بعد عامين …!
بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران
قبل أيام قلائل تنفس مئات الآلاف من أهل #غزة في #فلسطين الصعداء ومعهم الملايين حول العالم، بعد عامين عاشوا فيها كل يوم مع كل صنوف القتل والدمار والتجويع والحرب التي لم تعرف سوى معنى الانتقام من كل حجر وبشر في غزة، حرب استخدم فيها الاحتلال في فلسطين كل ما وصل إليه لتركيع أهل غزة وتحويلهم إلى أداة بيده يستخدمها متى شاء ويعبث بها وبمصيرها متى شاء، إلا أنه وبرغم كل ما أقدم عليه وكل ما استخدم من قوات وتقنيات وقدرات لا نظير لها في العالم لم ينجح هذا الاحتلال بتحقيق أي من أهدافه المعلنة في هذه الحرب، سواء في تركيع غزة وأهلها أو تحرير الرهائن من غزة إلا باتفاقيات تبادل على مدار عامين كاملين، هذين العامين الذين كانوا أثقل من الجبال على أهل غزة وعلى كل حر في هذا العالم معهم، ونحن نراهم يموتون قتلاً وتعذيباً وتشريداً وتجويعاً وتمارس بحقهم كل جرائم الحرب التي عرفتها الإنسانية يوماً بعد يوم أمام أعيننا وشعور العجز يقتل كل صاحب ضمير حي أمام احتلال مجرم لا يعرف سوى معاني الظلم والقهر والقتل والدمار والإبادة الجماعية لكل من يقف في وجه طغيانه وتجبره.
عامان شعر فيها كثير بيننا بأنهم كبروا عشرة أعوام فيها لوحدها وشاب فيها شعر الصغير قبل الكبير من هول ما قرأ أو سمع أو رأى، وانكشف فيها الستار عن كل ما تسمي نفسها بالجمعيات والمنظمات الدولية الإنسانية وهي تقف عاجزة أمام آلة القتل الإسرائيلية التي لا تتوقف، ورأينا فيها جميعاً كيف أن أكبر دول العالم وهي أكثر من شارك في قتل الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم لجيش الاحتلال بكل أنواع الأسلحة والقدرات وحتى الدعم السياسي في المحافل الدولية هي نفسها من ظهرت في النهاية بمظهر المنقذ لأهل غزة ودعت لإيقاف الحرب فقط عندما أراد زعيمها ذلك!
مقالات ذات صلةومنذ إعلان اتفاق وقف الحرب وأهل غزة يستيقظون كل يوم ومعهم كل أحرار العالم وفي أذهانهم سؤال واحد، ترى هل سيصمد الاتفاق أم أن النار ستعود لتشتعل في كل أنحاء القطاع كما كانت وربما أكثر، خاصة بعد استعادة الاحتلال للرهائن، وهو تساؤل مشروع أمام احتلال لا يعرف للصدق أو احترام العهود والمواثيق سبيلاً، خصوصاً مع بدء الاحتلال التنصل علناً من الاتفاق والتلويح بالعودة للحرب في أي لحظة وهو ما كان متوقعاً منذ لحظة اعلان الاتفاق.
ليقف العالم اليوم وخاصة تلك الدول التي شاركت في لقاء شرم الشيخ وإعلان اتفاق غزة وعلى رأسها الولايات المتحدة أمام الحقيقة المرة، هل ستنجح فعلا في تحويل حياة أهل غزة إلى واقع أفضل، وهل ستنجح في لجم الاحتلال وإيقاف تعطشه لدماء الفلسطينيين أم أنها ستبقى متفرجة على حلقات قتل الشعب الفلسطيني من وراء الشاشات لتبقى جذوة الكراهية والانتقام والدماء هي المسيطرة على المشهد.
وينتظر الجميع اليوم من العالم تحمل مسؤولياته تجاه أهل غزة، بعد كل ما مروا به خلال العامين الماضيين، فهناك قهر وألم ووجع داخل النفوس من الصعب أن تمحوه السنين إذا لم تتوفر إرادة صادقة في تغيير واقع حياة الشعب الفلسطيني، وهناك واقع مرير يعانيه أهل غزة حتى اليوم برغم توقف صوت الرصاص إلا أن آلة القتل بالتجويع والتشريد والحصار وانتشار الأوبئة والأمراض والموت البطيء وغيرها من ألوان العذاب ما زالت منتشرة بينهم وتزداد كل يوم، وبحاجة حقيقة لإيقافها والسيطرة عليها إذا ما كانت هناك إرادة دولية حقيقية لتبديل الحياة في أرض فلسطين إلى استقرار وأمن وأمان.
زادكم الله ثباتاً يا أهلنا الأحرار في غزة وفي كل فلسطين وعوضكم أجمل العوض عن كل معاناة مررتم بها، وأنتم من قدمتم على مدار أكثر من عامين دروس الصبر والتشبث بالأرض والصمود في وجه أسوأ احتلال على وجه الكرة الأرضية، ويبقى السؤال الذي ستجيبه الأحداث على الأرض في الأيام القادمة لكل الدول والقوى المؤثرة في العالم بعد عامين من الحرب على غزة والتي تركت أسوأ الأثر في كثير من النفوس، ترى هل سيبقى العالم متفرجاً على معاناة أهل غزة ومعهم كل الشعب الفلسطيني أم ستكون هناك وقفة دولية جادة لنقل حياتهم إلى واقع أفضل يستطيعون فيه التقاط أنفاس حياة جديدة كريمة في دولتهم المستقلة التي يستحقونها ككل شعوب الأرض.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: غزة فلسطين الشعب الفلسطینی بعد عامین أهل غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي: اليمن ضمن أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم
قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (undp)، إن اليمن يعد من أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم، في ظل الصراع الذي تشهده البلاد منذ عقد من الزمن.
وقال البرنامج الأممي في تقرير حديث له إن حصة الفرد من موارد المياه المتجددة لا تتجاوز ال80 مترًا مكعبًا سنويًا، وهي أقل بكثير من العتبة العالمية البالغة 1000 متر مكعب التي تُعرّف الإجهاد المائي.
وأضاف "بما أن اليمن لا يمتلك أي أنهار دائمة، فإنه يعتمد بشكل كبير على هطول الأمطار والمياه الجوفية التي تتناقص بسرعة".
وأكد التقرير أن المجتمعات الريفية تتأثر بالأزمة المائية بشكل غير متناسب. يفتقر أكثر من 14.5 مليون شخص في اليمن إلى خدمات مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي، ويعيش معظمهم في المناطق الريفية والتي يصعب الوصول إليها.
وقال "في قرى مثل صبر في تعز، حيث تعيش رنا، لا يزال الناس يجلبون المياه من الآبار التقليدية، وكثيرًا ما يمشون مسافات طويلة في ظل ظروف قاسية. وبدون بنية تحتية موثوقة، تواجه هذه المجتمعات خسائر متكررة في المحاصيل، وتدهور الأراضي، وفرص اقتصادية محدودة. تدفعهم هذه العوامل إلى المزيد من الفقر وتزايد الهشاشة".
وزاد "النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر، لأنهن المسؤولات عادةً عن جمع المياه. ففي بعض المناطق الريفية من اليمن، تمشي النساء والفتيات لساعات في كل اتجاه لجلب المياه. لا يؤثر هذا العمل الذي يستغرق وقتًا طويلاً على صحتهن وسلامتهن فحسب، بل يساهم أيضًا في ارتفاع معدلات التسرب من المدارس بين الفتيات ويقيد قدرة النساء على المشاركة في التعليم أو الأنشطة الاقتصادية أو صنع القرار المجتمعي.
وتابع التقرير أن "عبء جمع المياه هو عبء جسدي واجتماعي واقتصادي. وإدراكًا لذلك، يعمل مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتعزيز الصمود في قطاع الزراعة والأمن الغذائي (IWRM-ERA)، الممول من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) من خلال بنك التنمية الألماني (KfW)، على ضمان الإدماج الهادف للنساء في جميع أنشطته. تشارك رنا قائلة: "نحن كنساء، نشارك في كل شيء. بدءًا من تحديد احتياجات المجتمع وصولاً إلى التخطيط وحضور الأنشطة".
ونقل التقرير عن رنا قائلةً: "تحدث صراعات أحيانًا على الوصول إلى المياه، خاصة عندما تكون المصادر شحيحة".
وطبقا للتقرير فإن الأبحاث تشير إلى أن 70-80 بالمائة من جميع الصراعات الريفية في اليمن مرتبطة بالمياه. ويؤكد هذا الانتشار الكبير للنزاعات المتعلقة بالمياه على هشاشة المجتمعات التي تعاني بالفعل من مصادر مياه محدودة وغير ثابتة. وتزيد عوامل مثل النزوح وتحول أنماط هطول الأمطار من الضغط على شبكات إمدادات المياه في اليمن، مما يؤدي إلى تفاقم الصراع المستمر منذ عقد من الزمان.
وأكد التقرير الأممي أن الأمن الغذائي في اليمن يرتبط ارتباطًا عميقًا أيضًا بالوصول إلى المياه. منذ عام 2024، يواجه أكثر من 17 مليون يمني انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي وفقًا لتقارير الأمم المتحدة الأخيرة. يرتفع هذا العدد خلال فترات الجفاف أو الصراع.
ولفت إلى أن سوء الوصول إلى المياه يؤدي إلى الحد مما يمكن للمزارعين زراعته وكميته. وقال "تفشل المحاصيل بشكل متكرر، وتتأثر الثروة الحيوانية، مما يؤدي إلى انخفاض توافر الغذاء وارتفاع الأسعار. ويزيد الاعتماد على أنظمة الري غير المستدامة والمحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه مثل القات من تفاقم المشكلة".
ويرى المزارعون مثل رنا تقدمًا ملحوظاً في جهود حصاد مياه الفيضانات وتحسينات البنية التحتية، ولكن البلاد بحاجة ماسة إلى حلول مائية مستدامة لتحقيق استقرار في الإنتاج الغذائي.
توضح رنا: "نفذ مشروع IWRM-ERA التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي العديد من التدخلات في منطقتنا، مثل بناء الجدران الاستنادية وتحسين الوصول إلى المياه. تساعد هذه الجدران على التحكم في مياه الفيضانات، مما يمنعها من إتلاف الأراضي الزراعية. كما أنها تساعدنا على جمع مياه الأمطار التي نستخدمها لري الأشجار والمحاصيل. وقد أدى هذا إلى نمو ملحوظ في أشجارنا وزيادة إنتاج المحاصيل".
ويرى التقرير أن الفقر يعد سببًا ونتيجة لأزمة المياه في اليمن. حيث يعيش حوالي 80% من سكان اليمن تحت خط الفقر، ويعتمد معظمهم على الزراعة والموارد الطبيعية من أجل البقاء.
في المناطق التي تعاني من ندرة المياه -وفق التقرير- تواجه الأسر خيارات مستحيلة بين شراء الطعام، أو الوصول إلى المياه، أو إرسال الأطفال إلى المدرسة.