قائمة أفضل 25 فيلما مصريا في الربع الأول من القرن الـ21
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
أثارت القائمة التي أعلنها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مؤخرًا، موجة جديدة من الجدل والنقاش، عقب كشفه عن أفضل 25 فيلمًا مصريًا عُرضت خلال الربع الأول من القرن الـ21 (2001–2025). تأتي هذه المبادرة ضمن فعاليات الدورة المقبلة للمهرجان، المقرّر انعقادها الشهر القادم، وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) وجمعية نقاد السينما المصريين، احتفاءً بمرور مئة عام على تأسيس الاتحاد.
تم التصويت استنادًا إلى قائمة موسعة بدأت بفيلم "لحظات حب" للمخرج يوسف أبو سيف، الذي عُرض في 1 يناير/كانون الثاني 2001، وانتهت بفيلم "الشاطر" للمخرج أحمد الجندي، الذي طُرح في 16 يوليو/تموز 2025.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سينما الجائحة.. كيف عكست الأفلام تجربة كورونا على الشاشة؟list 2 of 2"تيلي نورود".. أول ممثلة افتراضية في هوليود تشعل أزمة جديدة حول الذكاء الاصطناعيend of listوقد أعدّت جمعية نقاد السينما المصريين هذا الحصر والتوثيق لتشمل 881 فيلما مصريا طويلا عُرضت خلال تلك الفترة، بما في ذلك العروض المحدودة سواء عبر المنصات الرقمية أو في الفعاليات السينمائية الخاصة.
ويهدف هذا التوثيق إلى تسليط الضوء على أبرز التجارب السينمائية خلال مرحلة محورية من تاريخ السينما المصرية، تميزت بتحولات سياسية واجتماعية كبرى، تزامنت مع نقلة نوعية في الصناعة، سواء من حيث التطور التقني أو من خلال أساليب الإنتاج والتمويل الحديثة التي تأثرت بالتحولات العالمية في صناعة السينما.
شارك في عملية التصويت عدد كبير من النقاد والمتخصصين في صناعة السينما، واعتمدت آلية جمع النقاط على مسارين مختلفين وفق رغبة كل مشارك، فالبعض اختار ترتيب الأفلام من المركز 1 إلى 25، بينما فضّل آخرون تقديم قائمة غير مرتبة، وفي هذه الحالة تم منح كل فيلم رقمًا موحدًا في النقاط (13 نقطة).
هذا التنوع في أسلوب التصويت أدى إلى تفاوت النتائج وغياب بعض الأفلام، إذ أن كل قائمة تعبّر بطبيعتها عن ذائقة شخصية مرتبطة بالسياق الثقافي والتاريخي لصاحبها. وكما أوضح الناقد المصري أحمد شوقي، رئيس جمعية النقاد المصريين ورئيس الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي):
إعلان"اختيارات كل شخص، وكذلك المجموعة المشاركة في الاستفتاء، تظل ذاتية، نابعة من الذوق الفردي والخبرة المهنية لكل مشارك"، مضيفًا أن باب الاجتهاد سيظل مفتوحًا أمام من يرغب في تنظيم استفتاء آخر، سواء من حيث آليته أو المشاركين فيه أو نتائجه.
في حب السينمايا سينما يا غرامي، عنوان شهير ليوميات يكتبها المخرج مجدي أحمد علي، ربما يتناسب كثيرا مع الفيلم الذي تصدر القائمة، "بحب السيما" (2004) للمخرج المتميز أسامة فوزي، الذي مثل رحيله المبكر خسارة كبيرة للفن السابع في مصر. وكان طبيعيا أن يحظى الفيلم بنسبة كبيرة من الإجماع، سواء على مستوى المتخصصين أو عشاق السينما، هؤلاء الباحثون عنها بحث المريدين. على الأرجح لم يكن المخرج محمد خان سوى واحد من هؤلاء، مخرجا على الطريق، كما عنون كتابه، يحركه الشغف إلى السينما كمتذوق وصانع، وربما كان هذا أحد الأسباب في جذب سينما خان للشباب تحديدا، لما فيها من تجدد لا ينضب قد لا يخرج عن بعض التفاصيل الصغيرة، (في شقة مصر الجديدة 2007 – فتاة المصنع 2013)، فيلمان يحملان توقيع خان في القائمة، ضمن مجموعة من المخرجين شارك كل منهم بنفس العدد.
على جانب آخر، لا شك أن السينما الجماهيرية تمثل أحد أكثر أشكال السينما انتشارًا وشعبية حول العالم، إذ لا يقل جمهورها ولاءً عن عشاق السينما الفنية، بل ربما يفوقهم عددًا. وقد كان لهذا اللون حضورٌ لافت في قائمة وُصفت بالنخبوية؛ إذ ضمت "معالي الوزير" (2003)، أحد أبرز أفلام المخرج سمير سيف وأكثرها بساطة وعمقًا، بتجسيدٍ آسر من أحمد زكي. كما شارك مروان حامد بفيلمين حققا نجاحًا جماهيريًا واسعًا في سباق الإيرادات، رغم تفوق الأول فنيا وإخراجيا، وهما "عمارة يعقوبيان" (2006) و"إبراهيم الأبيض" (2009).
كذلك يحضر المخرج شريف عرفة بفيلم "الجزيرة" 2007 بطولة أحمد السقا أيضا. أما يوسف شاهين، أحد العشاق القدامى للفن السابع، فيحل بآخر أعماله "هي فوضى" 2007 بالمشاركة مع خالد يوسف، وعلى الرغم من افتقاد الفيلم لأسلوب شاهين من الأساس، إلا فيما ندر، يبقي أداء الراحل خالد صالح في تجسيد شخصية أمين الشرطة، أجمل ما في الفيلم تقريبا، وواحدا من أميز ما قدم في هذا السياق.
في سياق متصل، مجموعة من الأفلام الأخرى حظيت بالقبول الجماهيري والتقدير النقدي من بينها، "سهر الليالي" 2003 هاني خليفة، "واحد صفر" 2009 كاملة أبو ذكرى، "أحلى الأوقات" 2004 هالة خليل، وبانضمام هالة لطفي بفيلمها "الخروج للنهار" 2012، يتبين لنا حجم التمثيل النسائي، في القائمة والذي لم يتجاوز المخرجات الثلاث، على أن هذا لم يمنع من حضور المرأة أو قضاياها في عدد من الأفلام الأخرى.
لعبة الخيال والواقععلى الرغم من حصول يسري نصر الله، على نصيب الأسد في القائمة من حيث عدد الأفلام، 3، ("باب الشمس" 2004، "احكى يا شهرزاد" 2009، "جنينة الأسماك" 2008)، كان كذلك من أكثر الأسماء المطروحة إثارة للجدل، حيث يحسبه الكثيرون على سينما المثقف، السينما التي نعتها البعض بالنخبوية أو بالتعالي على الجمهور، كما حدث سابقا مع أستاذه يوسف شاهين في جل أعماله، وهو ما قد ينطبق أيضا على المخرج داود عبد السيد المشارك بفيلمين: ("مواطن ومخبر وحرامي" 2001، "رسائل البحر" 2010)، وإن كان الأول يعتبر من أكثر التجارب نضجا في مشواره. في سياق مشابه، تضم القائمة عددا من الأفلام من بينها، (ميكرفون 2010، أحمد عبد الله- آخر أيام المدينة 2018 تامر السعيد – الأبواب المغلقة 2001 عاطف حتاتة"، كذلك فيلم "أوقات فراغ" 2006 من إخراج محمد مصطفى.
إعلانمن الأصوات الهامة أيضا في القائمة، نتابع المخرج رضوان الكاشف وآخر أفلامه "الساحر" (2001)؛ الفيلم الثالث في مسيرته القصيرة بعد رحيله المبكر في الخامس من يونيو/حزيران 2002، وجعبته لا تزال تضج بالحكايات. لعبت سينما الكاشف على الخط الفاصل بين الخيال والواقع، لذلك عدها البعض سينما واقعية فيما اعتبرها فريق آخر أحد تمثلات الواقعية السحرية؛ بحكيها عن أُناس نعرفهم علم اليقين، إلا أن وقع حيواتهم حين يُحركها البؤس وقلة الحيلة، تُعطى من الغرائبية ما يفوق الخيال، غزلها الكاشف ببراعة وفق ما دعاه بـ"نظرية البهجة".
كذلك لم يغفل تصويت النقاد والمتخصصين جيلا جديدا من مخرجي السينما، وصل بعضهم إلى العالمية، مثل عمر الزهيري مخرج فيلم "ريش"2021، الحاصل على عدد من الجوائز، يأتي في مقدمتها الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد الدولي في الدورة 74 لمهرجان كان السينمائي، بالإضافة إلى جائزة الفيبريسي FIPRESCI لأفضل فيلم في الأقسام الموازية. يطرح الفيلم إشكالية التهميش الذي تعاني منه الطبقات الكادحة وما يصاحبه من فقر وعوز، سواء على مستوى الرجل أو المرأة، على الرغم من أنه يدين الذكورة وينحاز تماما لجانب المرأة، فإن السيناريو يقدم هذه الإدانة على نحو متوازن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی القائمة
إقرأ أيضاً:
«كلب ساكن» يفوز بجائزة أفضل فيلم في «مسابقة آفاق السينما العربية» بالقاهرة السينمائي
أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، خلال حفل ختام دورته الـ46، عن الفائزين بجوائز «مسابقة آفاق السينما العربية للأفلام الطويلة»، التي تهدف إلى دعم السينما العربية وتسليط الضوء على المواهب الصاعدة والأعمال السينمائية المتميزة في المنطقة.
وضمت لجنة التحكيم بالمسابقة، كلا من، عبد السلام موسى «مدير تصوير - مصر»، ونادية دريستي «عضو مجلس إدارة مهرجان لوكارنو - سويسرا»، وكريم أيتونة «منتج - المغرب».
وجاءت النتائج على النحو التالي:
جائزة أفضل أداء تمثيلي وقيمتها 2000 دولار - مقدمة من Watch It، الممثلة عفاف بن محمود عن فيلم "جولة 13".
جائزة أفضل سيناريو وقيمتها 5000 دولار - مقدمة من Watch It، للمخرج ياسر شفيعي عن فيلم "شكوى 713317".
جائزة صلاح أبو سيف - جائزة لجنة التحكيم الخاصة 8000 دولار - مقدمة من Watch It لفيلم "ضد السينما" للمخرج علي سعيد.
جائزة سعد الدين وهبة لأفضل فيلم عربي (10، 000 دولار - مقدمة من Watch It للمخرجة سارة فرنسيس عن فيلم "كلب ساكن".
وتعكس هذه الجوائز التزام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدعم السينما العربية وتكريم الأعمال التي تسهم في تطوير صناعة الأفلام في المنطقة وتقديم أعمال فنية تلهم جمهورًا واسعًا.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، وأحد أبرز المهرجانات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). تأسس عام 1976، ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة. يحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين البعد الفني والبعد المهني، ما يجعله منصة رئيسية للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.