مشاهد العنف على الشاشات.. قنابل نفسية تهدد وعي الأطفال والمراهقين | طبيب نفسي يوضح
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أصبحت الشاشات الإلكترونية بمختلف أنواعها نافذة مفتوحة على عوالم مليئة بالعنف والدماء، يتشربها الأطفال والمراهقون دون وعي بخطورتها.
فحين تقدم مشاهد القتل والعدوان في سياق البطولة والانتصار، يندمج المتلقي الصغير معها نفسيًا، حتى يغدو مرتكب العنف في نظره قدوة يحتذى بها.
وقد حذرت دراسات علمية من أن هذا التكرار المستمر للمشاهد العنيفة يحدث تراكما خطيرا في الذاكرة والسلوك، فينتمي النزعة الوحشية ويفقد الفرد إحساسه بالتعاطف مع الضحية، وهو ما تؤكده نتائج دراسات واقعية تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة والعنف بين المراهقين نتيجة الانغماس المفرط في متابعة محتوى إعلامي مشحون بالعنف.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، إن مشاهد الدماء والقتل التي تبثها الشاشات الإلكترونية تُسهم بشكل خطير في تشكيل وعي الأطفال وسلوكهم، إذ تجعلهم يتوحدون مع تلك المشاهد، ويعتبرون أن من يمارس العنف هو البطل الحقيقي.
وأضاف هندي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مع تكرار المشاهدة، تتشبع عقولهم بتلك الصور الدموية وتخزن في ذاكرتهم، فتغرس فيهم أنماطا من السلوك الوحشي الذي يتجاوز حدود العدوانية العادية، لتنتج شخصية فاقدة للضمير، غير قادرة على التعاطف مع الضحايا أو إدراك فداحة الأفعال العنيفة.
وأشار هندي، إلى أن قد أشارت إحدى الدراسات الفرنسية إلى نتائج مقلقة، حيث أظهرت أن المراهقين الذين شاهدوا التلفزيون الفرنسي لمدة أسبوع واحد فقط، وكانت برامجه مليئة بأعمال العنف، ارتكبوا خلال تلك الفترة 576 حالة قتل، و15 حالة اغتصاب، و548 اشتباكا بالأيدي، و419 اشتباكا بالأسلحة، بالإضافة إلى 8 حالات انتحار.
واختتم: "تؤكد هذه الدراسة أن لمشاهدة مشاهد العنف تأثيرا تراكميا خطيرا على المدى الطويل، إذ يزداد أثرها السلبي مع مرور السنوات، وهو ما أثبتته أيضا دراسات سابقة تناولت التأثير النفسي والاجتماعي لمحتوى العنف الإعلامي على الأجيال الناشئة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: واقعة الإسماعيلية جرائم الأطفال تربية الأطفال
إقرأ أيضاً:
أطباء يحذرون.. آثار نفسية وبيولوجية جسيمة لسوء معاملة الأطفال
توصل باحثون من جامعتي فوكوي وهيروشيما في اليابان إلى أن سوء معاملة الأطفال لا يترك آثارا نفسية فحسب بل يمتد تأثيره إلى المستوى البيولوجي أيضا وذلك بتغيير الحمض النووي وبنية الدماغ.
وقام الباحثون بتحليل الجينوم الظاهري، وهو مجموعة من العلامات الكيميائية التي تنظم نشاط الجينات، لدى الأطفال والمراهقين الذين تعرضوا لأنواع مختلفة من الإساءة. وأظهر التحليل أربع مناطق من الميثلة في الحمض النووي — ATE1، SERPINB9P1، CHST11، FOXP1 — مرتبطة بشكل ثابت بالتجارب الإسائية التي تعرض لها الأطفال.
وتعد FOXP1 منطقة مهمة بشكل خاص، إذ تنظم الجينات المسؤولة عن تطور الدماغ، وترتبط الميثلة في هذه المنطقة بتغير حجم المادة الرمادية في القشرة الجبهية الحجاجية، ما يؤثر على العواطف والذاكرة والسلوك الاجتماعي.
وبناء على هذه العلامات، طور الباحثون مقياسا لمخاطر الميثلة يمكنه تحديد الأشخاص الذين لديهم تجربة سابقة بالإساءة من خلال الحمض النووي. وتشير النتائج إلى أن عواقب الصدمة في مرحلة الطفولة تظهر ليس فقط في اضطرابات النمو العاطفي والذاكرة والتكيف الاجتماعي، بل أيضا على المستوى الجزيئي من خلال تغيرات في التعبير الجيني.
وقالت البروفيسورة أكيمي تومودا، رئيسة فريق البحث:"تترك الصدمة في مرحلة الطفولة آثارا طويلة الأمد ليس على الصحة النفسية فقط، بل على بيولوجيا الدماغ أيضا. وفهم هذه الآليات سيساعد في ابتكار طرق للتشخيص المبكر ودعم الأطفال المعرضين للخطر."
ويُعد سوء معاملة الأطفال من أخطر مشكلات الصحة العامة، ويشير مؤلفو الدراسة إلى أن النتائج مهمة ليس للطب فقط، بل أيضا للممارسة القضائية والبرامج الوقائية، حيث يمكن أن تساعد المؤشرات الحيوية في الكشف المبكر عن عواقب الإساءة، وتوجيه العلاج، وتحسين حماية الأطفال.