شباب بلوزداد يصل إلى داكار استعداداً لمواجهة حافيا كوناكري
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
التحقت عشية اليوم بعثة نادي شباب بلوزداد بالعاصمة السنغالية داكار، عبر رحلة خاصة انطلقت من مطار الجزائر الدولي نحو مطار داكار الدولي، واستغرقت حوالي أربع ساعات.
وحسب بيان فريق شباب بلوزداد على الصفحة الرسمية عبر الفيسبوك، حلت البعثة في حدود الساعة الخامسة والنصف مساءً بتوقيت السنغال (الثامنة والنصف بتوقيت الجزائر)، حيث كان في استقبالها بشير مختاري، مستشار سفير الجزائر في السنغال، الذي رحّب بأعضاء الوفد وعبّر عن دعمه وتشجيعه للفريق قبل المواجهة المرتقبة أمام نادي حافيا كوناكري الغيني.
وتندرج المباراة ضمن ذهاب الدور التمهيدي الثاني من منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لموسم 2025-2026 المقرر إجراءها بعد غد.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
مطار مسقط الدولي ..هل يعكس حجم طموح عُمان الاقتصادي؟
عندما يعود المواطن إلى بلاده عبر المطار، يتوقع أن يشعر بأن هذا المكان هو نبض الاقتصاد وصوت المدينة الحاضر، ونقطة الالتقاء الأولى بين الداخل والخارج. لكن الواقف اليوم في صالة الوصول بمطار مسقط الدولي يلاحظ فراغًا يخالف توقعاته، ومساحات حديثة تبحث عن حركة تليق بموقع بلد كانت الخرائط والتاريخ تتغنى بمكانته الاستراتيجية.
السفر إلى مطارات العالم يكشف كيف يمكن أن يكون المطار كتابًا مصغرًا عن دولة، مقياسًا دقيقًا لحيويتها الاقتصادية، وقدرتها على جذب السياح والمستثمرين. الازدحام في مطارات كثيرة ليس إزعاجًا فحسب، بل شهادة على اقتصاد نابض، يجذب ويثقف ويقنع الآخرين بالمجيء أو العبور على الأقل.
أما مشهد الصالات شبه الفارغة في مطار مسقط فيفتح باب تساؤلات أكبر من أداء المطار ذاته. فهو لا يعكس فقط غيابًا للمسافرين، بل قد يكون مؤشرًا على تباطؤ في تدفق الاستثمار الخارجي، وضعف السيولة المحلية، وتراجع الاهتمام العالمي باتخاذ عُمان مركزًا لوجستيًا أو وجهة ثابتة في خطط الشركات الدولية. أحد سائقي الأجرة في المطار يروي كيف انتظر أكثر من أربع ساعات للحصول على راكب واحد - انتظار لا يمثل رقمًا عابرًا، بل ملمحًا اقتصاديًا مهمًا في بلد يفترض أن يكون جسرًا بين القارات.
المفارقة أن هذا المشهد يأتي في وقت تبذل فيه الحكومة جهودًا حثيثة لتحديث التشريعات وتبسيط الإجراءات وتهيئة بيئة الاستثمار، بتوجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- الذي عمل على بناء جسور اقتصادية مع دول من الهند إلى الصين، ومن الخليج إلى أوروبا، ووضع أسسًا لشراكات استراتيجية تعزز الاقتصاد الوطني.
لكن الواقع يشير إلى فجوة بين التطلعات والتطبيق. فكثير من الخبراء يرون أن بعض الجهات المعنية بالاستثمار لم تستوعب بعد متطلبات "رؤية عُمان 2040"، ولا تزال تتعامل بإجراءات بيروقراطية تتعارض مع روح الاقتصاد الحديث. المستثمر اليوم يبحث عن السرعة والوضوح والاستقرار، لا عن أوراق موقعة فحسب.
"رؤية عُمان 2040" تتحدث عن اقتصاد متنوع وجاذب ومنفتح، لكن التطبيق يحتاج فهمًا أعمق وعقلية إدارية مرنة. لا يمكن الحديث عن الانفتاح الاقتصادي بينما بوابة البلاد -المطار- لا تعكس سوى حركة محدودة، ولا يمكن جذب الشركات العالمية دون منظومة متكاملة تتناغم من لحظة الهبوط إلى بدء النشاط.
وللمقارنة، فإن مطارات دول مجاورة - بعضها أقل موقعًا واستراتيجية -أصبحت مراكز عالمية بفضل نظرة شاملة تعاملت مع المطار كمشروع اقتصادي مستدام، وليس مجرد منشأة خدمية.
اليوم، يحتاج مطار مسقط إلى إعادة تعريف من حيث الفلسفة والوظيفة: مطار نابض يعني سياحة وتجارة وتدفقات مالية وحركة في القطاعات المرتبطة من طيران ومطاعم وأسواق وفنادق ولوجستيات. ولكي يليق المطار بحجم عُمان وطموحاتها، لا بد من رؤية متكاملة تتعامل معه كقلب اقتصادي، وتسرِّع الإجراءات، وتدعم الخطوط الوطنية، وتعيد رسم الاستراتيجية السياحية لجعل عُمان مقصدًا دائمًا لا موسميًا.
الخلاصة: مطار مسقط ليس المشكلة، بل هو المرآة العاكسة لما يجري في الاقتصاد. الموقع الاستراتيجي موجود، والرؤية واضحة، والتشريعات مُعدلة. الباقي هو تحريك المنظومة كاملة لتتحدث بلغة واحدة..لغة تقول للعالم: عُمان جاهزة لأن تكون مركزًا جاذبًا وقادرًا على المنافسة.