اغتيال رئيس بلدية وسط مالي يفاقم المخاوف الأمنية في سيغو
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
اغتال مسلحون مجهولون رئيس بلدية دوغوفري، موديبو كيمبيري، وسائقه في كمين مسلح على الطريق الرابط بين بلدته ومدينة ديابالي، وسط مالي، في حادثة أثارت صدمة واسعة في دائرة نيونو، وأعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في إقليم سيغو.
ووفق مصادر محلية، أطلق المهاجمون النار على سيارة كيمبيري قبل 3 أيام أثناء عودته من مهمة عمل، مما أدى إلى مقتله على الفور مع سائقه.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، لكن أصابع الاتهام تتجه نحو جماعات مسلحة تنشط في المنطقة، بينها "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة.
تصاعد العنفجاء الاغتيال بعد أقل من أسبوعين على هجوم مسلح استهدف معسكرا للجيش في بلدة فارابوغو يوم 19 أغسطس/آب، 2025، أسفر عن انسحاب القوات وفرار مدنيين، في مؤشر على اتساع رقعة نفوذ الجماعات المسلحة في المناطق الريفية.
وتشير بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن إقليم سيغو شهد خلال النصف الأول من 2025 نحو 323 حادثا أمنيا، وخلفت 736 مدنيا بين قتيل وجريح، مما يجعل الإقليم من أكثر مناطق مالي تضررا من العنف المسلح.
أثار اغتيال كيمبيري موجة تنديد من شخصيات محلية ومنظمات مدنية، وسط دعوات لتعزيز الحماية الأمنية للمسؤولين المحليين الذين باتوا أهدافا متكررة للهجمات.
وفي ظل هذا المناخ المتوتر، أعلن حاكم سيغو، سليماني تراوري، تمديد حظر التجول في الإقليم لمدة شهر إضافي، من منتصف الليل حتى الساعة الخامسة صباحا، كإجراء احترازي.
سياق أوسعلا يقتصر استهداف المسؤولين المحليين على سيغو، إذ شهدت مناطق أخرى في مالي حوادث مشابهة خلال السنوات الأخيرة، في إطار إستراتيجية الجماعات المسلحة لفرض السيطرة على طرق الإمداد والمراكز الإدارية، وإضعاف سلطة الدولة في الأقاليم النائية.
ويرى مراقبون أن اغتيال رئيس بلدية دوغوفري يمثل رسالة تهديد مباشرة لبقية القيادات المحلية، ويعكس استمرار تآكل سلطة الدولة في وسط مالي، رغم الإجراءات الأمنية المتكررة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبراء:العراق في وضع مالي خطر جداً
آخر تحديث: 22 نونبر 2025 - 1:23 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال المستشار المالي لرئيس حكومة نصريف الاعمال مظهر محمد صالح، السبت، أن العراق، بما يمتلكه من موارد طبيعية وبشرية كبرى وفق المقاييس العالمية، “يتجه في المديين المتوسط والطويل نحو مستقبل اقتصادي مزدهر”، خاصة إذا تم الالتزام الصارم بمسارات رؤية العراق 2050 التي أُعلن عنها مؤخراً.لكن صالح يشدد خلال حديث صحفي،على أن المشهد الاقتصادي في المدى القصير يبقى مرهوناً بعاملين خارجيين رئيسيين، الأول يتمثل بتأثيرات الجغرافيا السياسية وتشمل الحروب الصلبة والناعمة حول أحزمة الطاقة وأسواقها، وما ينعكس عن ذلك على استقرار الطلب العالمي على النفط والطاقة.أما العامل الثاني فهو ما يتعلق باتجاهات النمو في الاقتصاد العالمي، حيث تتراوح مرونة الطلب العالمي على النفط الخام عادة بين 0.3% و0.7% لكل 1% نمو في الناتج العالمي، تبعاً للأسعار والسياسات البيئية والتحول نحو الطاقة المتجددة، بحسب صالح.ويرى أن هذه المؤشرات “ليست مجهولة لكنها شديدة التقلب”، ما يجعلها تلقي بظلال ثقيلة على استقرار الحساب الجاري والموازنة العامة في العراق، باعتبارها عوامل خارجية تفرض صدمات مباشرة على الاقتصاد الكلي.ويبيّن أن اعتماد المالية العامة على إيرادات النفط في عالم سريع التحول يجعل أي هبوط في الأسعار قادراً على الضغط بقوة على الموازنة، خصوصاً وأن الإنفاق الحكومي يمثل نحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تتجاوز تأثيراته 88% في النشاط الاقتصادي.ويضيف أن العراق لا يواجه “كارثة وشيكة” بفضل احتياطياته الأجنبية المرتفعة وقدرته الإنتاجية، لكنه يبقى معرضاً لعدم اليقين ما لم يسارع في التحول من اقتصاد ريعي يعتمد على مورد واحد إلى اقتصاد إنتاجي متنوع.ويعتبر أن هذا التحول يستلزم إطلاق شراكة إستراتيجية عاجلة بين الدولة والقطاع الخاص باعتبارها خط الدفاع الأول أمام الصدمات الاقتصادية العالمية. من جهته، يؤكد الخبير الاقتصادي مصطفى الفرج أن الاقتصاد العراقي يواجه “مخاطر متصاعدة” نتيجة تذبذب الأسعار العالمية واعتماده شبه الكلي على النفط، موضحاً أن أكثر من 90% من إيرادات الدولة تأتي من هذا المورد الوحيد، ما يجعل المالية العامة عرضة لتقلبات قد تهدد الاستقرار الاقتصادي.ويشير الفرج خلال حديث صحفي، إلى أن الحكومة المقبلة مطالبة بوضع أولويات اقتصادية واضحة، تتمثل في خفض الاعتماد على الإيرادات النفطية وتشجيع السياحة الدينية والثقافية وتفعيل القطاع المصرفي لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعم الزراعة لتعزيز الأمن الغذائي وزيادة فرص التصدير.كما يدعو الخبير الاقتصادي إلى حزمة إصلاحات تشمل ضبط الإنفاق العام وإصلاح سلم الأجور وتحسين جباية الضرائب غير النفطية.ويشدد الفرج على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة، أبرزها إنشاء صندوق استقرار/سيادي لإدارة العوائد النفطية وإطلاق مشاريع استثمارية وسياحية وتنفيذ إصلاح شامل للقطاع المصرفي وتسريع الشراكات مع المؤسسات الدولية.ويؤكد الخبير الاقتصادي أن هذه الإجراءات “ليست رفاهية بل ضرورة لتفادي أزمة مالية محتملة قد تتفاقم مع أي هبوط في أسعار النفط”. بدوره يحذر الخبير الاقتصادي أحمد عبد ربه من أن العراق “يقترب من مرحلة حساسة” إذا استمرت الأوضاع المالية دون إصلاحات جدية، مبيناً أن التذبذب الحاد في أسعار النفط وتأخر الإجراءات الإصلاحية يجعلان الاقتصاد معرضاً لأي صدمة خارجية، رغم امتلاك البلاد احتياطيات مالية جيدة.ويؤكد عبد ربه في حديث صحفي، أن ضبط الإنفاق الحكومي وإزالة المصروفات غير الضرورية يمثلان الخطوة الأولى نحو الاستقرار، إضافة إلى وضع موازنة واقعية تعتمد سعراً محافظاً للنفط، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تنمية الإيرادات غير النفطية وزيادة الجباية، باعتبارها “ضرورة لا يمكن تأجيلها”.ويضيف أن المدى المتوسط يتطلب إصلاح القطاع المصرفي وتفعيل الدفع الإلكتروني وتحسين بيئة الأعمال لجذب الاستثمار، فيما يحتاج المدى الطويل إلى تطوير قطاع الطاقة والصناعات المرتبطة بالنفط، إضافة إلى الاستثمار في التعليم والتدريب لخلق قوة عمل تدعم اقتصاداً متنوعاً ومستداماً.ويرى أن “العراق لا يسير نحو انهيار اقتصادي، لكنه يقف عند مفترق طرق، وأن تبني الإصلاحات قادر على تحويل المسار نحو الاستقرار. أما الباحث الاقتصادي أحمد عيد فيقول إن العراق “يقف على حافة مصير اقتصادي مجهول” إذا استمر في إدارة اقتصاده بالنمط الريعي الحالي الذي يعتمد اعتماداً شبه كامل على النفط.ويوضح عيد في حديث صحفي، أن التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة وتذبذب الأسعار يجعلان الاقتصاد العراقي مكشوفاً أمام أي اضطراب في الأسواق.ويؤكد أن تجنب الأزمة يتطلب إصلاحاً حقيقياً للنفقات المتضخمة وربط الإنفاق بخطط تنموية واضحة، إضافة إلى توسيع الإيرادات غير النفطية عبر ضبط الضرائب والكمارك ومكافحة الفساد.كما يشدد على ضرورة تمكين القطاع الخاص وإصلاح النظام المصرفي وتقليل الاعتماد على الكاش، واستثمار الفوائض الحالية في البنى التحتية والزراعة والصناعة والطاقة المتجددة.ويحذر عيد في نهاية حديثه من أن تجاهل هذه الإصلاحات قد يجعل العراق يدفع “ثمناً قاسياً” لأي هبوط مفاجئ في أسعار النفط.