توصلت دراسة علمية إلى السبب الجيني الكامن وراء ارتفاع معدلات إصابة النساء بمرض ألزهايمر مقارنة بالرجال، حيث تبين أن الكروموسومات الجنسية تلعب دورا محوريا في هذه الظاهرة.

ويعد مرض ألزهايمر الشكل الأكثر انتشارا للخرف، إذ يمثل ما يقارب 60% من إجمالي التشخيصات. وتشير الإحصاءات إلى أن النساء يحتلن حصة الأسد من هذه الإصابات، بنسبة تصل إلى الثلثين.

وبحثا عن تفسير لهذا التفاوت الصحي اللافت، تمكن الفريق البحثي من تحديد جين معين على الكروموسوم X الأنثوي يحمل اسم Kdm6a، يقوم بتفعيل الاستجابة الالتهابية في الخلايا الدبقية الصغيرة في الدماغ. 

 

وجاء هذا الاكتشاف بعد سلسلة من التجارب على فئران معدلة وراثيا، حيث لوحظ أن إلغاء تنشيط هذا الجين أدى إلى تحسن ملحوظ في الأعراض الشبيهة بالتصلب المتعدد والأمراض العصبية الأخرى، مع تسجيل نتائج أكثر فعالية لدى الإناث مقارنة بالذكور.

 

وأفادت الدراسة المنشورة في مجلة Science Translational Medicine بأن امتلاك النساء لكروموسومين X يضاعف الجرعة الالتهابية الضارة في أجسادهن، على عكس الرجال الذين يمتلكون كروموسوم X واحدا فقط. 

 

كما كشفت النتائج عن إمكانية استخدام دواء الميتفورمين، الذي يصرف لعلاج السكري، كمثبط لهذا الجين وجزيئاته الالتهابية، بعد أن تم وصفه أكثر من 26.4 مليون مرة في إنجلترا خلال العام الجاري.

وأوضحت الدكتورة روندا فوسكول، رئيسة الفريق البحثي، أن هذه النتائج لا تفسر فقط ارتفاع معدلات الإصابة بين النساء بألزهايمر والتصلب المتعدد، بل قد تقدم مفتاحا لفهم ظاهرة "ضبابية الدماغ" التي يعاني منها ثلثا النساء السليمات خلال مرحلة انقطاع الطمث. وأضافت: "هذا الاختلاف الجيني يعني أن النساء قد يستجبن بشكل مختلف للعلاجات، ما يفتح الباب أمام تطوير أساليب علاجية مخصصة حسب الجنس".

 

وعلى الرغم من عدم وجود علاج للخرف حتى الآن، إلا أن التشخيص المبكر يسمح بوضع خطط علاج شخصية ووصف أدوية وعلاجات يمكن أن تؤخر ظهور المرض. 

 

وتؤكد هذه الدراسة على الحاجة إلى تطوير علاجات مخصصة حسب الجنس، وتفتح الباب أمام استخدام أدوية موجودة بالفعل مثل الميتفورمين في معالجة الأمراض العصبية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرض الزهايمر الزهايمر الكروموسومات الدماغ التصلب المتعدد ضبابية الدماغ

إقرأ أيضاً:

احذر.. باحثون يكشفون أحد أخطر تأثيرات التدخين الخفية

مع تزايد الاهتمام العالمي بصحة الدماغ والوقاية من أمراض الشيخوخة، يواصل العلماء البحث في العوامل التي تؤثر في القدرات الإدراكية والذاكرة مع التقدم في العمر.

وفي هذا الإطار، أجرى فريق بحثي من جامعة كوليدج لندن (UCL) دراسة جديدة استهدفت فهم العلاقة بين التدخين والتدهور المعرفي، مستعينين ببيانات 9436 شخصا تبلغ أعمارهم 40 عاما فأكثر من 12 دولة.

 

وبيّنت النتائج أن الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين سجلوا تراجعا أبطأ في اختبارات الذاكرة والطلاقة اللفظية خلال السنوات الست التالية للإقلاع، مقارنة بمن استمروا في التدخين. فقد تبين أن معدل التدهور في الذاكرة كان أبطأ بنحو 20%، وفي الطلاقة اللفظية بنحو 50% لدى من أقلعوا عن التدخين.

 

وأظهرت الدراسة أن الإقلاع عن التدخين قد يساهم في إبطاء التدهور المعرفي المرتبط بتقدم العمر، ما يعزز الأدلة على أن ترك التدخين لا يفيد الصحة الجسدية فحسب، بل يدعم أيضا سلامة الدماغ والذاكرة على المدى الطويل.

 

وقالت الدكتورة ميكايلا بلومبرغ، من معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية بجامعة كوليدج لندن: "تشير دراستنا إلى أن الإقلاع عن التدخين قد يساعد الأفراد على الحفاظ على قدراتهم الإدراكية لفترة أطول، حتى عند الإقلاع في سن الخمسين أو بعدها. نعلم أن التوقف عن التدخين، في أي مرحلة عمرية، يؤدي إلى تحسن في الصحة العامة، ويبدو أنه يعود أيضا بالنفع على صحة الدماغ".

وأضافت أن هذه النتائج تكتسب أهمية خاصة لأن المدخنين في منتصف العمر وكبار السن غالبا ما يكونون أقل ميلا للإقلاع رغم تعرضهم الأكبر لأضرار التدخين.

 

وأكدت أن توفير أدلة جديدة على الفوائد الإدراكية للإقلاع عن التدخين قد يشكل دافعا إضافيا لهذه الفئة للبدء في ترك التدخين، في وقت تسعى فيه الحكومات إلى مواجهة تحديات شيخوخة السكان عبر الاستثمار في برامج مكافحة التبغ.

 

ومن جانبه، أوضح البروفيسور أندرو ستيبتو، المشارك في إعداد الدراسة، أن تباطؤ التدهور المعرفي يرتبط عادة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، مشيرا إلى أن النتائج الجديدة تعزز الفكرة بأن الإقلاع عن التدخين قد يشكل استراتيجية وقائية فعالة، رغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث المتخصصة لتأكيد ذلك.

 

وفي تعليقها على نتائج الدراسة، قالت الدكتورة جوليا دادلي، رئيسة قسم الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة: "يرتبط التدخين بعدد من الأمراض الخطيرة، أبرزها السرطان وأمراض القلب والخرف. ويمكن للإقلاع عن التدخين أن يقلل بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بهذه الحالات. ورغم أن الدراسة رصدية، فإنها تقدم دليلا إضافيا على الصلة بين الإقلاع عن التدخين وبطء التدهور المعرفي، ما يستدعي المزيد من الأبحاث لتوضيح العوامل المؤثرة الأخرى مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو استهلاك الكحول".

 

أما البروفيسور باريش مالهوترا، رئيس قسم علم الأعصاب في إمبريال كوليدج لندن، فأكد أن "ما يفيد القلب والأوعية الدموية يفيد الدماغ أيضا. وتظهر هذه الدراسة أن الإقلاع عن التدخين بعد سن الأربعين يرتبط بتحسن في الذاكرة والمهارات اللغوية، وهو ما يدعم ضرورة مساعدة الجميع — بغض النظر عن أعمارهم — على التوقف عن التدخين نهائيا".

مقالات مشابهة

  • “جين أنجلينا جولي” لا يهدد النساء فقط… قد يرتبط بسرطان البروستات أيضا!
  • علماء يكشفون طريقة بسيطة لتحسين التمثيل الغذائي في الجسم
  • أكثر من 20% من الشباب يلجؤون إلى القنب أو الكحول لتحسين النوم.. دراسة أميركية تحذّر من المخاطر
  • سر إصابة النساء بألزهايمر أكثر من الرجال
  • وزير الصحة: إصابة أكثر من 130 ألف امرأة ووفاة 52 ألف «سنويًا» حول العالم بسبب سرطان الثدي
  • علماء يكشفون سرّ الأرض الأرجوانية.. كوكبنا لم يكن كما نعرفه اليوم
  • نتائج صادمة.. باحثون يكشفون تأثير صوت الأم على الأطفال الخدج
  • علماء يكشفون عن الربط بين الحمية وصحة العقل!
  • احذر.. باحثون يكشفون أحد أخطر تأثيرات التدخين الخفية