تتنابني حالة من الدهشة كلما تجولت فى الصباح الباكر فى أهم شوارع العاصمة، وقد ازدحمت نواصى شوارعها، وأرصفتها بتلال من القمامة، فعلى الرصيف الملاصق لأحد الأندية الرياضية الكبري تنتشر محلات الأطعمة المختلفة التى أغلقت أبوابها فى ساعة متأخرة من الليل، بينما المخلفات ملقاة على امتداد الرصيف، بل إن الهواء بعثرها حتى امتدت بطول الشارع فى مشهد عبثي بامتياز أشاهده صباح كل يوم جمعة، ولا أدرى ما الوضع بالنسبة لباقي الأيام.
فى طريق العودة، وبجوار نادٍ آخر، وفى منطقة تعتبر راقية، أجد أكوام القمامة التى يبدو أن المحلات المقابلة قد ألقتها، بينما القطط تعبث فيها، فى مشهد لا يتناسب مع مكانة المنطقة وشوارعها، وإذا تنقلنا فى شوارع وسط البلد ستجد أيضًا نفس المشهد يتكرر، على الرغم من أن عمليات النظافة تتم يوميًا، والسؤال هنا: هل عجزنا عن الحفاظ على شوارعنا نظيفة وجميلة كسابق عهدها خاصة فى الشوارع المهمة، وفى المناطق الراقية؟
الإجابة ربما تحمل عددًا من الأسباب التى يتداخل فيها العام مع الخاص، فالهيئة المسئولة عن تجميل وتنظيف الشوارع تقوم بدورها، ولكنها ما إن ترفع تلال القمامة من هنا، إلا ووجدتها متراكمة فى اليوم التالي وربما بعد ساعات بعد فقط، فأين الخطأ إذن؟
ماذا حدث لشوارعنا التى كانت فى يوم من الأيام نظيفة وجميلة، لا نقول فى العاصمة فقط ولكن فى المدن الصغيرة فى المحافظات، فكانت إدارات المحليات تعمل وفق منظومة معينة، ولكنك الآن نجد هذه المنظومة وقد اختلت، وحل الإهمال محل النظافة، وحل الارتكان والاستسهال مكان الجد والعمل والمثابرة، وللأسف وصلنا لهذا الحال.
فى اعتقادى أن غياب منظومة متكاملة لجمع القمامة من المنازل مع عدم وجود صناديق كافية فى المناطق السكانية، بالإضافة إلى السلوكيات الشخصية، كل ذلك أدى إلى تفاقم وتراكم المشكلة، ذات يوم كانت سيارة فارهة تسير أمامى فى الطريق، وفجأة انفتح الزجاج وألقى قائدها زجاجة مشروبات فارغة فى عرض الطريق، غير مكترث لما يمكن أن يسببه ذلك على إطارات السيارات القادمة من الخلف، أو حتى المارة ممن يعبرون الطريق، وكلنا بالتأكيد نشاهد إلقاء مخلفات الأطعمة والمشروبات من شباك السيارات والأتوبيسات والميكروباصات، وكأنه مشهد اعتدنا عليه.
للأسف سلوكيات البعض لا تقيم للحفاظ على النظافة وزنًا، فهم أحيانًا يرفضون مبالغ زهيدة لجامع القمامة، ويقومون بحملها على نواصي الشوارع، أو يلقونها من البلكونات، وقد تعرضنا ذات يوم لموقف مشابه، عندما كنا نمر على أحد المحاور، وإذا بصوت ارتطام شديد فوق سقف السيارة، لنفاجأ بأنه كيس قمامة، هذه السيدة التى لم تكترث لأذى العابرين بالطريق، هى نفسها ومن مثلها من يقومون بإلقاء القمامة على سلالم وطرقات العمارات، وهى نفسها التى تصطحب أولادها إلى الأماكن العامة، تاركين خلفهم عبوات الطعام والمشروبات، دون إرشادهم إلى ضرورة التخلص منها فى صناديق القمامة المخصصة لذلك.
يحضرني هنا تصريح لوزير البيئة الأسبق خالد فهمى عندما وجه إليه عدد من الصحفيين فى ندوة كنت أحضرها، سؤالاً متى سنرى شوارعنا نظيفة، فرد بقوله سيحدث ذلك عندما تتوقفوا عن إلقاء "الزبالة" فى الشارع.. ليتنا نستعيد سلوكيات الحفاظ على النظافة التى كنا نتعلمها فى مدارسنا، ولينا نخصص دقائق فى وسائل الإعلام للحث عليها، فما يحدث لا يليق بنا على الإطلاق.
يخيل لى أحيانًا أن أزمة القمامة، أصبحت قضية يستحيل حلها أو تجاوزها..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
منتخب مصر يودع بطولة كأس العرب بعد الخسارة من الأردن بثلاثية نظيفة
حقق منتخب الأردن الفوز على منتخب مصر بنتيجة 3-0، في اللقاء الذي جمع المنتخبين على ملعب البيت في الجولة الثالثة، بالمجموعة الثالثة، في النسخة الحادية عشرة لبطولة كأس العرب قطر 2025.
سجل محمد أبو حشيش هدف منتخب الأردن الأول في الدقيقة 19 بعد متابعة لتسديدة من داخل منطقة الجزاء في مرمى محمد بسام.
وسجل محمد أبو زريق الهدف الثاني في الدقيقة 41 من عمر اللقاء بعد مراوغة مدافع منتخب مصر الأيسر يحيي زكريا وسددها يسارية على يمين محمد بسام حارس المرمى.
بينما سجل علي علوان الهدف الثالث للأردن من ركلة جزاء في الدقيقة 90+2 من عمر اللقاء احتسبها حكم اللقاء على ياسين مرعي بعد تدخله ضد مهاجم الأردن داخل منطقة الجزاء.
وتعرض عبيد للإصابة بعد اصطدامه مع حسام حسن مهاجم منتخب مصر على مستوى الرأس ليتدخل الطاقم الطبي لإسعافه ليخرج من اللقاء مصابا ويدخل بدلا منه سعد الروسان.
وبتلك النتيجة يرفع منتخب الأردن رصيده للنقطة 9 في صدارة ترتيب المجموعة الثالثة، وتوقف رصيد منتخب مصر عند النقطة 2 ليحتل المركز الثالث ويودع البطولة من دور المجموعات.
تشكيل منتخب مصرأعلن الجهاز الفني لمنتخب مصر، المشارك في كأس العرب، بقيادة حلمي طولان عن التشكيل الأساسي الذي بدأ به لقاء منتخب الأردن، الذي انطلق في الرابعة والنصف مساء اليوم، (الثلاثاء) على ملعب البيت في الجولة الثالثة، بالمجموعة الثالثة، بالنسخة الحادية عشرة للبطولة.
محمد بسام (23) - كريم العراقي (4) - محمود حمدي "الونش" (15) - ياسين مرعي (3) - يحيى زكريا (21) - أكرم توفيق (12) - غنام محمد (19) - محمد مجدي "أفشة" (22) - ميدو جابر (11) - إسلام عيسى (8) - مروان حمدي (18).
وعلى مقاعد البدلاء:علي لطفي (1) - محمد عواد (16) - أحمد هاني (2) - رجب نبيل (5) - محمد النني (17) - هادي رياض (6) - عمرو السولية (14) - مصطفى سعد "ميسي"(20) - محمد مسعد (13) - حسام حسن (9) - محمد شريف (10).
تشكيل الأردن أمام مصر:حراسة المرمى: نور بني عطية
الدفاع: محمد أبو حشيش – هادي الحوراني – علي حجبي – سليم عبيد
الوسط: رجائي عايد – إبراهيم سعادة – عصام السميري
الهجوم: محمد أبو زريق – أحمد العرسان – عودة الفاخوري
دكة البدلاء تضم كلا من:يزيد أبو ليلى، مالك شلبية، عبد الله نصيب، حسام أبو الذهب، عامر جاموس، علي علوان، يزن النعيمات، محمود المرضي، سعد الروسان، مهند أبو طه، نزار الرشدان، أدهم القريشي.