محمد مندور يكتب: كيف تتعامل قمة بريدج مع الذكاء الاصطناعي ؟
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
الذكاء الاصطناعي هو راس الحديث خلال المنتديات والمؤتمرات في مختلف المجالات في الوقت الحالي. وعلى مستوى صناعة الإعلام والترفيه شهدت القاهرة انعقاد جولة تحضيرية لقمة بريدج للإعلام التي ستقام في العاصمة الاماراتية ابو ظبي خلال ديسمبر المقبل، ولم يكن الحديث عن الذكاء الاطناعي وصناعة الاعلام بعيدا عن محاور النقاش.
اعتقد ان ما تؤسس له قمة بريدج - ان تم كما هو مخطط- ان تصبح منصة إقليمية ودولية تلتقي فيها خبراء من مجالات الإعلام والفنون والترفيه.
هذه القمة لم تتجاهل محور الذكاء الاصطناعي بوصفه حجر الأساس في المناقشات التي ستتم في القمة.
فالذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية تهدد بتغيير قواعد اللعبة في صناعة المحتوى الاعلامي والترفيهي عالميا.
الحقيقة ان الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة بل أصبح شريكا في صياغة الأخبار وإنتاج الأفلام وبناء المنصات الترفيهية من خوارزميات التوصية التي تحدد ما نشاهده إلى الروبوتات الإبداعية القادرة على كتابة نصوص درامية وسينمائية أو تلحين موسيقى. فمع كل هذه التطورات اصبحت صناعة الإعلام والترفيه تقفان على أعتاب مرحلة جديدة من الإبداع الذي يجمع بين البشر والروبوتات.
لكن هذا التقدم الذي يشهده العالم يطرح سؤالا محوريا.. هل يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي ضمير؟ وهو ما طرحته على الدكتور جمال الكعبي رئيس المكتب الوطني للاعلام ونائب رئيس قمة بريدج خلال لقائي به في القاهرة . فمن المهم أن تهتم قمة بريدج بما يمكن تسميته بـ"ضمير الذكاء الاصطناعي"- وأقصد به هنا صياغة أطر أخلاقية ومعايير حاكمة تضمن أن هذه التقنيات تعمل بشكل لايضلل الجماهير ولا ينحاز أو يضر.
وفي هذا السياق كان حديث الدكتور جمال بالنسبة لي محل تقدير واسع فهو شخصية اعلامية لديها وعي حقيقي بصناعة الاعلام ولديه رؤى استشرافية ايضا – فهو يعمل بشغف- نحو كل ما هو جديد. في حديثه اكد أن القمة ليست مجرد استعراض للتقنيات بل رؤية شاملة تعيد صياغة موقع الإعلام والترفيه في العالم. وأكد أن إدماج الذكاء الاصطناعي بوعي ومسؤولية مع إعلاء البعد الأخلاقي هو الطريق لضمان أن يظل الإعلام أداة للمعرفة والثقافة والنهضة لا مجرد صناعة خاضعة لمنطق السوق والعرض والطلب فقط.
الحقيقة ان ما تؤسس له قمة بريدج سيظل محل اهتمام صناع الاعلام والترفيه خلال الفترة المقبلة، فإدراج البعد الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في نقاشات قمة بريدج يعكس إدراكا عميقا أن التقنية وحدها لا تكفي. فالإعلام والترفيه ليسا مجرد صناعات ربحية بل مسؤولية ثقافية ومجتمعية تؤثر في وعي الملايين. وبالتالي فإن بناء مستقبل متوازن للإعلام الرقمي يتطلب دمج الابتكار التكنولوجي مع البوصلة الأخلاقية أي أن يكون الذكاء الاصطناعي ذكيا ولديه ضمير، وهو ما يمكن ان نسميه الذكاء الاصطناعي الواعي.
اعتقد ان قمة بريدج في دورتها الاولى ستتمكن من استقطاب أبرز الأصوات العالمية والإقليمية لتحفر مكانتها كمنصة لا تكتفي برصد التحولات بل تساهم في صياغة مستقبل الإعلام والترفيه بروح مسؤولة وإنسانية .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي صناعة الإعلام قمة بريدج للإعلام الذکاء الاصطناعی الإعلام والترفیه قمة بریدج
إقرأ أيضاً:
ضخ المال أساسي لتحسين أداء الذكاء الاصطناعي
أ ف ب: أكدت فيدجي سيمو، المديرة العامة للتطبيقات في "أوبن إيه آي"، في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن الاستثمارات الهائلة الحالية في الذكاء الاصطناعي ليست فقاعة بل الواقع الجديد في القطاع، فيما قوة الحوسبة المتاحة حاليا لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات المستخدمين.
هذه أول مقابلة تجريها سيمو مع وسيلة إعلامية منذ تولي هذه الفرنسية البالغة 40 عاما، والتي عملت سابقا في "إي باي" وفيسبوك، منصبها أغسطس الفائت كمديرة للتطبيقات في الشركة التي تضم خصوصا "تشات جي بي تي".
هل يُغذي عالم الذكاء الاصطناعي فقاعة من الاستثمارات غير المنطقية؟
"هذا استثمار هائل في قوة الحوسبة في وقت نفتقر بشدة للكثير من الاستخدامات التي يحتاجها الناس. لذا، لا أرى هذا الأمر مجرد فقاعة، بل هو الواقع الجديد اليوم، وأعتقد أن العالمَ سيدرك حقيقة أن قوة الحوسبة هي المورد الأكثر استراتيجية.
الذكاء الاصطناعي يشكل أعظم قوة تمكينية سنعرفها على الإطلاق. يمكنه أن يُوفر الوقت ويتيح الوصول إلى التربية والتعلم المستمر، ويمكنه أن يقدّم المشورة والتوجيهَ، بما يشمل ربما النصائح المالية. يمكنه أن يوفر فرصا اقتصادية.
ماذا تقولين للقلقين من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
"تقوم مهمتي على ضمان إدراك الجوانب الإيجابية لهذه التقنية والحد من السلبيات.
لنأخذ الصحة النفسية مثالا. أسمع الكثير من المستخدمين يقولون إنهم يلجؤون إلى تشات جي بي تي في الأوقات الصعبة عندما لا يجدون من يتحدثون إليه. كثيرون لا يستطيعون تحمل تكلفة زيارة معالج نفسي. يقول لي العديد من الأهل إنهم حصلوا على نصائح قيّمة ساعدتهم في حل مشكلة مع أطفالهم.
لكن في الوقت نفسه، علينا التأكد من أن النموذج يعمل كما هو متوقع. نعتمد خريطة طريق متينة للغاية. بدأنا بالرقابة الأبوية ونخطط لاعتماد معايير التعرف على العمر: إذا استطعنا تحديد ما إذا كان المستخدم مراهقا، فسنقدم له نموذجا أقل تساهلا مقارنة بذلك المعتمد مع الشخص البالغ.
يمثل موضوع الوظائف أيضا مصدر قلق كبير بالنسبة لي، والمقاربة مشابهة في هذا المجال. سيخلق الذكاء الاصطناعي وظائف كثيرة لم تكن موجودة من قبل، مثل وظيفة مهندس الأسئلة والطلبات الفورية prompts أسئلة أو تعليمات تُوجه للروبوت للحصول على مساعدته. في الوقت نفسه، ستتأثر بعض المهن، ودورنا يتمثل في المساعدة في عملية التحوّل. لهذا السبب، نقدم شهادات في الذكاء الاصطناعي تتيح للناس التقدم والحصول على شهادة، وأطلقنا منصة وظائف تربط الناس بفرص جديدة.
قُوبِل إطلاق "سورا 2" الذي يُنتج مقاطع فيديو قصيرة بالاعتماد على نصوص، بحماسة كبيرة لكنه أثار أيضا السخرية: هل نختار إنتاج مقاطع فيديو مضحكة بدلا من علاج السرطان؟
"انضممتُ إلى أوبن إيه آي بشكل رئيسي لإيماني الراسخ بأن التكنولوجيا ستعالج كل الأمراض، وبصفتي شخصا يُعاني من مرض مزمن، فأنا أؤمن بهذا إيمانا راسخا.
كل إنجازات سورا على صعيد إنتاج الرسومات قادرة على دعم العديد من التقنيات، بل وتُضحك الناس أيضا، وهذا أمرٌ جيد في الطريق نحو علاج كل الأمراض".
تحاكي النماذج المتاحة اليوم المعرفة البشرية بشكل متزايد. ولكن ما الخطوات التالية نحو الذكاء الاصطناعي العام المُستقل القادر على التعلم الذاتي؟
"أعتقد أن الاختراقات تكمن في النماذج التي تفهم أهدافك وتساعدك على تحقيقها بشكل استباقي. لا تكتفي بإعطائك إجابة جيدة أو الدخول في حوار، بل تقول: تريد قضاء المزيد من الوقت مع زوجتك. حسنا، ربما هناك بعض عطلات نهاية الأسبوع التي قد تُفيدك، وأعلم أن ذلك يتطلب الكثير من التخطيط. لقد خططتُ لك بالفعل، وأجريت بعض الحجوزات على إكسبيديا. اضغط زرا للموافقة، وكل شيء سيكون جاهزا".
في سان فرانسيسكو، نسمع أحيانا هذه العبارة "أميركا تبتكر والصين تُقلّد وأوروبا تُنظّم".
"كأوروبية، يُحزنني في كل مرة أسمع فيها هذه الجملة. من المؤكد أنّ هناك ميلا في أوروبا للتركيز بشكل مفرط على القواعد. أعتقد أن هذا الوضع يتغير، خصوصا عندما أرى الرئيس ماكرون يُركز على الابتكار. لكنني أعتقد أيضا أن القيام بعمل فعلي يتخطى النوايا لا يزال ضروريا لكي يُصبح هذا واقعا ملموسا".
هل تسمحين لأطفالك باستخدام "تشات جي بي تي"؟
تطبيق تشات جي بي تي غير مخصص للأطفال دون سن الثالثة عشرة، لكنني سمحتُ لابنتي ذات العشر سنوات باستخدامه تحت إشرافي. من المذهل رؤية ما تستطيع ابتكاره. في نهاية هذا الأسبوع، أخبرتني عن بدء مشروع جديد لتحويل أفكارها إلى منتجات. وقد استخدمت تشات جي بي تي لتصميم ملصقات وشعارات. عندما كنا صغارا، لم نكن نستطيع تحويل خيالاتنا إلى واقع بهذه السرعة. إنه بمثابة قوة خارقة حقيقية، تجعلها تثق بأن كل شيء ممكن.