موقع النيلين:
2025-08-08@19:04:46 GMT

هل يشتعل القرن الإفريقي؟

تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT

هل يشتعل القرن الإفريقي؟
بقلم الجنرال / الصوارمي خالد سعد
لماذا تطلب أثيوبيا من السودان المساعدة السلبية، بالتزام الصمت أو الحياد في قضاياها؟!
وماذا تستفيد أثيوبيا من مجرد الحياد في قضاياها؟
ولماذا لا تطلب الدعم الإيجابي بعد أن تطرح نفسها إيجابيا؟
أليس هنالك ملفات إيجابية ضخمة بين السودان وأثيوبيا؟ لماذا تعجز أثيوبيا عن مجرد المطالبة بالتعاون فيها؟ مثلا الملف العسكري (بشأن الجماعات المسلحة التي تصارعها وتتمدد ما بين أرتريا وأثيوبيا والسودان) ؟ تحتاج الإجابة لتحليل الموقف العام.


ما كانت اثيوبيا في يوم من الأيام محتاجة لسد النهضة ولكن يبدو ان هنالك خيوطا للمصالح العالمية تشابكت حول إنشاء هذا السد المريب جدا والمثير لشكوك مصر والسودان على حد سواء. فاثيوبيا تسبح في بحار من المياه المتدفقة. وهى هضبة تقبع في السماء فتجود عليها بفيوض من المطر الهطول والغمام المشبع بالرطوبه مما يجعلها لا تحتاج لمزيد من المياه ابدا. والسد ما كان الهدف منه توفير المياه.
فوق كل ذلك فإن هذه الهضبة قد حباها الله تعالى بكل انواع الثروات الطبيعية من الذهب والبوتاس والتنتالوم (معدن ثقيل درجة إنصهاره عالية) والفحم والحديد. كما توجد معادن صناعية مثل الجير والفلسبار، الكوارتز والدولوميت. اضافة الى ثروات حيوانية ضخمة جدا من كل انواع الثروة الحيوانات. فهي تمتلك أكبر عدد من الماشية في القارة التي يبلغ عددها حوالي سبعين مليون رأس. وأكثر من تسعين مليون رأس من الأغنام. وحوالي ثمانية مليون رأس من الأبل.
إضافة إلى موقع جغرافي مميز يجعلها حبل وصل بين كثير من الدول إضافة الى مجموع بشري قدر عام ٢٠٢٤ بمائة اثنين وثلاثين مليون فاصل واحد نسمة (132.1) هذه الصفات الغنية جدا تجعل من اثيوبيا غير محتاجة للفتات الذي يمكن ان يجود به سد النهضة من دخل يدره توليد الكهرباء. أثيوبيا لا حاجه لها في تنظيم المياه فهي منظمة طبيعيا. كما ان السد يقع على الحدود السودانية الأثيوبية بمعنى أن اثيوبيا لا تستفيد كثيراً من بحيرته في الداخل ولا من مائها التي هي اصلا في غنى عنها ولكن اثيوبيا ما زالت تحافظ على هذا السد تنفيذاً لمصالح عالمية تقاطعت حول هذا الإنشاء الذي مولته أمريكا بمليارات الدولارات ورعته إسرائيل رعاية كاملة ونظرت اليه الدول الأوروبية بعين الرضا. فماذا يجري خلف هذا السد الذي لا يستفيد منه اهله ولا دول المجرى والمصب.
لا شك إذاً أن الأمن والسياسة العالمية ضد مصر والسودان هي التي تحرك خيوط اللعبة في هذا السد الذي كما اسلفت ليس من الأولويات لدى أثيوبيا التي تعيش حرباً باردة بينها وبين اريتريا، فجيشا الدولتين يعيشان حالة استعداد دائم وتنتشر قوات الدولتين في الحدود في مواجهة بعضهما البعض. بل هنالك حالة حرب معلنة تنشط حيناً وتخفت حيناً آخر.
ترجو أثيوبيا أن يكون السودان طرفاً سلبياً اذا نشبت حرب بينها وبين إريتريا وقبائل التيغراي، والأرومو والأمهرا. ولكن يبدو ان حياد السودان لن يكون مضمونا ولا كاملا جراء التحامل الأثيوبي خلال الفترات السابقة على الحكومة السودانية وعلى الجيش السوداني في منطقة الفشقة، فاثيوبيا قبل أشهر معدودة كانت تخوض حربا في منطقة الفشقة السودانية ضد السودان، ثم نشبت الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع فاستضافت اثيوبيا كثيراً من الفعاليات التي تعتبرها حكومة السودان عداء صارخا ضدها مثل استضافتها لمؤتمرات صمود ومؤتمرات قحط واستقبالها للروبوت محمد حمدان دقلو بعد ان تحدث السودانيون عن وفاته.
في المقابل نجد ان أريتريا وقفت بكل قوه وبكل شهامة مع السودان في حربه ضد قوات الدعم السريع وفتحت اراضيها للجوء إلى أرتريا وقدمت الكثير جدا من المشاريع والدعم المادي والمعنوي للقوات المسلحة السودانية والمجموعات المسلحة المساندة لحكومة البرهان وكانت تعلن باستمرار انها لن تستضيف أي مجموعة تجاهر بالعداء ضد حكومة السودان.
عليه لا تستطيع حكومة السودان في هذا الامتحان الواضح والعسير ان تقف مكتوفة الأيدي اذا جرت حرب بين اثيوبيا عدو الامس صديق اليوم واريتريا الصديق الدائم للسودان علما بأن اثيوبيا اذا نشبت حرب بينها وبين أرتريا فان العامل الحاسم فيها سيكون هو مجموعات التيغراي وجبهة تحرير أرومو – القومية الأكبر في أثيوبيا. ومجموعات فانو الأمهرية ومجموعات اخرى تخشى اثيوبيا من أن تستفيد من إنشغال الجيش الفيدرالي الاثيوبي في الحرب ضد أرتريا فتتمرد على السلطه في اثيوبيا، فأثيوبيا بها حوالي ثمانين قومية معظمها يختلف مع الحكومة ومع غيره من القوميات.
يجرنا هذا الحديث الى ان نتذكر ان اثيوبيا لها تدخل كبير جداً في جمهورية الصومال وأنها تضع يدها الآن على جمهورية أرض الصومال لعدة اسباب أولها وأهمها أن اثيوبيا ليس لها منفذ بحري، وبالتالي فإن وضع يدها على جمهورية أرض الصومال هو ضرورة تفرضها عليها مصالحها الإقتصادية حتى لا تصبح مقفولة تماماً. يضاف إلى ذلك أن القوات الأثيوبية كانت في يوم من الأيام تفرض سلطانها بصورة كاملة على كل جمهورية الصومال بإيعاز من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية تحديداً، وهذا يجعل من أثيوبيا دولة كثيرة الحركة كثيرة الأعداء في الداخل والخارج، وفي القرن الإفريقي تحديداً فهي لها عداواة مع كل دول الجوار التي تجاورها تقريبا وبالتالي هذا يجعل موقفها حرجاً جداً أمام أي حرب تحاول أن تخوضها بصورة شاملة في المنطقة ويجعل كل دول الجوار لا يمكنها الحياد في أي معارك أثيوبية، سواء كانت داخلية أو خارجة. بسبب التداخل القبلي وتمدد القبائل الأثيوبية في دول الجوار. وحتى دولة جنوب السودان فإن أثيوبيا لن تسلم منها بحكم وجود قبيلة النوير الجنوب سودانية في أثيوبيا كقبيلة تداخل تعيش بأثيوبيا منذ فترات طويلة. نسبة لكل تلك الأسباب فإن أثيوبيا لا سلامة لها إلا عبر التعاون الإيجابي السلمي مع جيرانها.

جنرال / الصوارمي خالد سعد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذا السد حرب بین

إقرأ أيضاً:

لماذا تُحقن حيوانات وحيد القرن في جنوب أفريقيا بمواد مشعة؟

اتخذ علماء في جنوب أفريقيا نهجا غير مألوف لحماية أعداد وحيد القرن المتناقصة في البلاد، إذ يحقنون قرونه بمواد مشعة لردع الصيادين غير الشرعيين. ويحظى هذا المشروع بدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وأطلق مشروع "ريزوتوب" (Rhisotope Project) كعمل تعاوني بين مسؤولي الطاقة النووية وعلماء الحفاظ على البيئة، بالشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجامعة فيتووترزراند في جنوب أفريقيا، وبلغت تكلفة المشروع، حوالي 290 ألف دولار وسبقته 6 سنوات من البحث والاختبار.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3دراسة: إزالة قرون وحيد القرن "أهون الشرّين" لحمايتهlist 2 of 3نقل 70 حيوانا من وحيد القرن من جنوب أفريقيا إلى روانداlist 3 of 3جامعة بجنوب أفريقيا تطلق مشروعا لحماية وحيد القرن من الصيد الجائر والتهريبend of list

ويقول البروفيسور جيمس لاركين مدير وحدة الإشعاع والفيزياء الصحية بجامعة فيتووترزراند "إن حقن النظائر المشعة في قرن وحيد القرن الحي أسهل بكثير مما يبدو، إذ يتم حفر ثقب في القرن بعد تخديره ووضع نظير مشع تم اختياره بعناية في مكانين بالقرن، ثم يغلق، ويتم إطلاق الحيوان".

ويضيف لاركين، وهو أيضا كبير مسؤولي العلوم في المشروع، إن الجرعات ضعيفة جدا بحيث لا تُشكل أي خطر على الحيوانات، لكنها قوية بما يكفي لإطلاق إنذارات أنظمة الأمن عند المعابر الحدودية الدولية، والهدف هو ردع الصيادين عن الصيد الجائر لوحيد القرن، والقبض على المهربين.

واكتشف باحثون من جامعة ويتس، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه من الممكن اكتشاف القرون المزالة حتى داخل حاويات شحن كاملة يبلغ طولها 6 أمتار. وقال جيمي جوزيف، وهو ناشط بارز في مجال حماية وحيد القرن في جنوب أفريقيا، إن مشروع ريسوتوب "مبتكر وضروري للغاية".

وحقن مشرفو مشروع "ريزوتوب" 5 حيوانات وحيد قرن حتى الآن، خارج المجموعة التجريبية الأصلية، ويأملون أن يؤدي عملهم إلى حقن جماعي لحيوانات وحيد القرن في جميع أنحاء البلاد. ويشجعون مالكي حدائق الحياة البرية الخاصة والهيئات الوطنية للحفاظ على البيئة على الانضمام.

يتم تخدير وحيد القرن قبل حفر ثقب في قرنه وإدخال النظائر المشعة بعناية في محمية موكوبان بجنوب أفريقيا (أسوشيتد برس)

ويقدر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أن عدد وحيد القرن العالمي بلغ نحو 500 ألف في بداية القرن الـ20، لكنه انخفض الآن إلى نحو 27 ألفا بسبب الصيد الجائر، واستمرار الطلب على قرون وحيد القرن في السوق السوداء.

إعلان

ويوجد في جنوب أفريقيا نحو 16 ألفا، وهو أكبر عدد في العالم، لكن البلاد تشهد مستويات عالية من الصيد الجائر، إذ يتم قتل حوالي 500 وحيد قرن من أجل قرونها كل عام. ويعتبر وحيد القرن الأبيض مهددا بالانقراض، في حين أن وحيد القرن الأسود معرض للخطر بشكل كبير.

وغالبا ما يتم تصدير قرون وحيد القرن الأفريقي إلى الأسواق الآسيوية، إذ يتم استخدامها هناك في الطب التقليدي ويُنظر إليها أيضا كرمز للمكانة الاجتماعية.

ويقول لاركين إن قرن وحيد القرن قد يصل سعره إلى 60 ألف دولار في السوق السوداء. ويُستخدم أحيانا في الطب التقليدي في الدول الآسيوية، لكن الغرض الرئيسي منه هو رمز للثروة والمكانة الاجتماعية.

وتعد عملية الحقن بالنظائر المشعة أحد الأساليب المبتكرة العديدة لحماية وحيد القرن في السنوات الأخيرة. وقد أظهرت دراسة نُشرت العام الماضي أن إزالة قرون وحيد القرن قلّلت من الصيد الجائر بنسبة 78% على مدى 7 سنوات في 8 محميات.

ولا يؤثر إزالة القرون على صحة الحيوانات أو قدرتها على الإنجاب، ولكن وجدت دراسة أجريت عام 2023 أنه قد يؤثر على سلوكها، مما يتسبب في تقليل تفاعلها الاجتماعي وتقليل حجم نطاقاتها في موائلها.

مقالات مشابهة

  • مسيرات جماهيرية بالضالع تنديداً باستمرار جريمة القرن في قطاع غزة
  • السودان يقترب من العودة.. ويدعو مجلس “السلم الإفريقي” إلى زيارة الخرطوم
  • الاتحاد الإفريقي يقطع قول كل خطيب ويصدر بيانا حاسما بشأن السودان
  • مدبولي: نرفض الخطوات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا فيما يخص نهر النيل
  • لوبس: هل يحيي ترامب فكرة القدر المعلن لتبرير نهمه بالتوسع؟
  • جمعية جاد: الجيش هو السد المنيع بوجه آفة المخدرات
  • تواصل الأعمال الإنشائية في سد الزهيمي بمحافظة شمال الباطنة
  • إثيوبيا تحذر مواطنيها من سد النهضة
  • لماذا تُحقن حيوانات وحيد القرن في جنوب أفريقيا بمواد مشعة؟