كيف تملك الدنيا كلها؟.. علي جمعة: بـ 6 كلمات أكثروا ترديدها
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
يعبر السؤال عن كيف تملك الدنيا كلها ؟، حلم ومطمح الكثيرون ، فطالما كان الإنسان حيًا فإنه يسعى باستمرار إلى طلب الدنيا وما فيها من أرزاق أيًا كانت أنواعها من مال وبنين وذهب وفضة وقناطير مقنطرة، فهكذا حال الإنسان في الدنيا الغرورة المزينة لإغوائه دائمًا، وهذا ما يبين أهمية سؤال كيف تملك الدنيا كلها ؟، وأيًا كان دافعه فضولاً أو معرفة لكسبها فإن إغراء امتلاك الدنيا يظل مطلوبًا ومؤثرًا ومن ثم يطرح سؤال كيف تملك الدنيا كلها ؟.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم -، أن هناك ست كلمات بها تستطيع أن تملك الدنيا كلها.
و أوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: كيف تملك الدنيا كلها ؟ ، أنه ينبغي على الإنسان أن يحرص على أن تكون علاقته مع الله سبحانه وتعالى مبنية على التوكل والتسليم والرضا عن الله عز وجل، مشيرًا إلى أن ذلك كله يتحقق بذكر واحد من ست كلمات، وهو : « لا حول ولا قوة إلا بالله».
و أضاف أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد أوصى بهذه الكلمات ، فقال في الحديث الشريف: «لا حول ولا قوة إلا بالله من كنوز العرش»، لافتًا إلى أن العرش أكبر كائن خلقه الله جل وعلا.
واستطرد: وإن السماوات السبع على اتساعها، كحلقة في صحراء كبيرة، بالنسبة إلى العرش، العرش تخيل أنه أعظم مخلوق حجمًا وقيمةً، فيه كنز، فإذا فتحت هذا الكنز وجدته: لا حول ولا قوة إلا بالله.
و تابع: إذن بهذه الكلمة سنستطيع أن نملك الدنيا، أن نملك حياتنا، أن نعرف كيف نسير؛ بلا متاهة، لا حول ولا قوة إلا بالله، ليست كلمات ترص بجوار بعضها البعض، بل هي منهج حياة، ومنهج تغيير، فهيا بنا نُغَيِّرُ، ما بيننا وبين الله، على حد: لا حول ولا قوة إلا بالله.
لا حول ولا قوة إلا باللهوكانت دار الإفتاء المصرية ، قد أوصت باللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به والإكثار من قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله)، منوهة بأن ذكر (لا حول ولا قوة إلا بالله) هو مفتاح قوة، فالعقيدة تفيد بأن الله سبحانه وتعالى خلاق، حيث خلق كل شيء في الكون، وكذلك لا يكون في كونه إلا ما أراد عز وجل.
وتابعت: بناءً عليه يكون كل شيء بيده سبحانه وتعالى، وليس للإنسان حول ولا قوة، وهنا تكمن حقيقة «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وعظيم ثوابها، لأنها إقرار بحقيقة أساسية في العقيدة، فهي من كنوز الجنة.
وأشارت إلى أنه قد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين المداومة على ذكر الله -تعالى-، والإكثار من قول لا حول ولا قوّة إلا بالله ، وأن يحرص على ترديدها في كلّ أوقاته.
وأردفت: إذ يُسنّ للمسلم قولها في الصّباح، وعند المساء، وعند إقباله على النّوم؛ لتكون حِرزاً لقائلها في يومه فتحميه، وتُخفّف عنه عناء الحياة الدّنيا، وتجعله تحت مرضاة الله -تعالى- وفي كنفه، وتعصمه في ليله وعند نومه من وساوس الشّيطان.
ونوهت بأنه أمرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالمداومة عليها لتستقيمَ حياة المرء، ويطمئنّ بها باله، ولتُعينه على الاستقامة والسّير في الطّريق السّليم، وذلك لأنها تطرد الهمّ والحزن عن صاحبها؛ لأنّ قائلها يستعين بخالقه ويُفوّض الأمر إليه، ويَبْرأ من حوله وقوّته وعجزه إلى حول الله وقوّته وجبروته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الدكتور علي جمعة لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة إلا بالله رسول الله الله علیه علی جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يوضح أنواع العفاف الباطن.. تعرف عليها
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهوري السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن العفافُ الظاهرُ يؤدي إلى العفاف الباطن، وكذلك فإن فقدَ العفافِ الظاهرِ يؤدي إلى فقدِ العفافِ الباطن، والعفافُ الباطن نعني به مجموعةَ الأخلاق التي يصبح بها الإنسانُ إنسانًا.
أنواع العفاف الباطن
وقال عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أن من أنواع العفاف الباطن "الرحمة"، التي نراها مكرَّرة في كلمة الابتداء «بسم الله الرحمن الرحيم»، وفي الحديث: «كلُّ أمرٍ ذي بال لا يُبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر»، وفي رواية: «ببسم الله»، وفي رواية: «بالحمد لله» (الجامع الكبير للسيوطي).
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوَّلية، الذي جعله المحدِّثون أول حديثٍ يعلِّمونه تلاميذهم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» (البخاري)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ» (البخاري).
ومن العفاف الباطن "الحِلْمُ والأناة"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم للأشجِّ عبدِ القيس: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الحِلْمُ وَالأَنَاةُ» (صحيح مسلم). ولقد رأينا أناسًا كثيرين من خلق الله قد فقدوا هاتين الصفتين، وسببُ ذلك أنهم فقدوا العفافَ الظاهر. ولقد بنى المسلمون علومَهم على التدقيق والتحقيق والتثبُّت، وهي صفاتٌ تنبثق عن الحلم والأناة؛ والحلمُ والأناةُ يجعلان الإنسان يرى الحقيقةَ على ما هي عليه، ولا يتسرَّع في تهمة الآخرين، ولا في تأويل تصرُّفاتهم وأفعالهم بصورةٍ ظالمةٍ تخالف الواقعَ والحقيقة، ولا بصورةٍ متحيِّزة.
ولقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن التحيُّز في آياتٍ كثيرة، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8]،
وقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135].
وهذا يقتضي الصدقَ أولًا مع الله ومع النفس، ويقتضي ثانيًا معرفةَ حقيقة الدنيا، وأنها إلى زوال، وأنها مزرعةٌ للآخرة، والآخرةُ هي الحياةُ الحقيقيةُ الدائمة؛ ولذلك نرى أن العفاف الباطني متعلِّقٌ أيضًا بالعقيدة، التي إذا ما فُقِدت فإن الدنيا بأَسْرِها، والأخلاقَ بجملتها، قد لا تعني شيئًا عند الإنسان.