المنفي يبحث مع المبعوثة الأممية تفاصيل إحاطة مجلس الأمن
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
استقبل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، اليوم السبت، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، حنا تيتيه، ونائبة الممثل الخاص للشؤون السياسية ستيفاني خوري، برفقة وفد من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وذلك بمقر المجلس في العاصمة طرابلس.
وخلال اللقاء، استعرضت المبعوثة الأممية خطة البعثة لدعم العملية السياسية في ليبيا، والتي تهدف إلى تسريع الحوار بين الأطراف الليبية، وإنهاء المراحل الانتقالية عبر إطار قانوني ودستوري مستدام، كما تم التطرق إلى التحضيرات الجارية للإحاطة المقبلة أمام مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات السياسية والأمنية في البلاد.
كما ناقش الجانبان آخر مستجدات المسار السياسي والدستوري، والخيارات المطروحة من قبل اللجنة الاستشارية ولجنة 6+6، إلى جانب ملف الأمن والاستقرار، ودور المجلس الرئاسي في الحفاظ عليهما وسط التحديات الراهنة.
وفي سياق متصل، تناول اللقاء مشروع التدقيق المالي الذي قدمه الرئيس المنفي، وأعمال اللجنة المنبثقة عن اللجنة المالية العليا، المكلّفة بمتابعة نفقات كل من المؤسسة الوطنية للنفط والشركة العامة للكهرباء.
ويأتي هذا اللقاء في إطار التنسيق المستمر بين بعثة الأمم المتحدة والمجلس الرئاسي لدفع العملية السياسية وتحقيق الاستقرار المؤسسي في ليبيا.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
قرادة: مجلس الأمن يستعد لاختبار أثر القمة الأمريكية – الروسية على ليبيا
في مقال تحليلي طالعته «عين ليبيا»، اعتبر رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الليبي للأمازيغ، إبراهيم قرادة، أن القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورغم أن الملف الليبي لم يكن ضمن أولوياتها، فإن تداعياتها ستنعكس بشكل مباشر وغير مباشر على مسار الأزمة الليبية.
قمة بلا ليبيا… لكن بظلال ثقيلة
وأوضح قرادة أن القمة، التي استغرقت ثلاث ساعات وسط تحفظات من الخارجية والبنتاغون والكونغرس الأميركي، فضلاً عن الحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا، تركزت على الحرب الروسية – الأوكرانية، والعلاقات الثنائية والعقوبات الغربية، إلى جانب ملفات استراتيجية تشمل الطاقة، وممرات التجارة الدولية، والأمن السيبراني.
وأضاف أن القمة، وإن غابت عنها ليبيا، إلا أن انعكاساتها ستمتد إليها بحكم ارتباطها بالشرق الأوسط والساحل الأفريقي والمتوسط، وهي مناطق تشكل ساحات تنافس بين واشنطن وموسكو.
اختبار مجلس الأمن
ورأى قرادة أن أول انعكاس مباشر للقمة سيكون في جلسة مجلس الأمن يوم 21 أغسطس الجاري، حيث ستقدم مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا هانا تيتيه إحاطتها بشأن خارطة طريق جديدة تتضمن تشكيل حكومة موحدة والتحضير لانتخابات عامة.
وأكد أن أجواء التقارب الأميركي – الروسي قد تسهّل تمرير هذه الخارطة عبر تخفيف حدة الخلافات داخل مجلس الأمن، ومنح الموقف الأميركي زخماً أكبر مع تقليص فرص الاعتراض الروسي.
تقارب مرحلي ورسائل روسية
وأشار قرادة إلى أن موسكو، المنشغلة بالملف الأوكراني، ستعمل مؤقتاً على تجنب التصعيد في الساحة الليبية، بما في ذلك قضايا النفط والمالية العامة، موجِّهة رسائل لحلفائها المحليين والإقليميين بضرورة الالتزام بخطها العام.
وأضاف أن هذا التقارب سيقلص من مساحة مناورة بعض الأطراف الإقليمية التي اعتادت استغلال التباين الأميركي – الروسي للتأثير في الأزمة الليبية.
فرصة ضيقة وخطر متجدد
ولفت قرادة إلى أن استمرار التقارب بين القوتين قد يفتح نافذة نادرة لتجاوز حالة الانسداد السياسي، وهي نافذة لم تتكرر منذ توقيع اتفاق الصخيرات عام 2015، لكنه حذّر من أن انهيار هذا التقارب سيعيد ليبيا إلى مربع الصراعات بالوكالة، مع زيادة انخراط القوى الإقليمية والدولية، وهو ما يهدد وحدة الكيان الليبي على المدى البعيد.
غياب القيادة الوطنية
وختم قرادة بالتأكيد على أن ما تحتاجه ليبيا اليوم لا يقتصر على توافقات دولية، بل يتعداها إلى ضرورة بروز قيادات وطنية شجاعة ونزيهة، تمتلك رؤية واضحة وتضع المصلحة الوطنية فوق الحسابات الضيقة، باعتبارها الضمانة الوحيدة لكسر دائرة الانقسام وإعادة بناء الدولة.