عائشة السعيدية.. نموذج ملهم في ساحة التحكيم الرياضي
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
مريم البلوشية
أصبح اسم الحكمة الدولية عائشة بنت سعيد السعيدية علامة مضيئة في سجل الرياضة العُمانية، بعد أن نجحت في أن تكون من أوائل النساء العُمانيات اللاتي حققن حضورًا فاعلًا في مجال التحكيم الرياضي على المستوى الدولي، في لعبة تُعرف بدقتها وسرعة إيقاعها مثل كرة الطاولة. منذ انطلاقة مسيرتها في عام 2016، استطاعت السعيدية أن تشق طريقها بثبات واجتهاد حتى وصلت إلى مصاف النخبة، حاصلة على الشارة الزرقاء الدولية من الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، وهي من أعلى درجات التصنيف التحكيمي في هذه اللعبة عالميًا.
لم تكن مسيرتها خالية من التحديات، لكنها جاءت ثمرة إصرار وجهد متواصل، فقد شاركت في تحكيم العديد من البطولات الإقليمية والدولية التي أكسبتها خبرة واسعة وثقة كبيرة في إدارة المنافسات على أعلى المستويات، وبفضل كفاءتها العالية وحضورها المميز أصبحت تمثل سلطنة عُمان في أكبر المحافل الرياضية، وتُعد اليوم واحدة من الوجوه النسائية العُمانية التي ترفع اسم الوطن في الميدان الرياضي العالمي.
وتستعد السعيدية في أكتوبر الحالي لخوض استحقاقات جديدة، حيث تم اختيارها ضمن قائمة الحكام المشاركين في البطولة الآسيوية البارالمبية التي تستضيفها الصين، تعقبها مشاركتها في بطولة العالم البارالمبية للنخبة في فرنسا، ما يؤكد الثقة الدولية التي تحظى بها، ويعكس المكانة المتقدمة التي وصلت إليها المرأة العُمانية في مجال التحكيم الرياضي.
وتُجسد عائشة السعيدية نموذجًا ملهمًا للمرأة العُمانية الطموحة التي تجاوزت التحديات لتصل إلى الأحداث الرياضية العالمية، فهي تمثل اليوم صوت المرأة العُمانية في ميادين الرياضة الدولية، ودليلًا حيًا على أن الحضور النسائي في الرياضة العُمانية أصبح عنوانًا للجدارة والتميز، ومظهرًا من مظاهر التطور الذي تشهده سلطنة عُمان في تمكين المرأة وتعزيز حضورها في كافة المجالات.
سجل تحكيمي متميز
وحول تجربتها في الوصول إلى مكانتها على الساحة العربية والدولية في التحكيم، قالت الحكمة الدولية عائشة السعيدية: الوصول إلى هذه المكانة جاء بعد سنوات من العمل المتواصل في مجال التحكيم منذ عام 2016، وخوض العديد من البطولات المحلية والإقليمية والدولية التي وفرت لي الخبرة العملية الضرورية لإدارة المباريات وفق أعلى المعايير الدولية، وركزت منذ البداية على متابعة كل جديد في قوانين كرة الطاولة والتقنيات التحكيمية الحديثة، وحضرت الدورات التدريبية وحلقات العمل التي تنظمها الاتحادات الدولية والإقليمية، إضافة إلى متابعة البطولات الكبرى للاستفادة من خبرات الحكمات والحكام ذوي الخبرة، وهذا ساعد على تطوير مهاراتي وزيادة القدرة على اتخاذ القرارات بسرعة ودقة أثناء المباريات، ومع مرور الوقت أصبح لديّ القدرة على إدارة المباريات بثقة وهدوء، ما مكّنني من تمثيل سلطنة عُمان في البطولات العربية والدولية، وبناء سجل متميز من الخبرة والاحترافية في مجال التحكيم الرياضي.
تجربة غنية بكل المقاييس
وعن تأثير مشاركاتها المتواصلة في البطولات العالمية على مستوى التحكيم العُماني، أكدت السعيدية أن المشاركة في البطولات العالمية والإقليمية كانت دائمًا تجربة غنية بكل المقاييس، ليس فقط من ناحية إدارة المباريات، بل من ناحية فهم المستوى الاحترافي المطلوب على الساحة الدولية، وكل بطولة كانت تحضرها تمنحها فرصة لمقارنة أساليب التحكيم المختلفة، والتعرف على أحدث اللوائح والقوانين والتقنيات المعتمدة عالميًا، وهذا التجاوب مع المعايير الدولية ساعدها على تطوير مهاراتها، وتحسين طريقة اتخاذ القرارات أثناء المباريات، سواء في البطولات المحلية أو الدولية، ما ينعكس مباشرة على مستوى التحكيم العُماني بشكل عام.
وتابعت السعيدية: هذه المشاركات منحتني القدرة على نقل الخبرات التي اكتسبتها إلى الحكام الآخرين في سلطنة عُمان والدول العربية، سواء عبر تبادل الملاحظات أثناء الدورات التدريبية أو عبر التوجيه العملي أثناء البطولات، وأرى أن هذا النوع من الخبرة العملية له أثر مزدوج؛ فهو يرفع مستوى الأداء الشخصي للحكم، وفي الوقت نفسه يساهم في تعزيز سمعة التحكيم العُماني والعربي على الخارطة الدولية.
وأشارت السعيدية إلى أن التجارب الدولية تمنح فهمًا أعمق لثقافات مختلفة في الرياضة وكيفية التعامل مع اللاعبين والإدارات المختلفة، وهو جانب مهم جدًا لأنه يعكس الاحترافية والمرونة في اتخاذ القرارات الصعبة خلال المباريات، ومع كل مشاركة جديدة أشعر أنني أصبحت أكثر قدرة على الإسهام في تطوير التحكيم بشكل عام، وإبراز قدرة المرأة العُمانية على الحضور والتألق في المجالات الرياضية العالمية.
المشاركات المقبلة
وحول استعدادها للمشاركات المقبلة، قالت السعيدية: سأشارك في بطولتين عالميتين للبارالمبية، الأولى في الصين والثانية في فرنسا، وهما بطولتان تختلفان تمامًا عن المشاركات السابقة، لأنهما تتبعان قوانين خاصة بالبارالمبية، لذلك بدأت التحضير مبكرًا، وأدرس القوانين بدقة كبيرة، وأراجع كل التعديلات التي تم إدخالها مؤخرًا، لأن أي تفصيل صغير يمكن أن يؤثر على قرارات التحكيم أثناء المباريات، كما أتابع فيديوهات للبطولات السابقة للاطلاع على أساليب اللاعبين ونظام البطولة، وذلك يساعدني على توقع المواقف المختلفة خلال المباريات والتعامل معها بطريقة صحيحة. بالإضافة إلى ذلك، أقوم بمحاكاة بعض المواقف التحكيمية التي قد تحدث أثناء المباريات وأراجع قرارات مشابهة لتكون لديّ القدرة على اتخاذ القرار بسرعة ودقة.
وأوضحت السعيدية أن الحكام الذين يديرون مثل هذه البطولات يجب أن يكون لديهم خبرة واسعة وتجارب دولية متعددة، لأن هذه البطولات تتطلب فهمًا عميقًا للاعبين وظروفهم الخاصة أثناء المنافسة، وهي فخورة بكونها المرأة العربية الوحيدة التي ستشارك في هذه البطولات، ما يمثل فرصة لتمثيل المرأة العُمانية بشكل مشرف على المستوى الدولي.
أبرز التحديات
تحدثت السعيدية عن أبرز التحديات التي واجهتها خلال مشوارها في التحكيم الدولي لكرة الطاولة، قائلة: بدأت مسيرتي في التحكيم منذ عام 2016، ومنذ عام 2018 بدأت المشاركة في البطولات الدولية والعالمية، وحتى الآن لم أتلقَّ أي دعم مالي، سواء من الاتحاد العُماني لكرة الطاولة أو من شركات أو مؤسسات حكومية، إذ كنت دائمًا أتحمل تكاليف مشاركتي بالكامل من مصاريف السفر والتذاكر.
وأوضحت أن النظام الحالي يلزم الاتحاد الدولي لكرة الطاولة بتغطية تكاليف السكن والتغذية خلال البطولة، لكن الاتحاد العُماني لا يتكفل بأي شيء من هذه التكاليف، ومن أكبر التحديات التي أواجهها حجز التذاكر، خاصة عندما تتقارب مواعيد البطولات، ففي بعض الأحيان تكون الفواصل بين بطولتين أسبوعين أو شهرًا فقط، ما يضطرني لحجز التذاكر مسبقًا على حسابي الخاص، مع ارتفاع أسعارها الذي يشكل عبئًا إضافيًا.
وأضافت السعيدية: هذه التحديات لا تقلل من عزيمتي، لكنها توضح أهمية وجود دعم مؤسسي ومجتمعي للمرأة العُمانية في الرياضة، سواء عبر توفير التغطية المالية للمشاركات الدولية أو تسهيل إجراءات السفر، بحيث يمكن للحكام العُمانيين والعُمانيات التركيز على تطوير مهاراتهم والارتقاء بمستوى التحكيم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
رسالة للفتيات الطموحات
وقدمت السعيدية رسالة للفتيات الطموحات اللواتي يسعين لإثبات حضورهن في المجالات الرياضية، مؤكدة أن الطريق نحو التميز يتطلب التزامًا مستمرًا وتطويرًا دائمًا للمهارات.
وأوضحت السعيدية أن الرياضة تحتاج إلى صبر ومثابرة، وأن التحديات التي قد تواجه الفتيات، سواء من ناحية الفرص أو صعوبة الحصول على التجارب العملية، يمكن تجاوزها بالاجتهاد والمثابرة والمشاركة الفاعلة في جميع الأنشطة الرياضية المتاحة.
وقالت السعيدية: أشجع الفتيات على متابعة كل جديد في تخصصهن، وحضور الدورات التدريبية وحلقات العمل، والمشاركة في البطولات المختلفة لاكتساب الخبرة، فالتجربة العملية تمنح القدرة على التعامل مع مختلف المواقف أثناء المنافسات، سواء على مستوى الأداء أو التحكيم أو الإدارة الرياضية، وتساعد في بناء شخصية رياضية قوية ومهنية.
وأضافت: حضور المرأة في الرياضة ليس مجرد مشاركة، بل رسالة واضحة عن قدرة المرأة العُمانية على المنافسة والتميز، وكل مشاركة في البطولات الوطنية أو الدولية تساهم في رفع مكانة المرأة العُمانية، وتُظهر أن لديها القدرة على التمثيل الاحترافي والوصول إلى أعلى المستويات، والفتيات العُمانيات لديهن الإمكانات والقدرة على التطور وتحقيق إنجازات ملموسة إذا واصلن التعلم واكتساب الخبرات من كل فرصة يمررن بها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المرأة الع مانیة أثناء المباریات التحکیم الریاضی فی مجال التحکیم لکرة الطاولة فی البطولات فی الریاضة القدرة على
إقرأ أيضاً:
يويفا يخطط لتغيير جذري في مجال حقوق بث المباريات
يعتزم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إحداث تغييرات وُصفت بمثابة "تغير تاريخي" فيما يتعلق بحقوق بث مباريات بطولاته المختلفة، خاصة دوري أبطال أوروبا.
ومن أبرز هذه التغييرات التي نوقشت خلال الجمعية العامة الـ32 لرابطة الأندية الأوروبية في روما إطلاق حزمة عالمية حصرية للبث عبر الإنترنت تنطلق بدءا من موسم 2027-2028.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2داني أولمو.. لاعب زجاجي جديد في برشلونةlist 2 of 2فينيسيوس ملاحق قضائيا بالبرازيل بسبب حفل عيد ميلادهend of listومن خلال هذه الحزمة سيتم نقل مباراة واحدة كاملة في كل جولة على منصة رقمية، وهي خطوة تتماشى مع الاتجاهات الحديثة في استهلاك المحتوى وتوسيع الانتشار العالمي لكرة القدم الأوربية، وفق ما ذكر صحيفة "أبولا" البرتغالية.
????????| NEW: UEFA will change how Champions League TV rights are sold from 2027. ????????
Streamers like Netflix can bid across countries, with possible global deals and longer contracts aimed at boosting revenue and reach.
[@Bloomberg] pic.twitter.com/3MAiRPo6mC
— Goals Side (@goalsside) September 25, 2025
ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه منصات البث الرقمي في الاهتمام أكثر بالمجال الرياضي بشكل عام رغم أن بث الأحداث الرياضية لا يزال محدودا بحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية.
وتُعد منصة "نتفليكس" الشهيرة صاحبة الخطوة الكبرى الأولى في هذا المجال من خلال إنتاج مسلسلات وأفلام رياضية، أبرزها السلسلة الشهيرة "القيادة من أجل البقاء" (Drive to Survive) التي انطلقت عام 2019 ووصلت إلى موسمها السابع حاليا.
وقالت دانييلي فيليينا مديرة المشاريع والعمليات في وكالة "إند تو إند" إن "دخول نتفليكس عالم البث الرياضي يمثل لحظة رمزية للعلامة التجارية ولصعود الرياضة عموما، ويعكس ذلك الاهتمام العالمي المتزايد بالرياضة من خلال بث الأحداث الرياضية عبر منصة ذات انتشار واسع".
بدوره، قال المختص في التسويق الرياضي رينيه سالفيانو "جاء نمو البث الرقمي نتيجة لعوامل متعددة، فقدرة المنصات الجديدة على توفير وصول سريع ومرن إلى المحتوى الترفيهي والإخباري هي أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع الطلب على هذه الخدمات في البلاد".
إعلانودخلت المنصات العالمية الشهيرة مثل "برايم فيديو" و"آبل تي في" و"ستار بلاس" في منافسة شديدة للحصول على الحقوق الرياضية، علما بأن الثانية تمتلك الحقوق الحصرية للعديد من المنافسات الرياضية، أبرزها الدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم.
وبحلول صيف عام 2027 -وهو الموعد المحدد لتطبيق النموذج الجديد لحقوق البث- يتوقع "يويفا" أن تبلغ الإيرادات السنوية نحو 4.4 مليارات يورو عن كل موسم من مسابقاتها، بما في ذلك دوري الأبطال والدوري الأوروبي ودوري المؤتمر وكأس السوبر الأوروبي.