مراسم مشددة تكشف هواجس بيونج يانج| كيف يحمي الرئيس الكوري أسراره حتى من الحلفاء؟.. طقوس غامضة
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
في مشهد يكشف عن جانب خفي من البروتوكولات الأمنية الكورية الشمالية، رُصد فريق من موظفي الزعيم كيم جونغ أون وهو يمسح بعناية كل ما لامسه خلال لقائه منذ أيام بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين. هذه الخطوة، التي التقطتها عدسات الصحافة، لم تمر مرور الكرام، بل أثارت تساؤلات واسعة حول مدى تشدد بيونغ يانغ في حماية أسرار قائدها، حتى أمام أقرب الحلفاء.
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز"، أظهر مقطع فيديو نشره مراسل الكرملين ألكسندر يوناشيف على تطبيق "تلغرام" اثنين من موظفي كيم وهما ينظفان بدقة الغرفة التي احتضنت اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين. مسحا ظهر المقعد والمسندين، ونظفا طاولة القهوة، بل أزالا الكأس التي شرب منها الزعيم الكوري الشمالي. المراسل علق قائلاً: "بعد انتهاء المناقشات، أزال الموظفان كل آثار وجود كيم بعناية".
بين الصداقة والحيطةورغم أن الاجتماع بين كيم وبوتين عكس دفئاً سياسياً وصور وداع مليئة بالمجاملات، إلا أن هذه الإجراءات تعكس هاجساً دائماً لدى بيونغ يانغ: الخوف من التجسس عبر أي أثر قد يكشف عن الحالة الصحية للزعيم. المحللون اعتبروا أن ما جرى ليس مجرد حرص بروتوكولي بل استراتيجية مدروسة لمنع أجهزة استخبارات أجنبية، حتى تلك التابعة لدول صديقة، من جمع أي أدلة بيولوجية.
المرحاض الخاص.. بروتوكول قديموليس تنظيف الغرف سوى جزء من سلسلة احتياطات مألوفة مع كيم. فبحسب صحيفة "نيكي" اليابانية، اصطحب زعيم كوريا الشمالية معه مرحاضه الخاص على متن القطار الأخضر المميز الذي أقله إلى بكين، وذلك لإخفاء أي دلائل صحية يمكن أن تُستنتج من مخلفاته.
مايكل مادن، الخبير في شؤون كوريا الشمالية بمركز ستيمسون، أوضح أن هذه الممارسات تعود إلى عهد والده كيم جونغ إيل، وتشمل جمع أعقاب السجائر والنفايات في أكياس خاصة لمنع وقوعها في أيدي أجهزة المخابرات الأجنبية.
مشاهد سابقة للحرصالاحتياطات الأمنية لم تقتصر على لقاء بوتين. ففي عام 2019، بعد قمة كيم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي، شوهد حراسه وهم يغلقون الطابق الذي أقام فيه لساعات، حيث أشرفوا على تنظيف غرفته بشكل كامل وأخرجوا أغراضاً بينها حشية السرير، في تكرار واضح لنفس النهج.
وبينما تسعى كوريا الشمالية لإظهار زعيمها كقائد قوي ومحصن من أي تهديدات، تكشف هذه التفاصيل الصغيرة عن هواجس عميقة وخشية دائمة من محاولات اختراق قد تستهدف أضعف النقاط ..صحة القائد. وربما تكون هذه التدابير الاستثنائية انعكاساً لطبيعة النظام ذاته، الذي يضع أمن الزعيم في صدارة أولوياته، مهما بلغت تكلفة الحرص والمبالغة في الإجراءات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بوتين كوريا الشمالية كيم جونغ أون الكرملين ترامب کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
يجب ردع أية استفزازات للعدو..زعيم كوريا الشمالية يتفقد المدمرة تشوي هيون
ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أنَّ زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، تفقّد المدمرة البحرية "تشوي هيون" خلال معرض عسكري.
ونقلت الوكالة عن كيم قوله، إنَّه يجب على القوات البحرية أن تكون مستعدة "لردع أو مواجهة ومعاقبة استفزازات العدو بشكل كامل".
وأفادت وسائل الإعلام بأن معرض تطوير الدفاع السنوي يُبرز "التطور الملحوظ" الذي تشهده كوريا الشمالية في تحديث جيشها.
وقال محللون، إنه لم يتضح بعد متى ستدخل هذه السفن الخدمة.
وفي سبتمبر الماضي، قالت شركة "إس آي أناليتكس"، ومقرها كوريا الجنوبية، إنَّ صور الأقمار الصناعية أظهرت قيام كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة بتركيب محركات في السفينة "تشوي هيون"، وتوقعت أن تتمكن السفينة من إجراء تجارب بحرية في أقرب وقت هذا الشهر.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز البحرية الأمريكية مع حلفائها في كوريا الجنوبية واليابان، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية مع الصين.
وتدرس شركات بناء السفن الكورية الجنوبية، الرائدة في هذا المجال، توسيع نشاطها في سوق الدفاع الأمريكي، بما في ذلك الاستثمار في أحواض بناء السفن الأمريكية.
وفي مايو، فقدت مدمرة من طراز "تشوي هيون" توازنها جزئيًا، خلال حفل تدشين حضره كيم، والذي وصف الواقعة بأنها "عمل إجرامي".