بسبب الذكاء الاصطناعي.. الملايين تتدفق على جزيرة استوائية صغيرة
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
من المتوقع أن تجني جزيرة صغيرة جدا في منطقة الكاريبي، عشرات الملايين من الدولارات دون أدنى جهد من سلطاتها، وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
وتشتهر جزر أنغويلا البريطانية، التي لا تزيد مساحتها عن 96 كيلومترا مربعا، بشعابها المرجانية وشواطئها ذات الرمال البيضاء، لكنها أصبحت أيضا معروفة بنطاق الإنترنت Domain الخاص بها (AI) والذي هو بالمصادفة يعد اختصارا لمصطلح "ذكاء اصطناعي" باللغة الإنكليزية Artificial Intelligence.
وبالإضافة إلى نطاقات الإنترنت العالمية، مثل دوت كوم (com) ودونت نت (net)، فإن هناك نطاقات جغرافية خاصة بدول وأقاليم لا يجوز استخدامها دون موافقة سلطات تلك الدول، وبالتالي فإن نطاق (ai)، الذي استحوذت عليه أنغويلا منذ تسعينيات القرن الماضي، أصبح مطلوبا لشركات ومواقع الذكاء الاصطناعي لاستخدامه في التعريف عن مواقعهم الإلكترونية في فضاء الإنترنت.
وتعتبر عناوين شركات ومنصات مثل مؤسسة"Stability.ai" و"X.ai" المعروفة سابقا بتوتير و""google.ai" و"Facebook.ai"و"Microsoft.ai" من أهم عمالقة التكنولوجيا الذين يستعملون ذلك النطاق في بعض عناوينهم على الإنترنت.
وتضاعف إجمالي عدد تسجيلات المواقع التي تنتهي بهذين الحرفين في العام الماضي إلى 287,432، وفقًا لـ"فينس كيت"، الذي يدير نطاق "ai" لصالح سلطات جزيرة أنغويلا، لعقود من الزمن.
ويقدّر كيت أن الجزيرة ستجني ما يصل إلى "30 مليون دولار" من رسوم تسجيل النطاق لعام 2023، في حين لم يستجب المسؤولون الحكوميون لطلبات التعليق المقدمة من قبل وكالة بلومبيرغ.
وبعد أن كان "ai" واحدا من النطاقات المغمورة في العالم، أصبح يشهد إقبالا كبيرا منذ نحو 9 أشهر، مما يسلط الضوء على الهوس الكبير بمستقبل الذكاء الاصطناعي، وتأثيراته الاقتصادية والتقنية على الاقتصاد العالمي.
ومنذ إطلاق تطبيق" ChatGPT"، تسابق عدد متزايد من شركات التكنولوجيا لجمع المليارات من رؤوس الأموال، واجتذاب المواهب في مجالات مختلفة لاستغلالها في تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح كيت: "منذ 30 نوفمبر، أصبحت الأمور مختلفة تمامًا هنا"، في إشارة إلى التاريخ الذي تم فيه إطلاق ChatGPT علنًا.
وأشار إنه انتقل إلى أنغويلا، قادما من الولايات المتحدة عام 1994، للعمل على ما وصفه بـ"نظام دفع مبكر بالعملة المشفرة"، ولكن بدأ في إدارة تسجيل نطاق "ai" في الجزيرة الاستوائية بعد فترة وجيزة من استقراره.
وبشكل عام، فإن عدد نطاقات "ai" الحالية صغير جدًا، مقارنة بعدد نطاقات "com" المسجلة، والتي تزيد عن 160 مليونًا، وفقًا لمات زوك، الأستاذ بجامعة كنتاكي، الذي لديه مشروع بحثي يمتد لعقود من الزمن يسمى ZookNIC ويتتبع من خلاله تسجيلات أسماء النطاقات في جميع أنحاء العالم.
لكن بالنسبة لأنغويلا التي لا يزيد عدد سكانها عن ألفي نسمة وهي تابعة للمملكة المتحدة، فإن هذا يعد عملاً تجاريًا مهما، خاصة أنه سيعوض عن خسائرهم في قطاع السياحة الرئيسي، الذي أصيب بضربة قاصمة بعد تفشي جائحة كورونا.
ويمكن أن يختلف سعر النطاق "ai" مثل النطاق .com أو أي نوع آخر من أسماء النطاقات، لكن يجب على المسجلين أن يدفعوا للجزيزة سعرًا ثابتًا يقدر بـ140 دولارًا أميركيًا لكل تسجيل على مدى عامين، وذلك بعد أن كان السعر لا يتجاوز 120 دولارا.
وفي حال صدقت التقديرات بأن الجزيرة ستجني مبلغ 30 مليون دولار خلال العام الجاري، فإن ذلك سيكون رقما ضخما، باعتبار أن الناتج المحلي للجزيرة لم يزد عن 300 مليون دولار في عام 2021، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.
يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".
مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".
يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".
بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.
وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات
كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.
أخبار ذات صلةيقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.
يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".
كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.
ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".
يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".
ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.
ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)