الإسهالات الحادة تهدد أهالي إب والحديدة وتضعهم تحت الخطر
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
مع استمرار اليمن في مواجهة واحدة من أطول الأزمات الإنسانية في العالم، يواجه السكان في محافظتي إب والحديدة خطرًا متزايدًا جراء طفرة جديدة في حالات الإسهال المائي الحاد. هذا التفشي الأخير يعكس هشاشة النظام الصحي في البلاد ويُبرز الحاجة الملحة إلى دعم إنساني مستدام لضمان وصول الرعاية للمتضررين في الوقت المناسب.
ورغم المعاناة اليومية، تبرز قصص النجاة والفقد لتوضيح حجم الأزمة. من بين هؤلاء، روضة، أم من محافظة تعز، التي فقدت ثلاثة من أطفالها بسبب المرض، وكانت تخشى على حيات ابنتها الصغرى ملاك بعد إصابتها بالإسهال المائي الحاد. ومع غياب زوجها في مدينة أخرى بحثًا عن عمل، واجهت روضة الأزمة بمفردها، واتخذت قرارًا شجاعًا بالسفر إلى مدينة إب للحصول على الرعاية الطبية لدى فريق أطباء بلا حدود. عند وصولها إلى مركز علاج الإسهال في مدينة القاعدة، استقبلت ملاك على الفور وبدأ الفريق الطبي علاجها، لتتعافى تدريجيًا. تقول روضة: "كنت حزينة جدًا ولم آكل ليومين. شعرت أنني على وشك أن أفقد عقلي وطفلتي، ولكن عندما بدأ الأطباء علاجها، بدأت أرى تحسنًا وتنفسنا الصعداء".
في مدينة القاعدة، تدير أطباء بلا حدود أحد المركزين الوحيدين لعلاج الإسهال في محافظة إب، الذي أصبح شريان حياة للمرضى. ومنذ أبريل وحتى نهاية أغسطس 2025، عالج المركز أكثر من 4,705 مرضى، 81% منهم يعانون من جفاف متوسط إلى شديد. ومع بداية موسم الأمطار منتصف يوليو، شهد المركز زيادة حادة في الحالات، ما دفع الفريق إلى مضاعفة سعة الأسرّة من 50 إلى 100 سرير، مع معدل إشغال بين 80 و90 سريرًا يوميًا.
ولتخفيف الضغط عن المركز، أنشأت أطباء بلا حدود نقاطًا للإماهة الفموية في ثلاثة مراكز صحية في مديريات مختلفة بمحافظة إب، ما يتيح للمرضى ذوي الأعراض الخفيفة بدء العلاج بالقرب من منازلهم. أما في محافظة الحديدة، فتدعم المنظمة مستشفى الزيدية الريفي الذي يضم مركزًا لعلاج الإسهال بسعة 30 سريرًا، إلى جانب نقطتين للإماهة الفموية في مديريتي الزيدية والضحي، وقد عالج المستشفى أكثر من 990 حالة منذ أبريل.
تسلط قصص مثل علي الضوء على العوائق المالية التي تمنع كثيرين من الوصول إلى الرعاية الصحية. فقد بقي علي طريح الفراش ثلاثة أيام بسبب عدم قدرته على دفع تكاليف المواصلات، قبل أن يصل أخيرًا إلى مركز القاعدة ويبدأ بالتعافي. يقول علي: "لم أستطع تحمل نفقات ركوب الدراجة النارية إلا بعد ثلاثة أيام من بقائي طريح الفراش".
تؤكد أطباء بلا حدود في بلاغ صادر عنها أن تفشي الإسهال المائي الحاد في اليمن لم يعد أمرًا جديدًا، لكنه أصبح أكثر تواترًا وشدة بفعل ضعف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، فضلاً عن الفيضانات ومياه الأمطار الراكدة التي تزيد من خطر انتقال العدوى على نطاق واسع.
وأوضحت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، ديسما ماينا: "بينما نواصل تقديم الرعاية المنقذة للحياة، فإن الضغط المتزايد على النظام الصحي المنهك مثير للقلق الشديد. من دون دعم إنساني مستدام، سيظل الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية محفوفًا بالمخاطر".
ودعت منظمة أطباء بلا حدود إلى تعزيز خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، إلى جانب توسيع نطاق المساعدات الطبية، للحد من انتشار الإسهال المائي الحاد وحماية السكان الأكثر ضعفًا. ومع استمرار موسم الأمطار، تظل الحاجة إلى تدخل عاجل وتمويل كافٍ لتقوية البنية التحتية الصحية والإنسانية في اليمن ضرورة قصوى.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الإسهال المائی الحاد أطباء بلا حدود
إقرأ أيضاً:
الرعاية الصحية: حماية صحتنا تتم من خلال طريقة استخدامنا للدواء
قالت الدكتورة أسماء فكري منسق برنامج الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات بهيئة الرعاية الصحية، إن حفظ الحياة يبدأ من وعي صغير سواء كان فكرة أو كلمة أو تصرف صح في وقته الصح، مشيرة إلى أن أعظم الطرق لحماية صحتنا ليست بالدواء ولكن بطريقة استخدامنا للدواء، موضحة أن الهيئة بدأت استخدام تفعيل برامجها منذ 2021، وأن برنامج الاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات يعد برنامجا استراتيجيا يدعم الجهود العالمية والوطنية منذ 2018.
وأشارت فكري، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، إلى أن العمل خلال العامين الأخيرين ركز على تتبع أنماط الاستهلاك ومعرفة المضادات الأخطر التي يتم وصفها ومستويات الإتاحة أو الرقابة أو التقييد، إلى جانب تعزيز دور المعامل والمزارع في التأكد من توافق المضاد الحيوي مع نتيجة المزرعة، مؤكدة أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع مختلف الهيئات الصحية لرصد مستويات مقاومة الميكروبات على مستوى الجمهورية.
وحول فعاليات الأسبوع العالمي لمضادات الميكروبات، أوضحت «فكري» أن الحملة ترتكز على 4 محاور، أولها تدريب الطواقم الطبية من أطباء وصيادلة وتمريض وأخصائيي مكافحة عدوى ومايكروبيولوجي، بإجمالي مستهدف يصل إلى 4000 فرد، للتدريب على البروتوكولات الحديثة وأنماط الاستهلاك، بالإضافة إلى أنه «إمتى أوصف المضاد الحيوي»، لافتة إلى أن المحور الثاني فيركز على حملات التوعية للمرضى بنسبة تغطية 95% وبمستهدف 10 آلاف مريض، عبر أنشطة تفاعلية داخل ساحات الانتظار لتبسيط مفاهيم مقاومة الميكروبات وخطورة إيقاف الجرعات أو استخدام مضادات دون وصفة.