صحيفة أمريكية: مصر لن تستطيع انتقاد إسرائيل لعقدين قادمين لهذا السبب
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
كشفت شركة الطاقة الإسرائيلية "نيو ميد إنرجي" عن صفقة قياسية لتوريد الغاز الطبيعي إلى مصر حتى عام 2040 ما يؤثر على قرار مصر تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت صحيفة "ريسبونسيبل ستيتكرافت" الأمريكية مقالا يسلط الضوء على صفقة الغاز القياسية بين الاحتلال الإسرائيلي ومصر بقيمة 35 مليار دولار، التي تعكس اعتماد القاهرة المتزايد على تل أبيب لتأمين احتياجاتها الطاقية وتجنب انقطاعات الكهرباء.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة الطاقة الإسرائيلية "نيو ميد إنرجي" أعلنت في أوائل آب / أغسطس عن صفقة قياسية لتوريد الغاز الطبيعي إلى مصر حتى عام 2040 على الأقل تبلغ قيمتها نحو 35 مليار دولار، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف وارداتها الحالية.
ومع أن المسؤولين المصريين سارعوا إلى تصوير الصفقة ليس كاتفاق جديد بل كـ "تعديل" على اتفاقية 2019، إلا أن حجمها الهائل، الأكبر في تاريخ صادرات إسرائيل، يشير إلى اعتماد متزايد وخطير عليها لتلبية احتياجات الطاقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة تدفع بحكومتين مترابطتين بعمق نحو مصالح سياسية متبادلة، وإن كانت غير متكافئة، فبالنسبة لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، توفر الصفقة الطاقة اللازمة لتجنب اضطرابات داخلية، بينما تحقق حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فوائد ضخمة، إذ تؤمن تدفقًا طويل الأجل للإيرادات وتؤكد مكانة إسرائيل كلاعب طاقي حيوي في شرق البحر المتوسط، إلى جانب انتصار استراتيجي بربط أكبر دولة عربية من حيث السكان بتبعية اقتصادية عميقة ودائمة.
وبينت الصحيفة أن الصفقة تمثل مكسبًا لإسرائيل، لكنها نتاج وضع صعب لمصر. فخطوات القاهرة مدفوعة بضرورة داخلية حتمية: الحفاظ على استمرار تشغيل الكهرباء، ففي السنوات الأخيرة، تراجع إنتاج مصر من الطاقة بشكل ملحوظ، وبعد أن كانت مصدرًا صافياً للغاز الطبيعي المسال، وشهدت البلاد انخفاضًا مستمرًا في الإنتاج بينما يواصل الطلب المحلي، المدفوع بعدد سكان يزيد على 110 ملايين نسمة، ارتفاعه، وكانت العواقب شديدة، إذ أدت موجات الحرارة الشديدة في الصيف إلى انقطاعات متكررة في الكهرباء، مما شل الأعمال وأغرق الرأي العام في استياء واسع.
وأضافت الصحيفة أن حكومة السيسي تدرك أن الاستقرار السياسي مرتبط مباشرة بشبكة الكهرباء، وكما اعترف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السنة الماضية، فإن تجنب الانقطاعات الكهربائية يشكل ضرورة أساسية، وفي الواقع، ترسم الأرقام.
كما ذكرت بلومبيرغ ومبادرة بيانات المنظمات المشتركة، صورة قاتمة لمصر: عجز يومي في الغاز بمليارات الأقدام المكعبة، وفاتورة واردات الطاقة التي يُتوقع أن ترتفع نحو 3 مليارات دولار شهريًا. كما أن استيراد الغاز الطبيعي المسال مكلف للغاية، وكما أشار المسؤولون المصريون، يظل الغاز الإسرائيلي الموصل عبر خط الأنابيب البديل الأرخص والأكثر موثوقية، حتى مع زيادة بنسبة 14.8 بالمئة عن الصفقة السابقة.
وقد أجبرت هذه المعطيات الحكومة على التحرك: ففي أيار / مايو الماضي، أدى توقف صيانة مخطط لحقل ليفياثان الإسرائيلي إلى تقليص الإمدادات لصناعات الأسمدة والبتروكيماويات الحيوية في مصر. واختارت الحكومة المخاطرة بالتعطيل الصناعي بدل مواجهة رد فعل شعبي بسبب انقطاعات الكهرباء السكنية، وهو مؤشر واضح على أولوياتها.
وأضافت الصحيفة أن هذا الاعتماد المتزايد على الطاقة يؤثر سلبا على دور مصر التاريخي كوسيط عربي رئيسي في القضية الفلسطينية، فقدرة القاهرة على ممارسة ضغط فعّال على إسرائيل محدودة بشكل أساسي بسبب إمكانية إسرائيل - وقدرتها السابقة - على إيقاف إمدادات الغاز لأسباب أمنية وتشغيلية.
وأشارت إلى أن تراجع مفاوضات وقف إطلاق النار ومحدودية نفوذ القاهرة على إسرائيل أو حماس قلّص دور مصر إلى مجرد إدارة تداعيات الصراع، مع حملة صارمة للسيطرة على السرد السياسي وفرض القمع داخليا.
وتجلّى ذلك بعد مناشدة خليل الحيّة الشعب المصري مباشرة لضمان "ألا تموت غزّة جوعًا"، ما اعتُبر اتهامًا ضمنيًا للدولة ومحاولة لخلق ضغط شعبي. ومن جهتها، ردّت القاهرة بحملة إعلامية صارمة، حيث دان ضياء رشوان خطاب الحيّة، وشارك الإعلام الموالي الحكومة في التنديد بحماس واتهامها بـ "الخيانة". كما أُجبرت مؤسسة الأزهر على سحب بيان يدين المجاعة في غزّة تحت ضغوط الرئاسة.
وتابعت أن تلك الخطوة تكشف عن خوف عميق من أي سرد يربط مصر بمعاناة غزّة عبر سيطرتها الجزئية على معبر رفح. وتصر القاهرة رسميًا على أنها لا تستطيع التحرك بشكل أحادي بسبب اتفاقيات أمنية مع إسرائيل، لكن مع تفاقم الأزمة الإنسانية تتزايد الدعوات لتجاوز هذه البروتوكولات وتسريع وصول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وتجدر الإشارة إلى أن حالة الإحباط الدولي من موقف مصر تتسرب الآن إلى مختلف عواصم العالم، مع احتجاجات تستهدف السفارات المصرية من لاهاي إلى تل أبيب، ما يعكس حجم الضغط الهائل الذي تواجهه القاهرة بين مطالب الجمهور الدولي بمواجهة إسرائيل وواقع اعتمادها على هذه الدولة في تلبية احتياجاتها من الكهرباء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية مصر الاحتلال صفقة الغاز مصر الاحتلال صفقة الغاز صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مهلة 45 يومًا.. تحذير من الصحة لمستشفيات المنيا لهذا السبب
تفقد الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان، عددًا من المنشآت الطبية بمحافظة المنيا، ضمن جولة ميدانية تضمنت مرورًا مركزيًا من قطاعي الطب الوقائي والرعاية الأولية، بمشاركة 115 مشرفًا من الإدارات المركزية للمستشفيات ووحدات الرعاية الأولية ومكاتب الصحة.
تأتي الزيارة تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، لتعزيز المنظومة الصحية من خلال المتابعة الميدانية ومعالجة التحديات لضمان تقديم خدمات صحية بجودة عالية.
شملت الجولة مستشفى سمالوط التخصصي، حيث زار نائب الوزير أقسام (الرعاية المركزة، الغسيل الكلوي، معالجة المياه، رعاية الأطفال حديثي الولادة، الصيدلية، وغرفة نفقة الدولة) ووجه بزيادة عدد أطباء العيادات وكراسي الانتظار لتلبية الإقبال المتزايد، واستمع إلى شكاوى المرضى حول نقص دواء معين، مؤكدًا توفيره في أقرب وقت. كما شدد على الالتزام ببروتوكولات صرف المضادات الحيوية وأثنى على أداء الفريق الطبي.
إعادة تأهيل سكن الأطباءوكانت وحدة طب الأسرة بالحتاحتة، ضمن برنامج جولة نائب الوزير، حيث تفقد أقسام (الطوارئ، الصحة الإنجابية، الصيدلية، متابعة الأطفال، الأسنان، الأعمال الوقائية، والمبادرات) ووجه بإعادة تدريب الأطباء على جهاز السونار، إصلاح كرسي الأسنان، طلب الأدوية قبل نفادها، وإعادة تأهيل سكن الأطباء. كما قرر مكافأة مسئولة متابعة الأطفال ومجازاة مسئولة متابعة الأمهات.
وزار الدكتور عمرو قنديل، وحدة طب الأسرة بالبيهو، حيث راجع (غرفة التطعيمات، متابعة الحوامل، الصيدلية، المعمل، ومكتب الصحة) وشدد على متابعة الأطفال المتخلفين عن التطعيم والحالات الإيجابية للحوامل، وأثنى على مسئولة متابعة المبادرات.
وتضمنت الجولة مستشفى صدر المنيا، حيث تفقد نائب الوزير، أقسام (الاستقبال، الطوارئ، الإنعاش، رعاية المخ والأعصاب، القلب، الصدر، والأقسام الداخلية) ولاحظ ضعف الإشراف الطبي على بعض الحالات، فوجه بتحسين متابعة المرضى واستمع إلى شكاوى المواطنين ومقترحاتهم.
وعقد الدكتور عمرو قنديل، اجتماعا في نهاية جولته ضم مديري المستشفيات والإدارات الصحية، بحضور الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي، والدكتور محمود عمر، مدير مديرية الشئون الصحية بالمنيا، وفريق الإشراف، حيث تم استعراض السلبيات ووضع توصيات للتنفيذ، تشمل (مكافآت لرئيس قسم الأطفال ومشرفة التمريض بمستشفى ملوي التخصصي، ومدير مستشفى الرمد، ومسئولة معمل الرصد البيئي، وفريق مراقبة الأغذية) بجانب استبعاد رئيس قسم رعاية الأطفال حديثي الولادة بمستشفى العدوة المركزي ومجازاة المقصرين في أقسام الأطفال المبتسرين لعدم الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى وبروتوكولات المضادات الحيوية، علاوة على توجيه الشكر لمستشفيي سمالوط وملوي التخصصيين لتفوقهما في الأداء، ومدير المديرية وفريق الإشراف لتحسن الأداء مقارنة بالزيارات السابقة، بالإضافة إلى مجازاة مدير الرعاية الأساسية بإدارة سمالوط وتكثيف الإشراف والمتابعة بالإدارات الصحية.
وفي ختام كلمته، خلال الاجتماع، حد الدكتور عمرو قنديل مهلة زمنية قدرها 45 يومًا لمعالجة السلبيات المرصودة، مع إعادة إرسال فريق مركزي لتقييم تنفيذ التوصيات، لضمان تحسين جودة الخدمات الصحية بالمحافظة.