جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-16@16:36:40 GMT

بلا مواربة

تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT

بلا مواربة

 

 

د. سليمان بن عمير المحذوري

[email protected]

 

قبل أربع سنوات ونيف كتبت في جريدة الرؤية مقالًا بعنوان "الباحثون عن أمل"، ورغم هذه المدة، ورغم الجهود الحكوميّة في هذا الإطار؛ إلّا أن المشكلة ما زالت تراوح مكانها؛ حيث ظلَّت أعداد الباحثين عن عمل من الجنسين تتضاعف سنويًا، ومما زاد الطين بلّة زيادة أعداد المُسرحين من أعمالهم بشكل متصاعد.

وبالنظر إلى بوصلة عُمان المستقبلية نجد أنّ محاور رؤية "عُمان 2040" ركَّزت على صناعة مجتمع إنسانه مبدع ينتج كفاءات وطنية ذات قدرات ومهارات ديناميكية منافسة محليًا وعالميًا، وهذا المحور مرتبطٌ بشكل مباشر بمحور الاقتصاد والتنمية، الذي يهدف إلى التنويع الاقتصادي وإيجاد سوق عمل جاذب للكفاءات، ومواكب للتغيرات الاقتصاديّة والتقنيّة. وبعد مضي خمس سنوات وتنفيذ أول خطة تنفيذية لهذه الرؤية نلاحظ أن الاشتغال على ملف الباحثين عن عمل ما زال دون المستوى المطلوب؛ وذلك بسبب وجود أعداد كبيرة من الشباب لم يحصلوا على فرص وظيفية تحفظ لهم كرامتهم في العيش الكريم على هذه الأرض الطيبة، والمساهمة بجهدهم في الارتقاء بعُمان نحو مصاف الدول المتقدمة.

ومن المعلوم أن الشباب في أي مجتمع يشكلون ثروة وطنية يجب الاستفادة منهم، وتوجيههم نحو العمل والعطاء؛ وإلّا فإنهم بمثابة قنبلة موقوتة يُمكن أن تنفجر في أي لحظة، وثغرة يُمكن أن تُستغل لا سيما في ظل الظروف الحالية والتجاذبات الإقليمية. لذا، وخلال الخطة الخمسية المقبلة، من الأهمية بمكان التركيز على إيجاد حلول سريعة لهذه المعضلة بعيدًا عن البيروقراطية المقيتة، والخطط بعيدة المدى التي لا تقدم حلولًا عاجلة لواقعنا الحالي هذا أولًا. وبموازاة ذلك وحتى لا تكون الحلول آنية وترقيعية، لا بُد من العمل على تنويع الاقتصاد وتحويله إلى اقتصاد مُنتِج من أجل استيعاب الأعداد المتزايدة من مُخرجات المؤسسات التعليميّة بأنواعها، وضرورة تقديم تعليم نوعي يلبي طموحات جيل الشباب ويواكب العصر، وفي ذات الوقت يُلبي متطلبات التنمية المستدامة في سلطنة عُمان.

ورغم قلة الفرص الوظيفية المُتاحة مقارنة بأعداد المُتقدمين لها، وعلى سبيل المثال عند الحاجة إلى عدد من الموظفين في القطاع الحكومي يتم التنسيق مع وزارة العمل بهذا الخصوص وأخذ الموافقات اللازمة؛ إلّا أن وزارة المالية ترفض بحجة عدم توفر المخصصات المالية لهذه الوظائف، كما إن المؤسسات الحكومية تضم أعدادًا من القوى العاملة غير العُمانية، فلماذا لا يتم العمل سريعًا على الإحلال المباشر للعُمانيين المؤهلين في تلكم الوظائف.

ومن المؤكد أنّ الحكومة تُعوِّل على القطاع الخاص في امتصاص الأعداد المتنامية من الخريجين بمختلف تخصصاتهم، بيد أن هذا القطاع يتكئ أساسًا على الحكومة في دعمه، وهناك فئة صغيرة من المؤسسات بالكاد تستطيع الاستمرار. فهل القطاع الخاص مستعد لتحقيق هذا الهدف؟ مع علمنا اليقيني بسيطرة الوافدين على نسبة غالبة منه. ومن ناحية أخرى، هل المؤسسات التعليميّة قادرة على إعداد كوادر عُمانية مؤهلة ذات مهارات مطلوبة في سوق العمل المُتغيِّر؟

ختامًا.. يبدو لي أنّ ملف الباحثين عن عمل قد تفرَّقت مسؤوليته بين عدة جهات ولجان، وكل جهة تتنصل من مسؤوليتها تجاهه. وإزاء ذلك، وتحقيقًا للنتائج المرجوة، واختصارًا للوقت والجهد، ربما من الأجدى إسناد هذا الملف إلى جهة مرجعيّة مرتبطة مباشرة بوحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040" أو المكتب الخاص، بحيث تجري إدارة هذا الملف من الألف إلى الياء من خلال هذه الجهة حصرًا، وبالتنسيق الكامل والمباشر مع جميع الجهات الأخرى ذات العلاقة، ووضع خريطة طريق نحو مستقبل أفضل لسوق العمل العُماني يسير خطوة بخطوة مع رؤية عُمان الطموحة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هيئة الدواء المصرية:حملات على أكثر من 27 ألف صيدلية وضبط 5464 مخالفة متنوعة

تمكنت هيئة الدواء المصرية، بالتعاون مع الجهات الرقابية والأمنية، خلال شهري يونيو ويوليو2025، من تنفيذ حملات تفتيشية مكثفة استهدفت المؤسسات الصيدلية بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك في إطار جهودها المستمرة لحماية صحة المواطنين وإحكام الرقابة على منظومة تداول الدواء.

أسفرت الحملات عن المرور على نحو 27، 413 مؤسسة صيدلية، منها 26، 466 صيدلية و947 مخزن أدوية، حيث تم ضبط 5، 464 مخالفة متنوعة، وإصدار 719 قرار غلق إداري للمؤسسات غير الملتزمة، إلى جانب تحرير 2، 987 محضر شرطة وعرضها على النيابة المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية وفقًا لأحكام قانون مزاولة مهنة الصيدلة رقم 127 لسنة 1955.

كما قامت الهيئة، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، بتنفيذ 488 حملة تفتيشية نوعية، أسفرت عن ضبط ثلاثة أماكن تصنيع غير مرخصة، بالإضافة إلى تسع صيدليات غير مرخصة، و18 مخزن أدوية غير مرخص.

وفي سياق دعم التصحيح الذاتي للمؤسسات الصيدلية المخالفة، تم قبول وتنفيذ 1، 744 خطة تصحيحية بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفيق أوضاعها وفق الضوابط والمعايير المعتمدة، كما أصدرت الهيئة 14 قرارًا بوقف حصص صرف الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية لبعض المؤسسات المخالِفة، حرصًا منها على ضمان تداول هذه الفئة من الأدوية بشكل آمن ومنع إساءة استخدامها.

وتؤكد هيئة الدواء المصرية استمرارها في اتخاذ كل الإجراءات القانونية والتنظيمية اللازمة لمواجهة أي مخالفات تمس سلامة الدواء أو تهدد صحة المواطنين، كما تدعو جميع المؤسسات الصيدلية إلى الالتزام التام بالقوانين واللوائح المنظمة، بما يضمن تقديم خدمة دوائية آمنة وفعّالة للمجتمع.

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة ومحافظ الحديدة يدشنان العمل في عدد من المشاريع الزراعية في زبيد والتحيتا
  • مسقط.. تكريمٌ يتخطّى الجدران ويزهر بين ردهات العمل
  • يطبق قريبا..كيف تحدد أجور عمال القطاع الخاص بقانون العمل الجديد 2025؟
  • العربية لحقوق الإنسان: السلطات الإريترية تضيق على المؤسسات الإسلامية
  • مجموعة التنسيق بين المؤسسات التركية تبحث العلاقات السورية التركية
  • التسويق الرقمي بوابة الشركات للنمو وبناء الثقة في الأسواق
  • هيئة الدواء المصرية:حملات على أكثر من 27 ألف صيدلية وضبط 5464 مخالفة متنوعة
  • أيمن محفوظ: تجارة الأعضاء "بزنس طبي" يُديره أطباء وتستغله المؤسسات المشبوهة
  • المرور على أكثر من 27 ألف مؤسسة صيدلية وضبط 5464 مخالفة متنوعة