ما أهمية الذكاء العاطفي في مكان العمل؟
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
عمان- يعد الذكاء العاطفي أمرا بالغ الأهمية للتواصل بين الأشخاص، ليس فقط في العلاقات الشخصية، بل أيضا في عالم الأعمال. فما الذكاء العاطفي، وكيف يمكن تسخير قوته في مكان العمل؟
يقول المستشار في الموارد البشرية والمدرب في إدارة الأعمال محمد تملي إن "الذكاء العاطفي من أهم المهارات الشخصية التي يتم استخدامها يوميا في العمل، وعلى كل موظف يسعى للتميز المهني امتلاكها".
ويعرف تملي -في حديث للجزيرة نت- الذكاء العاطفي بأنه "القدرة على التعرف على مشاعرنا ومشاعر الآخرين، أو القدرة على فهم الذات؛ والحفاظ بشكل فعال على علاقات العمل مع الآخرين".
لماذا الذكاء العاطفي؟يرى تملي أنه لا بد من الذكاء العاطفي لتوجيه التفكير والسلوك، "لأن التعرف على المشاعر الشخصية، والتعاطف مع مشاعر الآخرين، والقدرة على التصرف بشكل مناسب؛ تعد حجر الزاوية للتواصل الفعال والتعاون والقيادة في بيئة العمل السليمة".
ويقول المستشار تملي للجزيرة نت إن هناك نماذج متعددة لتعريف الذكاء العاطفي وتفسيره، وهي تتقارب في 4 مجالات رئيسية:
الوعي الذاتي: هو القدرة على إجراء تقييم ذاتي واقعي، ويتضمن فهم عواطفنا، وأهدافنا، ودوافعنا، ونقاط قوتنا، ونقاط ضعفنا. (أي كيف تؤثر في فريق العمل؟ وكيف يؤثر الفريق فيك؟). الإدارة الذاتية: والمعروفة أيضا باسم التنظيم الذاتي، وهي القدرة على التحكم في المشاعر والدوافع المضطربة وإعادة توجيهها، والقدرة على التفكير قبل التصرف، والحد من الأحكام المتسرعة والقرارات المتهورة. الوعي الاجتماعي: يدور حول التعاطف والتفاهم ومراعاة مشاعر الآخرين، ويتضمن ذلك القدرة على قراءة الإشارات غير اللفظية ولغة الجسد. المهارة الاجتماعية: وهي تتويج للأبعاد الأخرى للذكاء العاطفي، وتهتم بإدارة مجموعات الأشخاص، مثل فرق المشروع، وبناء الشبكات الاجتماعية، وإيجاد أرضية مشتركة مع مختلف المعنيين. التحفيز: ويدور حول فهم ما يدفع الناس ويلهمهم.فإذا كنت مديرا، تذكر أن قدرتك على إدارة فريق العمل، وحرصك الدائم على أن يكونوا سعداء؛ يساعد الفريق على الإنتاجية بشكل أكبر، لأنه كلما قلت سعادة الموظفين قلت إيجابيتهم، وتراجع حماسهم للعمل، وضعفت ثقتهم بأنفسهم، وقل تأثيرهم على الآخرين.
ويقول المختص في الطب النفسي الدكتور وائل المومني للجزيرة نت إن الذكاء العاطفي في مكان العمل يلعب دورا مهما حيث يساعد في:
بناء علاقات إيجابية: إذ يسهم في تطوير علاقات متينة مع الزملاء والمديرين، ويسهم في بناء بيئة عمل إيجابية ومنسجمة. تعزيز التواصل: ففهم المشاعر والاحتياجات يجعل من السهل التواصل بفعالية، وتجنب سوء التفاهم والصدامات. قيادة فعالة: القادة ذوو الذكاء العاطفي العالي يمكنهم توجيه وتحفيز فرق العمل بشكل أفضل من خلال فهم احتياجات الأفراد وتلبية توقعاتهم. تحسين القدرة على التحمل: يمكن للذكاء العاطفي مساعدة الأفراد على التعامل مع ضغوط العمل والتحديات بطريقة صحية؛ مما يحسن أداءهم وإنتاجيتهم. حل المشكلات بشكل فعال: القدرة على تحليل المواقف واتخاذ قرارات مبنية على تفهم المشاعر والأوضاع يؤدي إلى حل المشكلات بطريقة أكثر توازنا.يؤكد المومني أن العاطفة والذكاء مرتبطان بشكل وثيق بمفهوم الذكاء العاطفي؛ فالعاطفة تمثل المشاعر والانفعالات التي نشعر بها تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين، بينما الذكاء يشمل القدرات العقلية المختلفة؛ مثل التفكير والتحليل وحل المشكلات.
وعليه؛ فالذكاء العاطفي يتضمن القدرة على فهم المشاعر بشكل صحيح وتحليلها، ومن ثم تنظيمها واستخدامها بطريقة تعزز تفكيرنا وسلوكنا.
ويقترح المومني مجموعة من النصائح يمكن تطبيقها في مجتمعاتنا، في ما يتعلق بالذكاء العاطفي في العمل، ومنها:
تطوير تحكم في الذات: تعلّم التحكم في مشاعرك بطريقة صحية، وذلك من خلال تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق. تطوير التفاهم الاجتماعي: ابنِ علاقات إيجابية مع الزملاء من خلال الاستماع بشكل فعّال، وفهم وجهات نظرهم واحتياجاتهم. تطوير القدرة على التحمل: تعلم كيفية التعامل مع الضغوط والتحديات بشكل بنّاء، وذلك من خلال تحديد الأولويات وإدارة الوقت. تعزيز قدرات القيادة: استخدم الذكاء العاطفي لتحفيز وتوجيه الفريق، وتطوير مهارات القيادة من خلال التفاهم والتواصل.وعن الرابط بين الذكاء العاطفي والمهارات الاجتماعية، يقول تقرير نشره موقع "فري ويل مايند" إن الأبحاث في علم النفس تشير إلى أن الأشخاص من ذوي الذكاء العاطفي المرتفع يتمتعون أيضا بمهارات اجتماعية قوية.
وتحظى المهارات الاجتماعية بتقدير كبير في مكان العمل، لأنها تؤدي إلى تواصل أفضل وثقافة أكثر إيجابية للشركة، ولتعزيز مهاراتك الاجتماعية يمكنك اتباع النصائح التالية:
استمع إلى ما يقوله الآخرون: هذا لا يعني مجرد الاستماع بشكل سلبي إلى حديث الآخرين، بل يتضمن الاستماع الإيجابي وإظهار الاهتمام وطرح الأسئلة وتقديم التعليقات. انتبه إلى التواصل غير اللفظي: يمكن للإشارات التي يرسلها الأشخاص من خلال لغة جسدهم أن تنقل الكثير عما يفكرون فيه حقا. اصقل مهاراتك في الإقناع: عبر التأثير في مكان العمل وإقناع أعضاء الفريق والمشرفين بالاستماع إلى أفكارك، يمكن أن تقطع شوطا طويلا في تطوير حياتك المهنية.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء العاطفی فی مکان العمل القدرة على من خلال
إقرأ أيضاً:
سيدة الغناء العاطفي.. كيف خلدت وردة الجزائرية اسمها في قلوب الملايين؟
في مثل هذا اليوم، تعود الذاكرة إلى واحدة من أبرز أيقونات الغناء العربي، الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، التي جمعت بين الصوت القوي والحضور الساحر، وسكنت قلوب الملايين من المحيط إلى الخليج. في ذكرى وفاتها، نعيد تسليط الضوء على محطات حياتها من النشأة إلى المجد، مرورًا بالأغاني الخالدة والزيجات المثيرة، وصولًا إلى النهاية التي أبكت جمهورها في العالم العربي.
بداية من باريس.. حيث وُلدت وردة الصوت والموقفوُلدت وردة الجزائرية في العاصمة الفرنسية باريس عام 1939 لعائلة تجمع بين الأصول الجزائرية واللبنانية. نشأت في بيئة فنية راقية، حيث كان والدها يدير ملهى ليليًا راقيًا يرتاده كبار المطربين والموسيقيين العرب، الأمر الذي جعل الفن يتسلل إلى وجدانها منذ نعومة أظافرها.
هذا المناخ ساهم في تكوين ذوقها الفني وصقل شخصيتها، فبدأت في الغناء في سن صغيرة، لتخطف الأنظار بصوتها المميز وأدائها الملفت.
الترحيل من فرنسا.. وانطلاقة جديدة من لبنانمع تصاعد التوترات السياسية بسبب دعم والدها للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، تم ترحيل الأسرة من باريس، لينتقلوا إلى لبنان.
هناك بدأت وردة مرحلة جديدة من حياتها، حيث أعادت تقديم نفسها فنيًا عبر الإذاعات والحفلات، ولفتت الأنظار بسرعة، خصوصًا في الأوساط الفنية التي كانت تتابع الأصوات الجديدة بشغف.
من بيروت إلى القاهرة.. صوت يتربع على عرش الطربكانت القاهرة في تلك الحقبة مركزًا للفن والموسيقى، وكانت وردة تدرك جيدًا أن النجاح الحقيقي يمر من بوابة النيل. جاءت إلى مصر مطلع الستينات، وهناك تبناها كبار الملحنين وعلى رأسهم محمد عبد الوهاب، ثم رياض السنباطي وبليغ حمدي، الذي لم يكن مجرد ملحن في حياتها بل أيضًا شريك حياة.
غنت وردة ألحانًا عظيمة، حوّلتها إلى أسطورة فنية، منها: "العيون السود"، "بتونس بيك"، "لولا الملامة"، وغيرها من الأعمال التي لا تزال تبث حتى اليوم في أوقات الصفاء والحنين.
زيجاتها.. حين تلاقت القلوب بين الفن والسياسةمرت وردة بتجربتين زوجيتين، الأولى كانت من ضابط جزائري هو جمال قصري، وقد طلب منها التفرغ للحياة الأسرية فابتعدت مؤقتًا عن الفن، أما الزواج الأبرز فكان من الملحن المصري بليغ حمدي، حيث شكلت معه ثنائيًا موسيقيًا لا يُنسى ورغم انتهاء زواجهما بعد ست سنوات، إلا أن الفن جمع بينهما باستمرار، وأثمر عن أغانٍ تعتبر من علامات الغناء العربي.
أعمالها السينمائية والتلفزيونية.. حين غنّت الكاميرا أيضًاإلى جانب الغناء، خاضت وردة تجارب ناجحة في السينما والتلفزيون. شاركت في أفلام مثل "ألمظ وعبده الحامولي"، "أميرة العرب"، و"صوت الحب"، وجسدت في بعضها شخصية المطربة العاشقة، في تناغم واضح بين حياتها الفنية والدرامية.
كما قدمت مسلسل "أوراق الورد" في السبعينات، و"آن الأوان" في السنوات الأخيرة من حياتها.
رحيلها.. صدمة ودّع بها الوطن العربي أسطورته الغنائيةفي 17 مايو 2012، رحلت وردة الجزائرية عن عالمنا في القاهرة، إثر أزمة قلبية مفاجئة، عن عمر ناهز 72 عامًا. نُقل جثمانها إلى الجزائر بطائرة رئاسية، وأقيمت لها جنازة رسمية مهيبة دُفنت خلالها في "مقبرة العالية" المخصصة لرموز الوطن. رحلت وردة، لكن صوتها لا يزال يملأ الأمسيات العربية حنينًا وشجنًا.
صوت لا يُنسى وذكرى لا تموت
وردة لم تكن مجرد مطربة، بل كانت حالة فنية نادرة، تميزت بالإحساس الصادق، والصوت القوي، والقدرة على تجسيد مشاعر الحب والشجن في كل كلمة تغنيها.
ورغم مرور السنوات، لا تزال كلمات أغانيها تردد في الأفواه، ويظل اسمها حاضرًا في ذاكرة كل من أحب الطرب الأصيل.