بعد انقطاع شهور.. صلاة الجمعة في غزة على أنقاض المساجد
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
أقام مئات الفلسطينيين بقطاع غزة، اليوم الجمعة، أول صلاة جمعة بعد انقطاع دام عدة شهور، وذلك على أنقاض مساجد دمرتها إسرائيل، وأخرى تضررت جزئيا خلال حرب الإبادة الجماعية التي استمرت عامين.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، دمرت إسرائيل 835 مسجدا بالكامل، كما تعرض أكثر من 180 مسجدا لأضرار جزئية، بينها مساجد تاريخية تمت تسويتها بالأرض وذلك بسبب القصف الإسرائيلي الذي لم يستثنِ حتى المساجد ودور العبادة في القطاع.
ورصد مراسل الأناضول مصلين يجتمعون على أطلال مساجد بعد أن أزالوا بعض الركام بأيديهم وفرشوا أقمشة بسيطة للصلاة، ورفعوا الأذان لإحياء شعائر يوم الجمعة في أحياء صمتت فيها المآذن عدة أشهر.
وألقى الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة خلال عامين من حرب الإبادة، ما تسبب بتدمير نحو 90% من البنية التحتية للقطاع ونزوح قرابة مليوني مدني قسرا من بيوتهم التي دمرت كلها تقريبا.
وقال المواطن غالب النمر للأناضول "بعد أشهر من الحرمان عدنا نصلي في المسجد ولو بين الركام، فمجرد الوقوف هنا يمنحنا طمأنينة بعد ما عشناه من تعب الحرب وفقدان الأحبة"، وأضاف "شعورنا لا يوصف، من المتعة، ونحن نجلس في بيت الله".
وقال أبو عاصي، أحد سكان القطاع، إنه بعد شهور طويلة مرت دون صلاة جماعة في المسجد، فإن هذا اليوم يعد "يوما مباركا لاجتماع الناس مجددا للصلاة ولو على أنقاض المساجد التي دمرتها الغارات الإسرائيلية".
ومنذ اندلاع حرب الإبادة دمر الاحتلال جل مساجد غزة مثل المسجد العمري الكبير بمدينة غزة ومسجد السيد هاشم في حي الدرج ومسجد كاتب الولاية والمسجد العمري في جباليا.
كما دمر الاحتلال كنائس غزة على غرار كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية وكنيسة العائلة المقدسة وهي الكنيسة الوحيدة في مدينة غزة وكنيسة المعمداني.
إعلانوتأتي عودة صلاة الجمعة في القطاع عقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد عامين من حرب الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل، وخلّفت نحو 68 ألف شهيد و170 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات حرب الإبادة
إقرأ أيضاً:
نادي الأسير: قضية جثامين الشهداء المحتجزة شاهد على الجرائم التي مارسها الاحتلال بعد حرب الإبادة
رام الله - صفا
قال نادي الأسير الفلسطيني، إن الشواهد الأولية التي نقلها الأطباء في قطاع غزة بعد تسليم الاحتلال لـ120 جثماناً تؤكد أن العديد منهم جرى إعدامهم بعد اعتقالهم، وقد يكون بينهم أسرى اعتقلوا داخل معسكرات الاحتلال.
وأشار النادي، في بيان اليوم الخميس، إلى أن العديد من الجثامين ما زالت عليها قيود اليد، كما تظهر على البعض علامات استخدام القماش الذي كان يعصب أعين المعتقلين من قبل جيش الاحتلال، إلى جانب آثار التعذيب، والحرق، والتنكيل، والتعرض للدهس بواسطة مجنزرات الاحتلال.
وتابع "تضيف هذه المعطيات إلى دلائل سرقة أعضاء الشهداء، وهو نهج متكرر للاحتلال، وفق ما أكد الأطباء الذين عاينوا الجثامين بعد استلامها. وتشكل هذه الأدلة جميعها جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأضاف النادي أنه على مدار عامين من حرب الإبادة، تم التأكيد على أن عشرات معتقلي غزة ارتقوا شهداء وما زالوا رهن الإخفاء القسري، ومن بينهم من تم إعدامه ميدانياً بعد اعتقاله وقبل نقله إلى مراكز الاعتقال. وتمتد هذه الجرائم حتى بعد تسليم الجثامين، في ظل التعقيدات الكبيرة للتعرف على هوياتهم، وبعد مرور عامين وشهور على احتجازهم داخل ثلاجات الاحتلال.
ولفت إلى أن احتجاز جثامين الشهداء، بما فيهم الأسرى الذين استشهدوا داخل السجون، يُعد إحدى أبرز الجرائم المستمرة للاحتلال على مدار عقود، كأداة للهيمنة والسيطرة الاستعمارية على أجساد الفلسطينيين بعد قتلهم.
وأكد النادي أن هذه الممارسات تشكل جزءاً من حرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا في غزة وأسرانا في سجون الاحتلال، واستمراراً لسجل تاريخي، حيث تبرز "دولة" الاحتلال كجهة وحيدة تشرع قوانين وتصدر قرارات سياسية لاحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين والتمثيل بهم، رغم الحظر الواضح الذي تفرضه القوانين الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني على هذه الممارسات، مما يعكس إدراك الاحتلال أنه دولة فوق القانون وخارج نطاق المحاسبة والمساءلة.
وجدد نادي الأسير مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية بالضغط الجدي على الاحتلال للإفراج الفوري عن جثامين الشهداء لذويهم، والكشف عن هويات الأسرى الشهداء الذين ما زالوا رهن الإخفاء القسري.
كما طالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه التي تعدت القدرة على توصيفها، مشدداً على أن إعلان وقف الحرب يفتح الباب أمام معالجة أبرز القضايا التي أفرزتها حرب الإبادة، وهي قضية المفقودين، والأسرى والمعتقلين الذين ما زالوا رهن الإخفاء القسري في سجون ومعسكرات الاحتلال، والذين يتعرضون لشكل آخر من أشكال الإبادة.
يذكر أن الاحتلال يحتجز 86 جثماناً لأسرى استشهدوا في السجون، بينهم 75 بعد حرب الإبادة الأخيرة، وفق توثيق مؤسسات الأسرى.