مع استمرار اليمن في مواجهة واحدة من أطول الأزمات الإنسانية في العالم، يواجه السكان في محافظتي إب والحديدة خطرًا متزايدًا جراء طفرة جديدة في حالات الإسهال المائي الحاد. هذا التفشي الأخير يعكس هشاشة النظام الصحي في البلاد ويُبرز الحاجة الملحة إلى دعم إنساني مستدام لضمان وصول الرعاية للمتضررين في الوقت المناسب.

ورغم المعاناة اليومية، تبرز قصص النجاة والفقد لتوضيح حجم الأزمة. من بين هؤلاء، روضة، أم من محافظة تعز، التي فقدت ثلاثة من أطفالها بسبب المرض، وكانت تخشى على حيات ابنتها الصغرى ملاك بعد إصابتها بالإسهال المائي الحاد. ومع غياب زوجها في مدينة أخرى بحثًا عن عمل، واجهت روضة الأزمة بمفردها، واتخذت قرارًا شجاعًا بالسفر إلى مدينة إب للحصول على الرعاية الطبية لدى فريق أطباء بلا حدود. عند وصولها إلى مركز علاج الإسهال في مدينة القاعدة، استقبلت ملاك على الفور وبدأ الفريق الطبي علاجها، لتتعافى تدريجيًا. تقول روضة: "كنت حزينة جدًا ولم آكل ليومين. شعرت أنني على وشك أن أفقد عقلي وطفلتي، ولكن عندما بدأ الأطباء علاجها، بدأت أرى تحسنًا وتنفسنا الصعداء".

في مدينة القاعدة، تدير أطباء بلا حدود أحد المركزين الوحيدين لعلاج الإسهال في محافظة إب، الذي أصبح شريان حياة للمرضى. ومنذ أبريل وحتى نهاية أغسطس 2025، عالج المركز أكثر من 4,705 مرضى، 81% منهم يعانون من جفاف متوسط إلى شديد. ومع بداية موسم الأمطار منتصف يوليو، شهد المركز زيادة حادة في الحالات، ما دفع الفريق إلى مضاعفة سعة الأسرّة من 50 إلى 100 سرير، مع معدل إشغال بين 80 و90 سريرًا يوميًا.

ولتخفيف الضغط عن المركز، أنشأت أطباء بلا حدود نقاطًا للإماهة الفموية في ثلاثة مراكز صحية في مديريات مختلفة بمحافظة إب، ما يتيح للمرضى ذوي الأعراض الخفيفة بدء العلاج بالقرب من منازلهم. أما في محافظة الحديدة، فتدعم المنظمة مستشفى الزيدية الريفي الذي يضم مركزًا لعلاج الإسهال بسعة 30 سريرًا، إلى جانب نقطتين للإماهة الفموية في مديريتي الزيدية والضحي، وقد عالج المستشفى أكثر من 990 حالة منذ أبريل.

تسلط قصص مثل علي الضوء على العوائق المالية التي تمنع كثيرين من الوصول إلى الرعاية الصحية. فقد بقي علي طريح الفراش ثلاثة أيام بسبب عدم قدرته على دفع تكاليف المواصلات، قبل أن يصل أخيرًا إلى مركز القاعدة ويبدأ بالتعافي. يقول علي: "لم أستطع تحمل نفقات ركوب الدراجة النارية إلا بعد ثلاثة أيام من بقائي طريح الفراش".

تؤكد أطباء بلا حدود في بلاغ صادر عنها أن تفشي الإسهال المائي الحاد في اليمن لم يعد أمرًا جديدًا، لكنه أصبح أكثر تواترًا وشدة بفعل ضعف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، فضلاً عن الفيضانات ومياه الأمطار الراكدة التي تزيد من خطر انتقال العدوى على نطاق واسع.

وأوضحت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، ديسما ماينا: "بينما نواصل تقديم الرعاية المنقذة للحياة، فإن الضغط المتزايد على النظام الصحي المنهك مثير للقلق الشديد. من دون دعم إنساني مستدام، سيظل الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية محفوفًا بالمخاطر".

ودعت منظمة أطباء بلا حدود إلى تعزيز خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، إلى جانب توسيع نطاق المساعدات الطبية، للحد من انتشار الإسهال المائي الحاد وحماية السكان الأكثر ضعفًا. ومع استمرار موسم الأمطار، تظل الحاجة إلى تدخل عاجل وتمويل كافٍ لتقوية البنية التحتية الصحية والإنسانية في اليمن ضرورة قصوى.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الإسهال المائی الحاد أطباء بلا حدود

إقرأ أيضاً:

مسيرات راجلة نصرة لغزة في مارب وصنعاء والحديدة

ورفع المشاركون في المسيرين، العلمين اليمني والفلسطيني وشعارات العزة والكرامة ولافتات أكدت الجهوزية والاستعداد لتلبية نداء الجهاد، والانخراط في معركة الأمة الواحدة دفاعًا عن الأقصى وفلسطين، مرددين هتافات الموت لأمريكا والموت إسرائيل.

وجسد المشاركون الانضباط العالي والاستعداد القتالي، والتلاحم والاصطفاف إلى جانب القيادة في دعم الشعب الفلسطيني ورفض التفريط بالقضية الفلسطينية، التي تمثل البوصلة الحقيقية لنضال الأمة ومعيار صدق المواقف.

ونوهوا بعمليات القوات المسلحة النوعية في عمق الكيان الغاصب، مجددين العهد بالثبات على الموقف المناصر لفلسطين والدفاع عن السيادة الوطنية.

إلى ذلك نظم المشاركون في المسير بعزلة الكبس وقفة مسلحة بالذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، ورددوا الهتافات بشعارات العزة والجهاد وتأييد العمليات العسكرية النوعية للمقاومة الفلسطينية.

وعبروا عن الفخر والاعتزاز بموقف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي يجسد الدور المسؤول في مناصرة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة.

ونظمت التعبئة العامة بمديرية الحيمة الداخلية في محافظة صنعاء، تطبيقاً قتالياً ومسيرات ووقفات في عدد من العزل بالذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى، وتدشينًا للعام الثالث من الإعداد والتدريب ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

ففي عزلة بني السياغ نظم تطبيق قتالي لمنتسبي طوفان الأقصى على استخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة في إصابة أهداف افتراضية للعدو الصهيوني الأمريكي، وفق التكتيكات العسكرية التي تلقوها في الدورات ضمن المستوى الأول.

وأكد مسؤول التعبئة بالمديرية مختار السياغي أن هذا التطبيق وغيره من الأنشطة التعبوية يأتي في إطار إحياء الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى وتدشينًا للعام الثالث من الإعداد والجهوزية لمواجهة أي طارئ وإسنادًا لغزة والتصدي لأي عدوان يستهدف الوطن وأمنه واستقراره.

بدورهم أكد المشاركون استعدادهم للتحرك في أي وقت إلى ميادين القتال.

ونظمت التعبئة العامة بعزلة بني عمرو مسيرين راجلين ووقفتين في قاع الصيد وباب الرمادي، كما نظم مسير راجل في منطقة غيال ووقفة في مدرسة التقدم بمنطقة حيران، في عزلة بني الحذيفي، ووقفتان في مدرستي الأنصار والإمام علي بن أبي طالب بعزلة بني يوسف.

وأكد المشاركون في الوقفات والمسيرات أن السابع من أكتوبر كشف الحقائق الدفينة وأزال الأقنعة البيضاء عن الوجوه السوداء لحكومات وأنظمة العديد من الدول المحسوبة على الأمة العربية والإسلامية، وأظهر الحق والباطل، من خلال الأحداث في قطاع غزة، وما يترتب عليها من الواجبات والمسؤوليات.

وأكدوا ثبات موقفهم الداعم لغزة امتثالا لأوامر الله عز وجل.

وأدانوا جريمة إعدام الأسير عيسى العفيري التي ارتكبتها مليشيات حزب الإصلاح في تعز، بمحاكمة شكلية وتهمة كيدية، مؤكدين أن عقوبة مرتكبيها لا تسقط بالتقادم، باعتبارها تخالف الشرع والقانون والأعراف الدولية.

 

محافظة مارب

من جهتها شهدت مديريتا بدبدة وجبل مراد وعزلة قانية بمديرية ماهلية في محافظة مأرب اليوم مسيرات راجلة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” ضمن أنشطة التعبئة العامة في مواجهة الأعداء بالتزامن مع الذكرى الثانية لانطلاق عملية طوفان الأقصى المباركة.

ورفع المشاركون شعارات البراءة من أعداء الأمة، وهتافات التضامن مع الشعب الفلسطيني، معتبرين الالتحاق بهذه الدورات تجسيدًا حقيقيًا للوعي بمتطلبات المرحلة وضرورة التصعيد الشعبي والجهادي.

وذكروا أن عملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية لواجهة الأحداث العالمية بعد أن حاول الأعداء طمسها.
وأكد المشاركون أن الشعب اليمني لن يتخلف عن موقفه في مقارعة أعداء الأمة، وماض في درب التحرر من الوصاية الأمريكية والصهيونية.
واعتبروا المسيرات الراجلة رسالة قوية للعدو وأدواته، تفيد بمضي اليمن في الجهاد والمواجهة لنصرة غزة، وأن التعبئة مستمرة حتى يتوقف العدوان الصهيوني على القطاع.

محافظة الحديدة

كما نفذ 300 من خريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” من أبناء عزلة القطيع بمديرية المراوعة في محافظة الحديدة، اليوم، مسيراً راجلاً تزامناً مع الذكرى الثانية لانطلاق عملية طوفان الأقصى.

ورفع المشاركون في المسير الذي جاب مدينة القطيع وشارك فيه مسؤول التعبئة بالمديرية، حمادي العليفي، والقائم بأعمال أمين عام المجلس المحلي، محمد قرموط، العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين هتافات وشعارات منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين.

وأشار المشاركون إلى أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للشعب اليمني الذي وقف بقوة في ميادين الإسناد التعبوي والسياسي والعسكري نصرة للشعب الفلسطيني، معتبرين الخروج الاسبوعي الشعبي المستمر ترجمة حقيقية لهذا الموقف الثابت.

ونوهوا إلى أن اليمن، رغم ما يتعرض له من عدوان وحصار، سيبقى متمسكاً بمواقفه تجاه فلسطين، في وقت تخلت فيه الأنظمة العربية والإسلامية عن مسؤولياتها الدينية والقومية والانسانية.

مقالات مشابهة

  • استقرار الأسهم الأوروبية مع تعويض قطاع الطاقة خسائر الرعاية الصحية
  • مسيرات راجلة نصرة لغزة في مارب وصنعاء والحديدة
  • منظمة "أطباء بلا حدود" تنهي عملها في محافظة شبوة
  • قافلة طبية مجانية بقرية ديبي برشيد لتقديم الرعاية الصحية للأهالي
  • لتوفير الرعاية الصحية المجانية.. قافلة طبية بقرية ديبي برشيد خلال يومى الجمعة والسبت المقبلين
  • ترامب: يسعدني العمل مع الديمقراطيين بشأن الرعاية الصحية
  • وزير الرياضة يتدخل لحل أزمة تدريب اللاعب ويوجه بتوفير الرعاية الصحية له
  • عن الديكتاتوريات الثورية التي لا تُهزم
  • الفاشر تحت القصف: مدينة محاصرة وغازات كيميائية تهدد المدنيين
  • وفاة موظف جديد.. أطباء بلا حدود تعلن ارتفاع شهدائها في غزة إلى 15