في طرطوس، امتد النمط إلى القطاع السياحي، مع تسجيل حالة استيلاء مسلح على منتجع "هوليدي بيتش" في 13 أغسطس/ آب الجاري، أحد أبرز المنشآت السياحية في الساحل السوري. اعلان

تنفذ جهات تابعة لأجهزة الأمن الجديدة في مناطق متفرقة من سوريا، عمليات استيلاء على منازل سكنية وأراضٍ زراعية ومنشآت اقتصادية، في ظل غياب تام للرقابة القانونية، وانعدام أي وثائق رسمية تُبرر هذه الإجراءات.

 

وتواصل عدد من سكان هذه المناطق مع يورونيوز، وكشفوا عددًا من الممارسات التي تمارس في أكثر من منطقة في البلاد.

في ريف حمص الشرقي مثلًا، سجّلت عشرات الحالات خلال الأسابيع الماضية، وأفاد بعض السكان بدخول عناصر تابعة للأمن العام إلى قرى مختلطة سكانيًا، ومطالبة مالكي المنازل الفارغة بتسليم مفاتيح منازلهم بذريعة "التفتيش" أو "التأمين". 

ومع تكرار الزيارات، تحولت المطالب إلى سيطرة فعلية على العقارات، وإجبار عائلات تسكن بمقتضى توكيل أو استئجار على مغادرة المباني خلال ساعات، دون منحها فرصة للتفاوض أو البحث عن سكن بديل. 

منازل في إحدى قرى ريف حمص الشرقي 2025 يورونيوز

سيدرة -اسم وهمي خوفاً من ملاحقة أمنية- مالكة منزل في إحدى قرى الريف الشرقي، قالت ليورونيوز، إنها تلقت اتصالاً من المختار يُبلغها بقرار "فتح المنزل لأنه غير مأهول"، مشيرة إلى أنها سافرت فورًا إلى القرية، وواجهت عناصر الأمن الذين أخبروها بصيغة قاطعة: "لديك بيت في حمص، وهذا بيتنا الآن".

وأوضحت أنه "بعد توتر ومحادثات مع الشيخ المسؤول، اضطرت لدفع مبلغ مالي، وُصف محليًا بـ"الدية"، على أمل تفادي الاستيلاء، مع تلقي وعود غير مكتوبة بعدم الدخول مجددًا". 

Related من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟حمص تغرق في أحداث طائفية: اعتداءات على طلاب السكن الجامعي وهجمات يومية تهدد التعايشإخلاءات قسرية للعلويين تحت تهديد السلاح في دمشق.. تهجير واسع واتهامات بالتمييز الطائفي

وروت عليا – اسم وهمي- ، قصتها، مشيرة إلى أنها عاشت واقعًا مختلفًا لكنه لا يقل إيلامًا. وتسكن عليا في منزل عمها في إحدى قرى ريف حمص منذ سنوات، بتكليف منه، وهو مقيم خارج سوريا.

وأضافت: "داهمت الدورية الأمنية المنزل، وطالبتها بالخروج خلال 24 ساعة، بحجة عدم وجود عقد إجار"، معتبرة أن تواجدها غير قانوني. حاولت التوضيح، لكن الرد كان حاسمًا: "معك 24 ساعة للخروج، ولا يُسمح لك بنقل أي شيء".

وتابعت قائلة: "اتصلت بعمي فورًا، فنفى أن يكون قد تقدم بأي شكوى، ووصف ما يجري بأنه محاولة احتيال منظمة". وعند عودتي للنقاش مع العناصر، أكد الشيخ: "هذا قرار، وليس قابلًا للنقاش".

من جانبه وصف مختار إحدى القرى في الريف الشرقي لحمص ليورونيو، هذه الممارسات بـ"البلطجة المنظمة"، موضحًا "أن العناصر تستخدم ذرائع مثل عدم التواجد أو غياب الوثائق للاستيلاء على عقارات خاصة"، مؤكداً ان "هذه الخطوة جزء من محاولة لتغيير التركيبة السكانية في هذه المناطق".

وأكمل المختار، أن "الحوادث كثيرة منها منع الناس من الوصول إلى أراضيها والعمل بها، بحجة أن أصحابها كانوا مؤيدين للنظام مع وصفهم بالشبيحة والفلول ولا يحق لهم العيش من أراضيهم".

أراضي زراعية في ريف حمص الشرقي تابعة للطائفة العلوية 2025 يورونيوز

وفي ريف حماة، اتسع نطاق الاستيلاء ليشمل الأراضي الزراعية، خصوصًا تلك المزروعة بكروم الفستق الحلبي والزيتون. وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان في شهر يوليو/ تموز الماضي تدخل "اللجنة الاقتصادية" في حماة، بالتنسيق مع مجموعات مسلحة محلية، لمصادرة أراضٍ تعود لمدنيين مهجّرين من قرى مثل الشهيب، الشهبا، كاسون، معان، والشيحة. وتُقدّر نسبة القرى المهجرة في الريف الشرقي بـ99%، وفق تقديرات محلية. 

وبحسب شهادات جمعها المرصد، تُفرض "إتاوات" تصل إلى 3.5 ملايين ليرة سورية على من تبقى من السكان، أو تُطالبهم الجماعات بتسليم "أسلحة" غير موجودة، تحت طائلة التهجير أو المضايقة الأمنية. وفي حالات كثيرة، تُمنح الأراضي المصادَرة لشخصيات نافذة ترتبط بأجهزة أمنية، وتُستثمر لحسابها الخاص. 

وظهرت شركة تُدعى "اكتفاء للاستثمار الزراعي" كأداة تنفيذية في هذه العمليات، بالتنسيق مع المكتب الاقتصادي لمحافظة حماة. وتتركّز أنشطتها في قرى ذات غالبية علوية، حيث تُستخدم مجموعات مسلحة لبث الرعب بين السكان، ثم تُفرض عليهم خيارات مجحفة: إما توقيع عقود "استثمار" تُفقد صاحب الأرض سيطرته الفعلية، أو الرفض، فيُمنع من دخول أرضه ويُمنحها طرف آخر بحسب المرصد السوري. 

أما في طرطوس، امتد النمط إلى القطاع السياحي، مع تسجيل حالة استيلاء مسلح على منتجع "هوليدي بيتش" في 13 أغسطس/ آب الجاري، أحد أبرز المنشآت السياحية في الساحل السوري.

ووفق مصادر محلية نقل عنها المرصد السوري، داهمت مجموعة مسلحة مرتبطة بثلاثة مشايخ تابعين للحكومة في دمشق المنتجع، وطردت المالك وطاقم الإدارة، وأقالت مدراء من الطائفة العلوية، وأوقفت تقديم المشروبات الروحية، في خطوة تُفسر على أنها "تطهير إداري وديني". 

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب روسيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل دونالد ترامب روسيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس سوريا بشار الأسد عقارات أحمد الشرع إسرائيل دونالد ترامب روسيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس أزمة المهاجرين الصحة الضفة الغربية دراسة بحث علمي كير ستارمر ریف حمص على من

إقرأ أيضاً:

حماس: استيلاء إسرائيل على الباحة الداخلية للمسجد الإبراهيمي اعتداء صارخ

اعتبرت حركة حماس ، السبت، قرار إسرائيل الاستيلاء على الباحة الداخلية للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة أنه "يمثل اعتداء صارخا على قدسية المكان ومكانته الدينية".

والجمعة، قال مدير الحرم الإبراهيمي معتز أبو سنينة، للأناضول، إن "الاحتلال سلّمنا قبل أيام قرارًا يقضي باستملاك الباحة الداخلية للحرم الإبراهيمي، وعلّق القرار على جدران الحرم من الداخل والخارج".

وقدمت وزارة الأوقاف الفلسطينية، بالتعاون مع مؤسسات رسمية، وفق أبوسنينة، "اعتراضا قانونيا لمدة 60 يوما، وتابعت الملف في المحاكم الإسرائيلية، كما تم تقديم اعتراض رسمي لمنظمة (الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) اليونسكو، كون الحرم مدرجا على قائمة التراث العالمي".

وتعقيبا على الخطوة الإسرائيلية، قالت حماس، إن القرار يشكل "اعتداء صارخا على قدسية المكان ومكانته الدينية، وجزءا من المخطط المتواصل لتهويد المقدسات الإسلامية وتغيير معالمها ضمن حرب الاحتلال الدينية المتصاعدة".

وأضافت أن "الإجراء يندرج ضمن سياسة ممنهجة لفرض السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالكامل، بعد سنوات من الإحكام العسكري والتضييق على المصلين، وتحويل محيطه إلى ثكنة استيطانية تخدم مشاريع التطهير العرقي في قلب مدينة الخليل".

وشددت حماس، على أن "شعبنا لن يقبل بهذه القرارات الاستيطانية وهذا العدوان الجديد، وسيواصل الدفاع عن مقدساته الإسلامية بكل الوسائل".

ودعت حماس، الفلسطينيين في الخليل وسائر مدن الضفة إلى "شدّ الرحال للمسجد الإبراهيمي والرباط فيه والتصدي لمخططات التهويد".

وفي يوليو/تموز 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينيا.

ويُدار الجانب الفني والخدماتي في الحرم الإبراهيمي تاريخيًا من قبل بلدية الخليل ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية ولجنة إعمار الخليل، وذلك وفق اتفاقية الخليل (بروتوكول إعادة الانتشار لعام 1997).

ويقع المسجد الإبراهيمي، في البلدة القديمة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، حيث يسكن نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 عسكري إسرائيلي.

وفي 1994، قسمت إسرائيل المسجد بنسبة 63 بالمئة لليهود، و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن يهودي أسفرت عن مقتل 29 مصليًا فلسطينيًا، وفي الجزء المخصص لليهود تقع غرفة الأذان.

ووفق ترتيبات إسرائيلية أحادية، يُغلق المسجد أمام المسلمين 10 أيام سنويًا خلال مناسبات يهودية، ويُغلق أمام اليهود 10 أيام خلال مناسبات إسلامية، لكن منذ بدء الإبادة الإسرائيلية غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يتم الالتزام بفتحه أمام المسلمين في مناسباتهم.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين كشفت العقبات - صحيفة: "حماس" تشعر بعجز الوسطاء عن الضغط على إسرائيل الاحتلال يجبر مواطنا على هدم منزله في ضاحية السلام شرق القدس قوات الاحتلال تنسحب من طوباس بعد عملية عسكرية استمرت 4 أيام الأكثر قراءة 3 إصابات برصاص الاحتلال في قلقيلية وبيت لحم سلطات الاحتلال تستولي على 1042 دونما من أراضي طوباس والأغوار غزة: 497 خرقاً لـ"وقف إطلاق النار" منذ دخوله حيز التنفيذ الخارجية تدين العدوان الإسرائيلي المتصاعد على غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ضربات متزامنة ضد الإرهاب جنوباً وشمالاً.. الأمن السوري يفكك خلايا داعش في إدلب
  • الطقس غدا.. الأرصاد: غطاء سحابي يحجب الشمس وأمطار بعدة مناطق
  • المرصد السوري: تحليق مسيرات إسرائيلية فوق دمشق يثير مخاوف المدنيين بعد حادثة بيت جن
  • تجدد التوغل الإسرائيلي في ريف القنيطرة السوري وسط تصاعد الانتهاكات
  • الأمن السوري يلقي القبض على قائد ميليشيا موالية لنظام الأسد في حلب
  • العدو الصهيوني يجدد توغله في القنيطرة السوري
  • الأمن السوري يقبض على قائد مليشيا الدفاع الوطني بزمن الأسد
  • المرصد السوري: 232 قتيلاً في سوريا خلال تشرين الثاني
  • سوريا : حركة نزوح للأهالي من بلدة بيت جن بعد تحرك آليات للعدو الاسرائيلي في البلدة
  • حماس: استيلاء إسرائيل على الباحة الداخلية للمسجد الإبراهيمي اعتداء صارخ