محللون: التدخل الإسرائيلي يعمق أزمة الدروز في سوريا
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
لا تبدو أزمة الدروز في جنوب سوريا قريبة من الحل في ظل إصرار إسرائيل على استغلال ملف الأقليات لتقويض قوة دمشق، وذلك رغم تأكيد كل من الولايات المتحدة وسوريا والأردن العمل على إيجاد حل سياسي لأزمة السويداء.
وقد أصدرت الدول الثلاث بيانا -اليوم الثلاثاء- بعد اجتماع في عمّان ضم وزيري الخارجية الأردني أيمن الصفدي والسوري أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي توماس براك، على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية لدعم جهود دمشق في تعزيز وقف إطلاق النار في السويداء.
كما نص البيان على عمل الأطراف من أجل إيجاد حل شامل للأزمة، وذلك بالتزامن مع بدء مفاوضات جديدة بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لبحث استكمال خطوات تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار الماضي.
ويعكس هذا البيان موقفا إقليميا ودوليا إيجابيا من رغبة الحكومة السورية الجديدة بسط سيادتها على كافة أراضيها وتأمين حدودها مع دول الجوار، برأي الباحث السياسي والإستراتيجي ياسر النجار.
ووفقا لما قاله النجار، خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر"، فقد أظهرت سوريا رغبة في القضاء على تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود، والذي مثل أزمة لبلد مثل الأردن خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.
لذلك، يعتقد النجار أن الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة يعني توافقا على تحقيق الاستقرار في سوريا وحصر السلاح بيد الدولة بعد أن عاد الدروز لعمليات التهريب عبر الحدود الجنوبية.
تحديات سياسية كبيرةلكن الباحث السياسي محمود علوش يعتقد أن الحديث عن أزمة السويداء لا يزال مبكرا في ظل تمسك إسرائيل بلعب دور حامية الأقليات كجزء من إستراتيجيتها لتقويض سوريا الجديدة.
وإلى جانب ذلك، فإن الموقف الأميركي لا يزال ضبابيا حيث تحاول الولايات المتحدة التوفيق بين مصالحها مع تركيا وإسرائيل وبين موقفها من الحكومة السورية الجديدة التي لن تتمكن من حسم ملف الأقليات منفردة، كما يقول علوش.
إعلانورغم حديث البيان عن ضرورة تكريس وقف القتال بين دمشق والدروز، فإن تحويل هذا الجهد إلى مسار سياسي هو الخطوة الأهم، برأي علوش، لأنه لا توجد أرضية مشتركة بين الجانبين خصوصا بعد التدخل الإسرائيلي الأخير الذي دعمه شيخ العقل الدرزي حكمت الهجري.
ويمكن لحكومة الرئيس أحمد الشرع تحقيق بعض التقدم مع الأقليات من خلال الحوار الداخلي لكنها لن تتمكن من حسمه تماما طالما هناك أطراف أخرى تلعب بهذه الورقة كجزء من الصراع الإقليمي والدولي الذي يقول علوش إنه بدأ على هوية سوريا الجديدة.
واشنطن متمسكة بحماية الأقليات
ولم يختلف كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز عن الرأي السابق، بقوله إن الملف الدرزي معقد، وإن إدارة دونالد ترامب تعهدت بوحدة سوريا الجديدة ودعمها الاستثمار فيها مع الحفاظ على حقوق الأقليات.
وبرر روبنز التدخل الإسرائيلي في سوريا بوجود علاقات قرابة ومصاهرة بين دروز سوريا ونظرائهم في إسرائيل، معتبرا أن "الفظائع التي حدثت في السويداء تتناقض مع ما تريده الولايات المتحدة".
وكان موقع أكسيوس الإخباري نقل عن مسؤولين أن ضغوطا تمارس على دمشق حاليا من أجل السماح بفتح هذا الممر الإنساني.
وقال الباحث الأميركي إن قبول دمشق بفتح ممر آمن بين السويداء وإسرائيل سيعزز الاستقرار ويخفف الضغط على الدروز السوريين، وإن كان معقدا من ناحية السيادة السورية.
وخلص روبنز إلى أن الاجتماع الأخير "يمثل خطوة أولى إيجابية"، لكنه أكد وجود العديد من التحديات التي تواجه حل هذا الملف، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تريد فرض مواقف بعينها على دمشق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تسعى لاتفاق بين إسرائيل وسوريا لفتح ممر إنساني نحو السويداء
أوضح موقع "أكسيوس" أن إسرائيل حاولت قبل أسابيع إيصال مساعدات إلى دروز السويداء عبر الأردن، لكن عمّان رفضت، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إسقاط المساعدات جوًا. اعلان
كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا للتوسط في اتفاق بين سوريا وإسرائيل يهدف إلى إنشاء "ممر إنساني" يصل بين إسرائيل ومدينة السويداء جنوب سوريا، لتسهيل إيصال المساعدات إلى المحافظة.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي ومسؤولَين إسرائيليين أن هذا الاتفاق المحتمل "قد يسهم في تحسين العلاقات بين الطرفين، وربما إعادة الزخم للجهود الأميركية الرامية نحو خطوات تطبيع مستقبلية". وأضافت المصادر أن الممر قد يخفف من الأزمة الإنسانية في السويداء، والتي تعاني من نقص أساسيات الحياة اليومية على الرغم من وقف إطلاق النار، مشيرة إلى تحذيرات الأمم المتحدة الأخيرة من صعوبات إيصال المساعدات بسبب الحواجز الأمنية وانعدام الاستقرار.
وبحسب "أكسيوس"، أبدت دمشق قلقها من احتمال استغلال بعض المجموعات المسلحة في السويداء لهذا الممر لتهريب الأسلحة.
ومن المقرر أن يلتقي غدًا الأربعاء في باريس كل من السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في ثاني اجتماع من نوعه خلال ثلاثة أسابيع، بعد نحو 25 عامًا من انقطاع أي اتصال علني يُذكر بين الجانبين السوري والإسرائيلي.
وأوضح الموقع أن إسرائيل حاولت قبل أسابيع إيصال مساعدات إلى دروز السويداء عبر الأردن، لكن عمّان رفضت، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إسقاط المساعدات جوًا، قبل أن تطلب تل أبيب وساطة واشنطن لإقناع دمشق بإنشاء الممر الإنساني.
Related تصعيد جديد في السويداء.. خرق لوقف إطلاق النار ووضع إنساني يتفاقم هدنة هشّة وتوتر متصاعد في السويداء ومبعوث ترامب يحذر من العنفمجلس الأمن يدين أعمال العنف ضد المدنيين في السويداء ويدعو جميع الأطراف إلى الالتزام باتفاق وقف النار اجتماع ثلاثي في عمّانبالتوازي، عقد في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الثلاثاء، اجتماع ثلاثي جمع وزراء خارجية الأردن أيمن الصفدي، وسوريا أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، لبحث الأوضاع في سوريا وتثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، التي شهدت الشهر الماضي اشتباكات بين مقاتلين دروز وبدو أسفرت عن مقتل مئات وتشريد عشرات الآلاف، وسط تقارير عن ارتكاب فظائع بحق المدنيين.
وتخللت المواجهات عمليات قصف إسرائيلية استهدفت دبابات سورية كانت متجهة نحو السويداء، إضافة إلى قصف مقر وزارة الدفاع ومحيط القصر الجمهوري في دمشق، ما أثار قلقًا أميركيًا من أن تؤدي هذه الضربات إلى تأجيج عدم الاستقرار.
بيان مشترك وتشكيل مجموعة دعموأكد البيان الختامي للاجتماع الأردني السوري الأميركي أن السويداء بكل مكوناتها جزء أصيل من سوريا، مرحبًا بفتح تحقيقات كاملة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات بالمحافظة. كما شدد على ضرورة زيادة المساعدات بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق المتضررة، والشروع في مسار مصالحة مجتمعية لتعزيز السلم الأهلي.
وأعلنت الخارجية السورية الاتفاق على تشكيل مجموعة سورية أردنية أميركية لدعم جهود الحكومة في تثبيت وقف إطلاق النار بالسويداء. ويعد هذا الاجتماع الثاني بين الشيباني والصفدي وباراك خلال أقل من شهر، بعد لقاء أول في 19 يوليو/تموز الماضي.
موقف دمشقمن جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني رفض دمشق القاطع لأي محاولة لإقصاء أو تهميش أبناء الطائفة الدرزية، مشددًا على دورهم التاريخي في النسيج السوري، ورفض أي خطاب طائفي أو تحريضي. كما أعرب عن شكره للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله الثاني على استضافة الاجتماع، ولوزير الخارجية الأردني والمبعوث الأميركي على ما وصفه بـ"النقاش البنّاء والشفاف" حول مستقبل سوريا وأمنها واستقرارها.
منشور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مجلس الأمن يدين أعمال العنف ضد المدنيين في السويداءأعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير في أعمال العنف التي اندلعت بمحافظة السويداء في سوريا منذ 12 يوليو/ تموز والذي أدى مقتل ما يزيد عن ألف شخص، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام بترتيب وقف إطلاق النار وضمان حماية السكان المدنيين.
وفي بيان رئاسي صدر الأحد بإجماع الأعضاء الـ 15 بعد جلسة للمجلس في نيويورك، أدان مجلس الأمن بقوة أعمال العنف التي ارتكبت بحق المدنيين في السويداء وشملت عمليات قتل جماعي وفقدان الأرواح، وأدت إلى نزوح نحو 192 ألف شخص.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة