مطاردة غير مرئية… «كان كيس أسود» يكشف شبح القمامة في حياتنا
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
يشارك الفيلم الروائي القصير «كان كيس أسود» في الدورة العاشرة من مهرجان السينما الدولي للمقهى بالمغرب، ليقدم رؤية سينمائية مبتكرة تمزج بين الواقعية الاجتماعية والفانتازيا الرمزية، من خلال حكاية تبدو بسيطة في ظاهرها لكنها تحمل دلالات بيئية ونفسية عميقة.
تدور أحداث الفيلم في مدينة الإسكندرية، حيث يتابع المشاهد شابًا يدخل في تجربة غير مألوفة بعدما يرمي كيسًا أسود في الشارع بإهمال ودون اكتراث.
الفيلم لا يقدم كيسًا أسود عاديًا، بل يجسد: ثِقل الذنب وإهمال الإنسان للبيئة وتراكم الفوضى الصغيرة لتحول إلى كابوس كبير
الكيس الأسود هنا يتحول إلى رمز مرئي لـ: الفوضى والتلوث والسلوكيات اليومية غير المسؤولة والعادات التي لا يشعر بها الشخص لكنها “تعود لتطارده” في النهاية
ومع تصاعد الأحداث، يصبح البطل محاصرًا بين عالمين: عالمه الواقعي، وعالم الفانتازيا التي تكشف له حجم أثر سلوك واحد بسيط مثل رمي كيس في الشارع.
المخرج هنا يوظّف أسلوبًا بصريًا يميل إلى خلق حالة توتر خفيفة ومستمرة عبر:
الانتقالات السريعة والكادرات الضيقة التي تزيد شعور المطاردة واللعب بالظلال والضوء لإظهار الكيس ككائن حي
استخدام مساحات الإسكندرية المفتوحة لتبدو وكأنها “محاصرة” بكومة من الأكياس السوداء
الفانتازيا هنا ليست مجرد عنصر للدهشة، بل وسيلة لتمرير رسالة بيئية قوية عبر قصة مشوقة قصيرة.
الإهمال الصغير يمكن أن يتحول إلى وحش كبير يطارد الإنسان وأن القمامة التي نتجاهلها هي في الحقيقة “شبح” يفتح بابًا لمشاكل بيئية واجتماعية تتضخم بمرور الوقت.
الفيلم نجح في تحويل فعل يومي بسيط إلى قصة تحذيرية تحمل عمقًا فنيًا ورسالة إنسانية واضحة، مما يجعل «كان كيس أسود» عملًا لافتًا في سياق الأفلام القصيرة ذات البعد الرمزي والبيئي.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
لقاء غير متوقع بين البطاريق والخِراف في جزر فوكلاند يتحول إلى مشهد كوميدي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعدّ جزر فوكلاند موطنًا لقرابة مليون بطريق وآلاف الخراف، وقد أسفر هذا المزيج الفريد عن لقطة مذهلة خلال زيارة المصوّر الأمريكي رالف روبنسون لهذه المنطقة في عام 2022.
أثناء زيارته، رأى روبنسون مجموعة صغيرة من البطاريق تتنقّل بين اليابسة والمحيط في الجزيرة الواقعة جنوب المحيط الأطلسي، بأسلوب يُشيه ذهاب العمّال إلى أعمالهم صباحًا.
في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أوضح المصوّر الأمريكي: "التصوير الأخلاقي للحياة البرية يعني منح الحيوانات مساحة والسماح لسلوكها الطبيعي بالظهور. وخلال المراقبة الدقيقة والصبر، يحالفك الحظ أحيانًا، وفي هذه الحالة، اصطفت البطاريق والخراف بطريقةٍ لم أكن لأتخيلها".
وقد أظهرت الصورة التي التقطها مجموعة من البطاريق تقود قطيعًا من الماشية أمام خلفية ساحرة من المروج الخضراء والسماء الصافية.
وقال روبنسون، الذي كان في الجزيرة ضمن بعثة استكشافية للحياة البرية ركّزت على مستعمرة البطريق الملكي، إنّ "وجود الخراف لم يكن جزءًا من الخطة".
ومع ذلك، اعتبر لقاء النوعين في صورة واحدة مصادفة مدهشة.
وقد لفتت الصورة أنظار لجنة تحكيم مسابقة التصوير الكوميدي للحياة البرية، ليتم اختيارها ضمن الأعمال المتأهلة للمرحلة النهائية.
ستُعلن المسابقة عن فائزيها بتاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول.
في النهاية، أضاف روبنسون: "لم أدرك مدى طرافة تلك اللحظة إلا حين راجعت الصور لاحقًا.. ما آمله من هذه اللقطة هو مساعدة الأشخاص على الشعور بارتباط أعمق بالحياة البرية والبيئات التي تحتضنها".