المرأة العُمانية.. "استثناء"
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
ريم الحامدية
reem@alroya.info
في صباح من صباحات عُمان المشرقة، حين انبثقت الشمس من جبال مسندم لتداعب قمم ظفار، وبينما تختلط رائحة القهوة باللُبان العُماني العطر، فتملأ البيوت دفئًا وطمأنينة كانت الحياة تسير بهدوئها الخاص: الأم تجهز أولادها للمدرسة وتلملم كتبهم وحقائبهم بخفة وحب، والأخت تعد الإفطار للعائلة ورائحة الخبز والشاي تملأ المكان، والمعلمة تلم دفاترها استعدادًا للحصة الأولى، والطبيبة تفتح باب مكتبها لتباشر مُقابلة المريض الأول بابتسامة تواسيه في بداية يومه… وبينما ينساب روتين اليوم في صمته المُعتاد، ظهرت المذيعة على تلفزيون سلطنة عُمان لتُعلن النطق السامي، بتخصيص يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام يومًا للمرأة العُمانية، احتفاءً بها، وبمساهماتها، باختلاف مناصبها وصفاتها ومسمياتها.
كان ذلك اليوم لحظة فرح صامتة تخترق تفاصيل كل يوم، لحظة قالت لكل امرأة عُمانية: لقد رُصد عطاؤك، وقُدِّرت جهودك، وأصبح الآن للمرأة صوتٌ مسموع، ولحضورها اعتراف رسمي ووفاء يليق بمن صنعت وما صنعت؛ بل كان إشراقة فرح لكل امرأة عُمانية، لحظة اعتراف بما تمنحه من عطائها بلا انتظار، وبحضورها الصامت الذي يضيء كل مكان تمر فيه.
المرأة العُمانية لم تكن تنتظر التكريم، ولم تكن تبحث عن الأضواء؛ فهي الأم التي تحمل الحنان في قلبها، وتزرع الأمل في أعين أطفالها، وهي الأخت التي تشارك أسرار الحياة والضحكات والدموع، وهي الصديقة التي تقف بجانبك في كل منعطف، وهي ربة البيت التي تصنع من كل ركن صغير عالمًا كاملًا من الحنان والجمال والنظام. وهي العاملة، والفنانة، والمعلمة، والطبيبة، والرياضية، والمبدعة، والقيادية… كل خطوة تخطوها، كل قرار تتخذه، وكل إنجاز تحققه هو شهادة صامتة على قوتها وعزيمتها، وعلى قدرتها أن تحوّل كل تحدٍ إلى فرصة، وكل حلم إلى حقيقة ملموسة.
وإذ أغنتم هذه الفرصة لأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للسيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- رمز الحكمة والتقدير، وجوهرة هذا الوطن، التي يضيء حضورها كل مناسبة، ويلمس تأثيرها كل قلب، ويشهد لها الجميع بالعطاء والرقي والكرامة. كما أخصّ بالذكر والتهنئة أمي الحبيبة، القائدة والقدوة والمُلهِمة، التي جلست في البيت، ترفع يدًا بالدعاء وتمد أخرى بالعطاء، تُعلِّمُنا الصبر، تمنحنا الحب، وتزرع فينا الإيمان، وتسهر على أن يكون لنا مستقبل مشرق… هي القلب الكبير، والنبع الدافئ، والمثل الأعلى في كل يوم من حياتنا، ولكل النساء اللاتي صنعن إشراقة هذا الوطن، من نور صحرائه إلى بحاره وجباله. كل عام وأنتن بخير، وكل عام والمرأة العُمانية في أعظم حالاتها من العطاء والحضور والإبداع، نبراسًا للحياة، إشراقة لا تنطفئ
إلى كل نساء عُمان الماجدات.. أنتنّ عظيمات ومُلهمات في كل مجال، ونفخر ونُفاخر بكنَّ، ونحتفي بعطائكنّ الذي لا ينضب، وبنوركنّ الذي يضيء كل زاوية من حياتنا ومجتمعنا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مجمع اللغة العربية بالشارقة يضيء على مبادراته العالمية في الرياض
الشارقة (الاتحاد)
شارك مجمع اللغة العربية بالشارقة في الدورة الرابعة من مؤتمر مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض على مدى ثلاثة أيام، تحت عنوان: «الصناعة المعجمية العالمية: التجارب والجهود والآفاق»، بمشاركة نخبة من اللغويين ورؤساء المجامع والمؤسسات المعنية باللغة العربية من مختلف الدول العربية.
واستضاف المؤتمر، الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام للمجمع، في جلسة حوارية بعنوان: «المجامع والمؤسسات اللغوية: مشروعات ومبادرات»، إلى جانب ممثلين عن كل من: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومكتب تنسيق التعريب، والمجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر، والمجمع العلمي العراقي.
في حديثه خلال الجلسة، استعرض الدكتور امحمد صافي المستغانمي، إنجاز مشروع «جي بي تي المعجم التاريخي للغة العربية»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في إطار جهود سموه المتواصلة لتعزيز مكانة اللغة العربية، وخدمتها بالتقنيات المتطورة التي يشهدها العصر الحديث.
وأشار المستغانمي إلى أن المشروع يُعَدُّ نقلة نوعية في مجال الصناعة المعجمية العربية، حيث يُدمج بين الذكاء الاصطناعي والدراسة اللغوية التاريخية، مما يتيح للباحثين والمهتمين الوصول إلى عدد هائل من كلمات اللغة العربيّة، مع إمكانية كتابة وقراءة النصوص وتحويلها إلى مقاطع مرئية، إلى جانب خاصية التحديث المستمر للمعجم عبر التعاون بين مجمع اللغة العربية بالشارقة ومركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات.