آخر تحديث: 18 أكتوبر 2025 - 11:04 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي ،السبت،أن المشهد الراهن يقترب من “السقوط الحر” لأسعار النفط، داعيًا إلى ما وصفه بـ”تجميد البذخ الانتخابي وتشكيل خلية أزمة حكومية عاجلة”.واضاف في تصريح صحفي: “سعر خام البصرة الثقيل وصل إلى 59 دولارًا، والمتوسط عند 60، وهذا الانخفاض قد يدفع أسعار النفط إلى حدود 50 دولارًا في الأسابيع المقبلة، وهو مستوى مقلق للغاية.

”ويضيف أن “المطلوب فورًا هو إيقاف الصرف المفرط على الحملات الانتخابية التي تجاوزت حدود المعقول، إذ تُنفق فيها ترليونات الدنانير بلا وعي مالي، في وقت يحتاج فيه البلد إلى إدارة رشيدة لكل دينار.”المرسومي يشير كذلك إلى أن استمرار هذا التراجع قد يؤدي إلى “ارتفاع الدين الداخلي إلى مستويات خطيرة مع نهاية العام، تصل إلى ثلاث مراتب عشرية”، محذرًا من أن الأزمة ليست محاسبية بل هيكلية، وقد تتحول سريعًا إلى أزمة سيولة تضغط على الرواتب والاستثمارات معًا.وفي هذا السياق، يرى الخبير الاقتصادي منار العبيدي أن التراجع الحالي في الأسعار “ليس أزمة طارئة، بل اختبارٌ للبنية الريعية نفسها”، موضحًا أن “العجز المالي الذي قد يلوح في الأفق لا يعود إلى انخفاض الأسعار فحسب، بل إلى غياب التخطيط المالي بعيد المدى”.ويضيف: “المشكلة لا تُقاس بسنة مالية واحدة، بل بمدى استعداد الدولة لإدارة عقدٍ كامل من الصدمات الاقتصادية. الحكومة لا تملك صندوق سيادي، ولا نظام ادخار حقيقي، ولا آلية تحوّط ضد الأزمات.”العبيدي يرى أن استمرار الوضع الراهن سيدفع الحكومة إلى إجراءات اضطرارية، مثل مبادلة الديون بالأصول العامة أو تأجيل صرف الرواتب أو رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وهي خطوات تمثل إدارة قصيرة المدى للعجز أكثر من كونها حلولًا مستدامة.التجارب المقارنة تقدم صورة واضحة عن اتجاهات السياسة الاقتصادية. فحين انهارت أسعار النفط عام 2014، لجأت فنزويلا إلى طباعة العملة وتمويل العجز بالديون، فانهارت عملتها ودخلت في تضخم مفرط. في المقابل، واجهت السعودية والإمارات الأزمة نفسها بإنشاء صناديق سيادية وتنويع اقتصادي منضبط.أما العراق، فبقي في منطقة رمادية: لا يملك مرونة مالية كالدول الغنية ولا قاعدة إنتاجية كالاقتصادات الصناعية.يشير العبيدي إلى أن “العراق ما يزال يعالج الأزمات بالأدوات نفسها التي أنتجتها”، وأن الاستجابة اللحظية أصبحت بديلًا عن الرؤية الاستراتيجية. كل تراجع في الأسعار يدفع إلى الاقتراض، وكل ارتفاع مؤقت يعيد الإنفاق إلى سابق عهده، وكأن الدرس لا يُستوعب أبدًا.تُظهر القراءة الاقتصادية المتكاملة أن انخفاض أسعار النفط الحالية ليس مجرد أزمة مالية مؤقتة، بل إنذار استراتيجي لنموذجٍ لم يعد صالحًا للاستمرار. فالدولة التي تبني موازناتها على مورد واحد، وتُهدر فوائضها في مواسم الرخاء، لا تملك أدوات حماية في فترات الانكماش.وبحسب مراقبين، فإن دعوة نبيل المرسومي لتشكيل خلية أزمة، وتحليل منار العبيدي لقصور التخطيط المالي — كلها تصب في نقطة واحدة: أن العراق يحتاج إلى إعادة تعريف علاقته بالنفط، من مصدر ريعي للإنفاق إلى رافعة تنموية للانتقال نحو اقتصاد إنتاجي متنوع.ويبقى السؤال الأخطر الذي يواجه صناع القرار اليوم: هل يتعامل العراق مع النفط كـ”مورد مؤقت” يُستثمر لبناء المستقبل، أم كـ”مورد دائم” يُستهلك في الحاضر؟الإجابة على هذا السؤال، لا على الأسعار، هي التي ستحدد ما إذا كانت الموازنة القادمة بداية التعافي أم الفصل الأول في أزمة ممتدة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع عالميا مع ترقب لقمة ترامب وبوتين وتأثيرها على سوق الطاقة

شهدت أسعار النفط عالميا تراجعا محدودا خلال التداولات المبكرة من صباح اليوم الجمعة، في ظل حالة من الحذر وعدم اليقين التي تسود الأسواق العالمية بشأن مستقبل إمدادات الطاقة، على خلفية مستجدات جيوسياسية واقتصادية متلاحقة.

وجاء هذا التراجع عقب الإعلان عن اتفاق مفاجئ بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد قمة مرتقبة في العاصمة المجرية بودابست خلال الأسبوعين المقبلين، لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط مخاوف روسية متزايدة من احتمال تصعيد الدعم العسكري الأمريكي لكييف.

تحركات الأسعار

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 8 سنتات بواقع 0.13% لتسجل 60.98 دولارا للبرميل، كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 9 سنتات أ ي ما يعهادل 0.16% إلى 57.37 دولارا للبرميل.

وعلى مدار الأسبوع، يُتجه الخامان القياسيان إلى تسجيل خسائر تقترب من 3%، وسط توقعات بزيادة كبيرة في المعروض النفطي العالمي خلال الأعوام المقبلة، بحسب ما أوردته وكالة الطاقة الدولية، التي حذّرت من احتمال حدوث فائض كبير في السوق بحلول عام 2026، ما قد يفرض ضغوطًا هبوطية على الأسعار.

قمة مرتقبة وتأثيرات محتملة

القمة المقررة بين ترامب وبوتين تأتي في توقيت حساس، وقد يكون لها تأثير مباشر على موازين القوى في الحرب الأوكرانية وعلى ديناميكيات سوق الطاقة، في حال أسفرت عن اتفاقات أو تفاهمات قد تؤثر في حجم الإمدادات أو التحالفات الدولية.

تحريك أسعار الوقود في مصر

وفي سياق محلي، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية عن تعديل جديد في أسعار المنتجات البترولية، اعتبارًا من السادسة صباح اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، استنادًا إلى قرار لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية، الذي يُعد الثاني من نوعه خلال العام الجاري، وتهدف هذه الخطوة إلى تقليص فجوة دعم الطاقة ومواكبة التغيرات في الأسعار العالمية.

وجاءت الأسعار الجديدة على النحو التالي سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 4 أبريل المنتج السعر الجديد (جنيه/لتر) السعر السابق(جنيه/لتر)
بنزين 95 21.00 19.00
بنزين 92 19.25 17.25
بنزين 80 17.75 15.75
السولار 17.50 15.50
غاز تموين السيارات 10.00 جنيه/م3 7.00 جنيه/م3

وتأتي هذه الزيادة في إطار سياسة الإصلاح الاقتصادي التي تتبعها الحكومة المصرية لتقليل أعباء الدعم وتعزيز كفاءة التوزيع والاستهلاك في قطاع الطاقة.

اقرأ أيضاًبعد تعديل سعر البنزين والسولار.. تعريفة ركوب سيارات السرفيس والتاكسي الأبيض بالقاهرة

عاجل| زيادة جديدة في أسعار البنزين والسولار.. تعرف عليها

رسميا.. أسعار البنزين والسولار اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 في محطات الوقود

مقالات مشابهة

  • انشقاقات البعث العراقي.. شهادة من قلب القيادة اليسارية.. كتاب جديد
  • نقابات العراق تهاجم خصخصة وبيع الشركات العامة: تفكيك للقطاع الصناعي العراقي
  • النفط يتراجع عالميا مع ترقب لقمة ترامب وبوتين وتأثيرها على سوق الطاقة
  • النفط يتراجع بعد إعلان ترمب عن قمة مرتقبة مع بوتين لبحث إنهاء حرب أوكرانيا
  • رئيس الوزراء العراقي: ننظر بأهمية إلى مستقبل علاقات التعاون مع الدول أعضاء حلف الناتو
  • رئيس «أرامكو»: العالم يقترب من أزمة نفطية رغم وفرة المعروض الحالية
  • صندوق النقد الدولي يتوقع نمو اقتصاد العراق بنسبة 3.6% العام المقبل
  • عبد الغفار يبحث مع وزير الصحة العراقي تعزيز التعاون بين البلدين في القطاع الصحي
  • وزير الصحة يبحث مع نظيره العراقي تعزيز التعاون بين البلدين في القطاع الصحي