ملتقى المرأة بالأزهر: وسائل التواصل انفتح بها أبواب للخير والشر الفيصل فيها الدين
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم الأربعاء، الندوة الثامنة عشرة من البرامج الموجه للمرأة الموجه، تحت عنوان "أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة"، وحاضر فيها كلٌّ من د. خضرة سالم، أستاذ التربية بجامعة الأزهر وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، ود.رحاب الزناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة د.
إدمان المخدرات الرقمية
واستهلت د. خضرة سالم ، حديثها بذكر الفرق بين المواطَنة الرقمية والمخدرات الرقمية، كما أوضحت أنه يوجد إيجابيات كثيرة لمواقع التواصل، كتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة خاصة الذين يعيشون في بلدان مختلفة، واكتساب معلومات وثقافات جديدة وخبرات مختلفة، والتسويق وغير ذلك، كما بينت أيضا مجموعة من السلبيات لهذه الوسائل، كإهمال الجانب الديني والانشغال عن ذكر الله.
وأكدت أمين سر اللجنة الدينية، أن كثرة استخدام مواقع التواصل بين الزوجين يؤدى الى الجفاء العاطفي، وانشغال الزوجة عن واجبات زوجها وبيتها وأولادها وإفشاء الأسرار الزوجية، وضعف الرقابة على الأبناء، واستنزاف الوقت الذي يجب أن نستغله فيما هو مفيد، ومنها الخيانات الزوجية وزيادة الكسل والخمول، وزيادة الأمراض الجسدية والنفسية، وانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة، إضافة إلى زيادة الجرائم والاحتيال والنصب، وانتشار التنمر بين الناس، وانتشار إدمان المخدرات الرقمية والعزلة الاجتماعية.
وأوصت د. خضرة باتباع بعض الارشادات للحد من هذه السلبيات؛ منها حظر المواقع الإباحية، التوعية المستمرة، استشعار مراقبة الله، تقدير نعمة الوقت.
من جانبها ، قالت د. رحاب الزناتي، إن هناك آثار سلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة ، ومنها ضياع الحقوق وازدراء النعمة والتخبيب، مستشهدة بحديث رسول الله ﷺ : "ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها أو عبدًا على سيده." فقد أصبَحت هذه الوسائل من أقصرَ الطرقِ إلى الطلاقِ والانفصالِ بين الزوجين وتشتتِ الأسر.
وأوصت د. رحاب بتجنب الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي موضحة آداب التعامل معها؛ كغض البصر وكف الأذى وغير ذلك، خاتمة حديثها بتقديم مجموعة من النصائح للتخلص من إدمان هذه الوسائل، مؤكدة على أهمية تنمية الرقابةِ الذاتيةِ والخوفِ من اللهِ تعالى داخلَ النفسِ، والالتجاء إلى اللهِ تعالى بالدعاءِ والذكرِ بأن يصرفَ عنّا بلاءَها ويكفينا شرِّها.
من جهتها ، قالت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر: إن وسائلَ التواصلِ الاجتماعيِّ قد أحدثت ثورةً في حياةِ الناسِ، وكما انفتح بها أبوابٌ للخير لا تحصى، فإنها كذلك انفتح بها من أبواب الشر والفساد ما هو أكبر في ظل غياب الدين والانضباط الأخلاقي.
وتساءلت: هل مواقعُ التواصلِ الاجتماعيِّ التي غزت البيوتَ والأسرَ عززت التواصلَ وزادت الترابطَ بين أفرادِ الأسرةِ أو انقلبت إلى وسائلَ للتقاطع؟، مضيفة : لقد انتقلنا من الواقع إلى المواقع، وغابت إلى حد كبير جلساتُ الود، وسهراتُ الأنس، وأصبحت المشاعرُ باهتةً، والمودةُ خافتةً، حتى الأبناء والبنات لا يكاد الأبوان يعرفان عنهما شيئا، وأصبح كل فرد يعيش في عزلة عن أسرته وهو في أحضانها، وتحت رعايتها.
وبينت الباحثة بالجامع الأزهر، أن وسائل التواصل على الرغم ممَّا تتمتع به من مزايا وإيجابيَّات، فإنها للأسف قد سهلت الطريق إلى الخيانة الزوجية وإقامة العلاقات العاطفية المحرمة التي تنتهي بفضائح وخيانات وانتهاكات، تؤدي إلى تدمير الأسرة وتشتتِ أفرادِها، وهدم البيوتِ على رؤوسِ أصحابها.
وأضافت: إن مما يراه كلا الزوجين على هذه الوسائل يفسدُ الحياةَ الزوجيةَ، ويخرَّبُ الحياةَ الأسريةَ، لم يعد كلا الزوجين أو أحدهما يهتم بالآخر ولا يأنس به، فعنده ما يملأ به فراغَه، عنده عالمٌ آخرَ من الخيالِ والإثارةِ والمغامرات.
هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر وسائل التواصل الإجتماعي اللجنة الدينية المخدرات الرقمية وسائل التواصل
إقرأ أيضاً:
مناقشة أبعاد التنشئة الاجتماعية ضمن "ملتقى الأسرة والمجتمع"
مسقط- الرؤية
نظّمت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة مسقط بالتعاون مع مركز زلفى للإرشاد النفسي والاستشارات الأسرية، ملتقى الأسرة والمجتمع " رحلة في أبعاد التنشئة الاجتماعية"، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل الوزارة.
ويهدف الملتقى إلى توعية أفراد المجتمع بأهمية الأسرة ودورها في التنشئة الاجتماعية السليمة، وتسليط الضوء على التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة، خصوصًا في ظل الإعلام الرقمي، وإبراز أثر التماسك الأسري في حماية الأبناء من الانحرافات السلوكية والفكرية، وكذلك مناقشة أثر الطلاق على الأبناء والأسرة والمجتمع، وتبادل الخبرات بين المختصين في مجالات التربية وعلم الاجتماع والإرشاد الأسري، إلى جانب تقديم توصيات عملية تدعم استقرار الأسرة وتحسن من جودة الحياة الأسرية.
ويستهدف الملتقى الآباء والأمهات، والمقبلين على الزواج، والمعلمين، والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، بالإضافة إلى المهتمين بالشأن الأسري والتربوي من طلاب الجامعات في تخصصات التربية والعلوم الاجتماعية.
وشهد الملتقى كلمة وزارة التنمية الاجتماعية ألقتها لبيبة بنت محمد المعولية المديرة العامة للمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة مسقط، حيث أكدت فيها أن التنشئة الاجتماعية ليست مجرد عملية تلقين؛ بل هي رحلة مستمرة في التوجيه، والبناء القيمي، وغرس المعارف، وتشكيل السلوك تبدأ من حضن الوالدين، وتتسع لتشمل المدرسة، والحي بمرافقه، بل ومؤسسات المجتمع كافة، فالمسؤولية مشتركة خاصة في وقت بات فيه عالمنا الإسلامي يشهد تغيرات وتحولات وتحديات أحدثت تصدعات في كثير من الأسر، وحولت جمعها إلى شتات، وأضعفت قدراتها للقيام بدورها كمصدر أول للتربية.
وأضافت بأن الأسرة العمانية ليست ببعيدة عن هذا المشهد، كونها جزء من هذا العالم، وجزء من الصوت المنادي بأهمية تنشئة الأبناء تنشئة متسلحة بجذورها وثقافتها، وقيمها المُثلى؛ ليكونوا قادرين على مواكبة العالم بأخذ الصالح والاستفادة منه مع الحفاظ على الثوابت.
وأوضحت المعولية بأنه على الرغم من الجهود المبذولة في معالجة الكثير من المشاكل الأسرية، والتي تناولتها طاولات النقاش والحوار، سيظل الأمر يحتاج إلى مزيد من تظافر الجهود لمواجهة هذه التحديات في عالم سريع التغيير والانفتاح لإحداث انسجام بين الحفاظ على الإرث التربوي والأخلاقي في التنشئة وبين الانفتاح على المتغيرات التي يشهدها العالم دون عزل أو تسويف.
وتضمن الملتقى تقديم عددًا من أوراق العمل، ففي ورقة العمل الأولى حول " التربية الوالدية ودور الأسرة في التنشئة الاجتماعية"، تناول فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين الفتوى بمكتب مفتي عام سلطنة عمان أساليب التربية السليمة، ودور القدوة داخل الأسرة، والتوازن بين الحزم واللين في التعامل مع الأبناء.
وجاءت ورقة العمل الثانية بعنوان" التماسك الأسري ودوره في التنشئة الاجتماعية"، واستعرضت الدكتورة صابرة بنت سيف الحراصية متخصصة في الإرشاد النفسي والتربوي أهمية التواصل الفعّال داخل الأسرة، وأثر التماسك على الصحة النفسية للأبناء، وآليات تعزيز الانتماء الأسري.
وتطرق أحمد بن عبدالله الشبيبي رئيس مركز زلفى للإرشاد النفسي والاستشارات الأسرية في ورقة العمل حول " الطلاق وأثره على التنشئة الاجتماعية" إلى الجوانب النفسية والاجتماعية للأطفال بعد الطلاق، وكيفية الحد من الأثر السلبي للانفصال، ودور المؤسسات في دعم الأسر المفككة، وركزت عايدة بنت صالح الرحبية في ورقة العمل الرابعة على أهمية الفحص الطبي قبل الزواج.
فيما اختتمت أوراق العمل بورقة " وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الأسرة"، حيث أوضحت الدكتورة منى بنت سالم العلوية الإيجابيات والسلبيات على العلاقات الأسرية، وحماية الأبناء من مخاطر المحتوى الرقمي، وكيفية توجيه الاستخدام نحو التفاعل البنّاء.
وتضمن الملتقى تكريم مقدمي أوراق العمل ومنظمي الملتقى، كما يصاحب الملتقى في الفترة المسائية حلقة عمل حول " إدارة المشاعر وأهميته في التنشئة الاجتماعية".