أفاد موقع "أكسيوس" نقلا عن مصادر، الثلاثاء، بتأجيل الاجتماع الذي كان مخططا له يوم الأربعاء، بين المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إلى الأسبوع المقبل.

ووفق المصادر فإن "هناك حاجة لمزيد من الوقت لإنهاء الاستعدادات للاجتماع بين باراك وديرمر والشيباني".

وأشارت المصادر إلى أن التأجيل جاء لإعطاء المزيد من الوقت لإنهاء التحضيرات، وتنقيح جدول الأعمال الخاص بالاجتماع.

وكان "أكسيوس" قد نقل عن مسؤول أميركي ومسؤولان إسرائيليان، في وقت سابق من يوم الأربعاء، قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحاول التوسط في اتفاق لإنشاء ممر إنساني بين إسرائيل ومدينة السويداء في جنوب سوريا، بهدف إيصال المساعدات إلى المجتمع الدرزي هناك.

وكانت إسرائيل قد قصفت سوريا الشهر الماضي وسط اشتباكات عنيفة في السويداء، مدعية أنها تتحرك دفاعا عن سكان سوريا الدروز تضامنا مع الأقلية الدرزية في إسرائيل.

ويرى المسؤولون أن اتفاقا بين الحكومتين السورية والإسرائيلية على ممر إنساني يمكن أن يساعد في إصلاح العلاقات، وربما إعادة الزخم إلى المساعي الأميركية لاتخاذ خطوات إضافية نحو التطبيع المحتمل للعلاقات في المستقبل.

كما يمكن لهذا الممر أن يحسّن الأوضاع في السويداء، التي لا تزال متقلبة رغم وقف إطلاق النار، إذ حذرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من تدهور الأوضاع وصعوبة إيصال المساعدات المنقذة للحياة بسبب الحواجز الأمنية وانعدام الاستقرار.

لكن الحكومة السورية أبدت مخاوف للولايات المتحدة من إمكانية استخدام "الميليشيات الدرزية" هذا الممر لتهريب الأسلحة.

وبحسب "أكسيوس" فقد كان المقرر أن يلتقي باراك، في باريس يوم الأربعاء، بديرمر ووزير الخارجية السوري الشيباني في محاولة للتوصل إلى اتفاق، في ثاني اجتماع من هذا النوع خلال ثلاثة أسابيع، بعد 25 عاما من شبه انقطاع التواصل بين سوريا وإسرائيل.

وتؤكد إسرائيل، التي تضم جالية درزية ذات نفوذ سياسي، التزامها بحماية الأقلية الدرزية في سوريا.

وقبل عدة أسابيع، سعت إسرائيل لإيصال المساعدات إلى دروز السويداء عبر الأردن، لكن عمّان رفضت، لتلجأ بعدها القوات الإسرائيلية إلى إسقاط المساعدات جوا.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب طلبت من واشنطن المساعدة في الحصول على موافقة سورية لإنشاء ممر مساعدات.

والتقى باراك في عمّان، يوم الثلاثاء، بوزيري خارجية الأردن وسوريا لبحث سبل استقرار الوضع في السويداء.

وتُعد السويداء، المعقل الرئيسي للدروز في سوريا، بؤرة اشتعال في المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.

فقد أسفرت المعارك بين مقاتلين دروز وبدو من العشائر في يوليو عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد عشرات الآلاف، وترافقت مع تقارير عن فظائع ضد المدنيين.

ولم تكتف إسرائيل بقصف دبابات سورية كانت متجهة إلى السويداء، بل قصفت أيضا دمشق، في خطوة أثارت قلق المسؤولين الأميركيين الذين خشوا أن تسهم إسرائيل في تأجيج عدم الاستقرار في سوريا.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات والشيباني دونالد ترامب الدروز إسرائيل السويداء سوريا العشائر الدروز السويداء والشيباني دونالد ترامب الدروز إسرائيل السويداء سوريا العشائر أخبار إسرائيل

إقرأ أيضاً:

حلفاء إسرائيل مذعورون بشأن مصيرها

دبّ الذعر فجأة في أوصال مؤيدي إسرائيل حول العالم. فالأنظمة الاستعمارية الغربية، بما فيها المستعمرات الاستيطانية البيضاء في أستراليا وكندا ونيوزيلندا، باتت تشعر بقلق بالغ إزاء مصير آخر مستعمرة استيطانية أوروبية في آسيا، حتى المنظمات اليهودية البريطانية والأمريكية المؤيدة لإسرائيل انضمت إلى هذه الجوقة الجديدة من القلقين.

وفي حين دأب مؤيدو إسرائيل الغربيون على الدفاع المطلق عن جرائم إسرائيل المستمرة قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ومن بعده، باغتهم اليوم نوع من "صحوة الضمير" الأخلاقية تجاه المرحلة الأحدث من الإبادة الجماعية، إذ لم يقتصر الأمر على استمرار القصف الإسرائيلي وإشعال محرقة في غزة، بل تعداه إلى تجويع متعمد للناجين.

وعلى النقيض من الجماعات اليهودية المعادية للصهيونية وغيرها من الجماعات اليهودية اليسارية التي أدانت منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 واحتجت على الإبادة الجماعية الإسرائيلية، حافظت معظم المنظمات اليهودية البريطانية والأمريكية الرئيسة المؤيدة لإسرائيل على موقفها الداعم للجرائم الإسرائيلية. لكن تحولا لافتا طرأ خلال الأسبوعين الأخيرين، ظهر على شكل تصريحات متزامنة، تبدو ظاهريا منسقة، تعرب فجأة عن قلق إزاء المجاعة في غزة.

في 27 تموز/ يوليو، أصدرت "اللجنة اليهودية الأمريكية" المؤيدة لإسرائيل بيانا يدعم "حرب إسرائيل المبررة للقضاء على التهديد الذي تشكله حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين"، لكنها أعربت عن "حزنها الشديد للخسائر الفادحة التي أوقعتها هذه الحرب في صفوف المدنيين الفلسطينيين"، وزعمت أنها "قلقة للغاية إزاء تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في غزة". كما رحبت اللجنة "بإعلان إسرائيل عن سلسلة من الإجراءات الإضافية المهمة لزيادة تدفق وتوزيع المساعدات في غزة"، وحثت "إسرائيل ومؤسسة غزة الإنسانية والأمم المتحدة وجميع الأطراف المسؤولة على المشاركة في توزيع المساعدات وعلى زيادة التعاون والتنسيق لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين في غزة".

لم يقتصر هذا القلق المتأخر على الفلسطينيين على اللجنة اليهودية الأمريكية. ففي الأسبوع ذاته، أعربت الجمعية الحاخامية في نيويورك، التي تمثل الطائفة اليهودية المحافظة، عن قلقها المتزايد "إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة"، مطالبة "باتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف معاناة المدنيين وضمان إيصال المساعدات". ودعت الجمعية إلى "مستقبل قائم على العدالة والكرامة والسلامة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين"، ودعت إسرائيل إلى "بذل كل ما في وسعها لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين". واستنادا إلى التعاليم اليهودية، أكدت المجموعة أن "التقاليد اليهودية تدعونا إلى ضمان توفير الغذاء والماء والإمدادات الطبية كأولوية قصوى".

وانضمت إلى هذه الجماعات "حركة الإصلاح" في أمريكا الشمالية، وهي أكبر طائفة يهودية في الولايات المتحدة، والتي عارضت الصهيونية بشدة حتى أربعينيات القرن الماضي. وأصدرت هي الأخرى بيانا في 27 تموز/ يوليو جاء فيه: "لم يُقرّب تصعيد الضغط العسكري ولا تقييد المساعدات الإنسانية إسرائيل من إبرام صفقة أسرى أو إنهاء الحرب". وأضافت أن "إسرائيل يجب ألا تضحي بمكانتها الأخلاقية.. إن تجويع المدنيين في غزة لن يجلب لإسرائيل "النصر الكامل" على حماس الذي تسعى إليه، ولا يمكن تبريره بالقيم اليهودية أو القانون الإنساني".

وبعد بضعة أيام، أكدت رسالة وقّعها أكثر من ألف حاخام من مختلف الطوائف حول العالم "باسم السمعة الأخلاقية ليس فقط لإسرائيل، بل لليهودية نفسها، اليهودية التي نكرّس حياتنا لها"؛ أنه "لا يمكننا التغاضي عن عمليات القتل الجماعي للمدنيين، بمن فيهم عدد كبير من النساء والأطفال وكبار السن، أو استخدام التجويع كسلاح حرب".

لم ينحصر هذا القلق في المنظمات الأمريكية، ففي 29 تموز/ يوليو دعت أكبر منظمة يهودية في المملكة المتحدة، وهي "مجلس المندوبين"، إلى "زيادة سريعة ومتواصلة وغير مقيدة في المساعدات من خلال جميع القنوات المتاحة" لفلسطينيي غزة. ويأتي ذلك بعد شهر فقط من قيامها بمعاقبة أعضائها الذين انتقدوا جرائم إسرائيل في غزة.

كما دعت مجموعة تضم 31 شخصية إسرائيلية بارزة المجتمع الدولي أيضا إلى فرض "عقوبات قاسية" على إسرائيل بسبب جريمتها المتمثلة في تجويع الفلسطينيين. وقد فعلوا ذلك في الأسبوع نفسه الذي قررت فيه منظمتان إسرائيليتان لحقوق الإنسان، هما "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل"، الانضمام إلى بقية المنظمات العالمية في إصدار تقارير في 28 تموز/ يوليو تُصنّف ما ترتكبه إسرائيل على أنه "إبادة جماعية". ويُقال إن دونالد ترامب نفسه صرخ في وجه نتنياهو خلال مكالمة هاتفية أُجريت مؤخرا طالبا منه التوقف عن إنكار المجاعة.

ومع ذلك، ينبغي الحذر من التعامل مع هذه المشاعر بوصفها إجماعا عالميا؛ إذ أظهر استطلاع رأي أخير بأن 79 في المئة من اليهود الإسرائيليين يقولون إنهم "غير منزعجين" أو "غير منزعجين على الإطلاق" من تقارير المجاعة ومعاناة الفلسطينيين في غزة.

وقد اعترضت معظم الأنظمة الغربية على السياسات الإسرائيلية الأخيرة، لا سيما خطة إسرائيل المعلنة لإعادة احتلال غزة. حتى محررو صحيفة الغارديان البريطانية المؤيدة لإسرائيل باتوا في حالة متقدمة من الذعر، ما دفعهم إلى توجيه تحذيرات صارمة لإسرائيل مؤكدين أن هذه الإجراءات "لا تضمن نصرا عسكريا، بل تُصعّد القتال مع حماس دون أي سبيل لإنهائه". وقد انضم إلى موقف الصحيفة عدد من أبرز حلفاء إسرائيل الغربيين، بمن فيهم بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا وغيرها، في رفض إعادة الاحتلال، رغم إعلان بنيامين نتنياهو أن هدفه يقتصر على "تحرير غزة من حماس وتمكين حكومة سلمية هناك". وقد حظرت الحكومة الألمانية المؤيدة لإسرائيل للغاية، والتي دعمت جميع الإجراءات الإسرائيلية منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر، مبيعات الأسلحة الجديدة إلى دولة الإبادة الجماعية والتي يمكن استخدامها في محرقة غزة المستمرة.

يتزامن ذلك مع أحدث كمين وخدعة غربية، تتمثل بالاعتراف الشهر المقبل بدولة فلسطينية وهمية، في محاولة يائسة لإنقاذ المستعمرة الاستيطانية الإسرائيلية وحمايتها من نفسها، وللتغطية على الدعم الغربي العلني والنشط للإبادة الجماعية. أما الأنظمة العربية الديكتاتورية التي يرعاها الغرب والتي لم تتردد في دعم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، فما انفكت تواصل دعمها لهذه السياسات، ماديا وسياسيا.

لكن ما الذي أوصل الأمور إلى هذا الحد؟ وما الذي جعل هذه المواقف "الإنسانية" تطفو فجأة على السطح؟

 يكمن الجواب في تراكم اعترافات مقرري الأمم المتحدة المستقلين ومنظمات حقوق الإنسان -بما فيها التقارير الإسرائيلية المتأخرة- التي وصفت ما يجري في غزة بأنه إبادة جماعية، الأمر الذي عرقل تماما محاولات الحكومات الغربية ووسائل إعلامها الكبرى لتبرير الجرائم أو إنكارها أو التقليل من حجم الدمار والقتل خلال الأشهر الماضية. وإلى جانب ذلك، كشف الفشل الذريع لإسرائيل في حسم الحرب ضد حماس، فضلا عن عجزها في مواجهة إيران، عن محدودية قدراتها العسكرية التي تبرز فعاليتها أساسا في قتل المدنيين، دون أن تنجح في إخضاعهم. هذا الواقع أصبح مصدر قلق أمني عميق للحكومات الغربية، التي لولا دعمها اليومي -العسكري والاستخباراتي والمالي والدبلوماسي- منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر، لما تمكنت إسرائيل من مواصلة الإبادة الجماعية أو حتى الدفاع عن نفسها أمام من اعتدت عليهم بلا انقطاع لعقود.

إنّ إصرار الحكومة الإسرائيلية، المدعومة من غالبية الناخبين اليهود الإسرائيليين، على المضي قُدُما في سياساتها الإبادية دون هوادة، بات يشكّل خطرا حقيقيا على مكانة البلاد في الرأي العام الغربي، وهو ما زاد الطين بلّة بالنسبة إلى داعميها في الغرب. فباستثناء الولايات المتحدة، الراعية الأساسية لإسرائيل و"الوطن الأم" لمستعمرتها، يتضح بشكل متزايد أن حلفاءها الغربيين لم يعودوا مستعدين للمضي في دعم إبادة الفلسطينيين وتجويعهم وإعادة احتلال غزة بالقدر الذي تطمح إليه إسرائيل.

فهل هم بصدد التخلي عن سفينة تغرق؟

يبدو أننا بتنا قريبين من مصير شبيه بمصير المستوطنين الفرنسيين في نهاية حرب تحرير الجزائر أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، إذ سئم الفرنسيون من العنف الوحشي الذي مارسه المستوطنون الفرنسيون ضد الجزائريين وحتى داخل فرنسا نفسها، في محاولة يائسة للحفاظ على مستعمرتهم الاستيطانية. ولعلنا نرى اليوم مشهدا متكررا في الحالة الإسرائيلية. إذ تكشف استطلاعات الرأي في مختلف أنحاء العالم الغربي أن غالبية الناس، من اليمين إلى اليسار، تدين الفظائع الإسرائيلية. وحتى في الولايات المتحدة نفسها، لم يعد الرفض حكرا على اليسار، بل امتد ليشمل قطاعات من اليمين المؤيد لترامب، التي باتت هي الأخرى تعارض الدعم الأمريكي المستمر للمستعمرة الاستيطانية.

إن انكشاف السياسات الإسرائيلية الإبادية للرأي العام العالمي صار سيفا مسلطا على رقاب مؤيدي إسرائيل الغربيين المتشبثين بها، وأضحى مصدر قلق حقيقي لديهم من أن إسرائيل، بهذه السياسات المنفلتة، قد تواجه مصيرا مشابها لمصير الجزائر الفرنسية. وما يزيد وطأة هذا القلق هو تحذير نتنياهو نفسه، الذي لم يفتر منذ عقد من الزمن عن التعبير عن خشيته من أن إسرائيل قد لا تتمكن من الصمود لتبلغ عيد ميلادها المئة، مما يمنح هذه المخاوف مصداقية كبيرة ويشي بأن إسرائيل تسير بخطى متسارعة نحو نهايتها المحتومة.

مقالات مشابهة

  • أكسيوس: تأجيل الاجتماع بشأن "الممر الإنساني الإسرائيلي" إلى السويداء
  • واشنطن تسعى لتسهيل ممر إنساني بين إسرائيل والسويداء
  • حلفاء إسرائيل مذعورون بشأن مصيرها
  • وزراء خارجية 27 دولة بينها بريطانيا وفرنسا يصدرون بيانا مشتركا بشأن الوضع الإنساني في غزة
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني يلتقي نظيره الأردني السيد أيمن الصفدي في العاصمة عمان قبيل الاجتماع الثلاثي الذي يجمعهما مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا السيد توماس باراك
  • الأردن يستضيف اجتماعا ثلاثيا يخص سوريا لبحث الأوضاع في السويداء
  • الأردن يستضيف اجتماعًا حول سوريا بحضور الشيباني وتوم باراك
  • باراك يحدد ملامح الرؤية الأمريكية لمستقبل سوريا
  • دخول صهريجي غاز إلى محافظة السويداء عبر ممر بصرى الشام الإنساني