قصور في قطاع نقل النفايات.. من المسؤول؟!
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
ناصر بن سلطان العموري
أثناء خروجي اليومي لممارسة رياضة المشي في المنطقة التي أقطنُ فيها بولاية العامرات، ونتيجة لالتزامي بتَرَيُّضٍ يومي قدر المستطاع رغم المشاغل الحياتية، إلّا أنني لاحظت تراكم النفايات لعدة أيام، وبشكل يدعو إلى الاشمئزاز، ومما زاد ذلك الحيوانات السائبة التي تكثر في الولايات الجبلية ومنها بالطبع ولاية العامرات، فقد تجرأت على حاويات القمامة وعاثت فيها فسادًا وتخريبًا، ومما زاد الطين بلة نوعية الحاويات المستخدمة حاليًا المُصنَّعة من البلاستيك والتي تتجرأ عليها الحيوانات السائبة بكل سهولة؛ بل وتُتلفها في أحيانٍ كثيرة، عكس الحاويات السابقة ثقيلة الوزن التي كانت مصنوعة من المعدن.
إنه منظر يشعرك بالضيق وعدم الراحة بينما تشاهد المنطقة التي تقطنها على هذا الحال، وكان الله في عون أصحاب المنازل المجاورة لهذه الحاويات؛ ففي مثل هكذا حالات تنتشر الأمراض وتكثر الحشرات الضارة، ولا أعلم صراحة لم لا نلجأ إلى إنشاء حاويات تحت الأرض أشبه بما نراه في دول أخرى، يكون إغلاقها بشكل تلقائي مباشرةً بعد فتحها، ولا يمكن فتحها إلّا من خلال عنصر بشري، ورغم أن قطاع النفايات لدينا يعود لعقود مضت، إلا أن مستوى التطور فيه بطيء للغاية.
وقبل كتابة هذا المقال، لم أجد بُدًا من نشر الموضوع موثقًا بالصور عبر منصة (X)؛ نظرًا لسرعة انتشارها، لعل صدى الموضوع يصل لجهات الاختصاص، وقد علمتُ بعدها من ردٍ أحد المشاركين أن الموضوع لا يقتصر على ولاية العامرات وحسب؛ بل يمتد لولايات أخرى خارج محافظة مسقط.
تشير الأبحاث والدراسات إلى أن عدم نقل القمامة من المناطق السكنية بشكل مُستمر يؤدى إلى عواقب وخيمة تشمل مخاطر صحية وبيئية جسيمة، إضافة إلى تشويه المظهر العام للمنطقة؛ إذ تصبح النفايات المتراكمة بيئة مثالية لتكاثر الحشرات والقوارض (مثل الفئران والبعوض والذباب)، والتي تُعد نواقل رئيسية لأمراض خطيرة مثل التيفوئيد، والكوليرا، والتهاب الكبد الوبائي، والسُل، والإسهال، كما يمكن لعصارة النفايات السائلة (الراشح) أن تتسرب إلى التربة وتصل إلى مصادر المياه الجوفية ومياه الشرب؛ مما يجعلها غير آمنة للاستهلاك الآدمي والزراعي، وما تُسببه لاحقًا في تتلوث المحاصيل الزراعية القريبة من مناطق تراكم القمامة، لا سيما في المناطق الزراعية. أما بيئيًا: فقد يؤدي تراكم النفايات إلى الأضرار بالحياة الفطرية والبرية من خلال ابتلاع الحيوانات والطيور المخلفات البلاستيكية والسامة، مما يُفضي إلى مرضها أو موتها ومن ثم اضطراب في التوازن البيئي.
أضف ذلك الأضرار الجمالية والاقتصادية التي قد تضر بالمنطقة نتيجة تشويه المظهر العام بتكدس أكوام القمامة، وهو ما يؤثر سلبًا على جمالية المناطق السكنية ويخلق انطباعًا سيئًا لدى السكان والزوار، ويتسبب في انخفاض قيمة العقارات بهذه المناطق التي تعاني من مشكلات تراكم النفايات.
علمتُ لاحقا قبيل نشر هذا المقال أن الوضع قد عُولج وجرى تنظيف المنطقة بالكامل، لكن السؤال: ماذا بعد؟! هل يحتاج الوضع كل مرة لنشره في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام؟ لماذا لا تقوم الجهات المختصة في القطاع البلدي بواجبها على أكمل وجه؟ وأين المتابعة من أعضاء المجلس البلدي ومراقبي الجهات المختصة؟ أم أن الأمر يتعلق بالمنطقة أين تقع ومن يقطنها؟
كلها تساؤلات أتمنى أن تجيب عليها الجهات المختصة فعلًا لا قولًا، وأن يكون الإصلاح مستدامًا وليس وقتيًا..
دُمتم ودمنا لعُمان العطاء.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بالفيديو: مواشي غزة تأكل من مكبّات النفايات
يضطر مربّو المواشي في قطاع غزة لإطعام مواشيهم من مكبّات النفايات، بعد فقدان المراعي وعدم توفر الأعلاف بسبب الحصار الإسرائيلي وتدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية أمن المقاومة بغزة يعلن فتح باب التوبة للعملاء لمدة 10 أيام تصعيد إسرائيلي مكثف يطال المناطق الشرقية لقطاع غزة بالأسماء: كشف مواقع احتجاز 34 أسيرا من غزة الأكثر قراءة مصر تؤكد أن الدولة الفلسطينية المستقلة "استحقاق تاريخي" غوتيريش يطالب بالسماح بدخول مساعدات كافية تنقذ الأرواح في غزة اعتقال 12 شابًا من "تجمع معازي جبع" شمال القدس إصابة طاقم تابع للهلال الأحمر بالاختناق في طوباس عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025