ماذا حدث خلال الأسبوع الأول من الإغلاق الحكومي الأمريكي؟
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
دخل الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة يوم الاثنين أسبوعه الثاني دون أي مؤشر إلى التوصل إلى اتفاق بين الجمهوريين بقيادة الرئيس دونالد ترامب والديمقراطيين لإنهاء الأزمة.
ويرفض الديموقراطيون توفير الأصوات القليلة التي يحتاج إليها الجمهوريون الحاكمون لإعادة فتح الإدارات الفدرالية ما لم يتفق الجانبان على تمديد حزم الدعم للرعاية الصحية التي تنقضي مهلتها قريبًا، وهو ما يعني زيادة كبيرة في التكاليف بالنسبة إلى ملايين الأمريكيين من أصحاب الدخل المنخفض.
ومع نفاد أموال الحكومة منذ الأربعاء وتوقفها التام، بدا أن الديموقراطيين في مجلس الشيوخ على وشك التصويت ضد مشروع قانون تمويل موقت أقره مجلس النواب للمرة الخامسة.
ويمثل هذا الموقف المتشدد للديموقراطيين لحظة نادرة من النفوذ لحزب المعارضة في فترة يسيطر فيها ترامب وجمهوريون موالون له بشدة على جميع فروع الحكومة، حتى إن ترامب نفسه يُتهم بالاستبداد لإحكام قبضته على السلطة.
ومع عدم تجديد التمويل، يجرى تعليق الخدمات غير الأساسية.
ويُرتقب حجب رواتب مئات الآلاف من موظفي القطاع العام ابتداء من الجمعة، فيما تتوقف رواتب العسكريين اعتبارًا من 15 أكتوبر الحالي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جهود الرئيس ترامب فشلت في إقناع الديمقراطيين بإنهاء الأزمة - رويترز
وصعّد ترامب الموقف بشكل جذري عبر تهديده بتسريح أعداد كبيرة من موظفي الحكومة، بدلًا من منحهم إجازات موقتة كما كان يحدث في كل إغلاق حكومي سابق على مر السنين.
الجمهوريون يتمسكون بمواقفهمويتمسك الجمهوريون بمواقفهم، وطلب رئيس مجلس النواب مايك جونسون من أعضاء المجلس عدم الحضور إلى الكونجرس إلا إذا رضخ الديمقراطيون.
في المقابل، قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز أن الجمهوريين هم من يعرقلون أي أمل في المفاوضات.
وقال في مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك يوم الأحد: "على مايك جونسون والنواب الجمهوريين العودة إلى العمل، أدوا عملكم، سيكون الديمقراطيون حاضرين".
وحمّل جونسون - الذي كان من المقرر أن يلقي كلمة أمام الصحفيين في مبنى الكابيتول الأمريكي - المسؤولية لزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر.
وقال لشبكة إن بي سي: "نحتاج منهم الى إعادة تشغيل الأنوار حتى يتمكن الجميع من أداء عملهم. لقد أدى مجلس النواب عملنا".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واشنطن الولايات المتحدة الولايات المتحدة الأمريكية الإغلاق الحكومي الإغلاق الحكومي الأمريكي الإغلاق الحكومي في أمريكا دونالد ترامب مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
ماذا تغير على سكان غزة بين النزوحين الأول والثاني خلال سنتين؟
تدخل حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة سنتها الثالثة، وسط تواصل عمليات القتل والتهجير والتجويع والحصار ومختلف الجرائم ضد الإنسانية التي جرى توثيقها من كبرى المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
ولم تتوقف عمليات النزوح داخل محافظات قطاع غزة الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب على طول نحو 41 كيلومترًا، ويتراوح عرضه بين 6 كيلومترات و12 كيلومترًا فقط، منذ بدء الحرب، لكنها تكررت بشكل واسع في مناسبتين بارزتين.
وكان النزوح الأول من شمال قطاع غزة إلى جنوب منطقة وادي غزة التي تقع على أطراف المدينة في الأسابيع الأولى من حرب الإبادة، بينما جاء النزوح الأكبر التالي قبل أسابيع قليلة من الذكرى الثانية لاندلاع الحرب، وذلك مع انطلاق عملية "عربات جدعون 2" التي تهدف إلى احتلال المدينة بالكامل.
"أيام مثل السنوات"
يقول تامر (33 عاما) وهو الذي بقي في مدينة غزة وواجه الإبادة والمجاعة طول فترات الحرب حتى مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2025: إنه وصل إلى مدينة دير البلح وسط القطاع منذ 4 أيام فقط.
ويؤكد تامر لـ"عربي21" أن هذه "الأيام الأربعة مرت عليه وكأنها 4 سنوات، اشتريت خيمة منذ بدء تهديدات احتلال مدينة غزة، وحاولت تجهيز نفسي وعائلتي لكل الأزمات التي يمكن أن أتعرض لها، لكن لا أحد يمكنه الاستعداد لكل شيء، لأنه فعليا هناك أزمة في كل شيء".
ويضيف "في غزة ورغم كل الأهوال التي عشناها كنا دائما في بيت، سواء في بيتي المتضرر أو في بيوت الأقارب والمعارف لفترات مؤقتة، الآن نحن في الطرقات تحت الخيام، أعرف أن هذا حال الكثير من الناس منذ شهور الحرب الأولى، لكنه وضع جديد تماما علينا".
وكشف تامر أنه حاول بالفعل النزوح خلال شهور الحرب الأولى بعدما وجد العديد من معارفه وأقربائه ينزحون بالفعل بسبب وجود أماكن سكنهم ضمن مناطق تعرضت لاجتياح بري وتدمير واسع، قائلا: "بصراحة في ذلك الوقت لم أجد أحد أذهب إليه، والآن نزحت من بيتي إلى الشارع لأقيم خيمة حفاظا على أرواح أفراد عائلتي".
"كل شيء تغير"
يقول أبو يوسف (52 عاما) إنه عندما نزح أول مرة في أسابيع الحرب الأولى استضافه بعض الأقارب في مدينة خانيونس ضمن منطقة "مدينة حمد" جنوب قطاع غزة، مضيفا "هناك عشنا كأننا في بيتنا، كان هناك بضائع يمكن شراؤها بأسعار منطقية، كان هناك بيت ننزح إليه، وكان هناك وسائل مواصلات نستخدمها".
ويؤكد أبو يوسف لـ"عربي21" أنه اضطر إلى إيقاف سيارته الشخصية منذ فترة طويلة، بسبب عدم توفر وقود إلى بأسعار مرتفعة جدا، وبسبب تلف بطاريتها نتيجة توقفها عن الحركة.
ويوضح أنه عندما اضطر إلى تشغيل السيارة مرة أخرى للنزوح حتى يحمل فيها كبار السن من عائلته وبعض الحاجيات الأساسية اضطر إلى دفع مبلغ يقترب من 2000 دولار، من أجل شراء بطارية تشغل السيارة ووقود من أجل رحلة النزوح.
ويشير إلى أنه استأجر "حاصل" (كان محلا تجاريا صغيرا سابقا) ليقيم فيه مع عائلته، موضحا "طبعا ثمن الإيجار كان مرتفعا جدا، لكن يبقى أهون وأقل قسوة من الخيمة، على أمل أستأجره لشهر أو شهرين وتنتهي الحرب بحسب الحركات الحالية".
"مشيا على الأقدام"
يقول أبو محمد (65 عاما) وهو يعمل خياطا بسيطا على ما تبقى من مشغله، وعلى آلة وضعها أمام عتبة بيته عندما عاد إلى غزة خلال الهدنة المؤقتة مطلع العام الجاري: إنه نزح مرة أخرى لكن متأخرا جدا.
ويضيف أبو محمد لـ"عربي21" أنه بقي في بيته رغم اشتداد الخطر بشكل كبير في المنطقة الشمالية الغربية من مدينة غزة، وذلك بسبب عدم توفر إمكانية لديه لتحمل تكاليف النقل إلى الجنوب، مشيرا إلى أنه "يعمل على ماكينة الخياطة ويجمع شواكل بسيطة لقاء تصليح وخياطة الملابس المهترئة لبعض الجيران".
ويذكر أنه "بعد مساعدات من أقاربه في خارج غزة تمكن هو وأولاد أخوته من التشارك في ثمن رحلة شاحنة" لتحمل أثاثهم الأساسي والخيام الممزقة التي عادوا فيها من النزوح الأول، ليعودوا للعيش فيها ضمن النزوح الثاني.
ويكشف أبو محمد "أوضاعنا سيئة جدا، ونعتمد على طعام التكيات والمبادرات الخيرية، لا يوجد أموال أو عمل أو أي مصدر دخل، خيامنا نعرف أنها لم تحمينا من الشتاء، ونتأمل أن تنتهي الحرب خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وندعو الله أن يحفظ ما تبقى من بيوتنا حتى نعود لها من جديد".