مناقشة أبعاد التنشئة الاجتماعية ضمن "ملتقى الأسرة والمجتمع"
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
مسقط- الرؤية
نظّمت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة مسقط بالتعاون مع مركز زلفى للإرشاد النفسي والاستشارات الأسرية، ملتقى الأسرة والمجتمع " رحلة في أبعاد التنشئة الاجتماعية"، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل الوزارة.
ويهدف الملتقى إلى توعية أفراد المجتمع بأهمية الأسرة ودورها في التنشئة الاجتماعية السليمة، وتسليط الضوء على التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة، خصوصًا في ظل الإعلام الرقمي، وإبراز أثر التماسك الأسري في حماية الأبناء من الانحرافات السلوكية والفكرية، وكذلك مناقشة أثر الطلاق على الأبناء والأسرة والمجتمع، وتبادل الخبرات بين المختصين في مجالات التربية وعلم الاجتماع والإرشاد الأسري، إلى جانب تقديم توصيات عملية تدعم استقرار الأسرة وتحسن من جودة الحياة الأسرية.
ويستهدف الملتقى الآباء والأمهات، والمقبلين على الزواج، والمعلمين، والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، بالإضافة إلى المهتمين بالشأن الأسري والتربوي من طلاب الجامعات في تخصصات التربية والعلوم الاجتماعية.
وشهد الملتقى كلمة وزارة التنمية الاجتماعية ألقتها لبيبة بنت محمد المعولية المديرة العامة للمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة مسقط، حيث أكدت فيها أن التنشئة الاجتماعية ليست مجرد عملية تلقين؛ بل هي رحلة مستمرة في التوجيه، والبناء القيمي، وغرس المعارف، وتشكيل السلوك تبدأ من حضن الوالدين، وتتسع لتشمل المدرسة، والحي بمرافقه، بل ومؤسسات المجتمع كافة، فالمسؤولية مشتركة خاصة في وقت بات فيه عالمنا الإسلامي يشهد تغيرات وتحولات وتحديات أحدثت تصدعات في كثير من الأسر، وحولت جمعها إلى شتات، وأضعفت قدراتها للقيام بدورها كمصدر أول للتربية.
وأضافت بأن الأسرة العمانية ليست ببعيدة عن هذا المشهد، كونها جزء من هذا العالم، وجزء من الصوت المنادي بأهمية تنشئة الأبناء تنشئة متسلحة بجذورها وثقافتها، وقيمها المُثلى؛ ليكونوا قادرين على مواكبة العالم بأخذ الصالح والاستفادة منه مع الحفاظ على الثوابت.
وأوضحت المعولية بأنه على الرغم من الجهود المبذولة في معالجة الكثير من المشاكل الأسرية، والتي تناولتها طاولات النقاش والحوار، سيظل الأمر يحتاج إلى مزيد من تظافر الجهود لمواجهة هذه التحديات في عالم سريع التغيير والانفتاح لإحداث انسجام بين الحفاظ على الإرث التربوي والأخلاقي في التنشئة وبين الانفتاح على المتغيرات التي يشهدها العالم دون عزل أو تسويف.
وتضمن الملتقى تقديم عددًا من أوراق العمل، ففي ورقة العمل الأولى حول " التربية الوالدية ودور الأسرة في التنشئة الاجتماعية"، تناول فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين الفتوى بمكتب مفتي عام سلطنة عمان أساليب التربية السليمة، ودور القدوة داخل الأسرة، والتوازن بين الحزم واللين في التعامل مع الأبناء.
وجاءت ورقة العمل الثانية بعنوان" التماسك الأسري ودوره في التنشئة الاجتماعية"، واستعرضت الدكتورة صابرة بنت سيف الحراصية متخصصة في الإرشاد النفسي والتربوي أهمية التواصل الفعّال داخل الأسرة، وأثر التماسك على الصحة النفسية للأبناء، وآليات تعزيز الانتماء الأسري.
وتطرق أحمد بن عبدالله الشبيبي رئيس مركز زلفى للإرشاد النفسي والاستشارات الأسرية في ورقة العمل حول " الطلاق وأثره على التنشئة الاجتماعية" إلى الجوانب النفسية والاجتماعية للأطفال بعد الطلاق، وكيفية الحد من الأثر السلبي للانفصال، ودور المؤسسات في دعم الأسر المفككة، وركزت عايدة بنت صالح الرحبية في ورقة العمل الرابعة على أهمية الفحص الطبي قبل الزواج.
فيما اختتمت أوراق العمل بورقة " وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الأسرة"، حيث أوضحت الدكتورة منى بنت سالم العلوية الإيجابيات والسلبيات على العلاقات الأسرية، وحماية الأبناء من مخاطر المحتوى الرقمي، وكيفية توجيه الاستخدام نحو التفاعل البنّاء.
وتضمن الملتقى تكريم مقدمي أوراق العمل ومنظمي الملتقى، كما يصاحب الملتقى في الفترة المسائية حلقة عمل حول " إدارة المشاعر وأهميته في التنشئة الاجتماعية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی التنشئة الاجتماعیة ورقة العمل
إقرأ أيضاً:
ملتقى في ضيافة المحافظ يستعرض المشروعات والمبادرات والمجتمعية بولاية بدبد
استضافت ولاية بدبد صباح اليوم النسخة الرابعة من ملتقى "في ضيافة المحافظ" الذي يأتي لمناقشة الأولويات التنموية، واستعراض المشاريع والمبادرات المجتمعية.
وقال سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية: إن المحافظة تواصل تنفيذ استراتيجياتها في تنظيم ملتقى "في ضيافة المحافظ" بهدف ترسيخ نهج الشراكة المجتمعية، والاستماع إلى آراء المواطنين ومقترحاتهم، والأخذ بمعطياتهم لتطوير ولايات المحافظة بما يتواكب مع أولويات التنمية الوطنية.
وأضاف سعادته: إن ما دار خلال الملتقى من نقاشات وطرح بنّاء من أبناء الولاية كان مثريًا ومبشّرًا، ويبعث على التفاؤل، حيث شهد الملتقى تفاعلًا واسعًا ومقترحات عملية لمشروعات تنموية جديدة، مشيرًا إلى أن هذه المقترحات ستُدرج ضمن أولويات المرحلة القادمة، خاصة مع اقتراب بدء تنفيذ الخطة الخمسية الحادية عشرة، بما يضمن الاستفادة من الأفكار والمبادرات المطروحة.
وأشار سعادته إلى أن النهج الذي تتبعه المحافظة من خلال تنظيم الملتقيات الدورية أثمر عن اعتماد عدد من المشاريع المهمة خلال الفترة الماضية، منها مشاريع قيد التنفيذ على أرض الواقع.. مؤكدًا أن النقاشات التي شهدها الملتقى شملت موضوعات متنوعة تتعلق بالبنية الأساسية والتنمية الحضرية وتوفير فرص العمل ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
من جانبه قال سعادة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي والي ولاية بدبد: إن تنظيم الملتقى في الولاية يعكس الحرص الذي توليه الحكومة لتعزيز مبدأ اللامركزية وتمكين المجتمعات المحلية من المشاركة في تحديد أولوياتها ومتابعة تنفيذ مشروعاتها التنموية، مضيفا أن ما تشهده بدبد من تطور في مشاريع الطرق والخدمات والمبادرات المجتمعية يجسّد ثمرة التعاون البنّاء بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي والقطاع الخاص.
وأضاف سعادته: إن الولاية تمتلك مقومات طبيعية واقتصادية وسياحية واعدة، ويجري العمل على استثمارها بطريقة مستدامة تتواءم مع الهوية العُمانية الأصيلة، مشيدا بالدور الكبير الذي يقوم به أبناء الولاية في دعم جهود التنمية والمشاركة الفاعلة في المبادرات التطوعية والمجتمعية.
تضمّن الملتقى عرضًا تفصيليًا لعددٍ من المشروعات التنموية الجاري تنفيذها في ولاية بدبد، من بينها تنفيذ 23 كيلومترًا من الطرق الداخلية حاليا، واستكمال تنفيذ 18 كيلومترًا، ليصل إجمالي أطوال الطرق إلى 41 كيلومترًا بتكلفة اجمالية تقارب أربعة ملايين ريال عُماني تغطي عددًا من المخططات السكنية والصناعية والخدمية، من أبرزها مخطط حي الشروق، ومخطط السيح الأحمر، سعال، حي الشروق، الفرفارة، حميم، السيح الشرقي، مخطط المريرات والمنطقة الصناعية ببدبد مخطط ثميد. كما تم إسناد مشروع صيانة الطرق المتضررة بولاية بدبد والمشروع حاليًا في مرحلة توقيع العقد تمهيدًا لبدء التنفيذ، وتشمل أبرز المواقع المستهدفة: طرق سعال، التصاوير، غرابة مجرى وادي منصح، غلة اولاد وادي، ثميد والبطحاء.
كما استعرضت بلدية الداخلية مشروعات التطوير الحضري التي شملت الخدمات الاستشارية لتصميم وتطوير مدخل ولاية بدبد والتشجير والتجميل بنسبة إنجاز بلغت 95 بالمائة، والخدمات الاستشارية لتطوير المنطقة التجارية بفنجاء بنسبة إنجاز 100 بالمائة، إضافة إلى الانتهاء من إعداد المخططات النهائية لمنتزه السيح الأحمر على مساحة خمسة آلاف متر مربع.
وفي مجال الإنارة العامة، تم تنفيذ مشاريع في مناطق سعَال والفرفارة خلال عامي 2022 و2023، فيما سيُنفّذ مشروع إنارة طريق الرحبة خلال عام 2025 بالشراكة مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص، بما يُسهم في تعزيز السلامة المرورية وتحسين المشهد الحضري في الولاية.
كما استعرض الملتقى عددًا من المبادرات والمشروعات المجتمعية المقترحة التي تعبّر عن روح الشراكة والتكامل بين أبناء الولاية والجهات الحكومية، من أبرزها مشروع سوق الحرفيين بفنجاء، ومشروع "ميدان بدبد والسوق الليلي"، ومشروع السوق المركزي والمقبرة البديلة، إلى جانب مشروع مركز بدبد الثقافي للابتكار والتكنولوجيا الذي يهدف إلى دعم الشباب ورواد الأعمال وتعزيز الثقافة الرقمية والابتكار.
وفي إطار الاهتمام بالموروث الثقافي، ناقش الملتقى مشروع صون حارة الحَجرة التاريخية في فنجاء، الذي يستهدف ترميم المباني القديمة والمحافظة على طابعها المعماري، مع إدراج الحارة ضمن المسار السياحي للولاية وتشجيع الاستثمار المجتمعي في مجالات السياحة التراثية.
ويأتي الملتقى ضمن جهود المحافظة لتعزيز الحوار المجتمعي وتكامل الأدوار بين مختلف الجهات في رسم خارطة التنمية المحلية.