كشف الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد عن كواليس كتابته لـ ثلاثية الإسكندرية، موضحًا أن طفولته التي قضاها في المدينة الساحلية خلال الأربعينيات والخمسينيات، كانت حافلة بالتجارب الإنسانية والثقافية التي ألهمته لاحقًا في أعماله الروائية.

ليلى عز العرب: بدايتي مع القراءة الرومانسية عبر روايات يوسف السباعيهاني سليمان: مصر مستهدفة بروايات مضللة تخدم الاحتلال.

. وملتزمون بإدخال المساعدات لغزة"إيراث".. أدهم العبودي ينتصر للمرأة في روايته الأحدثأشرف العشماوي: «زمن الضباع» كانت أول رواياتي بعد محاولات قصصية بدائية وفاشلة

وقال عبد المجيد، خلال استضافته مع الإعلامية آية عبدالرحمن، ببرنامج "ستوديو إكسترا"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"،"كما يقول المثل الشعبي: العلم في الصغر كالنقش في الحجر، فالذكريات التي نحملها من الطفولة تظل محفورة في الوجدان، أما ما نتعلمه في الكبر فقد يُنسى، وُلدت في ديسمبر عام 1946، وعشت في الإسكندرية حتى أواخر الخمسينيات، في مدينة كانت بحق مدينة عالمية."

ووصف الإسكندرية في تلك الحقبة بأنها كانت نموذجًا للتنوع الثقافي والانفتاح، مضيفًا: "كنت أتمشى في شوارع الإسكندرية فأجد المحال اليونانية والأرمنية والتركية واليهودية والمغربية، وكان هناك خليط ثقافي نادر، وعندما نذهب إلى السينما أو إلى محطة الرمل والمنشية، كنا نرى رواد المقاهي يقرؤون الصحف، وكلٌ يحمل صحيفة بلغته، وفقًا لجنسيته."

وأشار إلى أن حي كرموز، حيث نشأ، كان يضم جالية أرمنية كبيرة، مضيفًا أن الأحاديث في منزله كانت تدور كثيرًا حول الحرب العالمية الثانية، حيث عمل والده في هيئة السكة الحديد بمنطقة العلمين أثناء الحرب، ما جعله يعيش أجواءها عن قرب.

وأضاف عبد المجيد أن ذكريات الحرب عادت بقوة أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حين تعرضت الإسكندرية لغارات جوية بريطانية وفرنسية، قائلاً: "كانت الغارات عنيفة، وشبّهها الناس بغارات الحرب العالمية الثانية، فخَلَت المدينة من سكانها، وسمّوها حينها أيام الهُجّار، لأن الأهالي هُجّروا قسرًا من المدينة إلى الريف، أما من لم يكن من أصل ريفي فقد تم إيواؤه في معسكرات كبيرة بمدينة دمنهور."

وتابع: "الغارات لم تكن جديدة على المدينة، فخلال الحرب العالمية الثانية، كانت أول غارة تُعرف باسم غارة الست ساعات، خاصة بعد احتلال إيطاليا لليبيا، مما جعل الإسكندرية هدفًا مباشرًا للطيران الحربي."

واختتم عبد المجيد حديثه بالقول: "كل تلك الذكريات والتجارب تشكلت في عقلي ووجداني، وحين بدأت الكتابة، وجدت نفسي أعود إليها، فكانت ثلاثية الإسكندرية هي تجسيد لهذه المرحلة، وللحرب العالمية الثانية التي كانت نواتها الأساسية."

طباعة شارك روائي اخبار التوك شو الادب الرواية الإسكندرية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روائي اخبار التوك شو الادب الرواية الإسكندرية العالمیة الثانیة عبد المجید

إقرأ أيضاً:

جنوب إفريقيا.. من القمة العالمية لإنتاج الذهب إلى التراجع التدريجي بنهاية الألفية الثانية

أنتجت ثلثي ذهب العالم في فترة السبعينيات.

تمتلك مناجم تُعد من الأعمق في العالم.

يساهم قطاع التعدين بنسبة تتراوح بين 7 إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي.

تمتك احتياطيات رسمية تقدر بنحو 125 طنًا من الذهب ضمن الاحتياطات النقدية.

أبرز المستوردين للذهب: «الصين، سويسرا، أمريكا، بريطانيا، وألمانيا».

توقف إنتاج الأصفر لفترات طويلة أدى إلى تراجع القدرة التنافسية للدولة.

تصدرت جنوب إفريقيا إنتاج الذهب في العالم والقارة السمراء لعقود من الزمن، بداية من ذروة الإنتاج في فترة السبعينيات إلى نهاية الألفية الثانية، حيث وصل الإنتاج في تلك الفترة إلى ثلثي ذهب العالم، بإنتاج سنوي قدر بنحو ألف طن، وذلك لاكتشاف مجموعة من المناجم بحوض «ويتوراترسراند»، الذي مثل انطلاق الطفرة الذهبية في البلاد، ما وضعها على صدارة المشهد، ومع مرور الوقت تراجع الإنتاج أمام منافسين جدد، حيث لم يتجاوز إنتاج جنوب إفريقيا عام 2024 حاجز المائة طن، مقارنة بجمهورية غانا التي تصدرت القارة بإنتاج سنوي بلغ نحو 130 طنا، وعلى رغم من فقدانها موقع الصدارة العالمي، فإنها ما زالت تحافظ على حضور قوي في صناعة الذهب بفضل خبرتها الطويلة وبنيتها التحتية المتطورة.

وبدأ إنتاج جنوب إفريقيا من الذهب في التراجع بداية من عام 2001، حيث عانت من بعض العوامل المتشابكة التي أودت بها للتخلي عن الصدارة، وفي عام 2007 تراجعت عن المركز الأول عالميًا لصالح الصين، وهو بداية الانحدار الكبير الذي شل الإنتاج إلى اليوم، حيث واجهت البلاد منافسة قوية من دول أخرى تمتلك تقنيات ومعدات أحدث، تمكنها من استخراج المعدن الأصفر بسرعة وكفاءة أعلى، كما أدى نضوب المناجم السطحية إلى الاعتماد على التعدين العميق، وهو ما رفع تكاليف استخراج الذهب بشكل كبير، خاصة في ظل مشاكل البنية التحتية وأزمات الطاقة التي تعاني منها البلاد نظرًا لاحتياج التعدين العميق إلى كميات ضخمة من الطاقة والتهوية وضخ المياه، علاوة على ذلك شهد قطاع التعدين موجات من الإضرابات العمالية للمطالبة بتحسين الأجور ما تسبب في توقف الإنتاج لفترات طويلة والذي أدى بدوره إلى تراجع القدرة التنافسية للدولة.

وتمتلك الدولة الذي يصل عدد سكانها إلى 62 مليون نسمة، ويبلغ مساحتها نحو 1.22 مليون كيلو مترا مربعا، احتياطيات رسمية تقدر بنحو 125 طنًا من الذهب ضمن الاحتياطات النقدية، ما يضعها في المرتبة الرابعة أفريقيًا بعد كل من: «الجزائر، ليبيا، ومصر»، حيث تُعد هذه الاحتياطيات داعمًا قويًا للاقتصاد الوطني والعملة المحلية، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، وتعكس سياسة البنك المركزي في تنويع الأصول الاحتياطية والاعتماد على المعدن الأصفر كملاذ آمن لتعزيز الاستقرار المالي.

قطعة ذهبية الذهب شريان الاقتصاد الوطني

ويمثل الذهب جزءًا مهمًا من اقتصاد البلاد، رغم تراجع مكانته أمام نمو قطاعات أخرى مثل: «البلاتين، والفحم»، ولكن قطاع التعدين يسهم بنسبة تتراوح بين 7 إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب دوره المهم كمصدر رئيسي للعملات الأجنبية عبر الصادرات، ومساهمته في خلق فرص عمل كبيرة للمواطنين وتنشيط الحركة الاقتصادية، حيث ساهم المعدن النفيس في دفع عجلة التنمية لعقود متواصلة، في قطاعات مختلفة.

وعلى الرغم من انخفاض تأثير الذهب في صياغة السياسات الوطنية، فإنه ما زال يشكل عاملًا مؤثرًا في قرارات الحكومة المتعلقة بضرائب الشركات وحماية البيئة وفرص العمل في مناطق التعدين، كما يحتفظ بأهمية استراتيجية في العلاقات الاقتصادية مع الدول المستوردة والمستثمرة في القطاع، وهو ما يمنحه دورًا رئيسيًا غير مباشر في صياغة العلاقات الدولية للبلاد.

طرق استخراج الذهب

ويُستخرج المعدن الأصفر في جنوب إفريقيا عبر عدة طرق مختلفة تختلف بطبيعة الرواسب وعمقها، وأكثر الطرق شيوعًا هو التعدين العميق تحت الأرض، حيث تمتلك البلاد مناجم تُعد من الأعمق في العالم وتصل في بعض الحالات إلى أكثر من أربعة كيلومترات تحت سطح الأرض، حيث يستخدم العمال المعدات الثقيلة لحفر الأنفاق لاستخراج الصخور الغنية بالذهب ونقلها إلى السطح لمعالجتها.

ويُستخدم التعدين السطحي عندما يكون الذهب بشكل قريب من سطح الأرض، حيث تقوم الجرافات والشاحنات الضخمة بإزالة الطبقات العلوية من التربة والصخور للوصول إلى الذهب الخام، فيما يُستخدم التعدين بالغسل أو الغربلة، لفصل الذهب عن الرمال باستخدام الماء وأحواض الغسل أو أجهز الطرد المركزي، ويستخدم في ظل وجود الرواسب النهرية أثناء عملية التنقية.

وأخيرًا عند استخراج الذهب الخام، تبدأ مرحلة المعالجة «السيانيدية»، وهي عبارة عن عملية كيميائية تعتمد على إذابة الذهب باستخدام محلول «السيانيد»، ثم استخلاصه من المحلول عبر طرق كهربائية أو كيميائية أخرى، وفي النهاية يُنقل الذهب المستخلص إلى أفران خاصة لمرحلة التكرير والصهر، حيث يُنقى من الشوائب للحصول على ذهب عالي النقاء جاهز للتصدير للأسواق العالمية.

التنقيب عن الذهب خريطة الذهب في جنوب إفريقيا

وتحتوي الدولة الأفريقية على عدد كبير من المناجم الغنية بالذهب، حيث يأتي حوض «ويتواترسراند»، كواحدًا من أغنى المناطق بالذهب في العالم، ويحتوي على النسبة الأكبر من احتياطيات الذهب في البلاد.

ويشمل عددًا كبيرًا من المناجم، أبرزها منجم «ساوث ديب»، الذي يحتوي على قرابة 32.8 مليون أوقية من الذهب، إلى جانب منجم «مبونينج»، والذي يُعرف بأنه أعمق منجم في العالم بعمق أربعة كيلومترات، ويحتوي على ما يزيد من 45 مليون أوقية، كما يحتوي أيضًا على مناجم أخرى مثل منجم «كلوف»، و«دريفونتين»، و«تشيبونج»، والتي تساهم بشكل رئيسي في إنتاج الذهب في البلاد.

وإلى جانب ذلك، تأتي منطقة «باربيرتون»، كواحدة من أقدم وأشهر مواقع الذهب، حيث شهدت تلك المنطقة الاكتشافات الذهبية في البلاد أواخر القرن التاسع عشر، ولا تزال حتى الآن تنتج ذهبًا عالي الجودة بفضل رواسبها الغنية، إضافة إلى تميزها بمناجم صغيرة ومتوسطة الحجم تواصل العمل بكفاءة لإنتاج الذهب، مما يحافظ على مكانتها كمركز تاريخي وانتاجي في خريطة الذهب بجنوب إفريقيا.

الشركات العاملة في الذهب

وتعمل مجموعة كبيرة من الشركات المحلية والأجنبية في قطاع التعدين بجنوب أفريقيا، وتتمثل الشركات المحلية في: «أنجلو جولد أشانتي، جولد فيلدز، هارموني جولد، وسيباني ستيلووتر»، وهي شركات تصل عملياتها إلى دول أخرى في القارة وخارجها، وأما عن الشركات الأجنبية فتتمثل في: «نيومونت، باريك جولد، شاندونج جولد»، وتتركز أنشطتها في دول مثل: «جمهورية غانا، ومالي، وتنزانيا»، إلى أن تأثيرها يمتد عبر سلاسل التوريد التي تشمل جنوب أفريقيا.

استخراج الذهب من المناجم الفساد والتهريب والصراع المسلح

وتواجه جنوب أفريقيا ظاهرة التعدين غير المشروع، المعروف محليًا باسم «الزمازاما»، وهو عبارة عن استخراج الذهب من المناجم المهجورة بشكل غير قانوني عبر مجموعة من المنقبين الذين يعملون في الغالب في ظروف شديدة الخطورة داخل الأنفاق غير المؤمنة لاستخراج الذهب وبيعه إلى دول الجوار، ما يمثل خسارة للبلاد تقدر بمليارات الدولارات سنويًا، حيث أصبحت مشكلة اقتصادية وأمنية معقدة تعاني منها بشكل متكرر.

ودخلت المجموعات المسلحة على خط التعدين غير المشروع إلى جانب المنقبين، مستغلة ضعف الرقابة على آلاف المناجم المهجورة في البلاد، حيث تسيطر بالقوة على مناطق التعدين لاستخراخ الذهب وتهريبه إلى الأسواق الخارجية ودول الجوار.

واجهة التصدير

وتتجه صادرات الذهب الجنوب أفريقي لعدد من الدول العربية والأجنبية، حيث تستقبل الأسواق الآسيوية كميات ضخمة من الذهب، وفي مقدمة المستوردين دول مثل الهند والصين، حيث يستخدم في صناعة المجوهرات والحُلي الذي يُعد جزءًا مهمًا من الثقافة والتقاليد..

وفي القارة العجوز، تأتي سويسرا في مقدمة المستوردين للذهب الجنوب أفريقي، لكونها واحدة من أهم الدول في تكرير الذهب وإعادة صياغته بأعلى مستويات النقاء، قبل إعادة تصديره إلى الأسواق العالمية، إلى جانب استقبال دول مثل: «أمريكا، بريطانيا، ألمانيا»، إلى الذهب الجنوب أفريقي.

اقرأ أيضاًبصادرات 11.6 مليار دولار.. غانا على أعتاب دخول نادي الخمسة الكبار عالميا في إنتاج الذهب

خبراء: ارتفاع أسعار الذهب العالمية يعزز أرباح الاقتصاد الوطني في غانا

مقالات مشابهة

  • رجل أعمال فلسطيني يكشف كواليس ترشيحه لإدارة قطاع غزة
  • جنوب إفريقيا.. من القمة العالمية لإنتاج الذهب إلى التراجع التدريجي بنهاية الألفية الثانية
  • عبدالغني يكشف كواليس مثيرة لرفض فيريرا تدريب الأهلي
  • ديمبلي يكشف كواليس التتويج التاريخي بدوري أبطال أوروبا
  • حرارته كانت عالية.. إعلامي يكشف حالة زيزو قبل مباراة مودرن سبورت
  • أحمد حسن يكشف عن موقف حسام عبد المجيد من تجديد عقده مع الزمالك
  • قصة حب صنعت أسطورة.. كواليس زواج وانفصال نور الشريف وبوسي
  • بين اليونان وقبرص.. الإسكندرية محطة جذب جديدة للرحلات البحرية العالمية
  • «الغندور» يكشف كواليس ما بعد إهدار «الجزيري» فرصة هدف الزمالك أمام سيراميكا