ساعات قبل إبحاره.. ماذا بحوزة أسطول الصمود لكسر حصار غزة؟
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
تونس- من المنتظر أن يُبحر خلال ساعات أسطول الصمود العالمي نحو غزة لكسر الحصار المطبق على القطاع الفلسطيني، محمّلا بمساعدات غذائية وطبية وبعض المُكمِّلات الغذائية الضرورية للفلسطينيين المجوّعين في القطاع المنكوب.
وكان أسطول السفن الإيطالي قد خرج -بحسب وسائل إعلام- من ميناء جنوة محمّلا بمساعدات إنسانية قاربت 300 طن، في حين توجَّه نحو تونس الأسطول الإسباني محملا بمواد غذائية وأدوية ومياه للشرب وأطراف صناعية، وفق الإعلام الأجنبي.
ولم يشأ المشرفون على تنظيم الأسطول العالمي والمغاربي الموجود بتونس التدقيق في تفاصيل المساعدات الإنسانية الموجّهة للقطاع الفلسطيني.
وأعلن سيف أبو كشك الناطق الرسمي باسم أسطول الصمود، في تصريح للجزيرة نت، إتمام كافة الترتيبات من تجهيز للسفن وتأمين الحالة التقنية للقوارب، وإنهاء تدريبات المشاركين. وقال إنهم مستعدون للانطلاق وليس لديهم أي تغيير في برنامج الرحلة والخطط المعدة لها.
وشدد على عدم تغيير موعد الانطلاق المقرر اليوم الأربعاء، رغم ما حدث من تطورات بعد واقعة "سفينة العائلة" التي تعرَّضت لهجوم بمُسيَّرة أدَّى لاشتعال النيران في أجزاء منها، لكن أحدا من أفرادها لم يصب بأذى.
وحول حجم المساعدات، قال أبو كشك إنه ورغم أهميتها لا تغطي احتياجات أهالي قطاع غزة، واعتبر أن الهدف الأساسي للتحرك يكمن في وقف الإبادة الجماعية وكسر الحصار وفتح ممر آمن لدخول المساعدات القادمة من سفن الشحن.
وأكد في السياق ذاته وصول 17 سفينة قادمة من برشلونة لحقتها 5 سفن أخرى، وما يقارب 20 سفينة لأسطول الصمود المغاربي، و20 سفينة مثلها بين إيطاليا واليونان، موضحا أن السفن المرافقة للأسطول ليست سفن شحن ولا يمكن أن تحمل الكثير من المساعدات.
ويُمثِّل طبيب العظام محمد أمين بالنور، المتطوع سابقا في غزة، أحد أبرز وجوه العمل التطوعي والمساهمين الفاعلين في أسطول الصمود المغاربي، والمسؤول المباشر عن جمع التبرعات فيه، خاصة فيما يتعلق بالأدوية والتجهيزات الطبية ومستلزماتها.
إعلانوقال بالنور قبيل ساعات من الموعد المحدد لانطلاق الرحلة، إن الاستعدادات على أشدها خاصة تلك المتعلقة بسلامة المشاركين ضمن أسطول الصمود المغاربي وقائمة من التحقوا في تونس من العالم.
وأضاف أن التونسيين تنافسوا لتقديم التبرعات منذ الإعلان عن ذلك، وشملت المُكمِّلات الغذائية وحليب الأطفال وبعض المواد الغذائية خاصة القمح.
بعد تعرض إحدى سفنه لاستهداف قبالة سواحل #تونس.. أسطول الصمود العالمي لكسر حصار #غزة: ما حدث لن يغير وجهتنا وسنبحر إلى غزة في الموعد المحدد غدا مهما كانت الظروف#حرب_غزة pic.twitter.com/DlvXk4Kss3
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 9, 2025
وذكر بالنور أن الوفد الجزائري المشارك تبرَّع بشاحنات محملة بمواد غذائية وطبية أيضا، مؤكدا أن جمع التبرعات بتونس -خاصة المالية- أشرف عليها محاسب مختص حتى تتم العملية بكل مصداقية وشفافية.
وتابع أن الأموال المرصودة من تبرعات التونسيين خصصت في جانب هام لشراء سفن إضافية حتى يضمن المشرفون أكبر عدد من المشتركين في أسطول الصمود.
وأضاف الطبيب أن ما تبقى من تلك الأموال ستوجه إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة مثلما تم التعهد بذلك قبل انطلاق جمع التبرعات المالية.
ولفت إلى توقف جمع التبرعات بكل أشكالها بما فيها العينية والنقدية منذ 5 أيام، كما جدَّد التأكيد على أن حملة التبرعات المالية كانت هامة جدا، وتمت تحت رقابة الجهات المختصة، موضحا أنها مبالغ ترتقي للحدث الكبير، ودعا لكسر الحصار وعدم التراجع.
من جهته قال المتحدث باسم أسطول الصمود المغاربي نبيل الشنوفي -للجزيرة نت- إنه جرى التنسيق المسبق مع الجهات في غزة من أجل حمل ما يحتاجونه من مساعدات طبية وغير طبية ذات أولوية.
وأعرب عن إعجابه بالإقبال المتزايد من التونسيين على حملة التبرعات، وتخصيص جانب من التبرعات المالية من أجل شراء سفن للأسطول. وكانت اللجنة المنظمة للأسطول المغاربي قد أعلنت رسميا وقف التبرعات بجميع أنواعها.
ويسعى منظمو أكبر أسطول داعم للقضية الفلسطينية من 44 دولة وألف مشارك، لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يشهد حصارا تاما وإغلاقا لجميع المعابر والممرات من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الشهر الماضي -في بيان مشترك، لأول مرة- تفشي المجاعة في قطاع غزة، كما أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرا أكد فيه انتشار سوء التغذية وتفشي المجاعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات أسطول الصمود المغاربی جمع التبرعات
إقرأ أيضاً:
بعد تصاعد العنف المسلح.. فرنسا تتبع خطوات أمريكا وبريطانيا في مالي
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عن تقليص عدد موظفيها الدبلوماسيين في مالي، مع استمرار متابعة الوضع الأمني في البلاد الواقعة بغرب أفريقيا، والتي تواجه حصارًا جهاديًا مستمرًا أثر بشكل كبير على العاصمة باماكو والخدمات الأساسية.
وقال مصدر في الوزارة، طلب عدم الكشف عن هويته، إن فرنسا قررت تعديل ترتيباتها الدبلوماسية والقنصلية “في ضوء الوضع الراهن”، مشيرًا إلى أن القرار يأتي على غرار خطوات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتان قامت بالفعل بإجلاء موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين.
وتشهد مالي واحدة من أعقد أزماتها منذ سنوات، إذ تتواصل حرب الاستنزاف التي تشنها الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة وسط حصار خانق مفروض على العاصمة منذ نحو شهرين، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وانهيار الخدمات الأساسية.
وأكدت الحكومة الماليّة أنها تعمل على توسيع التوزيع ومراقبة السوق، معتبرةً أن الأزمة كشفت عن هشاشة البنية التحتية للطاقة، وجددت التزامها بمكافحة الإرهاب واستعادة السيطرة على كامل التراب الوطني، مشيرةً إلى تحقيق تقدم ميداني للجيش في مناطق عدة.
وتعرب الجزائر، من جانبها، عن “قلقها البالغ” من تصاعد الإرهاب في مالي، مؤكدةً ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لضمان استقرار البلاد وحماية المدنيين.
وتعاني مالي منذ عام 2012 من أزمات أمنية متتالية، بدأت بانفصال الشمال وسيطرة الجماعات المسلحة، ما دفع فرنسا إلى إرسال قواتها ضمن عملية “برخان” لمكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي، وتستمر التدخلات العسكرية والدبلوماسية الدولية لمواجهة تهديدات تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به.