نادر صدقة.. أسير سامري حررته المقاومة الفلسطينية من إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
نادر صدقة، أسير فلسطيني محرر وقيادي بارز في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خطط ونفذ عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.
اعتقل عام 2004 وحكم عليه بالسجن 6 مؤبدات و45 عاما بعد أن وجه له الاحتلال 35 تهمة، وكان الأسير الوحيد في سجون الاحتلال الذي ينتمي إلى الطائفة السامرية، وصنفته إسرائيل بأنه "خطير".
أفرج عنه في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2025، ضمن صفقة تبادل الأسرى التي انبثقت عن اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو الاتفاق الذي يشكل جزءا من خطة شاملة اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع.
المولد والنشأةولد نادر صالح ممدوح صدقة في 12 يونيو/حزيران 1977، على سفح جبل جرزيم في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وتعود أصوله إلى السامريين الذين يعدون أصغر طائفة يهودية في العالم، ويقطنون قمة جبل جرزيم في مدينة نابلس، ويتحدثون اللغة العبرية القديمة إلى جانب اللغة العربية.
والطائفة السامرية في فلسطين تقول إنها من "سلالة بني إسرائيل الحقيقية، وتختلف عن اليهود، وتمتلك النسخة الأصلية من التوراة".
ويعتقد السامريون أنه ليس لليهود حق في مدينة القدس، وتربطهم علاقات متينة مع الفلسطينيين، وشارك العديد منهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
الدراسة والتكوين العلميتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة ابن الهيثم في نابلس، والثانوي في مدرسة الملك طلال في المدينة ذاتها.
وفي عام 1995 التحق بقسم التاريخ والآثار بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، وحصل على درجة البكالوريوس.
التجربة النضاليةبدأ نادر مسيرته النضالية طفلا، إذ كان يلقي الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اقتحامها مدينة نابلس.
وأثناء دراسته الثانوية، انضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشارك في فعالياتها الوطنية.
إعلانولمع نجمه في الجامعة في منتصف التسعينيات من القرن الـ20، حين انخرط في صفوف جبهة العمل الطلابي التقدمية، الإطار الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتحدث باسمها في العديد من المؤتمرات الطلابية.
ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، شارك في المسيرات الوطنية وألقى الحجارة وزجاجات المولوتوف على قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ونظرا لذلك، اختارته الجبهة الشعبية للانضمام إلى جناحها العسكري كتائب الشهيد أبو علي مصطفى.
برز نادر في صفوف الكتائب بتنفيذه عددا من العمليات العسكرية ضد إسرائيل قتل فيها جنودا وضباطا من جيش الاحتلال، وهذا جعله أحد أبرز المقاومين المطلوبين في الضفة الغربية.
عام 2003 اتهمته المخابرات الإسرائيلية بالتخطيط والمشاركة في عملية فدائية في مدينة "بتاح تكفا" وسط إسرائيل قتل فيها 4 جنود إسرائيليين وأصيب آخرون، ردا على اغتيال إسرائيل القائدين بالجبهة الشعبية فادي حنني وجبريل عواد.
وفي الفترة نفسها عينته الجبهة الشعبية قائدا لجناحها العسكري في نابلس، خلفا لرفيقيه في النضال القائدين يامن فرج وأمجد مليطات، اللذين اغتالتهما إسرائيل.
ويقول نادر عن تلك الفترة "لم يكن العمل العسكري خياري، إنما خيار المرحلة، تلك المرحلة التي كنا نسعى فيها للتعبير عن ذواتنا، والدفاع عن قناعاتنا وثوابت وحقوق شعبنا".
الاعتقالطارده الجيش الإسرائيلي عامين، حتى تمكن من اعتقاله في 17 أغسطس/آب 2004، في عملية عسكرية واسعة في مخيم عين بيت الماء غربي نابلس وزج به في أقبية مركز تحقيق "بيتاح تكفا".
وخضع أثناء الاعتقال لتحقيق مكثف وتعذيب، وفي نهايته صدر بحقه حكم بالسجن 6 مؤبدات و45 عاما بعد توجيه 35 تهمة ضده أبرزها الانتماء إلى الجبهة الشعبية والتخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد جنود الاحتلال ومواقع عسكرية إسرائيلية.
ويرى نادر أن الاعتقال صقل تجربته ووسع مداركه ووضعه أمام الحاجة الملحة للإبداع والارتجال واستخراج أعماق الذات والتعرف على قدراته، وهي مهارات من الصعب الحصول عليها في ظرف آخر، حسب قوله.
لقبه أقرانه في الأسر بـ"المفكر"، نظرا لثقافته الواسعة والمحاضرات التي كان يلقيها خاصة في تاريخ القضية الفلسطينية.
ومنذ اعتقاله شارك نادر في جميع إضرابات الحركة الأسيرة احتجاجا على الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى، وكان أحد ممثلي الحركة للتفاوض مع إدارة السجون.
ورغم مناشدات عائلته وشخصيات سامرية بالإفراج عنه، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت ذلك، ومنعت إدراج اسمه في صفقات تبادل أسرى عدة سابقة، بذريعة أنه يمثل خطرا عليها.
كما عزلته قوات الاحتلال في زنزانة انفرادية بتهمة تلقيه رسالة من الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات.
الإفراجأفرج الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير نادر صدقة في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2025 ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، الذي انبثق عن خطة ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وأدرج اسمه في قائمة المبعدين عن الضفة الغربية، التي ضمت أسماء 154 أسيرا من ذوي المؤبدات والأحكام العالية، وأبعد إلى قطاع غزة.
إعلانووجهت قوات الاحتلال تهديدات إلى عائلته ومنعتها من إقامة أي مظاهر احتفال أو الإدلاء بتصريحات إعلامية بشأن الإفراج عنه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الاحتلال الإسرائیلی الجبهة الشعبیة قوات الاحتلال الضفة الغربیة فی مدینة
إقرأ أيضاً:
التحرير الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يقوم بخروقات يومية وأعداد الشهداء في تزايد
أكد الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة ما يزال يتدهور بصورة خطيرة، رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى.
وأوضح خلال مداخلة عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أن خروقات الاحتلال اليومية منذ العاشر من أكتوبر أسفرت عن استشهاد ما يقارب 356 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 900 آخرين، فضلًا عن استمرار التدمير والحصار ومنع دخول المواد الأساسية إلا بكميات محدودة.
وأشار إلى أن هذه التطورات تفرض كارثة إنسانية تتطلب تحركًا عاجلاً، موضحًا أن المرحلة الثانية من الاتفاق تشمل مسؤوليات واضحة للسلطة الوطنية الفلسطينية بالتعاون مع مصر فيما يتعلق بإدخال المساعدات وإعادة الإعمار.
إلزام إسرائيل بوقف الخروقاتوأضاف أبو يوسف أن الخطوة الأكثر إلحاحًا تتمثل في إلزام إسرائيل بوقف الخروقات وتنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل، إلى جانب ضمان دخول المساعدات بشكل مستدام وشامل لجميع سكان القطاع.