إيران تشدد على الحل التفاوضي لملفها النووي.. وتحذف أربعة أصفار من عملتها تحت وطأة العقوبات
تاريخ النشر: 5th, October 2025 GMT
في ظل تصاعد العقوبات وتفعيل آلية الزناد، شدّد عراقجي على أن الحلّ للملف النووي يجب أن يكون دبلوماسيًا، لافتًا إلى تراجع الدور الأوروبي، فيما أقرّ البرلمان الإيراني خطة حذف أربعة أصفار من الريال في محاولة لاحتواء تدهور العملة وسط أزمة اقتصادية متفاقمة. اعلان
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن "التجربة أثبتت أنه لا يوجد حل للقضية النووية الإيرانية سوى حل دبلوماسي تفاوضي"، مشيرًا إلى أن جميع محاولات الضغط عبر التهديدات العسكرية أو آلية الزناد الأوروبية "فشلت في حل أي قضية، بل زادت من تعقيد المفاوضات".
وانتقد عراقجي خلال حديثه للصحفيين بعد لقائه مع السفراء والقائمين بالأعمال ورؤساء الممثليات الأجنبية في طهران صباح الأحد، "المطالب المفرطة وغير المعقولة" من الدول الغربية، موضحًا أن إيران سعت باستمرار إلى تقديم حلول "عادلة ومتوازنة"، لكنها قوبلت برفض وضغوط لم تُثمر سوى مزيد من التوتر.
وشدّد على أن "دور الدول الأوروبية الثلاث في المحادثات المقبلة تراجع بلا شك، كما ضعفت مبرراتها الدبلوماسية للمشاركة"، مضيفًا أن الشروط التي تداولتها وسائل الإعلام كمطالب إيرانية "لم تُبلَّغ رسميًّا إلى طهران"، وأن المناقشات في الأشهر الأخيرة ركّزت فقط على الملف النووي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر مع الجانب الأمريكي.
Related "لم يبق سوى بضع ساعات"..ماكرون يؤكد لبزشكيان أن الاتفاق بشأن النووي الإيراني ما زال ممكنًابعد تفعيل آلية الزناد الممهّد للعقوبات.. إيران تستدعي سفراءها لدى الترويكا الأوروبيةعشية إعادة فرض العقوبات.. النووي الإيراني أمام مجلس الأمن وعراقجي يعلن: لا تنازل عن السيادةوأشار عراقجي إلى أن الجمهورية الإسلامية "استنفدت كل السبل الدبلوماسية لإثبات الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي"، وقدمت "مقترحات بناءة وشفافة"، مؤكدًا أن "مصالح مشتركة وحسن نية من الأطراف الأخرى كفيلان بإنجاح المفاوضات"، رغم أن التطورات الأخيرة في مجلس الأمن جعلت المسار "أكثر صعوبة".
وفي سياق متصل، أوضح أن الاتفاق الجديد المبرم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة "أصبح غير كافٍ في الظروف الراهنة"، مؤكدًا أن "تفعيل آلية الزناد والهجمات على المنشآت النووية غيّرا قواعد التعاون"، ما يستدعي "اتخاذ قرارات جديدة".
وأضاف: "اليوم، أثبتت إيران مرة أخرى أنها، بينما تحمي حقوقها، تظل على استعداد تام للنظر في أي حل يضمن المصالح المتبادلة ويبني الثقة في الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي".
عقوبات متجددة واقتصاد تحت الضغطوتأتي تصريحات عراقجي في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية على إيران، بعد أن أعادت بريطانيا وفرنسا وألمانيا تفعيل آلية الزناد "سناب باك" الشهر الماضي، ما أدى إلى عودة العقوبات الدولية وزيادة العزلة المالية للبلاد.
ويتزامن ذلك مع تدهور حاد في قيمة الريال الإيراني، الذي بلغ في السوق السوداء مستوى قياسيًا عند نحو 1,115,000 ريال للدولار الواحد، مقارنة بـ920,000 ريال في مطلع أغسطس. الأمر الذي أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين بفعل التضخم الحاد.
وفي مسعى لاستعادة جزء من الثقة في الاقتصاد المتعثّر، أقرّ البرلمان الإيراني خطة لحذف أربعة أصفار من العملة الوطنية، بحيث يُستبدل كل 10,000 ريال حالي بريال واحد جديد. وستتداول النسختان القديمة والجديدة جنبًا إلى جنب لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، على أن يمنح البنك المركزي مهلة عامين لإطلاق العملية رسميًّا.
وتعيد هذه الخطوة إلى الواجهة خطة طُرحت لأول مرة عام 2019، لكنها جُمّدت آنذاك بسبب تفاقم الأوضاع الاقتصادية وارتفاع التضخم. ورغم أن حذف الأصفار يهدف إلى تسهيل المعاملات اليومية وتقليل الأعباء المحاسبية.
ويُنتظر أن يُنهي مجلس صيانة الدستور مراجعته للخطة، ليُوقّعها الرئيس مسعود بزشكيان ويُدخلها حيز التنفيذ، في خطوة تأمل طهران أن تُسهم في تخفيف العبء النفسي على المواطنين وسط أزمة اقتصادية ممتدة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل حركة حماس بنيامين نتنياهو دراسة دونالد ترامب غزة إسرائيل حركة حماس بنيامين نتنياهو دراسة قانون العقوبات إيران أزمة اقتصادية البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب إسرائيل غزة حركة حماس بنيامين نتنياهو دراسة الصحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كوفيد 19 إيران قطاع غزة بريطانيا آلیة الزناد
إقرأ أيضاً:
أحمد فؤاد أنور: الحديث عن إحياء النووي الإيراني يكشف فشل الضربات الأمريكية والإسرائيلية
في ظل تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب، وعودة الحديث مجددًا عن الملف النووي الإيراني، تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة تتجاوز حدود الحرب بالوكالة إلى صدام مباشر بين قوى إقليمية ودولية.
وفي هذا السياق، علق أستاذ السياسة أحمد فؤاد أنور على تطورات المشهد الإيراني، متناولًا أبعاد الردع المتبادل بين إسرائيل وإيران، ودلالات فشل الضربات العسكرية السابقة في كبح الطموح النووي الإيراني، إلى جانب ما يمثله التوازن الدولي الجديد من تعقيد إضافي لأي عمل عسكري محتمل.
أحمد فؤاد أنور: اكتمال المشروع النووي الإيراني يمنح طهران حصانة وردعًا يصعب كسرهقال أحمد فؤاد أنور في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن إكمال المشروع النووي الإيراني يختلف تمامًا عن مجرد السعي أو محاولات الإحياء، وأضاف أن تحول البرنامج إلى قدرة نووية مكتملة يمنح طهران «حصانة» ورافدًا من الردع يصعب على أي طرف توجيه ضربة حاسمة ضدها.
أوضح أنور أن استمرار قدرة إيران على التحرك في هذا الملف يشير إلى أن الضربات التي نسبت للولايات المتحدة أو لإسرائيل لم تكن فعالة بما يكفي لوقف تطور القدرات الإيرانية، مضيفًا أن مجرد النقاش الحالي عن إحياء البرنامج دليل على محدودية أثر هذه العمليات.
نوه إلى أن المواجهة شملت ضربات متبادلة استهدفت مراكز وأهدافًا حساسة في الطرفين من عمليات اغتيال لعلماء إلى هجمات على منشآت استراتيجية ما يعكس منطق الردع المتبادل وتصاعد وتيرته في المنطقة.
لفت إلى أن عملية استهداف أهداف داخل إيران أو وصول ضربات من اليمن رغم بساطة وسائلها أثارت تساؤلات عن فعالية منظومات الدفاع الجوي المتفوّق عليها إعلاميًا، بما في ذلك منظومات متقدمة لطالما تم الترويج لقدراتها.
شدد أنور على أن توجيه ضربات واسعة لإيران لن يكون ممكنًا من دون موافقة أو مشاركة أميركية فعلية، وأن ذلك يزيد من تعقيد أي مسار عسكري محتمل ويجعل الخيارات السياسية والدبلوماسية أكثر أهمية.
وأكد أنور أن التعاون التقني والاقتصادي والاستخباراتي بين إيران وقوى كبرى قد يغير موازين القوة ويطيل أمد المواجهة إلى حرب استنزاف، وهو ما قد لا يخدم مصالح تل أبيب في سيناريو تصعيد طويل الأمد.
ختامًا قال أحمد فؤاد أنور إن المشهد الراهن يؤكد أن المنطقة أمام لعبة معقدة من الردع المتبادل والتحالفات المتعددة الأبعاد، وأن الحلول القصيرة النافذة العسكرية وحدها لن تكون كافية لاحتواء الأزمة.