تقرير دولي يتحدث عن أخطار استمرار الحرب بغزة ورهاناتها المستقبلية
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
وصف تقرير دولي حديث ما يحدث في قطاع غزة بأنه "عار عالمي"، حيث يواجه القطاع أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث، مع حملة عسكرية إسرائيلية خلفت أكثر من 63 ألف شهيد ونحو 160 ألف جريح.
فقد نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرا يستعرض الأحداث على الأرض ويحلل المواقف الدولية، وحذرت من أن الحملة الإسرائيلية دمرت البنية التحتية للقطاع، وأدت إلى نزوح أكثر من مليوني فلسطيني في مساحة لا تتجاوز خمس القطاع، وسط تشريد جماعي ودمار واسع طال المستشفيات والمدارس والمرافق الحيوية.
وذكر التقرير أنه رغم الضغوط الدولية، مازال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية- يرفض أي وقف شامل لإطلاق النار قبل تحقيق جملة شروط من بينها الإفراج عن الأسرى ونزع سلاح حركة حماس حسب ما يقول.
وبحسب التقرير فقد بدأت إسرائيل استدعاء آلاف الجنود الاحتياطيين وشن هجمات ممنهجة على غزة المدينة وخان يونس ودير البلح، مع تدمير أحياء سكنية ومستشفيات ومدارس بالكامل.
وأكد أن التكلفة الاقتصادية لهذه الحرب باتت هائلة، إذ تُقدر خسائر إسرائيل المباشرة بنحو 90 مليار دولار حتى الآن، فضلا عن تأثيرها على الجيش والمجتمع الإسرائيلي نتيجة استنزاف القوات الاحتياطية وإرهاق المدنيين.
وعلى صعيد السياسة الداخلية، يدرك نتنياهو أن أي هدنة قد تمنحه فترة مؤقتة لإعادة ترتيب ائتلافه، بعد انسحاب حزبين بسبب الخلاف حول مسألة تجنيد المتدينين المتشددين في الجيش، لكنه في الوقت نفسه يراهن على أن استمرار العمليات العسكرية سيعزز صورته بين ناخبيه المتشددين، ويمكّنه من الضغط على حماس، مع إبقاء الخيار العسكري مفتوحا لإنهاء أي مقاومة مستقبلية.
رهانات حماسفي هذا الجانب، يذكر التقرير أن حركة حماس قبلت في أغسطس/آب 2025 اقتراحا مؤقتا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، جاء بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، وشمل تبادل الأسرى وزيادة المساعدات الإنسانية وسحبا جزئيا للقوات الإسرائيلية.
إعلانوأشار التقرير إلى أن إسرائيل لم تعلن عن أي رد رسمي حتى الآن على هذا الاقتراح، مما يعكس استمرار الجمود العسكري والدبلوماسي، ويترك الفلسطينيين عرضة لمزيد من المعاناة اليومية.
ويتوقف التقرير عند الجانب الإنساني، بعد تشديد الحصار الإسرائيلي على القطاع، واستبدال نظام المساعدات التابع للأمم المتحدة بمؤسسة غزة الإنسانية الخاصة، وهي العملية التي أدت -وفقا للتقرير- إلى فشل إيصال الغذاء لأكثر المحتاجين، خصوصا في شمال القطاع، وحوّلت نقص الإمدادات إلى مجاعة فعلية.
ونوه إلى أنه وفي 22 أغسطس/آب 2025، أعلن تصنيف الأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة (IPC) أن المجاعة بدأت تؤثر على نحو مليون شخص في غزة، مع توقع امتدادها للشمال.
ويوضح التقرير أن ملايين الفلسطينيين يعيشون الآن في مساحة صغيرة جدا من القطاع، معظمهم في خيام أو مبانٍ مدمرة، بينما يتعرض الأطفال والصحفيون وفرق الإنقاذ لهجمات مباشرة من الطائرات الإسرائيلية، بما في ذلك ما يعرف بالضربات المزدوجة.
الخيارات المستقبلية
ويخلص تقرير مجموعة الأزمات الدولية إلى أن الخيارات المطروحة محدودة، فإما وقف الحرب فورا، وهو ما يضمن حماية المدنيين ويتيح تفاوضا تدريجيا حول إعادة الإعمار والحكم والأمن.
وإما استمرار الحرب، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الموت والتدمير وربما نهاية الحياة الجماعية الفلسطينية في القطاع.
وشدد التقرير في النهاية على أنه لا يمكن لأي طرف تحقيق أهدافه بالكامل عسكريا، فحركة حماس أثبتت قدرتها على التعافي جزئيا رغم التدمير، وإسرائيل تواجه صعوبة في القضاء عليها دون تهجير جماعي للفلسطينيين
ونتيجة لذلك يبقى التوصل إلى حل، يستدعي ضغوطا دولية حقيقية وتنازلات متبادلة، مع ضمان حماية المدنيين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرا بعد مزاعم الاحتلال حول اغتيال القيادي في القسام رائد سعد عن قادة حماس الذين ما زالوا في غزة.
وقالت الصحيفة إنه بعد اغتيال رعد سعد، "الرجل الثاني" في "الجناح العسكري" لحماس، بقي عدد من قادة الحركة وعلى رأسهم:
1. عز الدين الحداد: القائد الحالي للجناح العسكري، الذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال محمد ضيف ونائبه مروان عيسى ومحمد السنوار بحسب الصحيفة.
وكان الحداد قائداً للواء مدينة غزة، ووفقاً لتقارير عربية، كان من بين القلائل الذين علموا بتوقيت هجوم 7 أكتوبر. حيث كان شريكا رئيسيا في التخطيط للعملية.
وأوضحت أنه مع كل عملية تصفية، ارتقى في التسلسل القيادي، حتى أصبح مسؤولا عن قضية الأسرى الذي ذكروا أن الحداد كان يتحدث العبرية ويتواصل معهم.
وخلال الحرب، قُتل اثنان من أبنائه، اللذين كانا يعملان في صفوف نخبة القسام النخبة.
محمد عودة: رئيس مقر استخبارات حماس في غزة. لا يُعرف الكثير عن عودة، لكن بحكم طبيعته، كان متورطًا بشكل كبير في التخطيط لعملية ٧ أكتوبر.
وفي وثائق نُشرت قبل الحرب، يظهر اسمه إلى جانب محمد ضيف والمتحدث باسم القسام أبو عبيدة.
ووفقًا لتقارير ، أُجبر عودة على تولي قيادة لواء شمال غزة، بعد اغتيال القائد السابق أحمد غندور كما زعمت الصحيفة العبرية.
وبينت "إسرائيل اليوم" أنه إلى جانب كبار قادة الجناح العسكري، بقي اثنان من الشخصيات البارزة في حماس على قيد الحياة، واللذان كانا في السابق ضمن أعلى مستويات نظامها في غزة.
الأول هو توفيق أبو نعيم، الذي ترأس جهاز الشرطة وكان يُعتبر من المقربين من السنوار. أما الثاني فهو محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في غزة وأحد أعضاء الفصائل المؤسسة لحماس.
وأشارت إلى أن هناك أيضاً قادة كتائب مخضرمون في حماس لم يُقتلوا بعد أولهم حسين فياض ("أبو حمزة")، قائد كتيبة بيت حانون، الذي نجا من محاولتي اغتيال على الأقل حيث أسفرت المحاولة الأخيرة عن مقتل أفراد من عائلته.
وفي وقت سابق من الحرب، أعلن جيش الاحتلال أنه قُتل، لكن فياض ظهر بعد فترة من وقف إطلاق النار.
ولفتت الصحيفة إلى قائد كتيبة آخر هو هيثم الحواجري، المسؤول عن كتيبة مخيم الشاطئ.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله، لكنه ظهر خلال وقف إطلاق النار في إحدى المراسم الدعائية لإطلاق سراح الأسرى.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برز اسم قائد بارز آخر في حماس وهو مهند رجب. وبحسب تقارير عربية، عُيّن رجب قائداً للواء مدينة غزة خلفاً للحداد، الذي أصبح قائداً للجناح. كما ورد أنه، على غرار رجب، عُيّن قادة ميدانيون آخرون ليحلوا محل من قُتلوا خلال الحرب.