نيوزيمن:
2025-10-08@01:08:32 GMT

حضرموت.. عزوف طلابي يغلق تخصصات جامعية حيوية

تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT

يشهد القطاع التعليمي في محافظة حضرموت واحدة من أخطر أزماته منذ عقود، مع تراجع الإقبال على التخصصات الحيوية في الجامعات الحكومية، وتسرب أعداد كبيرة من المعلمين نحو مهن أخرى، في ظل تدني المرتبات وغياب الحوافز، ما ينذر بحدوث فجوة كبيرة في الكوادر المؤهلة، ويضع مستقبل العملية التعليمية على طريق مجهول.

مصادر أكاديمية في جامعة حضرموت أكدت لـ"نيوزيمن" أن عدداً من التخصصات الأكاديمية الحيوية في كليتي التربية والآداب بجامعة حضرموت – الساحل، أُغلقت فعلياً هذا العام لعدم تقدم أي طالب للالتحاق بها، رغم قرار رئاسة الجامعة بتخفيض معدلات القبول وتمديد فترة التسجيل.

وتشمل هذه التخصصات اللغة العربية، الشريعة الإسلامية، الأحياء، الرياضيات، وعدداً من الأقسام الأخرى.

وفي جامعة سيئون بالوادي، كشفت تقارير ميدانية عن توقف مخرجات أقسام أكاديمية لا تقل أهمية، بينها الرياضيات، الفيزياء، الجغرافيا، الدراسات الإسلامية، التربية البدنية، واللغة العربية، حيث أظهرت وثيقة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي تعليق القبول فيها للعام الدراسي الحالي، وسط تحذيرات من تداعيات قد تهدد مستقبل التعليم الجامعي والمدرسي في المحافظة.

يرى أكاديميون أن توقف تخريج المعلمين المتخصصين سيؤدي إلى فجوة كبيرة خلال السنوات المقبلة في أعداد الكوادر التعليمية المؤهلة، ما يضع العملية التعليمية أمام أزمة حقيقية. ويؤكدون أن غياب دفعات جديدة من خريجي هذه التخصصات يعني أن المدارس ستفقد تدريجياً معلمي المواد الأساسية، لتزداد معاناة الطلاب والمجتمع على حد سواء.

وفي السياق ذاته، قال مصدر في نقابة المعلمين والتربويين بحضرموت إن "المدارس تواجه نقصاً حاداً في المعلمين المؤهلين نتيجة توقف المخرجات، حيث لم يعد خريجي الثانوية يرغبون في الالتحاق بالتخصصات العلمية والحيوية، والسنوات القادمة ستكون المحصلة صفراً للخريجين في هذه الأقسام الأكاديمية".

وأضاف المصدر: "لا بد من تدخل عاجل من السلطة المحلية والجهات المعنية لإعادة الاعتبار للتعليم الأكاديمي في تلك التخصصات، وذلك عبر استقطاب الطلاب وتقديم امتيازات خاصة لهم، بما يضمن للمحافظة رصيداً من المعلمين المؤهلين، وكذلك وقف سياسة التوظيف العشوائي بالتعاقدات المؤقتة، وإلزام خريجي الثانوية باستكمال دراستهم الجامعية في التخصصات التربوية والعلمية للإسهام في النهوض بالعملية التعليمية".

هذا التراجع يترافق مع ظروف متشابكة تزيد من تعقيد المشهد، أبرزها تزايد أعداد المعلمين المتقاعدين والمتوفين، إلى جانب تدني المرتبات وتأخر صرفها. وهو ما دفع أعداداً متزايدة من المعلمين إلى ترك التدريس والبحث عن فرص بديلة، سواء في التجارة الحرة أو عبر الالتحاق بالجيش والأمن، حيث يتقاضون مرتبات بالعملة السعودية.

ويقول أحد المعلمين لـ"نيوزيمن": "بعد سنوات من الخدمة في التدريس، وجدت نفسي عاجزاً عن إعالة أسرتي، فاتجهت للعمل في التجارة البسيطة، فهي رغم صعوبتها تضمن لي دخلاً أفضل من المرتب الضئيل الذي لا يتجاوز 200 ريال سعودي شهرياً".

ويضيف آخر: "العمل في سلك الجيش أو الأمن أصبح الخيار الأفضل للكثير من زملائنا، على الأقل المرتبات بالعملة الصعبة وتُصرف بشكل أفضل من رواتب التعليم، التي بالكاد تكفي لمصروف أسبوع".

ويحذر مختصون في الشأن التعليمي من أن استمرار هذا الوضع دون حلول جذرية قد يضع مستقبل التعليم في حضرموت أمام مصير مجهول، ويعرضه لخطر الانهيار الكامل، في ظل غياب البدائل الكافية لسد النقص في الكوادر. وشددوا على ضرورة تحرك عاجل من السلطات المحلية والوزارات المعنية لوضع خطط استراتيجية قصيرة وطويلة الأمد، بما يضمن استعادة التوازن التعليمي، وحماية مخرجات الجامعات من الانقراض، وضمان حق الأجيال القادمة في الحصول على تعليم جيد.


المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

وقفات جامعية وقبلية وجماهيرية في ذمار وصعدة والبيضاء تؤكد الموقف الثابت نصرةً لغزة

يمانيون | تقرير
شهدت مختلف المحافظات اليوم فعاليات جماهيرية واسعة، تجمع بين الجامعات والساحات العامة والقبائل، تأكيداً على التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني، وتجسيداً للهوية اليمنية الراسخة في نصرة المظلومين والدفاع عن الحقوق المشروعة للأمة العربية والإسلامية.

وتأتي هذه الفعاليات ضمن سلسلة أنشطة مستمرة في ذكرى الذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”، حيث عبّر المشاركون عن التزامهم الإيماني والوطني والإنساني في نصرة القضية الفلسطينية، وتجديد العهد بالمقاومة والدفاع عن الحق.

ذمار.. جامعة تتحوّل إلى ساحة وعي وثبات

ففي محافظة ذمار، احتشد المئات من الأكاديميين والإداريين والطلبة في ساحات جامعة ذمار، في مشهد جسّد التلاحم الشعبي مع القضية الفلسطينية، وردّد المحتشدون شعارات العزّة والكرامة والبراءة من أعداء الأمة، مؤكدين أن نصرة الشعب الفلسطيني واجب إيماني وإنساني يعكس هوية اليمن الرافضة للظلم والهيمنة منذ فجر التاريخ.

وخلال وقفتين حاشدتين نظّمتهما كليتا العلوم الإدارية والآداب، عبّر المشاركون عن تضامنهم الثابت مع أبناء غزة الذين يواجهون حرب إبادة وحصاراً خانقاً، مشيرين إلى أن استمرار جرائم العدو الصهيوني يكشف انحطاط المنظومة الدولية وعجز الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية عن أداء واجبها الأخلاقي.

ورفع المشاركون لافتات تعبّر عن الوفاء للمقاومة الفلسطينية، وتندّد بالصمت الدولي، داعين إلى فتح المعابر وإدخال المساعدات دون قيد أو شرط، مؤكدين أن الاعتداءات الصهيونية المتكرّرة على قوافل وأساطيل كسر الحصار لن تثني الأحرار عن واجبهم في دعم غزة.

وشددت كلمات الوقفتين على أن جامعة ذمار ستظل منارة وعي وتنوير وموقف، وستواصل تنظيم الفعاليات والوقفات التضامنية إحياءً للقضية الفلسطينية وترسيخاً لثقافة المقاومة في أوساط الطلبة. كما جدّد المشاركون العهد بالسير خلف القيادة الثورية، ومواصلة الجهاد والتصعيد في دعم المقاومة، مشيدين بعمليات القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني نصرةً لغزة.

وفي البيان الختامي، وصف المشاركون العدوان على غزة بأنه جريمة إبادة جماعية، مؤكدين أن الشعوب الحرة باتت اليوم السند الأقوى لمحور المقاومة، داعين جماهير الأمة إلى التحرّك لكسر جدار الصمت والانحياز لكرامة الأمة.

صعدة.. وقفات جماهيرية تتجدّد في ذكرى “طوفان الأقصى”

وفي محافظة صعدة، نظّم أبناء عزلة الوقيش في مديرية شداء والهيئة النسائية بالمديريات، اليوم الجمعة، وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني تزامناً مع الذكرى الثانية لانطلاق معركة “طوفان الأقصى”.

وجدد المشاركون موقفهم الثابت في نصرة غزة ومواجهة الطغيان الصهيوني الأمريكي مهما كانت التضحيات، مؤكدين استمرار أنشطة التعبئة العامة والخروج الأسبوعي إلى ساحات التضامن والإنفاق في سبيل الله لدعم المجاهدين.

كما أعلنت حرائر صعدة في وقفات نسائية متفرقة تأييدهن الكامل لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كل الخيارات الاستراتيجية ضمن معركة الفتح الموعود، مؤكدات أن المرأة اليمنية كانت وستبقى شريكة في الوعي والصمود والموقف.

البيضاء.. وقفة قبلية تتصدر مشهد الوفاء للأقصى

وفي مدينة البيضاء، شهدت الساحة العامة وقفة قبلية حاشدة نظّمتها السلطة المحلية والتعبئة العامة لإحياء الذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”، والتنديد بجريمة قتل الأسير عيسى العفيري على أيدي مرتزقة العدوان في تعز.

ورفع المشاركون العلمين اليمني والفلسطيني، مجددين الالتزام بالسير على نهج الشهداء في سبيل تحرير الأقصى، ومستنكرين الصمت العربي والإسلامي المخزي إزاء جرائم العدو الصهيوني.

وأكد بيان صادر عن الوقفة أن عملية “طوفان الأقصى” أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية بعد سنوات من محاولات الطمس والتطبيع، مشدداً على أن مشاريع التطبيع تمثل خيانة كبرى لقضايا الأمة، وأن المواقف الحرة في اليمن تشكل درعاً استراتيجياً في مواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني والصهيوني.

وعي متنامٍ في عمق المجتمع اليمني

لقد توحّدت مشاهد ذمار وصعدة والبيضاء في لوحة واحدة تعبّر عن وعي جمعي متجذر، يرى في نصرة فلسطين امتداداً لمعركة الوعي والموقف في وجه العدوان على اليمن.

فالمظاهرات والوقفات والمناورات والأنشطة التعبوية المتواصلة تعكس إدراكاً راسخاً لدى الشعب اليمني بأن المعركة ضد الصهيونية والاستكبار واحدة، وأن وحدة الميدان والمصير بين صنعاء وغزة باتت حقيقة واقعية وليست شعاراً.

ومن الجامعات إلى القبائل، ومن الساحات إلى خطوط المواجهة، تتجلى روح اليمن المقاوم في مشهد من العزيمة والثبات، حيث تلتقي الهتافات مع البنادق، والعلم مع الجهاد، ليؤكد اليمنيون أن غزة ليست وحدها، وأن اليمن حاضر في معركة الكرامة والوعي حتى يتحقق الفتح الموعود والنصر المؤزر على قوى الطغيان.

مقالات مشابهة

  • أزمة الوقود تتفاقم في حضرموت.. القبائل توقف عشرات القواطر لليوم الرابع
  • الوزراء يوافق على إنشاء مؤسسة جامعية مصرية باسم العاصمة الدولية للتعليم
  • تكريم خريجي دورات “طوفان الأقصى” من موظفي مكتبي الإعلام وهيئة الشهداء في إب
  • مسير طلابي حاشد في الضالع إسنادًا لغزة
  • جامعة أسوان تشهد تكريم خريجي أكاديمية الأمن السيبراني الخارقين بمشاركة 12 جامعة مصرية
  • وقفات جامعية وقبلية وجماهيرية في ذمار وصعدة والبيضاء تؤكد الموقف الثابت نصرةً لغزة
  • استعراض 62 تخصصًا ضمن "معرض التخصصات 2025" بجامعة السّلطان قابوس
  • عزوف الأردنيين عن الزواج… حنين البطوش: الضغوط النفسية والاقتصادية أهم الأسباب
  • هل ترغب بالدراسة في تركيا؟ أبرز 5 منح جامعية مجانية للطلاب
  • حضرموت.. الإعلان عن رفع إضراب المعلمين واستئناف الدراسة