بيلا حديد وسوزان ساراندون تجددان دعمهما لفلسطين
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
واصل عدد من المشاهير العالميين التعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، بالتزامن مع التطورات الأخيرة المتعلقة بوقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب، وتبادل الأسرى، في ختام واحدة من أكثر المآسي الإنسانية التي شهدها العالم منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول قبل عامين.
وفي هذا السياق، شاركت عارضة الأزياء الأميركية ذات الأصول الفلسطينية بيلا حديد مقطع فيديو عبر خاصية القصص المصوّرة على حسابها في إنستغرام، تناولت فيه مستجدات الوضع في غزة وجهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت حديد إن وقف إطلاق النار المتبادل الذي تم الاتفاق عليه "يستدعي الانتباه إلى حقيقة أنّ إسرائيل تملك تاريخا طويلا في خرق اتفاقات وقف إطلاق النار"، مشيرة إلى أن هذه الخروقات "غالبا ما تحدث فور الإعلان عن الهدنة، ثم تُلقي إسرائيل باللوم على أطراف أخرى نتيجة العنف الذي تسببه هي نفسها".
وطالبت الأممَ المتحدة بإرسال بعثة مستقلة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، ودعت الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية إلى توثيق الاعتداءات الإسرائيلية ونشرها على نطاق واسع.
وأوضحت أن هذا الأمر ليس مستحيلا، فالأمم المتحدة -كما قالت- نجحت سابقا في الحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار في كولومبيا، وتراقب الحدود بين إسرائيل وسوريا، مما يؤكد إمكانية تحقيق ذلك أيضا في غزة.
وختمت بيلا حديد بالإشارة إلى أن الأمم المتحدة وصفت ما يجري في غزة بأنه "مجزرة جماعية"، مؤكدة أن "وقف إطلاق النار من دون تعاون دولي حقيقي على تطبيقه سيظل مجرد توقف مؤقت قبل أن تعود إسرائيل إلى اعتداءاتها مجددا".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تعبر فيها عارضة الأزياء الأميركية ذات الأصول الفلسطينية عن تضامنها مع القضية الفلسطينية، إذ اعتادت مشاركة متابعيها مواقفها الداعمة عبر حسابها الرسمي.
فنشرت في وقت سابق صورة مرفقة برسالة جاء فيها "100 طفل يقتلون أو يصابون يوميا منذ انهيار وقف إطلاق النار في غزة".
وفي منشور آخر تحدثت بيلا عن "القمع الممنهج والألم المستمر الذي يواجهه الشعب الفلسطيني".
ورغم الحملات المضادة التي استهدفتها، ومن بينها الأغنية الإسرائيلية "حربوا ضربوا" الصادرة عام 2024 والتي حرضت صراحة على قتلها إلى جانب المغنية دوا ليبا، واصلت بيلا حديد مواقفها الثابتة في الدفاع عن القضية الفلسطينية دون تراجع أو خوف.
كما كانت قد عبّرت عام 2021 عن فخرها بتصدرها غلاف مجلة فوغ بصفتها فتاة فلسطينية، وكتبت آنذاك "لن أتوقف عن الحديث عن القمع المنهجي والألم والمهانة التي يواجهها الشعب الفلسطيني بشكل يومي".
View this post on InstagramA post shared by Bella ???? (@bellahadid)
وقد تفاعلت الممثلة الأميركية سوزان ساراندون مع التطورات الأخيرة في غزة عبر سلسلة منشورات على خاصية القصص في حسابها على إنستغرام، حيث أعادت نشر رسالة تؤكد أن الهدنة الحالية ليست نهاية المطاف، بل بداية الطريق نحو وقف دائم لإطلاق النار وسلام عادل، ووصفت الخطوة بأنها مشجعة وتمثل تقدما حقيقيا نحو تحقيق السلام.
كما نشرت ساراندون مجموعة من اللقطات المؤلمة من غزة، توثق حجم المعاناة التي عاشها المدنيون خلال فترة الحرب، في إشارة إلى ضرورة عدم تجاهل ما تعرض له الشعب الفلسطيني من دمار وانتهاكات.
وفي منشور آخر، شاركت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار عام 1996 دعوة احتجاجية صادرة عن الاتحاد الأميركي للحريات المدنية "إيه سي إل يو" (ACLU)، تندد بتصاعد إساءة استخدام السلطة، وانتشار القوات في الشوارع، واستهداف المجتمعات المهاجرة، وتقييد حرية التعبير، معتبرة أن هذه الممارسات تهديد مباشر لقيم الديمقراطية.
ودعت المتابعين للمشاركة في مسيرات ستُنظَّم يوم السبت 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في عدد من المدن الأميركية.
وأكدت ساراندون في مضمون منشوراتها أن وقف إطلاق النار هو بداية وليس نهاية، مشددة على أن من عانوا من الانتهاكات يستحقون محاسبة مرتكبيها ضدهم والعدالة والتعويض، وأن الاطمئنان الحقيقي لن يتحقق إلا بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.
وتُعرف سوزان ساراندون بمواقفها الإنسانية الواضحة ودعمها المتواصل للقضايا الحقوقية حول العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وفي 31 أغسطس/آب 2025 أعلنت ساراندون مشاركتها في أكبر محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة عبر أسطول الصمود العالمي، الذي يضم عشرات السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية المنطلقة من عدة موانئ على البحر الأبيض المتوسط.
وتشارك ساراندون في هذه المبادرة إلى جانب عدد من الفنانين العالميين، من بينهم الممثل السويدي غوستاف سكارسغارد والأيرلندي ليام كانينغهام، إضافة إلى ناشطين من 44 دولة.
وقد دفعت الممثلة الأميركية ثمن مواقفها الإنسانية غاليا، إذ فقدت في أواخر عام 2023 عقدها مع إحدى الوكالات الإعلانية بسبب تصريحاتها التي دانت فيها الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وتقول ساراندون إن نشاطها السياسي نابع من إحساسها بالمسؤولية تجاه موقعها كممثلة معروفة، مؤكدة في تصريح صحفي عام 2016 أن "وظيفة الفنانين هي المراقبة، ومنح الناس فرصة لإعادة صياغة حياتهم والحصول على المعلومات".
إعلانوكان قد تم الإعلان عن اتفاق مبدئي يشكل المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار في غزة، بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت عدة أيام في مدينة شرم الشيخ، بين وفود من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، بوساطة شخصيات إقليمية ودولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات القضیة الفلسطینیة وقف إطلاق النار بیلا حدید فی غزة
إقرأ أيضاً:
لوموند: حماس تعيد فرض سيطرتها على غزة
قالت صحيفة لوموند إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد تنظيمها عملية تبادل الأسرى مع إسرائيل، بدأت تعيد نشر أجهزتها الأمنية في قطاع غزة، وسط تصاعد التوتر مع مليشيات محلية يشتبه بتلقيها دعما إسرائيليا.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير بقلم لويس إمبير وماري جو سادر- أن حماس عادت إلى واجهة الأحداث في غزة بعد شهور من الغياب عن المشهد العلني، وتراجع نفوذها بفعل القصف والحرب والانقسامات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: اليوم التالي سيشهد حملة للغزيين يكتبون فيها أنهم كانوا في محرقةlist 2 of 2فريدمان: على ترامب التحرك سريعا وتحطيم القيود لتحقيق سلام الشرق الأوسطend of listوفي مشهد رمزي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، نظمت حماس -كما تقول الصحيفة- استقبالا واسعا دون شعارات، لقرابة ألفي أسير أفرجت عنهم إسرائيل في إطار المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، في رسالة واضحة بأن الحركة تتصرف بطريقة محسوبة ومدروسة.
وشارك في التنظيم نحو 7 آلاف موظف من مؤسسات حكومية تابعة لحماس -حسب المكتب الإعلامي الحكومي- في مشهد يعكس استعادة الهياكل الإدارية للحركة، بعد انهيار شبه كامل في البنية المدنية بفعل العدوان الإسرائيلي الطويل.
وأشارت الصحيفة إلى أن تعليمات صارمة صدرت من "أمن المقاومة" إلى المواطنين والصحفيين، تدعو إلى التحفظ وعدم تداول أي معلومات عن عمليات التبادل، تحت طائلة الملاحقة والعقوبات، بحسب ما ورد في بيانات رسمية.
حملة أمنية ضد الفوضىوتزامنت عملية تبادل الأسرى مع حملة أمنية موسعة نفذتها حماس ضد جماعات مسلحة محلية، أبرزها عشيرة دغمش، التي استغلت الفوضى الأمنية وسيطرت على منشآت مدنية وحولتها إلى معقل عسكري، حسب الصحيفة.
وبحسب شهود عيان، دارت اشتباكات في محيط قاعدة العشيرة بمنطقة الصبرة، وتمكنت حماس من استعادة السيطرة على المبنى، في وقت اتُّهم فيه أفراد من العشيرة بارتكاب جرائم قتل، بما فيها اغتيال المصور صالح الجعفراوي.
وفي بيان رسمي، أبدى فصيل دغمش "أسفه على التجاوزات"، لكنه اتهم حماس "بالضرب العشوائي"، ونفى أي علاقة له باغتيال الصحفي.
إعلانوتتهم حماس وبعض المصادر المحلية -حسب لوموند- جماعات مسلحة، منها فصيلان يقودهما أشرف المنسي وياسر أبو شباب، بتلقي دعم مباشر من المخابرات الإسرائيلية، بهدف إثارة الفوضى وتقويض سيطرة الحركة.
وكانت إحدى هذه الجماعات قد نشرت عبر فيسبوك إعلانات تطلب متطوعين، مقابل رواتب تصل إلى 3 آلاف شيكل (نحو 800 يورو)، كما تقول الصحيفة، إلا أن هذه الجماعات انسحبت، مع بدء وقف إطلاق النار، إلى مناطق حدودية، تعرف "بالخط الأصفر"، لا تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.
ورغم الموقف الأميركي المعلن بعدم إشراك حماس في مستقبل غزة، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب المراقبين بتصريحات أكد فيها أن الحركة "تتصرف ضمن معايير" وقف إطلاق النار، وقال "لقد عبروا عن رغبتهم في حل المشكلات، ونحن وافقنا على منحهم فرصة فترة مؤقتة".
وفي ظل غياب بدائل سياسية مقبولة داخليا وقادرة على فرض النظام -كما تقول لوموند- يبدو أن حركة حماس تحافظ على موقعها كحاكم فعلي للقطاع، ولو من خارج أي توافقات دولية أو إقليمية.
ويقول أبو محمد، أستاذ جامعي من جنوب غزة رفض ذكر اسمه الحقيقي "لا يمكن لأحد غير حماس أن يحكم غزة اليوم. ببساطة لأنها توفر الأمن والاستقرار. حتى وإن كنت سياسيا أتمنى وجود سلطة بديلة".
وخلصت الصحيفة إلى أن حماس تعيد تموضعها كقوة أمر واقع في غزة، رغم الاستبعاد السياسي الدولي والضغوط الإقليمية والمحلية، وتبقى اللاعب الأكثر حضورا، في وقت تنشغل فيه السلطة الفلسطينية بتطورات الضفة الغربية، وتراوح المبادرات الدولية مكانها.