد تحدّوا جميع الظروف – جوًا وسياسةً وسلاحًا – وأثبتوا أن إرادة الشعوب حين تتصل بالمقدّسات، تصبح أقوى من أي مناخ، وأصلب من أي جدار.
لقد كانت قطرات المطر التي تبلّل وجوههم دموع السماء على أطفال غزة، وكانت حبات البرد المتساقطة شاهدةً على صلابة الإيمان في قلوبهم، وإصرارهم على أن لا تذبل راية فلسطين، ولا تنكسر كرامة الأمة.
وكلما اشتدّت المعاناة في سبيل نصرة غزة، كلما تعاظم شعور اليمنيين بالطمأنينة، وكأنهم يخوضون معركة الشرف على طريق النصر المؤجل. ومن يرى هذا الحشد الممتد من شمال اليمن إلى جنوبه، ومن سهوله إلى جباله، يدرك أن الأمة لا تزال بخير، وأن النصر قادم لا محالة.
لقد أثبت اليمنيون – مرةً أخرى – أنهم شعب لا يخذل إخوانه في فلسطين، ولا يتخلّى عن قضاياه في أحلك الظروف.
أنهم باقون على العهد، لا يحيدون، ولا يبدّلون، وأنهم اختاروا موقعهم في الصفوف الأولى، مهما كلّف الثمن.
سلامٌ على يمننا، أرضًا وشعبًا، وسلامٌ على هذه الهامات الشامخة التي أبت إلا أن تكون في طليعة المدافعين عن الحق، مهما كان الطقس، ومهما كانت التضحيات.
وسلامٌ على غزة التي تنزف، وقد عرفت أن لها هناك، في الجنوب العربي، شعبًا لا ينام على الضيم، ولا يخذله المطر ولا البرد ولا الجوع ولا نيران الأعداء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن يشعل ميادين الوفاء لغزة ويؤكد الجهوزية لمواجهة التصعيد الصهيوني
يمانيون | تقرير
في مشهد متجدد من الحضور الشعبي والقبلي الراسخ، احتضنت عدد من المديريات، في العاصمة صنعاء ومحافظات تعز وعمران، وقفات مسلحة ومظاهرات قبلية وعسكرية، تحت راية النصرة والدعم الكامل للشعب الفلسطيني، ومواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يستهدف الأمة بأكملها.
هذا الحراك الشعبي المتسع، لم يكن مجرد تظاهرات عابرة، بل شكل ترجمة عملية لحالة التعبئة والجهوزية العالية، وإعلاناً صريحاً بأن اليمن حاضر بكل أبنائه في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، بما يعكس الإرادة الصلبة لشعب بات يرى فلسطين جزءاً لا يتجزأ من مصيره.
شعوب بالعاصمة صنعاء .. صوت البندقية في وجه الخيانة
في قلب العاصمة صنعاء، وتحديداً في مديرية شعوب، شهدت الساحات وقفة مسلحة حاشدة رفع فيها المشاركون السلاح والكلمة معاً، تحت شعار “لبيك يا غزة العزة والإيمان والثبات”، مجددين العهد على المضي في خط الجهاد والمواجهة، رغم التحديات والتضحيات.
الجموع أعلنت براءتها الكاملة من كل من خان القضية وباع نفسه للمشروع الصهيوني والأمريكي، مجددين تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في اتخاذ ما يلزم من خيارات عسكرية تصعيدية رداً على جرائم العدو.
وكيل هيئة الزكاة علي السقاف، وفي كلمته، أشاد بالحشد القبلي الشعبي، مؤكداً أن هذا الزخم يعكس الوعي العالي بخطورة المرحلة، ويؤكد جهوزية اليمنيين لخوض معركة المصير العربي والإسلامي، على طريق القدس.
وفي بيان الوقفة، الذي تلاه حمود النقيب رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بأمانة العاصمة، عبّر الحاضرون عن استعدادهم الكامل لبذل الدماء والأرواح والأموال في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن كل من يسكت على العدوان أو يبرر له، شريكٌ في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
بلاد الروس بصنعاء .. النفير العام واستعداد لمواجهة أي عدوان
وفي مديرية بلاد الروس التابعة لمحافظة صنعاء، شهدت منطقة الشرقي وقفة قبلية مسلحة نظمتها التعبئة العامة، بحضور قيادات محلية ومجتمعية.
وأكد المشاركون، في البيان الصادر عن الوقفة، إعلانهم الجهوزية العالية والنفير العام لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو الصهيوني، مشيدين ببطولات القوات المسلحة اليمنية، ومطالبين بتوسيع العمليات النوعية التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني.
الوقفة مثّلت صوت التحذير الصارخ من أي محاولات داخلية لإرباك الجبهة اليمنية، مؤكدين أن الشعب اليمني في هذه المرحلة الحرجة، لا يساوم على قضيته المركزية، ولن يسمح بأي اختراق يخدم مشاريع العدو.
عمران..زحف قبلي مسلح وإدانة لمجازر العدو
قبائل محافظة عمران كانت على موعد مع الوفاء لقضية فلسطين، حيث شهدت مديريات المحافظة، وعلى رأسها مدينة عمران وصوير وثلاء وبني صريم وريدة وخارف وسفيان والعشة، سلسلة من الوقفات القبلية والطلابية الحاشدة.
الوقفة الرئيسية التي تقدمها المحافظ الدكتور فيصل جعمان والقيادات الأمنية والتنفيذية، رفعت الصوت عالياً ضد الصمت العربي والإسلامي المخزي، مؤكدة أن ما يجري في غزة من إبادة وتجويع وحرمان لا يُقابل إلا بالخزي إن لم يُواجه بالمواقف العملية والدعم الحقيقي.
وأعلن أبناء عمران النفير العام لمواجهة أمريكا و”إسرائيل”، مؤكدين تفويضهم المطلق لقائد الثورة في تصعيد المواجهة، مشيرين إلى أن عروبة اليمنيين وشهامتهم تأبى أن يصمتوا أمام نداءات الاستغاثة التي يطلقها أطفال ونساء غزة.
البيان الصادر عن الوقفات في المحافظة أكد رفض كل أشكال الخيانة، والجهوزية الكاملة للتصدي لأي اختراقات داخلية أو تحركات مشبوهة تسعى لإضعاف موقف اليمن الداعم لغزة.
تعز.. رسائل قبلية من صالة وشرعب إلى ميادين المواجهة
من تعز، جاءت الرسائل القبلية المسلّحة من مديريتي صالة وشرعب الرونة واضحة، صريحة، لا لبس فيها: لا حياد في معركة فلسطين، ولا تراجع عن دعم المجاهدين في غزة.
في اللقاء القبلي بمديرية صالة، الذي حضرته قيادات محلية وعسكرية، أكد المشاركون أنهم ثابتون في معركة الدفاع عن المقدسات، معلنين استعدادهم الكامل للانخراط في ميادين المواجهة، وتأييدهم المطلق لقائد الثورة في اتخاذ ما يلزم من خطوات لردع العدو الصهيوني.
أما شرعب الرونة، فشهدت لقاءً قبليًا مسلحًا عبر عن موقف تعز الثابت، ورفضها لأي تحركات تخدم العدو أو تسعى لإشغال الشعب اليمني عن قضاياه الكبرى.
من اليمن إلى غزة.. الجبهة واحدة والراية واحدة
لا يبدو اليمن اليوم في موقع المتضامن من بعيد، بل في موقع المشتبك سياسياً وعسكرياً، روحياً وثقافياً، مع قضية فلسطين.
هذه الوقفات ليست مجرد فعاليات موسمية، بل محطات تعبئة متجددة، تؤكد أن اليمن حاضر في معركة الأمة الكبرى، جاهز للقتال، للإنفاق، للتضحية، للنصر.
وإذا كان العدو الصهيوني قد راهن على أن تنهك غزة وتستفرد بها المجازر، فإن اليمن ومن خلال هذه الرسائل الشعبية والقبلية والعسكرية، يردّ بأن معركة غزة لن تكون وحدها، وأن “الفتح الموعود” ليس مجرد وعد خطابي، بل مسار يتقدم بثبات.