سواليف:
2025-10-18@12:31:40 GMT

العنف الجامعي.. الأسباب والحلول

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

#العنف_الجامعي.. الأسباب والحلول

بقلم: الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

تُعدّ ظاهرة العنف الجامعي من أبرز التحديات التي تواجه منظومتنا التعليمية في الأردن، لما تخلّفه من آثار سلبية عميقة على البيئة الأكاديمية والسلم المجتمعي، ولِما تُحدثه من تشويهٍ لصورة الجامعة بوصفها منارةً للعلم والمعرفة وبناء الشخصية الواعية.

فعندما تتحول بعض الجامعات إلى ساحاتٍ للمشاجرات والعصبيات، يختلّ الدور الأساس الذي وُجدت من أجله الجامعة، وهو إعداد جيلٍ مؤهل علمياً، ناضج فكرياً، مؤمنٍ بالحوار والتسامح واحترام الآخر.

إنّ ظاهرة العنف الجامعي ليست حدثاً عابراً، بل هي نتيجة تراكمات اجتماعية وتربوية واقتصادية وثقافية. فبعض الطلبة لا يزالون يحملون إلى الحرم الجامعي انتماءاتهم العشائرية أو المناطقية، فيتعاملون مع أي خلاف بسيط على أنه قضية جماعية تمسّ “الهيبة” أو “الكرامة”، لتُستحضر العصبيات على حساب القيم الجامعية وروح المواطنة. وفي الوقت ذاته، يبرز ضعف الدور التربوي والإرشادي داخل الجامعات، إذ يفتقر كثير منها إلى منظومة إرشاد نفسي واجتماعي فاعلة، تُساعد الطلبة على التعامل مع الضغوط والمشكلات بطريقة ناضجة بعيداً عن الانفعال والعنف.

مقالات ذات صلة بعد عامين …! 2025/10/18

وتُفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية هذا المشهد، إذ يعيش عدد من الطلبة تحت وطأة القلق من المستقبل وضبابية فرص العمل، مما يولّد لديهم شعوراً بالإحباط والعجز، قد ينعكس سلوكاً عدوانياً أو رفضاً غير منطقي للواقع. كما يسهم غياب الأنشطة اللامنهجية الفاعلة في تفاقم المشكلة، فحين تغيب المساحات التي تسمح بتفريغ الطاقات الإيجابية عبر الثقافة أو الفن أو الرياضة، يبحث الطلبة عن بدائل خاطئة للتعبير عن ذواتهم، فتظهر السلوكيات السلبية كرد فعل نفسي واجتماعي.

ومن الأسباب كذلك ضعف تطبيق الأنظمة والتعليمات داخل الجامعات، فحين يشعر الطلبة بأن العدالة غير متحققة أو أن القوانين تُطبّق بانتقائية، تفقد الإدارة الجامعية هيبتها، ويُفسح المجال للفوضى والعنف. وعندها يصبح الانضباط مسألة مزاجية لا مؤسسية، ما يُهدد استقرار البيئة التعليمية بأكملها.

ومع ذلك، فإن مواجهة العنف الجامعي ممكنة إذا ما تكاملت الجهود بين الجامعات والأسر والمجتمع والإعلام. فالمطلوب أولاً تعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر من خلال دمج قيم المواطنة والتسامح والتفكير النقدي في المناهج الدراسية والأنشطة الجامعية. كما ينبغي تفعيل الأنشطة الطلابية الهادفة التي تُعيد للجامعة دورها التربوي والاجتماعي، وتمنح الطلبة مساحة آمنة للتعبير عن آرائهم وتنمية روح القيادة والعمل الجماعي.

كذلك لا بد من تطبيق القوانين بعدالة وشفافية، لأن القانون هو الضامن الحقيقي لكرامة الجميع، وصرامته في مواجهة مظاهر العنف تحمي المؤسسة وطلبتها على حد سواء. وفي الإطار نفسه، يجب تعميق الانتماء الوطني عبر برامج توعوية تُرسّخ الهوية الأردنية الجامعة، وتُعلي من قيمة المواطنة على العصبيات الضيقة. كما أن تفعيل دور الإرشاد النفسي والاجتماعي أمر أساسي، من خلال تزويد الجامعات بكوادر مؤهلة قادرة على التعامل مع الطلبة ذوي المشكلات السلوكية أو النفسية الخاصة، ومساعدتهم على تجاوز أزماتهم بطرق بنّاءة.

ولا يقلّ عن ذلك أهميةً الدورُ الذي يجب أن يضطلع به الإعلام والمجتمع المحلي، في تصحيح الصور النمطية السائدة، وتسليط الضوء على النماذج الطلابية الإيجابية، وبناء خطابٍ إعلامي يُعزز السلم المجتمعي والاحترام المتبادل داخل الحرم الجامعي وخارجه.

إنّ الجامعة ليست مجرد قاعاتٍ للتدريس، بل هي بيئة لصناعة الوعي وبناء السلوك والمسؤولية. ومحاربة العنف داخلها تبدأ من إعادة الاعتبار لقيمة التربية قبل التعليم، ولثقافة الحوار قبل الصدام. وعندما يسود الاحترام والتسامح والانتماء الوطني بين أبنائها، تزدهر الجامعات، وتعلو راية العلم والمعرفة، ويترسخ الأمن الفكري والاجتماعي في ربوع الوطن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: العنف الجامعی

إقرأ أيضاً:

جامعة أسوان تناقش خطة الأنشطة الطلابية للعام الجامعي الجديد

عقد مجلس شؤون التعليم والطلاب بجامعة أسوان، اليوم، جلسته رقم (139) برئاسة الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس الجامعة، وبحضور وكلاء الكليات لشؤون التعليم والطلاب وأعضاء المجلس.

واستهل المجلس جلسته بالوقوف دقيقة حدادًا على روح الدكتور عبد المؤمن عبد الرحيم، وكيل كلية هندسة الطاقة لشؤون التعليم والطلاب، الذي وافته المنية مؤخرًا، تقديرًا لعطائه وجهوده المخلصة في خدمة الجامعة والمجلس.

وخلال الاجتماع، أكد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت حرص الجامعة على مواصلة تطوير المنظومة التعليمية بما يتواكب مع المعايير الأكاديمية الحديثة ويلبي احتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى أن الجامعة تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق التميز الأكاديمي والبحثي من خلال تحديث البرامج الدراسية وتوظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية.

وشدد القائم بأعمال رئيس الجامعة على أهمية الأنشطة الطلابية في بناء شخصية الطالب وصقل مهاراته، موضحًا أن خطة الأنشطة للعام الجامعي 2025-2026 تتضمن دعمًا موسعًا للفعاليات الرياضية والثقافية وريادة الأعمال، بما يسهم في تنمية قدرات القيادة والابتكار لدى الطلاب، وتوفير بيئة جامعية متكاملة تجمع بين التفوق العلمي والمشاركة الفاعلة في الحياة الجامعية.

كما ناقش المجلس عددًا من الموضوعات المهمة، منها انتظام العملية التعليمية مع بداية العام الدراسي، وآليات دعم الطلاب أكاديميًا ونفسيًا، وسبل تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية محليًا ودوليًا، إلى جانب التوسع في تنفيذ الأنشطة الطلابية بمختلف الكليات.

وفي ختام الجلسة، وجه رئيس الجامعة الشكر لأعضاء المجلس على جهودهم المتواصلة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الإنجازات التي تصب في مصلحة العملية التعليمية وتدعم طلاب الجامعة في مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • جامعة أسوان تناقش خطة الأنشطة الطلابية للعام الجامعي الجديد
  • جامعة قناة السويس تتابع جودة الخدمات الغذائية المقدمة لطلاب المدينة الجامعية
  • مشاجرة الجامعة الأردنية.. فصل نهائي لعدد من الطلبة
  • المشاجرات الجامعية .. نتيجة فشل في قولبة الشخصية
  • العنف الجامعي مسؤولية مشتركة تتطلب حلولًا جذرية
  • البناء الوطني يدين مشاجرة الجامعة الأردنية … بيان
  • عاجل | الجامعة الأردنية تحيل مجموعة من الطلبة للتحقيق بعد أحداث شغب داخل الحرم الجامعي
  • إعلام هام جدًا من وحدة تنسيق القبول بشأن أسماء الدفعة الأخيرة للقبول الجامعي
  • بنك القاهرة عمان يجدد اتفاقية إصدار البطاقات الجامعية الذكية مع الجامعة الألمانية الأردنية